#أحدث الأخبار مع #كايروفون،وكلتاهماأمكلثومالبلاد البحرينية١٨-٠٢-٢٠٢٥ترفيهالبلاد البحرينيةثومة والشيخ زكريا ..وسنوات الخصام القاحلةلا شك بأن الفنان الموسيقار الشيخ زكريا أحمد أحد أعمدة كبار ملحني "كوكب الشرق"، ولا غرو في ذلك فقد أُطلق عليه "شيخ الملحنين" و " زعيم المنشدين"، وهو واحد من أبرز فن الطقطوقة، وكان أبوه قد ألحقه بالأزهر ،كما كانت دراسته لتجويد القرآن والتواشيح على يد الشيخ علي محمود وكذلك تعلمه أُصول التلحين على الشيخ درويش الحريري في التلحين، دور في تطوير قدراته على تنويع المقام ما أكسبه لاحقاً موهبة الارتجال في الغناء والإيقاع على السواء، وكل ذلك يُعد من أهم عناصر تطوره فنه الموسيقي بعدئذ إلى آفاق أرحب. وهو أيضاً واحد من السبعة الذين تناولهم الناقد والموسيقار الفلسطيني الكبير فيكتور سحاب في رسالته العلمية الفذة للماجستير المعنونة" السبعة الكبار في الموسيقى العربيه". وبالنظر لتولعه الجنوني بالموسيقى لطالما تنازع مع والده أحمد حسن مرات الذي عامله بالشدة ، حتى أنه خلع العمة وارتدى البدلة العصرية بعد طرده من الأزهر وما فتيء صبياً ، لكن ظل اللقب الديني " الشيخ" ملازماً لأسمه حتى مماته. وقد أتحفت أعمالهما المشتركة مجموعة من روائع أغانيها، بدءاً بأغنية " اللي حبك يا هناه" عام 1931، و مروراً ب " حبيبي يسعد أوقاته ، من كلمات الشاعر الشعبي الكبير بيرم التونسي 1944 ، وانتهاءاً برائعتها " هو صحيح الهوى غلاب" 1961 للشاعر نفسه، وبذلك فقد امتد رحلة تعاونهما الفني زهاء ثلاثة عقود، تخللتها فترة خصام إثر نزاع مالي حول بعض تلك الأعمال المشتركة كان قد تفجر 1947. والحال فإن الست خلال أواسط أربعينيات القرن الماضي قد صعدت إلى قمة مجدها لا ينازعها في ذلك أحد من المطربين- ذكوراً وإناثاً- ففي 1944 أُنتخبت كأول نقيب للموسيقيين، وفي العام نفسه عُينت في لجنة برامج الإذاعة.. لكل ذلك ولعوامل أخرى أمدها شعرت بالزهور بنفسها وبقوتها واتساع نفوذها الفني، ما دفعها للمطالبة إلى حد الابتزاز بمنع بث أغانيها في الإذاعة للمطالبة برفع أجرها عن أعمالها أضعافاً مضاعفة.فلئن كان إتفاقها مع عبد الوهاب أن تتقاضى ألف جنيه عن تسجيل الاسطوانة الواحدة، وأن يمنح كلاً من القصبجي والسنباطي مئة جنيه وقد ارتضا بذلك على مضض، فإن زكريا أحمد رفض بشدة منحه مئتي جنيه فقط. وقد تعمق النزاع واتسع لاحقاً فيما بين الملحن الكبير وملكة الغناء، إثر رفع الأول دعوى للمحاكم على الإذاعة وشركة كايروفون،وكلتاهما أم كلثوم طرف فيهما، مطالباً بحقوقه الكاملة عن ألحانه خلال الفترة 1934- 1947، واستمر النزاع القضائي بينهما 13 عاماً، ولم يُفصل فيه بشكل نهائي إلا بعد اللتيا والتي، وذلك بمقتضى صلح قضائي تم 1960 يقتضي بأن يلحن زكريا أحمد ثلاث أغان الست خلال العام نفسه ويتقاضى عن كل أغنية 700 جنيه، وليتنازل بذلك عن الدعوى التي كسبها 1958 قضائياً والمرفوعة من جانبه على الإذاعة والتليفزيون. ( تفاصيل الخلاف والنزاع القضائي بين الفنانين الكبيرين الخصمين في د. نبيل حنفي محمود، معارك فنية، كتاب الهلال،أغسطس 2007 ). وإذ لم يلحن كما زكريا أحمد سوى واحدة أغنية " هو صحيح الهوى غلاب"، إذ سرعان ما اشتد به المرض حتى خطفه المنون في العام التالي 1961،فإن تراث الفن الموسيقي الغنائي في مصر والعالم العربي مُني بخسارة فادحة لتلك ؛ جراء سنوات الخصام القاحلة التي امتدت ثلاثة عشر عاماً، وهي فترة طويلة كان بالإمكان أن ينجزا خلالها كماً كبيراً من روائع أعمالهما المشتركة التي أنجزاها قبل تفجر الخلاف ولربما جاء بعضها أعظم إبداعاً، سيما بالنظر للأجل المفاجيء الذي عاجل زكريا وغيّبه عن دنيانا عن عمر يناهز ال 65 عاماً،دون أن يعوض مع الست في الستينيات شيئاً مما فاتهما في فترة الخصام، وعقد الستينيات- كما نعلم- كان واحداً من أزهى عقود غناء الست في القرن العشرين قبل رحيلها عن دنيانا عام 1975 عن عمر يناهز ال 76 عاماً .
البلاد البحرينية١٨-٠٢-٢٠٢٥ترفيهالبلاد البحرينيةثومة والشيخ زكريا ..وسنوات الخصام القاحلةلا شك بأن الفنان الموسيقار الشيخ زكريا أحمد أحد أعمدة كبار ملحني "كوكب الشرق"، ولا غرو في ذلك فقد أُطلق عليه "شيخ الملحنين" و " زعيم المنشدين"، وهو واحد من أبرز فن الطقطوقة، وكان أبوه قد ألحقه بالأزهر ،كما كانت دراسته لتجويد القرآن والتواشيح على يد الشيخ علي محمود وكذلك تعلمه أُصول التلحين على الشيخ درويش الحريري في التلحين، دور في تطوير قدراته على تنويع المقام ما أكسبه لاحقاً موهبة الارتجال في الغناء والإيقاع على السواء، وكل ذلك يُعد من أهم عناصر تطوره فنه الموسيقي بعدئذ إلى آفاق أرحب. وهو أيضاً واحد من السبعة الذين تناولهم الناقد والموسيقار الفلسطيني الكبير فيكتور سحاب في رسالته العلمية الفذة للماجستير المعنونة" السبعة الكبار في الموسيقى العربيه". وبالنظر لتولعه الجنوني بالموسيقى لطالما تنازع مع والده أحمد حسن مرات الذي عامله بالشدة ، حتى أنه خلع العمة وارتدى البدلة العصرية بعد طرده من الأزهر وما فتيء صبياً ، لكن ظل اللقب الديني " الشيخ" ملازماً لأسمه حتى مماته. وقد أتحفت أعمالهما المشتركة مجموعة من روائع أغانيها، بدءاً بأغنية " اللي حبك يا هناه" عام 1931، و مروراً ب " حبيبي يسعد أوقاته ، من كلمات الشاعر الشعبي الكبير بيرم التونسي 1944 ، وانتهاءاً برائعتها " هو صحيح الهوى غلاب" 1961 للشاعر نفسه، وبذلك فقد امتد رحلة تعاونهما الفني زهاء ثلاثة عقود، تخللتها فترة خصام إثر نزاع مالي حول بعض تلك الأعمال المشتركة كان قد تفجر 1947. والحال فإن الست خلال أواسط أربعينيات القرن الماضي قد صعدت إلى قمة مجدها لا ينازعها في ذلك أحد من المطربين- ذكوراً وإناثاً- ففي 1944 أُنتخبت كأول نقيب للموسيقيين، وفي العام نفسه عُينت في لجنة برامج الإذاعة.. لكل ذلك ولعوامل أخرى أمدها شعرت بالزهور بنفسها وبقوتها واتساع نفوذها الفني، ما دفعها للمطالبة إلى حد الابتزاز بمنع بث أغانيها في الإذاعة للمطالبة برفع أجرها عن أعمالها أضعافاً مضاعفة.فلئن كان إتفاقها مع عبد الوهاب أن تتقاضى ألف جنيه عن تسجيل الاسطوانة الواحدة، وأن يمنح كلاً من القصبجي والسنباطي مئة جنيه وقد ارتضا بذلك على مضض، فإن زكريا أحمد رفض بشدة منحه مئتي جنيه فقط. وقد تعمق النزاع واتسع لاحقاً فيما بين الملحن الكبير وملكة الغناء، إثر رفع الأول دعوى للمحاكم على الإذاعة وشركة كايروفون،وكلتاهما أم كلثوم طرف فيهما، مطالباً بحقوقه الكاملة عن ألحانه خلال الفترة 1934- 1947، واستمر النزاع القضائي بينهما 13 عاماً، ولم يُفصل فيه بشكل نهائي إلا بعد اللتيا والتي، وذلك بمقتضى صلح قضائي تم 1960 يقتضي بأن يلحن زكريا أحمد ثلاث أغان الست خلال العام نفسه ويتقاضى عن كل أغنية 700 جنيه، وليتنازل بذلك عن الدعوى التي كسبها 1958 قضائياً والمرفوعة من جانبه على الإذاعة والتليفزيون. ( تفاصيل الخلاف والنزاع القضائي بين الفنانين الكبيرين الخصمين في د. نبيل حنفي محمود، معارك فنية، كتاب الهلال،أغسطس 2007 ). وإذ لم يلحن كما زكريا أحمد سوى واحدة أغنية " هو صحيح الهوى غلاب"، إذ سرعان ما اشتد به المرض حتى خطفه المنون في العام التالي 1961،فإن تراث الفن الموسيقي الغنائي في مصر والعالم العربي مُني بخسارة فادحة لتلك ؛ جراء سنوات الخصام القاحلة التي امتدت ثلاثة عشر عاماً، وهي فترة طويلة كان بالإمكان أن ينجزا خلالها كماً كبيراً من روائع أعمالهما المشتركة التي أنجزاها قبل تفجر الخلاف ولربما جاء بعضها أعظم إبداعاً، سيما بالنظر للأجل المفاجيء الذي عاجل زكريا وغيّبه عن دنيانا عن عمر يناهز ال 65 عاماً،دون أن يعوض مع الست في الستينيات شيئاً مما فاتهما في فترة الخصام، وعقد الستينيات- كما نعلم- كان واحداً من أزهى عقود غناء الست في القرن العشرين قبل رحيلها عن دنيانا عام 1975 عن عمر يناهز ال 76 عاماً .