أحدث الأخبار مع #كريسبر،


أخبارنا
منذ 2 أيام
- علوم
- أخبارنا
لأول مرة في التاريخ.. عناكب معدّلة وراثياً تنتج حريراً متوهجاً باللون الأحمر
في إنجاز علمي غير مسبوق، تمكن فريق بحثي من جامعة بايرويت الألمانية من تعديل جينات عناكب حية باستخدام تقنية CRISPR-Cas9 الشهيرة، لإنتاج حرير عنكبوت متوهج باللون الأحمر، في خطوة قد تُحدث تحولاً جذرياً في مجال المواد الحيوية والتكنولوجيا الحيوية. ويُعد حرير العنكبوت مادة طبيعية فائقة الخصائص، إذ يتميز بقوته ومتانته ومرونته العالية، إلى جانب خفة وزنه وقابليته للتحلل الحيوي. ورغم الاهتمام الكبير به، كانت تعديلات الجينات داخل العناكب تشكل حتى وقت قريب تحدياً علمياً كبيراً. وقال البروفيسور توماس شايبل، رئيس قسم المواد الحيوية في الجامعة: "لأول مرة عالمياً، نجحنا في دمج تسلسل جيني معين داخل بروتينات حرير العنكبوت باستخدام تقنية كريسبر، ما يفتح المجال أمام إنتاج ألياف حرير بخصائص غير مسبوقة". تجربة غير مسبوقة على عناكب المنزل اختار العلماء عنكبوت المنزل الشائع (Parasteatoda tepidariorum) كنموذج للتجربة، حيث تم حقن بويضات إناث غير مخصبة بجينات تُنتج بروتيناً أحمر فلوري. وبعد التزاوج، أظهرت الأجيال الناتجة حريراً متوهجاً باللون الأحمر، ما أكد نجاح التعديل الجيني وانتقاله وراثياً. ولضمان دقة العملية، استخدم الفريق غاز ثاني أكسيد الكربون لتخدير العناكب وتثبيتها أثناء التعديل، وهي خطوة أساسية في التحكم بالجراحة المجهرية على الكائنات الصغيرة. تشير الدراسة إلى أن هذه التقنية قد تُمكّن الباحثين مستقبلاً من تصميم حرير بعناصر جديدة، يصلح للاستخدام في المنسوجات عالية الأداء، والغرسات الطبية، وأجهزة الاستشعار الدقيقة، والمواد المستدامة. كما أجرى الفريق تجربة أخرى عطّل فيها جيناً يُعرف باسم so، ما أسفر عن ولادة عناكب بلا عيون، وهو ما يُعد مدخلاً لفهم آليات النمو والتطور لدى هذه الكائنات المعقدة. وقد نُشرت نتائج الدراسة في مجلة Angewandte Chemie المتخصصة، ووصفتها مجلة "نيو أطلس" بأنها "سابقة علمية قد تغيّر مستقبل أبحاث المواد والتعديل الوراثي". هذا الاكتشاف يعزز آمال العلماء في تسخير العالم البيولوجي لإنتاج مواد مبتكرة ومستدامة، تُحدث فرقاً في الصناعات الطبية والهندسية والبيئية.


الجريدة
٢٤-٠٤-٢٠٢٥
- صحة
- الجريدة
مركز الأمراض الوراثية يقدم خدماته لـ 12 ألف أسرة سنوياً
أكدت وزارة الصحة أن مركز الكويت للأمراض الوراثية، الذي تأسس عام 1979، يقدم استشارات وراثية ووقاية وتشخيصاً وعلاجاً، ويخدم 12 ألف أسرة سنوياً. وقال وكيل وزارة الصحة المساعد لشؤون الخدمات الطبية المساندة د. عبدالله الفرس، إن الكويت كانت من أوائل الدول التي أدركت أهمية مجال الأمراض الوراثية، حيث كانت من الدول الرائدة في المنطقة، حينما تأسس مركز الكويت للأمراض الوراثية عام 1979، ليكون نواة العمل العلمي والتطبيقي في هذا التخصص الدقيق. وأضاف الفرس، في كلمة ألقاها نيابة عن وزير الصحة أحمد العوضي، خلال افتتاح مؤتمر الكويت العالمي التاسع للأمراض الوراثية، مساء أمس الأول، أنه منذ ذلك الحين، لم يتوقف المركز عن النمو والتطور، حتى أصبح اليوم صرحاً طبياً متميزاً يحتضن أحدث المختبرات ويقدم خدمات تشخيصية وعلاجية متقدمة تضاهي أرقى المراكز العالمية. وأردف: «لعل من أبرز إنجازات المركز برنامج مسح حديثي الولادة، الذي غطى جميع مواليد الكويت في المستشفيات الحكومية والخاصة، إلى جانب برامج تسجيل التشوهات الخلقية، وفحص ما قبل الزواج، والفحص الوراثي قبل الانغراس، وغيرها من المبادرات التي تهدف إلى بناء مجتمع صحي خالٍ من الأمراض الوراثية». تحديات وحلول بدورها، أكدت رئيسة مركز الكويت للأمراض الوراثية رئيسة المؤتمر د. ليلى البستكي أن المؤتمر يعتبر تجمعاً للعقول المكرسة لاستكشاف الإمكانيات الهائلة لعلم الوراثة، الذي أصبح حجر الزاوية في الطب الحديث، مضيفة: «كلنا نعلم أن التحديات التي نواجهها سواء كانت في فهم الأمراض الجينية المعقدة أو تحسين العلاجات الجينية لا يمكن حلها من قبل شخص أو مجموعة واحدة، وأفضل الحلول تنبثق من تبادل المعرفة عبر الحدود والشراكات المتعددة التخصصات». وأشارت البستكي إلى «التقدم الهائل الذي تم إحرازه في هذا المجال من الاكتشافات الرائدة لبنية الحلزون المزدوج للحمض النووي، إلى جانب التقدم الثوري في تقنيات تحديد الجينات مثل كريسبر، إضافة إلى مجموعة واسعة من المواضيع التي تشكل مستقبل مجالنا من الطب الشخصي والعلاجات الجينية ودور علم الوراثة في الصحة العامة، من خلال الإيمان بأن درهم الوقاية خير من قنطار علاج، بتطبيق فحوصات ما قبل الزواج الموسع ومعرفة حاملي الطفرات المتنحية وفحص البويضة الملقحة قبل الانغراس».


نافذة على العالم
٠٩-٠٤-٢٠٢٥
- علوم
- نافذة على العالم
أخبار التكنولوجيا : عودة الذئاب الرهيبة.. رومولوس وريموس وخاليسى أول من تجوب الأرض منذ 13000 عام
الأربعاء 9 أبريل 2025 03:00 صباحاً نافذة على العالم - بعد أكثر من 12,000 عام من اختفائه، عاد الذئب الرهيب ليمشى - ويعوى - من جديد، فى إنجاز مُستوحى مباشرةً من صفحات الخيال العلمى، كشفت شركة كولوسال بيوساينسز، ومقرها دالاس، عن 3 جراء مُعدّلة وراثيًا لتحمل السمات المميزة لذئب العصر الجليدى الأسطورى "إينوسيون ديروس". وأعلنت الشركة على مواقع التواصل الاجتماعي: "الصوت مُفعّل، أنتم تسمعون أول عواء لذئب رهيب منذ أكثر من 10,000 عام، تعرّفوا على رومولوس وريموس - أول حيوانين منقرضين فى العالم، وُلدا فى 1 أكتوبر 2024"، وتبع الذكرين أنثى تُدعى خاليسى، وُلدت فى يناير 2025، لكن هذا ليس مسلسلًا تلفزيونيًا، إنه ليس صراع العروش. هذا علمٌ حقيقى، وقد يُعيد صياغة نظرتنا إلى الانقراض بحد ذاته. وبدأ باحثو كولوسال ببقايا متحجرة: سنٌّ عمره 13,000 عام وعظمة أذن داخلية عمرها 72,000 عام، وباستخدام تقنيات متقدمة، أعادوا بناء جينوم ذئب ديرى بدقة غير مسبوقة - أكثر اكتمالًا بـ 500 مرة من أى شىء سُجِّل سابقًا، ومن هناك، عدّل الفريق الحمض النووى لخلايا ذئب رمادى باستخدام تقنية كريسبر، مستهدفين 14 جينًا فى 20 موقعًا مختلفًا، واختيرت هذه الجينات لمحاكاة السمات الجسدية للذئب الرهيب، مثل بنيته العضلية، وشكل رأسه، وفرائه الشاحب. وصرح بن لام، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذى لشركة كولوسال، بوضوح: "أخذ فريقنا الحمض النووى من سنّ عمره 13,000 عام وجمجمة عمرها 72,000 عام، وأنجب جراء ذئب رهيب سليمة"، ولم يكن هذا استنساخًا، بل كان تعديلًا - إعادة كتابة دقيقة ومدروسة للحمض النووى للذئب الحديث باستخدام مخططات قديمة. كما أوضحت شركة كولوسال: "أُعيد هذان الذئبان من الانقراض باستخدام تعديلات جينية مستمدة من جينوم كامل لذئب رهيب، أعاد كولوسال بناءه بدقة من حمض نووى قديم عُثر عليه فى أحافير يعود تاريخها إلى 11,500 و72,000 عام"، وعندما اكتشف العلماء أن الجين المسؤول عن الفراء الأبيض لدى ذئاب الرعب مرتبط بالصمم والعمى، اختاروا بديلًا حديثًا أكثر أمانًا، والنتيجة: حيوانات ذات فراء مشابه، ولكن دون المخاطر الصحية. وأشاد البروفيسور لوف دالين، خبير الجينوم التطورى من جامعة ستوكهولم ومستشار شركة كولوسال، بهذا العمل مع الاعتراف بوجود منطقة رمادية: "ليس سرًا أن 99.9% من جينوم هذا الذئب رمادي. سيكون هناك جدل فى المجتمع العلمى حول عدد الجينات التى يجب تعديلها لتكوين ذئب رهيب، ولكن هذا فى الحقيقة سؤال فلسفي". ومع ذلك، أضاف: "إنه يحمل جينات ذئب رهيب، وهذه الجينات تجعله يبدو أشبه بذئب رهيب أكثر من أى شيء رأيناه خلال الـ 13,000 عام الماضية. وهذا أمر رائع حقًا"، وتعيش الجراء الآن فى "المنطقة ألفا"، وهى محمية بيئية شديدة الحراسة تبلغ مساحتها 2,000 فدان فى موقع سرى شمال الولايات المتحدة. إنها ليست مجرد حديقة خلفية كبيرة. يتميز الموقع بسياج بارتفاع 10 أقدام، مُصمم خصيصًا لحدائق الحيوان، وطائرات استطلاع بدون طيار، وطاقم عمل بدوام كامل، حتى أن هناك مستشفى للحيوانات فى الموقع. تُغذى الجراء على لحوم البقر والغزلان والخيول، بالإضافة إلى الطعام الجاف، وستتحول فى النهاية إلى فريسة كاملة، وتقول شركة كولوسال أن المحمية معتمدة من قبل الجمعية الأمريكية للرفق بالحيوان ومسجلة لدى وزارة الزراعة الأمريكية. ما الهدف الحقيقى من إعادة الأنواع المنقرضة؟ لا تتوقف شركة كولوسال عند ذئاب الكارثة، فمنذ عام 2021، جمعت الشركة أكثر من 435 مليون دولار بهدف إحياء أنواع أخرى منقرضة، بما فى ذلك الماموث الصوفى، والدودو، والنمر التسمانى، كما أنتجت الشركة مجموعات من الذئاب الحمراء المستنسخة، وهى أكثر أنواع الكلاب المهددة بالانقراض فى أمريكا الشمالية، باستخدام تقنيات مُحسّنة من خلال مشروع الذئاب الكارثة، ويهدف المشروع، كما يقولون، إلى استخدام هذه "الحزمة التكنولوجية الشاملة لمكافحة الانقراض" لدعم جهود الحفاظ على البيئة والعلوم. ويصفها لام بأنها حقبة جديدة: "قيل ذات مرة: 'أى تقنية متقدمة بما فيه الكفاية لا يمكن تمييزها عن السحر، واليوم، يكشف فريقنا عن بعض السحر الذى يعملون عليه وتأثيره الأوسع على الحفاظ على البيئة"، لكن بعض الخبراء يحثون على توخى الحذر، وصرّح فينسنت لينش، عالم الأحياء بجامعة بافالو، لوكالة أسوشيتد برس: "كل ما يُمكن فعله الآن هو جعل شيء ما يبدو ظاهريًا مشابهًا لشيء آخر - وليس إحياء الأنواع المنقرضة بالكامل". وأشار كريستوفر بريستون، أستاذ الفلسفة البيئية بجامعة مونتانا، إلى أنه "من الصعب تخيّل إطلاق ذئاب رهيبة لتتولى دورًا بيئيًا. لذا، أعتقد أنه من المهم التساؤل عن الدور الذى ستلعبه هذه الحيوانات الجديدة"، ومع ذلك، أشاد باهتمام كولوسال بـرعاية الحيوان: "اتخذت شركة كولوسال احتياطات مدروسة لفحص أى عواقب جينية غير مقصودة لتعديلاتها الجينية، مستبعدةً التعديلات الخطرة المعروفة بارتباطها بنتائج سيئة". الأسطورة تلتقى بالكوميكوفى هذه الأثناء، لا يكتفى الجمهور، أثار ظهور الجراء موجة من الميمات ورسوم المعجبين وردود فعل المشاهير، وشارك إيلون ماسك صورًا معدلة للأشبال على العرش الحديدى، وقال مازحًا: "أرجوكم اصنعوا ماموثًا صوفيًا أليفًا مصغرًا"، وطالب آخرون بفرس نهر صغير، وصغار فرس النهر ذوات الأسنان المسيّفة، وحتى حديقة جوراسيك حقيقية، وعلى موقع X، كتب أحد المستخدمين: "نعم! ما زلت أنتظر فرس النهر الصغير أيضًا". حتى جورج ر. ر. مارتن، مبتكر مسلسل "صراع العروش"، علق قائلًا: "ينظر الكثيرون إلى الذئاب الرهيبة على أنها مخلوقات أسطورية لا وجود لها إلا فى عالم الخيال، لكنها فى الواقع، لها تاريخ عريق فى المساهمة فى النظام البيئى الأمريكى، أستمتع بالكتابة عن السحر، لكن بن وكولوسال خلقا السحر بإعادة هذه الوحوش المهيبة إلى عالمنا". بداية بلا نهاية تقول كولوسال، إن هذه مجرد البداية. وكتبوا: "نريد أن نُحدث ثورة فى التاريخ وأن نكون أول شركة تستخدم تقنية كريسبر بنجاح فى إنقاذ الأنواع المنقرضة سابقًا". "الآن، أغمضوا أعينكم واستمعوا إلى هذا العواء مرة أخرى. فكروا فيما يعنيه هذا لنا جميعًا"، إنها لحظة مشحونة بالعاطفة وعدم اليقين. صوت ضاع لآلاف السنين، يتردد صداه من جديد. ولكن سواء كان إنجازا علميًا، أو حقل ألغام أخلاقى، أو ابتكارًا تكنولوجيًا عاليًا، فإن شيئًا واحدًا مؤكدًا: الماضى لم يعد مدفونًا.


موجز نيوز
٠٨-٠٤-٢٠٢٥
- علوم
- موجز نيوز
عودة الذئاب الرهيبة.. رومولوس وريموس وخاليسى أول من تجوب الأرض منذ 13000 عام
بعد أكثر من 12,000 عام من اختفائه، عاد الذئب الرهيب ليمشى - ويعوى - من جديد، فى إنجاز مُستوحى مباشرةً من صفحات الخيال العلمى، كشفت شركة كولوسال بيوساينسز، ومقرها دالاس، عن 3 جراء مُعدّلة وراثيًا لتحمل السمات المميزة لذئب العصر الجليدى الأسطورى "إينوسيون ديروس". وأعلنت الشركة على مواقع التواصل الاجتماعي: "الصوت مُفعّل، أنتم تسمعون أول عواء لذئب رهيب منذ أكثر من 10,000 عام، تعرّفوا على رومولوس وريموس - أول حيوانين منقرضين فى العالم، وُلدا فى 1 أكتوبر 2024"، وتبع الذكرين أنثى تُدعى خاليسى، وُلدت فى يناير 2025، لكن هذا ليس مسلسلًا تلفزيونيًا، إنه ليس صراع العروش. هذا علمٌ حقيقى، وقد يُعيد صياغة نظرتنا إلى الانقراض بحد ذاته. وبدأ باحثو كولوسال ببقايا متحجرة: سنٌّ عمره 13,000 عام وعظمة أذن داخلية عمرها 72,000 عام، وباستخدام تقنيات متقدمة، أعادوا بناء جينوم ذئب ديرى بدقة غير مسبوقة - أكثر اكتمالًا بـ 500 مرة من أى شىء سُجِّل سابقًا، ومن هناك، عدّل الفريق الحمض النووى لخلايا ذئب رمادى باستخدام تقنية كريسبر، مستهدفين 14 جينًا فى 20 موقعًا مختلفًا، واختيرت هذه الجينات لمحاكاة السمات الجسدية للذئب الرهيب، مثل بنيته العضلية، وشكل رأسه، وفرائه الشاحب. وصرح بن لام، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذى لشركة كولوسال، بوضوح: "أخذ فريقنا الحمض النووى من سنّ عمره 13,000 عام وجمجمة عمرها 72,000 عام، وأنجب جراء ذئب رهيب سليمة"، ولم يكن هذا استنساخًا، بل كان تعديلًا - إعادة كتابة دقيقة ومدروسة للحمض النووى للذئب الحديث باستخدام مخططات قديمة. كما أوضحت شركة كولوسال: "أُعيد هذان الذئبان من الانقراض باستخدام تعديلات جينية مستمدة من جينوم كامل لذئب رهيب، أعاد كولوسال بناءه بدقة من حمض نووى قديم عُثر عليه فى أحافير يعود تاريخها إلى 11,500 و72,000 عام"، وعندما اكتشف العلماء أن الجين المسؤول عن الفراء الأبيض لدى ذئاب الرعب مرتبط بالصمم والعمى، اختاروا بديلًا حديثًا أكثر أمانًا، والنتيجة: حيوانات ذات فراء مشابه، ولكن دون المخاطر الصحية. وأشاد البروفيسور لوف دالين، خبير الجينوم التطورى من جامعة ستوكهولم ومستشار شركة كولوسال، بهذا العمل مع الاعتراف بوجود منطقة رمادية: "ليس سرًا أن 99.9% من جينوم هذا الذئب رمادي. سيكون هناك جدل فى المجتمع العلمى حول عدد الجينات التى يجب تعديلها لتكوين ذئب رهيب، ولكن هذا فى الحقيقة سؤال فلسفي". ومع ذلك، أضاف: "إنه يحمل جينات ذئب رهيب، وهذه الجينات تجعله يبدو أشبه بذئب رهيب أكثر من أى شيء رأيناه خلال الـ 13,000 عام الماضية. وهذا أمر رائع حقًا"، وتعيش الجراء الآن فى "المنطقة ألفا"، وهى محمية بيئية شديدة الحراسة تبلغ مساحتها 2,000 فدان فى موقع سرى شمال الولايات المتحدة. إنها ليست مجرد حديقة خلفية كبيرة. يتميز الموقع بسياج بارتفاع 10 أقدام، مُصمم خصيصًا لحدائق الحيوان، وطائرات استطلاع بدون طيار، وطاقم عمل بدوام كامل، حتى أن هناك مستشفى للحيوانات فى الموقع. تُغذى الجراء على لحوم البقر والغزلان والخيول، بالإضافة إلى الطعام الجاف، وستتحول فى النهاية إلى فريسة كاملة، وتقول شركة كولوسال أن المحمية معتمدة من قبل الجمعية الأمريكية للرفق بالحيوان ومسجلة لدى وزارة الزراعة الأمريكية. ما الهدف الحقيقى من إعادة الأنواع المنقرضة؟ لا تتوقف شركة كولوسال عند ذئاب الكارثة، فمنذ عام 2021، جمعت الشركة أكثر من 435 مليون دولار بهدف إحياء أنواع أخرى منقرضة، بما فى ذلك الماموث الصوفى، والدودو، والنمر التسمانى، كما أنتجت الشركة مجموعات من الذئاب الحمراء المستنسخة، وهى أكثر أنواع الكلاب المهددة بالانقراض فى أمريكا الشمالية، باستخدام تقنيات مُحسّنة من خلال مشروع الذئاب الكارثة، ويهدف المشروع، كما يقولون، إلى استخدام هذه "الحزمة التكنولوجية الشاملة لمكافحة الانقراض" لدعم جهود الحفاظ على البيئة والعلوم. ويصفها لام بأنها حقبة جديدة: "قيل ذات مرة: 'أى تقنية متقدمة بما فيه الكفاية لا يمكن تمييزها عن السحر، واليوم، يكشف فريقنا عن بعض السحر الذى يعملون عليه وتأثيره الأوسع على الحفاظ على البيئة"، لكن بعض الخبراء يحثون على توخى الحذر، وصرّح فينسنت لينش، عالم الأحياء بجامعة بافالو، لوكالة أسوشيتد برس: "كل ما يُمكن فعله الآن هو جعل شيء ما يبدو ظاهريًا مشابهًا لشيء آخر - وليس إحياء الأنواع المنقرضة بالكامل". وأشار كريستوفر بريستون، أستاذ الفلسفة البيئية بجامعة مونتانا، إلى أنه "من الصعب تخيّل إطلاق ذئاب رهيبة لتتولى دورًا بيئيًا. لذا، أعتقد أنه من المهم التساؤل عن الدور الذى ستلعبه هذه الحيوانات الجديدة"، ومع ذلك، أشاد باهتمام كولوسال بـرعاية الحيوان: "اتخذت شركة كولوسال احتياطات مدروسة لفحص أى عواقب جينية غير مقصودة لتعديلاتها الجينية، مستبعدةً التعديلات الخطرة المعروفة بارتباطها بنتائج سيئة". الأسطورة تلتقى بالكوميكوفى هذه الأثناء، لا يكتفى الجمهور، أثار ظهور الجراء موجة من الميمات ورسوم المعجبين وردود فعل المشاهير، وشارك إيلون ماسك صورًا معدلة للأشبال على العرش الحديدى، وقال مازحًا: "أرجوكم اصنعوا ماموثًا صوفيًا أليفًا مصغرًا"، وطالب آخرون بفرس نهر صغير، وصغار فرس النهر ذوات الأسنان المسيّفة، وحتى حديقة جوراسيك حقيقية، وعلى موقع X، كتب أحد المستخدمين: "نعم! ما زلت أنتظر فرس النهر الصغير أيضًا". حتى جورج ر. ر. مارتن، مبتكر مسلسل "صراع العروش"، علق قائلًا: "ينظر الكثيرون إلى الذئاب الرهيبة على أنها مخلوقات أسطورية لا وجود لها إلا فى عالم الخيال، لكنها فى الواقع، لها تاريخ عريق فى المساهمة فى النظام البيئى الأمريكى، أستمتع بالكتابة عن السحر، لكن بن وكولوسال خلقا السحر بإعادة هذه الوحوش المهيبة إلى عالمنا". بداية بلا نهاية تقول كولوسال، إن هذه مجرد البداية. وكتبوا: "نريد أن نُحدث ثورة فى التاريخ وأن نكون أول شركة تستخدم تقنية كريسبر بنجاح فى إنقاذ الأنواع المنقرضة سابقًا". "الآن، أغمضوا أعينكم واستمعوا إلى هذا العواء مرة أخرى. فكروا فيما يعنيه هذا لنا جميعًا"، إنها لحظة مشحونة بالعاطفة وعدم اليقين. صوت ضاع لآلاف السنين، يتردد صداه من جديد. ولكن سواء كان إنجازا علميًا، أو حقل ألغام أخلاقى، أو ابتكارًا تكنولوجيًا عاليًا، فإن شيئًا واحدًا مؤكدًا: الماضى لم يعد مدفونًا.


اليوم السابع
٠٨-٠٤-٢٠٢٥
- علوم
- اليوم السابع
عودة الذئاب الرهيبة.. رومولوس وريموس وخاليسى أول من تجوب الأرض منذ 13000 عام
بعد أكثر من 12,000 عام من اختفائه، عاد الذئب الرهيب ليمشى - ويعوى - من جديد، فى إنجاز مُستوحى مباشرةً من صفحات الخيال العلمى، كشفت شركة كولوسال بيوساينسز، ومقرها دالاس، عن 3 جراء مُعدّلة وراثيًا لتحمل السمات المميزة لذئب العصر الجليدى الأسطورى "إينوسيون ديروس". وأعلنت الشركة على مواقع التواصل الاجتماعي: "الصوت مُفعّل، أنتم تسمعون أول عواء لذئب رهيب منذ أكثر من 10,000 عام، تعرّفوا على رومولوس وريموس - أول حيوانين منقرضين فى العالم، وُلدا فى 1 أكتوبر 2024"، وتبع الذكرين أنثى تُدعى خاليسى، وُلدت فى يناير 2025، لكن هذا ليس مسلسلًا تلفزيونيًا، إنه ليس صراع العروش. هذا علمٌ حقيقى، وقد يُعيد صياغة نظرتنا إلى الانقراض بحد ذاته. وبدأ باحثو كولوسال ببقايا متحجرة: سنٌّ عمره 13,000 عام وعظمة أذن داخلية عمرها 72,000 عام، وباستخدام تقنيات متقدمة، أعادوا بناء جينوم ذئب ديرى بدقة غير مسبوقة - أكثر اكتمالًا بـ 500 مرة من أى شىء سُجِّل سابقًا، ومن هناك، عدّل الفريق الحمض النووى لخلايا ذئب رمادى باستخدام تقنية كريسبر، مستهدفين 14 جينًا فى 20 موقعًا مختلفًا، واختيرت هذه الجينات لمحاكاة السمات الجسدية للذئب الرهيب، مثل بنيته العضلية، وشكل رأسه، وفرائه الشاحب. وصرح بن لام، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذى لشركة كولوسال، بوضوح: "أخذ فريقنا الحمض النووى من سنّ عمره 13,000 عام وجمجمة عمرها 72,000 عام، وأنجب جراء ذئب رهيب سليمة"، ولم يكن هذا استنساخًا، بل كان تعديلًا - إعادة كتابة دقيقة ومدروسة للحمض النووى للذئب الحديث باستخدام مخططات قديمة. كما أوضحت شركة كولوسال: "أُعيد هذان الذئبان من الانقراض باستخدام تعديلات جينية مستمدة من جينوم كامل لذئب رهيب، أعاد كولوسال بناءه بدقة من حمض نووى قديم عُثر عليه فى أحافير يعود تاريخها إلى 11,500 و72,000 عام"، وعندما اكتشف العلماء أن الجين المسؤول عن الفراء الأبيض لدى ذئاب الرعب مرتبط بالصمم والعمى، اختاروا بديلًا حديثًا أكثر أمانًا، والنتيجة: حيوانات ذات فراء مشابه، ولكن دون المخاطر الصحية. وأشاد البروفيسور لوف دالين، خبير الجينوم التطورى من جامعة ستوكهولم ومستشار شركة كولوسال، بهذا العمل مع الاعتراف بوجود منطقة رمادية: "ليس سرًا أن 99.9% من جينوم هذا الذئب رمادي. سيكون هناك جدل فى المجتمع العلمى حول عدد الجينات التى يجب تعديلها لتكوين ذئب رهيب، ولكن هذا فى الحقيقة سؤال فلسفي". ومع ذلك، أضاف: "إنه يحمل جينات ذئب رهيب، وهذه الجينات تجعله يبدو أشبه بذئب رهيب أكثر من أى شيء رأيناه خلال الـ 13,000 عام الماضية. وهذا أمر رائع حقًا"، وتعيش الجراء الآن فى "المنطقة ألفا"، وهى محمية بيئية شديدة الحراسة تبلغ مساحتها 2,000 فدان فى موقع سرى شمال الولايات المتحدة. إنها ليست مجرد حديقة خلفية كبيرة. يتميز الموقع بسياج بارتفاع 10 أقدام، مُصمم خصيصًا لحدائق الحيوان، وطائرات استطلاع بدون طيار، وطاقم عمل بدوام كامل، حتى أن هناك مستشفى للحيوانات فى الموقع. تُغذى الجراء على لحوم البقر والغزلان والخيول، بالإضافة إلى الطعام الجاف، وستتحول فى النهاية إلى فريسة كاملة، وتقول شركة كولوسال أن المحمية معتمدة من قبل الجمعية الأمريكية للرفق بالحيوان ومسجلة لدى وزارة الزراعة الأمريكية. ما الهدف الحقيقى من إعادة الأنواع المنقرضة؟ لا تتوقف شركة كولوسال عند ذئاب الكارثة، فمنذ عام 2021، جمعت الشركة أكثر من 435 مليون دولار بهدف إحياء أنواع أخرى منقرضة، بما فى ذلك الماموث الصوفى، والدودو، والنمر التسمانى، كما أنتجت الشركة مجموعات من الذئاب الحمراء المستنسخة، وهى أكثر أنواع الكلاب المهددة بالانقراض فى أمريكا الشمالية، باستخدام تقنيات مُحسّنة من خلال مشروع الذئاب الكارثة، ويهدف المشروع، كما يقولون، إلى استخدام هذه "الحزمة التكنولوجية الشاملة لمكافحة الانقراض" لدعم جهود الحفاظ على البيئة والعلوم. ويصفها لام بأنها حقبة جديدة: "قيل ذات مرة: 'أى تقنية متقدمة بما فيه الكفاية لا يمكن تمييزها عن السحر، واليوم، يكشف فريقنا عن بعض السحر الذى يعملون عليه وتأثيره الأوسع على الحفاظ على البيئة"، لكن بعض الخبراء يحثون على توخى الحذر، وصرّح فينسنت لينش، عالم الأحياء بجامعة بافالو، لوكالة أسوشيتد برس: "كل ما يُمكن فعله الآن هو جعل شيء ما يبدو ظاهريًا مشابهًا لشيء آخر - وليس إحياء الأنواع المنقرضة بالكامل". وأشار كريستوفر بريستون، أستاذ الفلسفة البيئية بجامعة مونتانا، إلى أنه "من الصعب تخيّل إطلاق ذئاب رهيبة لتتولى دورًا بيئيًا. لذا، أعتقد أنه من المهم التساؤل عن الدور الذى ستلعبه هذه الحيوانات الجديدة"، ومع ذلك، أشاد باهتمام كولوسال بـرعاية الحيوان: "اتخذت شركة كولوسال احتياطات مدروسة لفحص أى عواقب جينية غير مقصودة لتعديلاتها الجينية، مستبعدةً التعديلات الخطرة المعروفة بارتباطها بنتائج سيئة". الأسطورة تلتقى بالكوميكوفى هذه الأثناء، لا يكتفى الجمهور، أثار ظهور الجراء موجة من الميمات ورسوم المعجبين وردود فعل المشاهير، وشارك إيلون ماسك صورًا معدلة للأشبال على العرش الحديدى، وقال مازحًا: "أرجوكم اصنعوا ماموثًا صوفيًا أليفًا مصغرًا"، وطالب آخرون بفرس نهر صغير، وصغار فرس النهر ذوات الأسنان المسيّفة، وحتى حديقة جوراسيك حقيقية، وعلى موقع X، كتب أحد المستخدمين: "نعم! ما زلت أنتظر فرس النهر الصغير أيضًا". حتى جورج ر. ر. مارتن، مبتكر مسلسل "صراع العروش"، علق قائلًا: "ينظر الكثيرون إلى الذئاب الرهيبة على أنها مخلوقات أسطورية لا وجود لها إلا فى عالم الخيال، لكنها فى الواقع، لها تاريخ عريق فى المساهمة فى النظام البيئى الأمريكى، أستمتع بالكتابة عن السحر، لكن بن وكولوسال خلقا السحر بإعادة هذه الوحوش المهيبة إلى عالمنا". بداية بلا نهاية تقول كولوسال، إن هذه مجرد البداية. وكتبوا: "نريد أن نُحدث ثورة فى التاريخ وأن نكون أول شركة تستخدم تقنية كريسبر بنجاح فى إنقاذ الأنواع المنقرضة سابقًا". "الآن، أغمضوا أعينكم واستمعوا إلى هذا العواء مرة أخرى. فكروا فيما يعنيه هذا لنا جميعًا"، إنها لحظة مشحونة بالعاطفة وعدم اليقين. صوت ضاع لآلاف السنين، يتردد صداه من جديد. ولكن سواء كان إنجازا علميًا، أو حقل ألغام أخلاقى، أو ابتكارًا تكنولوجيًا عاليًا، فإن شيئًا واحدًا مؤكدًا: الماضى لم يعد مدفونًا.