١٧-٠٣-٢٠٢٥
سوق العقارات في دبي يحقق نمواً قياسياً في فبراير
تحدّى سوق العقارات في دبي مرة أخرى الرياح الاقتصادية العالمية المعاكسة، مسجلاً نمواً غير مسبوق في فبراير 2025 مع وصول أحجام المبيعات، والأسعار، ونشاط المستثمرين إلى قمم تاريخية.
وبفضل اقتصادها المزدهر، وتدفق السكان، والمبادرات الحكومية الاستراتيجية، عزّزت الإمارة مكانتها كوجهة استثمارية عالمية رائدة.
وشهد شهر فبراير 2025 ارتفاعاً في أحجام مبيعات العقارات إلى 41 مليار درهم، بزيادة قدرها 17% على أساس شهري، مع تسجيل 14,929 معاملة - بزيادة قدرها 15% عن يناير.
وارتفع متوسط الأسعار إلى مستوى قياسي بلغ 1,505 درهم للقدم المربع، بزيادة 1.41% على أساس شهري (20.94 درهم)، وأكثر من ضعف أدنى مستوى تاريخي للسوق عند 716 درهم للقدم المربع في عام 2019. وهيمنت العقارات قيد الإنشاء على المبيعات، حيث شكّلت 59% من المعاملات، ممّا يشير إلى ثقة المستثمرين القوية في مسار النمو طويل الأجل في دبي.
يواصل قطاع العقارات الفاخرة ازدهاره، حيث شهدت أسعار الفلل ارتفاعاً مذهلاً بنسبة 60% على أساس شهري لتصل إلى متوسط 11.48 مليون درهم، بينما ارتفعت أسعار الشقق بنسبة 30% لتصل إلى 2.26 مليون درهم. وشملت المجمعات السكنية الأفضل أداءً موتور سيتي، وقرية جميرا الدائرية، ودبي مارينا للشقق، وجميرا جولف إستيت، وذا فيلا، وميدوز للفيلات.
تُعزز مرونة دبي الاقتصادية طفرة قطاعها العقاري. فقد نما الناتج المحلي الإجمالي للإمارة بنسبة 4.2% في عام 2024، متجاوزاً المتوسطات العالمية، بينما تضخم عدد سكانها إلى 4.2 مليون نسمة، بزيادة سنوية قدرها 6% مدفوعةً بالوافدين المهرة ورواد الأعمال الذين استفادوا من التأشيرات الذهبية والحوافز المعفاة من الضرائب. وقد عزّزت المبادرات الحكومية، مثل خطة دبي الحضرية 2040، التي تُولي الأولوية للبنية التحتية المستدامة والمشاريع التنموية التي تُركز على المجتمع، ثقة المستثمرين.
وقال خبراء سوق العقارات إن سوق دبي لا يشهد تعافياً فحسب، بل يُعيد تعريف نفسه. "إن تضافر السياسات الداعمة للأعمال، والبنية التحتية عالمية المستوى، والزيادة الكبيرة في أعداد الأفراد ذوي الثروات الكبيرة القادمين من أوروبا وآسيا، خلقت بيئة مثالية للنمو".
ساهمت أسعار الإيجارات المرتفعة تاريخياً في تسريع التحول النموذجي نحو امتلاك المنازل. وارتفع متوسط الإيجارات السنوية للشقق والفلل بنسبة 22% و28% على التوالي في عام 2024، ممّا دفع السكان إلى الاستثمار في الأصول طويلة الأجل. وأفادت شركة "بيترهومز" بزيادة قدرها 25% في عدد المشترين المحتملين على أساس شهري، حيث شكل المستخدمون النهائيون 53% من المعاملات - وهو تحوّل ملحوظ عن السوق الذي كان يهيمن عليه المستثمرون في السنوات السابقة.
أشار "كريستوفر سينا"، مدير المبيعات في "بيترهومز"، إلى أن ارتفاع عدد المشترين لأول مرة يعكس تطور هوية دبي من مركزٍ مؤقت إلى منزلٍ دائم. وتحظى المجمعات السكنية التي توفر مرافق متكاملة، مثل دبي هيلز إستيت ونخلة جميرا، بإقبالٍ كبير.
هيمنت مبيعات العقارات قيد الإنشاء على نشاط فبراير، حيث تصدرت شركات التطوير العقاري، مثل "إعمار" (4.11 مليار درهم)، و"مجموعة شوبا" (1.44 مليار درهم)، و"داماك العقارية" (0.82 مليار درهم)، قائمة المستثمرين الدوليين. وشكّل المستثمرون الدوليون 35% من المعاملات، وتصدّر الروس، والهنود، والبريطانيون القائمة.
يقدم سوق العقارات قيد الإنشاء في دبي عائداً استثمارياً لا مثيل له. وتجذب المشاريع القريبة من مدينة إكسبو دبي والمناطق الصديقة للبيئة في القدرة مشترين يركزون على الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية، حيث تجمع بين الفخامة والاستدامة، وفقاً لـ"جايكريشنان باسكار"، مستشار عقاري.
رغم ارتفاع الأسعار، شكلت معاملات الرهن العقاري 64% من المبيعات، مدفوعةً بأسعار إقراض تنافسية منخفضة تصل إلى 3.5% للوافدين. وقد أبقى قرار مصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي بالحفاظ على أسعار فائدة منخفضة حتى عام 2024 التمويل متاحاً، حيث تقدم البنوك خطط سداد ممتدة للعقارات قيد الإنشاء.
"لم يعد التمويل عائقاً، بل أصبح حافزاً"، كما قال رئيس قسم حلول الرهن العقاري في أحد البنوك الرائدة. "يمكن للمشترين لأول مرة الحصول على منازل بدفعة أولى قدرها 15%، بينما يستفيد المستثمرون من شروط مرنة لتوسيع محافظهم الاستثمارية".
مع مساهمة مدينة إكسبو دبي في تنشيط السياحة، ومساهمة اقتصاد دبي غير النفطي بنسبة 78% في الناتج المحلي الإجمالي، لا يُظهر قطاع العقارات في الإمارة أي علامات تباطؤ. ويتوقع المحللون ارتفاعاً في الأسعار بنسبة تتراوح بين 12 و18% في عام 2025، مدعوماً بمشاريع ضخمة مثل مشروع تطوير الواجهة البحرية لمرسى العرب بتكلفة 30 مليار درهم.
وأضاف "بهاسكار": "دبي لا تتنافس مع الأسواق العالمية الرائدة فحسب، بل إنها تضع معياراً جديداً. إن اندماج الابتكار، والاستقرار، والطموح يجعلها الملاذ الآمن الأمثل لرأس المال".
"مع تطور السوق، تبقى حقيقة واحدة واضحة: أفق دبي لا ينمو طولاً فحسب، بل ينمو أيضاً بذكاء أكبر، وأكثر اخضراراً، وأكثر شمولية، ممّا يضمن استمرار هيمنته كسوق العقارات الأكثر ديناميكية في العالم"، كما قال.
واصل سوق العقارات في دبي في يناير بدايته القوية حتى عام 2025، حيث بلغ إجمالي مبيعات العقارات في فبراير 51.1 مليار درهم، بزيادة قدرها 39.91% في القيمة مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي.
كشف تحديث للسوق أصدرته اليوم شركة "فام" العقارية أن إجمالي المعاملات في الشهر الماضي والبالغ 16,099 معاملة يمثل أيضاً زيادة بنسبة 35.5% في الحجم مقارنة بشهر فبراير 2024، ممّا يجعله أحد أفضل الأشهر على الإطلاق.