أحدث الأخبار مع #كاوا


وكالة الأنباء اليمنية
٠٦-٠٤-٢٠٢٥
- رياضة
- وكالة الأنباء اليمنية
الكولومبية كاميلا أوسوريو تحرز لقب بوجوتا للتنس للمرة الثالثة
بوجوتا - سبأ: أحرزت الكولومبية كاميلا أوسوريو (المصنفة 54 عالميا) لقب بطولة بوجوتا الكولومبية لتنس السيدات 2025 للمرة الثالثة، بفوزها على البولندية كاترزينا كاوا (المصنفة 223 عالميا) بمجموعتين دون رد بواقع 6-3 و6-3 مساء اليوم الأحد في المباراة النهائية للبطولة. وكانت أوسوريو تأهلت للمباراة النهائية بتغلبها على الأرجنتينية جوليا رييرا بمجموعتين دون رد بواقع 6 -4 و7 -5 في نصف النهائي، فيما صعدت كاوا للنهائي بفوزها على الأمريكية باريخا جوليتا مجموعتين دون رد بواقع 7 -5 و6 -2 في الدور نصف النهائي. وحققت أوسوريو لقب بطولة بوجوتا للتنس على الملاعب الترابية للمرة الثالثة في مسيرتها وذلك أعوام 2021 و2024 و2025. في المقابل، حققت البولندية كاترزينا كاوا نتائج جيدة خلال البطولة حيث فازت بمباراتين تأهيليتين لتبلغ القرعة الرئيسية للبطولة في بوجوتا قبل أن تفوز بأربع مباريات أخرى لتصل إلى مباراة النهائية. وخاضت كاوا اليوم مباراتها النهائية الثانية في بطولات اتحاد لاعبات التنس المحترفات الثاني بعد عام 2019، عندما حصلت على مركز الوصافة بخسارتها أمام اللاتفية أناستاسيا سيفاستوفا في نهائي بطولة جورمالا اللاتفية للتنس. وعلى الرغم من خسارتها في نهائي بوجوتا، إلا أنه من المقرر أن تتقدم كاوا (البالغة من العمر 32 عاما) 67 مركزا في تصنيف رابطة لاعبات التنس المحترفات الذي سيصدر غدا الاثنين لتحل بالمركز 156 .


حزب الإتحاد الديمقراطي
٢٢-٠٣-٢٠٢٥
- ترفيه
- حزب الإتحاد الديمقراطي
مكانة عيد نوروز (Nûroj) لدى الكُرد قومياً ودينياً
برادوست ميتاني ــ بمناسبة عيدنا العزيز 'نوروز'، أنشر لكم عنه هذا البحث المعرفي الصغير: مكانة وقيمة عيد نوروز ((Nûroj لدى الكرد قومياً ودينياً لعيد نوروز مكانة كبيرة في قلوب الشعب الكردي دينياً وقومياً؛ حيث جبلت شخصيته بها، من جهة، كما أن العيد يعد من قبل الكرد جميعاً تقويماً سنوياً ارتبط بحيثيات حياته الزمنية، من جهة أخرى، كملحمة قومية دينية دخل نوروز في مشاعر الكرد الفيزيائية من حيث الميثولوجيا، ولهذا امتزجت به اسطورة ألا وهي: عندما حمل (كاوا هسنكار 'الحداد') الكردي Kawayê Hesinkarمطرقته وسيفه في وجه الدكتاتور الظالم زهاك (Zihak) ــ في العربية الحنش الضخم أو التنين ــ ليخلص الشعب الآري من استبداده ووحشيته. تقول الملحمة: إن أفعيين اثنين نبتتا على كتفي 'زهاك'، وقد نغَّصا عليه حياته؛ خاصةً عندما كانتا تشعران بالجوع، ولا يقوى الملك على تحمل ذلك. لذا جمع الملك 'زهاك' حوله أطباءه جميعاً لإيجاد علاج له، فأشار أحدهم له إلى أنْ يطعمهما بدماغ شابين في مقتبل عمرهما، لذلك صار الملك يأخذ كل يوم شابين من أسرتين وأحياناً شاب وشابة ويذبحهما ويطعم الأفعيين دماغهما فتهدآن. بمرور الأيام والأشهر ازداد عدد الضحايا، وهذا ما جعل أطباؤه أو حاشيته القائمين على هذا الأمر أن يذبحوا شخص وذلك رأفة بالشباب ويُخفوا الآخر في الجبال، ويأتوا بدلاً من دماغه بدماغ نعجة أو غيرها من الحيوانات. بمرور الزمن ازداد عددهم فوق الجبال فكوَّنوا مجتمَعاً بحد ذاته. بتتالي الأيام جاء الدور على ابن شخص يعمل حداداً؛ ألا وهو 'كاوا هسنكار'، ويقال إنه كان الدور السادس عشر الذي يشمل أولاده، إذ أنه كان قد أفدى بأولاده ال15 في كل مرة يأتيه الدور، وكان عليه في هذه المرة أن يفدي بولده السادس عشر الوحيد المتبقي، لذا جمع حوله الناس الذين حرضهم بوعي ودراية ضد 'زهاك' ونظَّمهم، ثم هاجموه ليلاً، وكان ضمن الثوار ابنه السادس عشر المتبقي الذي يحمل اسم (زيرJîr ) )، وعند وصول الثوار إلى باب جدار القلعة وبعد أن أوثقوا وقتلوا من قاومهم من الحراس والحامية، رفعوا (زير) من فوق الجدار ليقفز إلى الداخل بالرغم من صغر سنه، ثم فتح لهم الباب ودخلوا في عراك مع حامية قصر 'زهاك' وانتصر عليهم الثوار، ثم تمكن 'كاوا' من التسلل إلى مخدع الدكتاتور 'زهاك' الذي كان يسهر مع بطانته من الذين غُرِّرَ بهم من الرجال والنساء وهم يرقصون ويشربون الخمر، ثم امتشق 'كاوا' سيفه في وجهه، وبعد أن تخلص مع رفاقه ممن حوله أخذ يذكِّره بجميع جرائمه وطغيانه وأرواح الأبرياء التي أزهقها، ثم ضرب بسيفه على رأسه وقتله، وكان قد اتفق مع الأهالي وسكان الجبال إذا ما انتصروا على 'زهاك' فأنه سيشير لهم بالنار من على سطح قصر 'زهاك'، لذا انطلق إلى سطح القصر ورفع بمشعل إلى الأعلى إشارة إلى النصر الذي حققه، وهذا ما فعله الأهالي أيضاً في البلدات والقرى، وكذلك هؤلاء الشبان الملتجئين إلى الجبال، وقد هبط الشبان من أعالي الجبال إلى قراهم وفي أيديهم مشاعل أنارت ظلمات الليل مبشرين بحريتهم. لقد خلدت النيران هذه الذكرى، فأصبحت منذئذ رمز التحرر والحرية من قبل الشعب الكردي، وكان اختيار 'زهاك' للجيل الصاعد بأن يذبحه هدفه السعي إلى القضاء على تجدد المجتمع، كما أن اختياره للدماغ هو سعيه للقضاء على الفكر والعلم والوعي. تُعد ملحمة نوروز و'كاوا هسنكار' من الملاحم الشعبية النادرة في العالم، وقد أغنت هذه الملحمة التاريخ والحضارة الكرديتين خاصة، إلى جانب العرق الآري عامة، بما فيها من تراث وفكر وثقافة. حافظت الأمة الكردية من خلالها على أصالتها وديمومتها في وجه السياسات المعادية للإرث الثقافي الكردي بالرغم من محاولات السرقة لهذا التراث أو تشويهه، مثل ما فعله مع الأسف الفرس 'منهم الفردوسي في كتابه شاهناما' الذي يلغي دور 'كاوا' بل يجسد الشخصية بفريدون وجمشيد وأحياناً أخرى يتشدق الفرس بثورتهما على الكرد في شخصية كورش الفارسي المنقلب على جده أستياغ لأمه الكردية أماندا الذي كان آخرَ إمبراطور ميدي، فيجعلون من كورش الأخميني الفارسي 'كاوا' ومن 'أستياغ' الميدي الكردي 'زهاك'. لنوروز أهمية من حيث التعريف بالقومية الكردية ساعد نوروز على انتشار صيت وشهرة الكرد في العالم من خلال عيد نوروز على أنه شعب مضطهد يسعى إلى الحرية، وقد تحول هذا العيد لدى العديد من الشعوب الآرية إلى عيد قومي وترفيهي بعد الاستقلال كالهنود والباكستانيين والآذريين وغيرهم، وإلى عيد ترفيهي ربيعي في أصقاع واسعة من العالم يسمى بـ 'عيد الربيع' لأن الليل والنهار يتساويان في عيد نوروز أي في 21 آذار كشهر ميلادي، وفي 1-1 من شهر فروشي ها، في التقويم الزرادشتي، كما أن في هذا اليوم يتخلص الإنسان من برودة الشتاء القاسية، فتتساوى وتتعادل درجات الحرارة ويتلاءم المناخ ويكثر النبات والزرع و الورود، وكان يسمى لدى الفاطميين بعيد 'شم النسيم' وقد قال قبل عهدهم الإمام 'علي بن أبي طالب' كرم الله وجهه عندما كان يشاهد أفراح عيد نوروز ويحتفل به مع الأهالي: ليت الأيام كلها نوروز، وقد كان بني إسرائيل أيام النبي موسى يحتفلون بعيد اسمه يوم الزينة، وكذلك النبي إبراهيم عليه السلام قد حطَّم الأصنام في يوم كان الأهالي قد خرجوا للاحتفال بعيد كبير لهم. فلا ضير إن قلنا إن هذين العيدين كانا يصادفان أيام عيد نوروز. يُعتبر نوروز يوم ثورة وحرية خاصة للشعب الكردي، عندما نظم كاوا الحداد الشعب، ورسَّخَ فيهم روح النضال والجرأة للوقوف في وجه الظلم، وقادهم إلى المقاومة وإشعال انتفاضة ثورية والنصر على السلطة الجائرة أدى إلى تحرر الشعب من الظلم، وهذا متكرر عبر تاريخ اضطهاد الشعب الكردي من قبل الحكومات الظالمة والحركات التي احتلت كردستان منذ أكثر من (14) قرن. وما نيران ومشاعل 'كاوا الحداد (هسنكار)' والمظلومين معه في هذا اليوم العزيز إلا إشارة إلى الحرية التي يتوق إليها الشعب الكردي، لذا يعيشها الكردي في كل لحظة ووقت، وينتظر هذا العيد بفارغ الصبر ليحتفل به بـأفكاره ولباسه وأشعاره وفنونه وكيانه. نوروز من حيث التاريخ والتقويم السنوي على الشعب الكردي العودة إلى تاريخه الموثوق زمنياً بتقويمه الخاص، إذ يحق له أن يكون له تقويماً قومياً ودينياً كغيره من الشعوب الأخرى، وذلك التقويم هو يوم نوروز المعتبر من قبل الكرد القدماء رأس السنة الكردية الذي يصادف الأول من شهر 'فروشي ها' أو شهر فرورديت لدى الزردشتيين الذي، وُلدَ فيه النبي 'زردشت' حيث كان يسمى عندهم بالعيد الكبير، وتبدأ سنتهم منه ب 12 شهر، كل شهر 30 يوم، يصبح 360 مع إضافة 5 أيام على الشهر الثاني عشر فيصبح 365 يوم، وكانت السنة الكبيسة تأتي بعد 120 سنة وفيها تكون السنة 13 شهر(24). أما الكرد الميديين فقد كانوا يحتفلون بهذا اليوم أيضاً واعتبروه بداية السنة ربما السير على خُطى من سلفهم من الزردشتيين، وقد خلَّدوا هذا اليوم في 21 آذار أي الأول من شهر 'فروشي ها' عندما أسقطوا بقيادة 'كي أخسار' النظام الظالم للإمبراطورية الآشورية في سنة 612 ق.م في نينوى وعلى رأسه الدكتاتور 'زين هار كوم' أي 'زهاك'، ومن الجدير ذكره هو أن شعوب 'مزوبوتاميا' بمن فيهم الكلدانيين أقرباء الآشوريين ساندوا 'كي أخسار' في القضاء على ذلك الملك الظالم. يقول في ذلك المؤرخ اليوناني أبو التاريخ وغيره أن الميديين دخلوا 'نينوى' وقضوا على الامبراطورية الآشورية ليس بهدف الاحتلال، بل بهدف الحرية والخلاص من همجية حروب تلك الدولة ضدهم. ومن الجدير ذكره إن أجدادنا الكوتيين أي الجوديين كانوا يحتفلون في نفس هذا اليوم مثلما الآن نحتفل به في الجبال والوديان والسهول، وكان اسمه العيد الديني عيد الأكباش، هذا العيد الذي استغله حاكم أوروك الملك أوتوخيجال (أوتو كي كال) في 21 آذار من قبل الميلاد وذلك عام 2109 عندما انقلب على الكرد الكوتيين المجتمعين والمحتفلين في الجبال وقضى على دولتهم في سومر وأكاد، وربما من الصدفة أو القصد أن يقوم 'كي أخسار' في هذا اليوم بالذات، وهو 21 آذار ميلادي بأن يقضي على الآشوريين أحفاد الأكاديين بعد مرور قرابة 1500 عام. بالنسبة إلى التقويم الكردي فإن الكرد وحركته الكردية منذ أن وعينا تتخذ من ذلك اليوم بداية لرأس السنة الكردية التي تصبح في هذا النوروز 2637 كردي. فالسؤال الحسابي هو: من أين جاء هذا الرقم؟ الجواب: 612 ق.م + 2025 م، يصبح 2637 كردي في هذا النوروز الجديد، وبما أن نوروز هو اليوم الأول من 'فروشي ها' أي آذار، فإن نوروز يبدأ في 21 آذار الميلادي، وبما أن النوروز هو الشهر الأول في تقويمنا في آذار ميلادي فإن 21منه يكون 1-1 – من شهر 'فروشي ها' أي نوروز. بمعنى أدق فأن سنتنا الكردية الجديدة تبدأ في نوروز، فتكون1-1- 2637 كردي أي 21-3-2025م. يتجه العديد من الكتاب والساسة إلى القول بأن 'كي أخسار' هو نفسه 'كاوا' الذي حرر الكرد الميديين من ظلم الآشوريين. لقد تعمد اخواننا في جزء كبير من الحركة الكردستانية في جنوب كردستان إلى تغيير التقويم الكردي الذي يبدأ من 612 ق م والاعتماد إلى 700 ق.م، وهو عام فترة حكم 'دياكو' على الإمبراطورية الميدية، علما أن حكمه كان قبل ذلك، وكان الملك الآشوري قد نفاه إلى حماة في سوريا عام 715 ق.م، لذا ثمة غلط في ذلك، وإن حجة إخواننا في هذا التغيير هو احترام مشاعر إخواننا الآشوريين، لذلك نقول إن تقويمهم هو هذا اليوم بالذات هو 7-1-2720 كردي. والسؤال هو: هل إننا أو هل إن أي طرف يحق له أن يغير بمفرده من أعياد الأمم أو بالأحرى أن يغير من التقويم السنوي الكردي لأسباب مهما كانت طبيعتها التاريخية وخاصة كان قضاء الميديين والشعوب الأخرى على الملك الآشوري الظالم وليس على الآشوريين كشعب، لأن الشعوب بريئة عن ممارسات بعض حكامهم الظالمين مثلما لم يحمل العرب والترك والفرس وغيرهم في التاريخ المعاصر وزر ممارسات بعض الأنظمة الظالمة من جنسهم. في الختام نقول: في ظل ما نشهده من بوادر التحرر القومي فأن الفكر الكردي الحديث أخذ يعثر على حقائق ضرورية وملحة لكرديتنا، منها حاجتنا إلى إحياء ونشر تقويم قومي من التاريخ الكردي بيننا يبدأ من عيد نوروز، وهذا ما قمتُ به وأنجزته بالاعتماد على أسماء الأشهر الكردية الحديثة، والروزناما تحمل اسم ديداركةه Dîdargeh, هذا الاسم الذي أخذته من ملتقى 'كركى لكى' الثقافي بالكردي ديداركةه , أي Dîdargeha Girkêlegê ya rewşenbîrî هذه الجمعية الثقافية التي في إطارها أنجزنا العديد من الأنشطة الثقافية. ٢٠-٣-٢٠٢٥م.٣١-١٢-٢٦٣٦كردي


النهار
٢١-٠٣-٢٠٢٥
- منوعات
- النهار
في سردية نوروز الكردية
التاريخ صنيعٌ إنساني، وصانُعه بالمقابل. أن يكون صنيعَه، ذلك يُدخِله في حكْم البداهة. أما أن يكون صانَعه، فهنا "حطَّ الجمال"، إذ يبدأ الاختلاف والتنوع وحتى الخلاف في النظرة والعمل بزاوية كاملة، جهة الذين يُعرَف بهم. فتاريخ الشعوب والأمم يمثّل نشأتَها الأولى في سياقات اجتماعية، بيئية، دينية، وذهنية متباينة، حيث تختلف مجتمعاتها، وفي عجينة هذه البنية، من السهل معاينة "الخميرة" الميثولوجية والانتروبولوجية بالتوازي، والداخلة في إبرازها، إلى درجة أن هذا الذي يُقرَأ بوصفه تاريخاً، وللخيال إسهام لافت فيه، يعتبَر حقيقة التاريخ، تجاوباً مع واضعيه وممثليه. بالطريقة هذه، تعتمد هذه الشعوب وجماعاتها المختلفة إثنيات وعقائدَ وعوالم جغرافية، على نقطة إسناد، هي في مقام نخاعها الشوكي، في كيل المديح لها، ورفْعها بأكثر من معنى في مقام "التقديس"، أو ما يكون فطرياً لديها. هنا، يظهر الإنسان أولاً، وتاريخه يُلحَق به، بينما في الجاري كثيراً، يبدو التاريخ في مسطوره والمتردد باسمه، وكأنه الأول، وهو الذي يمثّل شاهد عيان على حقيقة ما جرى من وقائع وأحداث ( أليس " سفر التكوين " في سرديته الكونية المعتبرة، وفي منطقتنا الشاسعة الواسعة بمكوناتها الجغرافية والبشرية، تعزّز هذا التوجه، جهة النسب الأبوي، وبنيان العائلة، وما يخص " آدم وحواء " وميتاميثولوجيا الثالوث السلالي" سام وحام ويافث " ومن النطفة عينها؟!). من منطلق تصوري كثير التداول كهذا، يمكننا التعرف على الكرد، وهم بمقوماتهم البيئية، الإثنية، الاجتماعية، الدينية، والثقافية، ومن هذا "الحبل المشيمي" المشدود والمشدَّد عليه باسمه التاريخي والطبيعي اعتباراً "نوروز"، في المستطاع إنارة سرديتهم التكوينية، وما لذلك من وشيج قربى بالانقلاب الربيعي، وبدءاً من "21 آذار" وهو يوم تعيشه شعوب مختلفة، وفي المنطقة خصوصاً، سوى أنهم، لأسباب تاريخية مقرَّرة ونسج ثقافي وخيالي وعبر ذاكرة جماعية مرفوعة، أعطي ذلك الاعتبار الاستثنائي كتاريخ مفصلي، وما في ذلك من ندرة تخريج. والندرة علامة تاريخية وثقافية فارقة. سردية" نوروز " الكردية من الداخل ثمة ما يشد الشعوب باختلاف أنواعها إلى ما هو جغرافي وتاريخي، حيث نتلمس أنساباً مشتركة في ما بينها عملياً، في الطبيعة: الجبل، النهر، البحر..إلخ، وفي التاريخ: وقائع قائمة، أو يجري توليفها، لإبراز هوية سردية لكل منها (مرسيا إلياد، يفيدنا كثيراً، حول هذه النقطة المكثفة في كتابه: أسطورة العود الأبدي !). وللكرد علامتان هما توأما جغرافيا طبيعية، وواقعة قرّرت كحدث تاريخي "أسطورة: كاوا حدّاد " حيث يبرز ذلك النسب الكردي الأسطوري في ذاكرة الكرد، بشعلته، وما لذلك من ربط محكم بشرارات نارية خارجة من طرقاته على الحديد، وبلاغة التداخل، وعلى أعلى الجبل، وما للجبل من دلالة شموخ، وقرب مما هو سماوي، ورؤيته في هيبته عن بعد.. ليكون الربيع في مستهله المعلوم " 21 " أي تجليه أو اعتباره المتجاوب مع حدث تم التوقع عليه، بصورة ما، ولا مجال للطعن فيه، بالتوازي مع شعوب أو جماعات بشرية أخرى، تعرَف بنشأتها على منوال كهذا، وباختلاف الزمان والمكان طبعاً. الخلاص من سفاح طاغية، يشكل عامل إبادة جماعية لهم "ازدهاك" أو أي صيغة مشابهة لذلك، يمكن تعميمه كمفهوم معبّر عن ظلم يجد جرثومته في نفس أي كان، في المنطقة، ممن أخضعوهم لحكْمهم، أو استبدوا بهم، وإلى الآن. إن كل ظالم، ومتنكر لحقهم في الوجود، كشعب، ومن منطلق هوية جامعة لهم، ازدهاك قائم، مهما اختلف لونه، صوته، لغته، فالسلوك واحد، لتكون مقاومته تعبيراً عن أن كاوا الحداد، وممثل منعطف التاريخ الكردية الموصول بالحرية والسيادة لم يمت، وهو بذلك يمارس حياته الرمزية في ذاكرتهم الجماعية، وبذلك تكون الشعلة المعروفة بشعلة "نوروز" أي: اليوم الجديد، شعلة حياة، والربيع خاصية خصبية في الطبيعة، وانطلاقة الناس إلى أحضانها، كما لو أنهم يستجيبون لنداء المتفتح فيها، بعناصرهم الأربعة: ماء، نار، تراب، وهواء. نوروز: اليوم الجديد، في تقويم يراد له أن يكون إشعاراً بتاريخ يجري تأكيده، وهو بتلك الحمولة النفسية والذهنية، الثقافية والحضارية، في خروج الكرد إلى الهواء الطلق. وهم يقترنون بتلك الشعلة النارية المرفوعة، والجبل الذي ينسّبون أنفسهم إليه، إنما يترجمون رغبة نفسية، وهي في كونهم باقين، ومتمسكين بهويتهم، ويعرَفون بها، كما هو الجبل نفسه، لهذا يتردد "ليس للكرد سوى الجبال" إلحاقاً بماض أسطوري. شعلة "نوروز" ترتبط بيد قوية، بساعد مفتول، يرفعها، وعين تحرسها، وروح تغذّيها ( لا أكثر من الأشعار الكردية التي تعظّم هذا المشهد وتبعاته النفسية والثقافية في الذاكرة الكردية وسردية هويتها في الوجود !). بالنسبة لأي شعب، يحرَم من العيش مستقلاً، ويُسَد المستقبل في وجهه، يستدعي ماضياً، باحثاً عن أدلة تؤكد حقيقته، وجدارته في الحياة، وهذا الرصيد الثقافي- التاريخي، والجغرافي، يشرعن لاستمراريته في الحياة، وتوجهه إلى الأمام. ويؤكد الكرد في سرديتهم هذه، أنهم كغيرهم، وجدوا في منطقة سخية بنارها ونورها، وأملهم أن تكون النار علامة دفء للجميع في عيشهم المشترك، والنور، علامة تنوير روحية في ثقافتهم المشتركة، وهنا تكون المدينة الفاضلة للجميع! *باحث ومفكر كردي من سوريا، يعمل الآن باحثاً في مركز بيشكجي للدراسات الإنسانية- جامعة دهوك- إقليم كردستان العراق، منذ عام 2013).