أحدث الأخبار مع #كزيبر

التحري

مقام النبي كزيبر … سرا من أسرار المنية … غزوان الحواط.

'إذا مررت على قبر وليّ، فاسأل الله الرحمة، فربما هو أقرب إليه منك.'* في قلب مدينة المنية، تلك المدينة التي تعانق البحر وتتنفس عبق التاريخ، يتوارى بين البيوت القديمة والتلة المنخفضة مقام صغير يُعرف بين الناس بأسم 'مقام النبي كزيبر'.* *قد لا تجده في كتب التاريخ، ولا في الخرائط الرسمية، لكنك إن سألت الكبار من أهلها، ستحصل على ابتسامة أولًا، ثم رواية لا تخلو من رهبة ومحبة.* *يقولون إن 'النبي كزيبر' كان رجلًا صالحًا، عارفًا بالله، عاش في زمن بعيد لا يحصي أحد تاريخه بدقة. وجاء إلى هذه الأرض مبعوثًا بالهداية أو مارًا في رحلة دعوية، فبارك الله الأرض التي وطئها، وبقي أثره فيها إلى يوم الناس هذا. والبعض يُقسم أنه نبي من أنبياء بني إسرائيل، مرّ من هنا كما مرّ من قبل أنبياء كثر على أرض لبنان الخصبة بالرسالات.* *المقام نفسه بسيط، بناؤه حجري قديم، مغطى باللون الأخضر، وقد تجد حوله بعض الأشجار العتيقة التي يعتقد البعض أن جذورها تعود إلى مئات السنين. الزائرون يأتون طلبًا للبركة، يتلون الفاتحة، أو يسألون الله شفاء مريض، أو توفيق ابن، أو ستر حال. المكان ليس ضريحًا فقط، بل موطن إيمان شعبي ظل يتناقل من جيل إلى جيل* *رغم أن اسمه لا يرد في الكتب المقدسة كما هو، إلا أن النبي كزيبر أصبح في الذاكرة الشعبية رمزًا للتقوى والطهارة. مقامه شاهد صامت على بساطة الإيمان الذي يربط الناس بالأرض والسماء، وعلى روايات الجدات التي تُروى همسًا عند الغروب: 'لا تلعن الأرض هون، فيها نبي نائم… النبي كزيبر'.* *وفي زمن تتسارع فيه الحياة، يبقى هذا المقام الصغير أحد كنوز المنية المنسية، يحمل في حجارة صمته رواية مدينة، وذكرى رجل لم يعرفه المؤرخون، لكن عرفه قلب الناس.*