أحدث الأخبار مع #كساندرا

الدستور
١٧-٠٣-٢٠٢٥
- ترفيه
- الدستور
ملك الشوابكة... فنانة تشكيلية تعبر بالرسم عن النبض الوطني ورموزه الثابتة
مأدبا وجدت ابنة قرية غرناطة في مادبا الفنانة التشكيلية ملك الشوابكة الشغف في الرسم منذ أن كانت طالبة في المرحلة الأساسية، حيث بدأت بتكبير رسومات «الستكرز» وتحويلها الى لوحات فنية جميلة واستمرت بتنمية موهبتها من خلال إعداد لوحات فنية من الأشغال اليدوية في قريتها بمادبا. ويعد «بيت مادبا للفنون» وسط مدينة مادبا ثمرة إنجاز الشوابكة فأنتجت العديد من اللوحات الفنية التي توثق مادبا وتفاصيلها ونبض المجتمع فيها. تقول الفنانة التشكيلية، إنها عندما انتقلت الى مادبا لإكمال دراستها الثانوية تطورت مهاراتها في الفن التشكيلي وأوكلت لها مهام رسم اللوحات المدرسية للطالبات بدلا من الذهاب خارج المدرسة وإعدادها، فأبدعت في هذا المجال وكانت محل تقدير وإعجاب لكل من يرى لوحاتها الفنية التي تظهر قدرات فنية عالية في الرسم. وأشارت الى أنها احترفت الفن التشكيلي عام 2000 وبدأت ترسم اللوحات الفنية وبيعها كمصدر رزق لها ولعائلتها وبفضل الخبرات التي اكتسبتها تشجعت لفتح مركز متخصص للفن التشكيلي باسم «مركز بيت مادبا للفنون»، بعد حصولها على دبلوم من معهد الفنون، ليصبح منارة في الفن التشكيلي في مادبا وجهة لمن يرغب بمعرفة أسرار الفن التشكيلي والتدرب عليه. وقالت إنها فتحت مركزها الخاص بتدريب شباب وشابات مادبا على الفن التشكيلي والأشغال اليدوية مثل فنون استخدام الشمع والصابون والكونكري وإعادة تدوير المنتجات مثل فناجين القهوة وعلب المشروبات الغازية وتصنيع الشموع من القهوة العربية وتحويلها الى تحف فنية جميلة. وبينت أن «بيت مادبا للفنون» أصبح يحتوى على المئات من اللوحات التشكيلية التي تستخدم فيها مختلف أصناف الفن التي تعبر عن النبض الوطني ورموزه الوطنية الثابتة، بالإضافة الى أبرز المعالم السياحية والتاريخية في مادبا ومختلف محافظات المملكة والتلاحم الوطني وتوثيق العدوان الغاشم على غزة. وأضافت، أنها نظمت ورش تدريبية متخصصة بالفن التشكيلي بالتعاون مع عدد من الجهات المعنية مثل مديرية ثقافة مادبا ومعهد مادبا لفن الفسيفساء، إضافة الى تدريب ذوي الإعاقة على الفن التشكيلي. وأشارت الى كساندرا الياس سمعان «10 سنوات» احدى طالبات «بيت مادبا للفنون» االتي فازت بالمركز الأول في مسابقة الرسم على مستوى محافظة مادبا التي نظمتها وزارة الثقافة. وأوضحت كساندرا انها عشقت فن الرسم بفضل الفنانة الشوابكة وتتطلع إلى إكمال مسيرتها الفنية مستقبلا. الى ذلك، أشرفت ملك الشوابكة العام الماضي على تنظيم «مهرجان مادبا الأول للفنون» بمشاركة مجموعة من فناني المحافظة بهدف الكشف عن مواهبهم وابداعاتهم واطلاع الجمهور على انتاجهم الابداعي والترويج لهم لتشجيعهم في المضي قدما بمواهبهم الفنية. وقالت الفنانة ملك، إنها اعتمدت منذ انطلاق مسيرتها الفنية على جهودها الذاتي دون أي مساعدة، داعية الى دعمها من خلال المشاركة في المعارض الكبرى والترويج لفنها التشكيلي والتدريب عليه. من جهته، اكد مدير ثقافة محافظة مادبا محمد الرواحنة، أن الفنانة التشكيلية ملك الشوابكة من الفنانات المتميزات في محافظة مادبا ولها تجربة فنية إبداعية مع مديرية ثقافة مادبا من خلال ما قدمته من دورات تدريبية وعرض لوحاتها المميزة الممزوجة بألوانها المتعددة في العديد من المعارض والمهرجانات التي تقيمها مديرية الثقافة. واشار الى أن آخر الأعمال التشاركية مع الفنانة ملك الشوابكة المدعومة من وزارة الثقافة / مديرية ثقافة مادبا تنظيم مهرجان مادبا الاول للفن التشكيلي الذي أقيم في منتصف العام الماضي، مؤكدا أن وزارة الثقافة تدعم الفنانين وتحتضن مواهبهم.


الانباط اليومية
١٧-٠٣-٢٠٢٥
- ترفيه
- الانباط اليومية
ملك الشوابكة... فنانة تشكيلية توثق بلوحاتها الفنية مادبا والأردن
الأنباط - وجدت أبنة قرية غرناطة في مادبا الفنانة التشكيلية ملك الشوابكة الشغف في الرسم منذ أن كانت طالبة في المرحلة الأساسية، حيث بدأت بتكبير رسومات "الستكرز" وتحويلها الى لوحات فنية جميلة واستمرت بتنمية موهبتها من خلال إعداد لوحات فنية من الأشغال اليدوية في قريتها بمادبا. ويعد "بيت مادبا للفنون" وسط مدينة مادبا ثمرة إنجاز الشوابكة فأنتجت العديد من اللوحات الفنية التي توثق مادبا وتفاصيلها ونبض المجتمع فيها. تقول الفنانة التشكيلية، إنها عندما انتقلت الى مادبا لإكمال دراستها الثانوية تطورت مهاراتها في الفن التشكيلي وأوكلت لها مهام رسم اللوحات المدرسية للطالبات بدلا من الذهاب خارج المدرسة وإعدادها، فأبدعت في هذا المجال وكانت محل تقدير وإعجاب لكل من يرى لوحاتها الفنية التي تظهر قدرات فنية عالية في الرسم. وأشارت الى أنها احترفت الفن التشكيلي عام 2000 وبدأت ترسم اللوحات الفنية وبيعها كمصدر رزق لها ولعائلتها وبفضل الخبرات التي اكتسبتها تشجعت لفتح مركز متخصص للفن التشكيلي باسم "مركز بيت مادبا للفنون"، بعد حصولها على دبلوم من معهد الفنون، ليصبح منارة في الفن التشكيلي في مادبا وجهة لمن يرغب بمعرفة أسرار الفن التشكيلي والتدرب عليه. وقالت إنها فتحت مركزها الخاص بتدريب شباب وشابات مادبا على الفن التشكيلي والأشغال اليدوية مثل فنون استخدام الشمع والصابون والكونكري وإعادة تدوير المنتجات مثل فناجين القهوة وعلب المشروبات الغازية وتصنيع الشموع من القهوة العربية وتحويلها الى تحف فنية جميلة. وبينت أن "بيت مادبا للفنون" أصبح يحتوى على المئات من اللوحات التشكيلية التي تستخدم فيها مختلف أصناف الفن التي تعبر عن النبض الوطني ورموزه الوطنية الثابتة، بالإضافة الى أبرز المعالم السياحية والتاريخية في مادبا ومختلف محافظات المملكة والتلاحم الوطني وتوثيق العدوان الغاشم على غزة. وأضافت، أنها نظمت ورش تدريبية متخصصة بالفن التشكيلي بالتعاون مع عدد من الجهات المعنية مثل مديرية ثقافة مادبا ومعهد مادبا لفن الفسيفساء، إضافة الى تدريب ذوي الإعاقة على الفن التشكيلي. وأشارت الى كساندرا الياس سمعان "10 سنوات" احدى طالبات "بيت مادبا للفنون" االتي فازت بالمركز الأول في مسابقة الرسم على مستوى محافظة مادبا التي نظمتها وزارة الثقافة. وأوضحت كساندرا انها عشقت فن الرسم بفضل الفنانة الشوابكة وتتطلع إلى إكمال مسيرتها الفنية مستقبلا. الى ذلك، أشرفت ملك الشوابكة العام الماضي على تنظيم "مهرجان مادبا الأول للفنون" بمشاركة مجموعة من فناني المحافظة بهدف الكشف عن مواهبهم وابداعاتهم واطلاع الجمهور على انتاجهم الابداعي والترويج لهم لتشجيعهم في المضي قدما بمواهبهم الفنية. وقالت الفنانة ملك، إنها اعتمدت منذ انطلاق مسيرتها الفنية على جهودها الذاتي دون أي مساعدة، داعية الى دعمها من خلال المشاركة في المعارض الكبرى والترويج لفنها التشكيلي والتدريب عليه. من جهته، اكد مدير ثقافة محافظة مادبا محمد الرواحنة، أن الفنانة التشكيلية ملك الشوابكة من الفنانات المتميزات في محافظة مادبا ولها تجربة فنية إبداعية مع مديرية ثقافة مادبا من خلال ما قدمته من دورات تدريبية وعرض لوحاتها المميزة الممزوجة بألوانها المتعددة في العديد من المعارض والمهرجانات التي تقيمها مديرية الثقافة. واشار الى أن آخر الأعمال التشاركية مع الفنانة ملك الشوابكة المدعومة من وزارة الثقافة / مديرية ثقافة مادبا تنظيم مهرجان مادبا الاول للفن التشكيلي الذي أقيم في منتصف العام الماضي، مؤكدا أن وزارة الثقافة تدعم الفنانين وتحتضن مواهبهم. --(بترا)


نافذة على العالم
٢٢-٠٢-٢٠٢٥
- ترفيه
- نافذة على العالم
ثقافة وفن : مسلسل "كساندرا".. موسيقى تصويرية تحكي قصة مرعبة
السبت 22 فبراير 2025 03:14 صباحاً الملصق الدعائي لمسلسل "كساندرا" (الجزيرة) يمتلك الشعب الألماني إرثًا غنيًا من الميلودراما التي تشكلت عبر تجربتي حربين عالميتين وهزيمتين قاسيتين، لكنه يزخر أيضًا بتراث فلسفي وموسيقي وأدبي يعكس حساسية فريدة وقدرة استثنائية على إنتاج أعمال إبداعية متميزة. منذ أواخر القرن التاسع عشر، أبهرت السينما الألمانية العالم، ورغم التحولات الجذرية التي شهدتها البلاد، من الانقسام إلى الوحدة، تواصل صناعة الدراما الألمانية تطورها، مقدمة إنتاجات تلفزيونية تضاهي في روعتها تلك التي تميز بها الفن السينمائي. ويعد مسلسل "كساندرا" (Cassandra) أحدث دليل على هذا التميز. ينتمي "كساندرا" إلى نوعية الخيال العلمي الممزوج بعناصر الرعب، حيث نجح في تقديم تجربة فنية متكاملة، تمزج بين إثارة الأفلام البوليسية، ومتعة الاستكشاف العلمي والابتكار، إلى جانب العمق الدرامي الذي يعكس قضايا اجتماعية حساسة. إلا أن المسلسل لا يتوقف عند تقديم المتعة فحسب، بل يوجه نقدًا صارخًا لهيمنة المجتمع وأحكامه المسبقة، التي سحقت أجيالًا وأنتجت أخرى تعاني التشوهات النفسية. وتجسد ذلك ببراعة شخصية "كساندرا"، المرأة التي سحقها الظلم والخيانة، فتحولت إلى كيان رقمي شبح لا يسعى سوى إلى الهيمنة والانتقام. يحمل العمل بصمة واضحة للمجتمع الألماني، رابطًا بين الماضي والحاضر، فإذا كان شريط الصوت يستحضر إرث شوبان وبيتهوفن وفاغنر عبر موسيقى ماثيو لامبولي، فإن المسلسل أيضًا يستعيد ظلال الغرور العلمي الذي دفع إلى تجارب نووية وطبية على البشر في بدايات القرن الماضي. كما يسلط الضوء على القوالب النمطية الصارمة التي حكمت أدوار الرجال والنساء والأطفال، والتي لا تزال السلطة المجتمعية متمسكة بها حتى اليوم. مأساة مزدوجة على مدار ست حلقات، يروي المخرج والكاتب بنجامين غوتشه قصة "كساندرا"، حيث تنتقل عائلة للعيش في منزل ذكي يخضع لتحكم روبوت يُدعى كساندرا. رغم أن الروبوت لا يلجأ إلى العنف المباشر، فإن طبيعته المتلاعبة والمخيفة كافية لتمزيق العائلة. بالتوازي مع هذه القصة، نشاهد عبر مشاهد "فلاش باك" عائلة أخرى عاشت في المنزل نفسه خلال الستينيات والسبعينيات، وهي العائلة التي قامت بإنشاء الروبوت، مُستنسخة فيه عقلية ونفسية الأم، مما منحه إرادة مستقلة. تتكشف الأحداث تدريجيًا لتكشف أصل "كساندرا"، وكيف وُلد هذا الكيان الرقمي من رحم الماضي. كل حلقة من العمل تبدو وكأنها فيلم مستقل بفضل تكثيفه البصري المذهل، حيث يدفع المشاهد داخل جدران المنزل الذي، رغم تصميمه العصري، يبدو مسكونًا بالأشباح. إلا أن الشبح هذه المرة ليس سوى كيان رقمي، يمتلك قدرة مرعبة على إشعال النيران، ليس فقط في الأشياء، بل في النفوس أيضًا، مسببًا تمزقًا داخليًا يفوق أي أذى مادي. منذ اللحظات الأولى، يضع المخرج بصمته البصرية الخاصة، حيث يخلق تناقضًا بين مشاعر القلق والطمأنينة، مستخدمًا تصويرًا سينمائيًا يُبرز التباين بين الإضاءة الدافئة والباردة، مما يعكس التغيرات المزاجية للروبوت "كساندرا" والمنزل ذاته. تتباطأ حركة الكاميرا عند استعراض عناصر المنزل، محولة الأشياء العادية إلى كائنات تنبض بالغموض والرعب. تلعب الظلال دورًا محوريًا في زيادة التشويق، إذ ينساب ضوء خافت زاحف ليؤكد الحضور الطاغي لنظرات "كساندرا" الرقمية التي تراقب كل شيء. الميلودراما التي عاشتها الأم والزوجة الأصلية في الماضي تتقاطع مع قصة العائلة الجديدة التي تواجه تجربة مشابهة في المنزل المليء بالذكريات. يبدو المنزل ككيان بحد ذاته، تتشابك فيه أحزان الماضي مع كآبة الحاضر، ممزوجًا بمفهوم المنازل الذكية في السبعينيات. وسط هذا التوتر، يظهر الذكاء الاصطناعي لـ"كساندرا" كأداة انتقام، حيث تسعى هذه المرأة الرقمية، التي خلقها الظلم والخذلان، إلى استعادة ما فقدته في حياتها السابقة. تتحول رغبتها في الانتقام إلى محاولة استبدال الأم الجديدة، وكأنها بذلك تحاول استعادة أسرتها المفقودة، ولكن هذه المرة على طريقتها الخاصة. دور الموسيقى التصويرية لعبت الموسيقى التصويرية، التي أبدعها الملحن الشهير ماثيو لامبولي، دورًا جوهريًا في بناء الأجواء النفسية والدرامية للمسلسل، حيث تألفت من 22 مقطوعة موسيقية تمثل مزيجًا متقنًا من المؤثرات الصوتية الإلكترونية المحيطة والتوزيعات الأوركسترالية، صُممت كل منها بعناية لتجسد العذاب النفسي العميق الذي تعيشه الشخصيات. تعكس مقطوعات مثل "الاستيقاظ" (The Wake Up) و"تهديد" (Threat) أجواء الخطر الوشيك من خلال طبقات موسيقية نابضة، بينما تضيف مقطوعات أخرى مثل "دموع" (Tears) و"الحب" (Love) نغمات بيانو رقيقة، متداخلة مع أصداء بعيدة تحمل لمسة من الغموض والتوتر، ما يمنح المشاهدين تجربة حسية تجمع بين العمق العاطفي والشعور المستمر بالقلق. انسجم الدمج بين الموسيقى التصويرية والأصوات المحيطة في المنزل بسلاسة، خاصة مع صوت "كساندرا" الناعم والمحمّل بجرعة خفية من التهديد، ما خلق وهمًا سمعيًا يوحي بوجودها الدائم في كل زاوية. كما استخدم التصميم الصوتي ترددات منخفضة تتصاعد تدريجيًا لتعزيز التوتر دون أن تطغى على السرد البصري أو الدرامي. ولم تقتصر البراعة السمعية على الموسيقى، بل تميز المخرج في توظيف الصمت كأداة درامية بقدر إتقانه لدمج الموسيقى، حيث كان صوت "كساندرا" يخترق لحظات السكون التام بنغمات مفاجئة ومزعجة، ما عزز الشعور بعدم القدرة على التنبؤ بسيطرة هذا الكائن الرقمي على المنزل وسكانه. في النهاية، أصبحت الموسيقى التصويرية، إلى جانب لحظات الصمت، قوة خفية تتحكم في الأحداث، وتخلق توترًا دائمًا يجعل المشاهدين في حالة ترقب مستمر. التوازي والتكافؤ جاءت الأسرة التي تتكون من أب، كاتب روائي يعمل من المنزل، وأم تعمل بالنحت و ابن مراهق، وطفلة إلى أقدم منزل ذكي في البلدة، لتفاجأ بوجود "روبوت"، قيل لهم أنه لا يعمل، لكن الإبن قام بتشغيله بالفعل، وهكذا ظهر روبوت يحمل في الجزء الأعلى منه شاشة تطل منها كساندرا، التي لم تكن روبوتا، وإنما نسخة رقمية من الأم التي عاشت في ستينات وسبعينات القرن الماضي، وكانت زوجة لرجل دفعه غروره العلمي إلى إخضاعها لتجربة إشعاعية اصابتها بالسرطان و شوهت طفلتها، وكان ذلك العالم والزوج والأب هو الأسوأ بغروره العلمي وخيانته لزوجته، وإساءته لابنه المراهق، ومن ثم شعوره بالعار من إظهار طفلته التي تسبب بتشويهها وهي في رحم أمها. بينما تعيش الأم "كساندرا" أيامها الأخيرة بسبب السرطان، تقرر ومعها زوجها أنها لا تريد أن تفقد أسرتها، فيصنع الزوج نسخة رقمية منها، ليموت الجسد وتبقى النسخة التي حملت آمال وألام وأحلام الزوجة المظلومة المخذولة، وتقرر أن تستعيد أسرتها عبر السطو على الأسرة الجديدة والكيد للأم الجديدة التي جاءت للإقامة في المنزل. يعرض المسلسل حالتين لأسرتين، أولاهما دمرها الغرور العلمي والخيانة والخضوع لمعايير المجتمع بعدم إظهار طفلتها المشوهة وحبسها بعيدا عن المجتمع، والثانية لأسرة تبدو أقل حزنا رغم انتحار أخت الزوجة، وإصابتها باضطرابات نفسية، لكن في وجود أب سلبي، يكتفي بالحضور الجسدي. يظهر المسلسل تلك المفارقة المدهشة بين مرحلتين طغى في إحداهما الرجل، فدمر البناء الأسري بكامله، وسقط في الثانية الرجل في هوة الغياب، فوقفت الأسرة على حافة الانهيار.


الجزيرة
٢٠-٠٢-٢٠٢٥
- ترفيه
- الجزيرة
مسلسل "كساندرا".. موسيقى تصويرية تحكي قصة مرعبة
يمتلك الشعب الألماني إرثًا غنيًا من الميلودراما التي تشكلت عبر تجربتي حربين عالميتين وهزيمتين قاسيتين، لكنه يزخر أيضًا بتراث فلسفي وموسيقي وأدبي يعكس حساسية فريدة وقدرة استثنائية على إنتاج أعمال إبداعية متميزة. منذ أواخر القرن التاسع عشر، أبهرت السينما الألمانية العالم، ورغم التحولات الجذرية التي شهدتها البلاد، من الانقسام إلى الوحدة، تواصل صناعة الدراما الألمانية تطورها، مقدمة إنتاجات تلفزيونية تضاهي في روعتها تلك التي تميز بها الفن السينمائي. ويعد مسلسل "كساندرا" (Cassandra) أحدث دليل على هذا التميز. ينتمي "كساندرا" إلى نوعية الخيال العلمي الممزوج بعناصر الرعب، حيث نجح في تقديم تجربة فنية متكاملة، تمزج بين إثارة الأفلام البوليسية، ومتعة الاستكشاف العلمي والابتكار، إلى جانب العمق الدرامي الذي يعكس قضايا اجتماعية حساسة. إلا أن المسلسل لا يتوقف عند تقديم المتعة فحسب، بل يوجه نقدًا صارخًا لهيمنة المجتمع وأحكامه المسبقة، التي سحقت أجيالًا وأنتجت أخرى تعاني التشوهات النفسية. وتجسد ذلك ببراعة شخصية "كساندرا"، المرأة التي سحقها الظلم والخيانة، فتحولت إلى كيان رقمي شبح لا يسعى سوى إلى الهيمنة والانتقام. يحمل العمل بصمة واضحة للمجتمع الألماني، رابطًا بين الماضي والحاضر، فإذا كان شريط الصوت يستحضر إرث شوبان وبيتهوفن وفاغنر عبر موسيقى ماثيو لامبولي، فإن المسلسل أيضًا يستعيد ظلال الغرور العلمي الذي دفع إلى تجارب نووية وطبية على البشر في بدايات القرن الماضي. كما يسلط الضوء على القوالب النمطية الصارمة التي حكمت أدوار الرجال والنساء والأطفال، والتي لا تزال السلطة المجتمعية متمسكة بها حتى اليوم. مأساة مزدوجة على مدار ست حلقات، يروي المخرج والكاتب بنجامين غوتشه قصة "كساندرا"، حيث تنتقل عائلة للعيش في منزل ذكي يخضع لتحكم روبوت يُدعى كساندرا. رغم أن الروبوت لا يلجأ إلى العنف المباشر، فإن طبيعته المتلاعبة والمخيفة كافية لتمزيق العائلة. بالتوازي مع هذه القصة، نشاهد عبر مشاهد "فلاش باك" عائلة أخرى عاشت في المنزل نفسه خلال الستينيات والسبعينيات، وهي العائلة التي قامت بإنشاء الروبوت، مُستنسخة فيه عقلية ونفسية الأم، مما منحه إرادة مستقلة. تتكشف الأحداث تدريجيًا لتكشف أصل "كساندرا"، وكيف وُلد هذا الكيان الرقمي من رحم الماضي. كل حلقة من العمل تبدو وكأنها فيلم مستقل بفضل تكثيفه البصري المذهل، حيث يدفع المشاهد داخل جدران المنزل الذي، رغم تصميمه العصري، يبدو مسكونًا بالأشباح. إلا أن الشبح هذه المرة ليس سوى كيان رقمي، يمتلك قدرة مرعبة على إشعال النيران، ليس فقط في الأشياء، بل في النفوس أيضًا، مسببًا تمزقًا داخليًا يفوق أي أذى مادي. منذ اللحظات الأولى، يضع المخرج بصمته البصرية الخاصة، حيث يخلق تناقضًا بين مشاعر القلق والطمأنينة، مستخدمًا تصويرًا سينمائيًا يُبرز التباين بين الإضاءة الدافئة والباردة، مما يعكس التغيرات المزاجية للروبوت "كساندرا" والمنزل ذاته. تتباطأ حركة الكاميرا عند استعراض عناصر المنزل، محولة الأشياء العادية إلى كائنات تنبض بالغموض والرعب. تلعب الظلال دورًا محوريًا في زيادة التشويق، إذ ينساب ضوء خافت زاحف ليؤكد الحضور الطاغي لنظرات "كساندرا" الرقمية التي تراقب كل شيء. الميلودراما التي عاشتها الأم والزوجة الأصلية في الماضي تتقاطع مع قصة العائلة الجديدة التي تواجه تجربة مشابهة في المنزل المليء بالذكريات. يبدو المنزل ككيان بحد ذاته، تتشابك فيه أحزان الماضي مع كآبة الحاضر، ممزوجًا بمفهوم المنازل الذكية في السبعينيات. وسط هذا التوتر، يظهر الذكاء الاصطناعي لـ"كساندرا" كأداة انتقام، حيث تسعى هذه المرأة الرقمية، التي خلقها الظلم والخذلان، إلى استعادة ما فقدته في حياتها السابقة. تتحول رغبتها في الانتقام إلى محاولة استبدال الأم الجديدة، وكأنها بذلك تحاول استعادة أسرتها المفقودة، ولكن هذه المرة على طريقتها الخاصة. دور الموسيقى التصويرية لعبت الموسيقى التصويرية، التي أبدعها الملحن الشهير ماثيو لامبولي، دورًا جوهريًا في بناء الأجواء النفسية والدرامية للمسلسل، حيث تألفت من 22 مقطوعة موسيقية تمثل مزيجًا متقنًا من المؤثرات الصوتية الإلكترونية المحيطة والتوزيعات الأوركسترالية، صُممت كل منها بعناية لتجسد العذاب النفسي العميق الذي تعيشه الشخصيات. تعكس مقطوعات مثل "الاستيقاظ" (The Wake Up) و"تهديد" (Threat) أجواء الخطر الوشيك من خلال طبقات موسيقية نابضة، بينما تضيف مقطوعات أخرى مثل "دموع" (Tears) و"الحب" (Love) نغمات بيانو رقيقة، متداخلة مع أصداء بعيدة تحمل لمسة من الغموض والتوتر، ما يمنح المشاهدين تجربة حسية تجمع بين العمق العاطفي والشعور المستمر بالقلق. انسجم الدمج بين الموسيقى التصويرية والأصوات المحيطة في المنزل بسلاسة، خاصة مع صوت "كساندرا" الناعم والمحمّل بجرعة خفية من التهديد، ما خلق وهمًا سمعيًا يوحي بوجودها الدائم في كل زاوية. كما استخدم التصميم الصوتي ترددات منخفضة تتصاعد تدريجيًا لتعزيز التوتر دون أن تطغى على السرد البصري أو الدرامي. ولم تقتصر البراعة السمعية على الموسيقى، بل تميز المخرج في توظيف الصمت كأداة درامية بقدر إتقانه لدمج الموسيقى، حيث كان صوت "كساندرا" يخترق لحظات السكون التام بنغمات مفاجئة ومزعجة، ما عزز الشعور بعدم القدرة على التنبؤ بسيطرة هذا الكائن الرقمي على المنزل وسكانه. في النهاية، أصبحت الموسيقى التصويرية، إلى جانب لحظات الصمت، قوة خفية تتحكم في الأحداث، وتخلق توترًا دائمًا يجعل المشاهدين في حالة ترقب مستمر. التوازي والتكافؤ جاءت الأسرة التي تتكون من أب، كاتب روائي يعمل من المنزل، وأم تعمل بالنحت و ابن مراهق، وطفلة إلى أقدم منزل ذكي في البلدة، لتفاجأ بوجود "روبوت"، قيل لهم أنه لا يعمل، لكن الإبن قام بتشغيله بالفعل، وهكذا ظهر روبوت يحمل في الجزء الأعلى منه شاشة تطل منها كساندرا، التي لم تكن روبوتا، وإنما نسخة رقمية من الأم التي عاشت في ستينات وسبعينات القرن الماضي، وكانت زوجة لرجل دفعه غروره العلمي إلى إخضاعها لتجربة إشعاعية اصابتها بالسرطان و شوهت طفلتها، وكان ذلك العالم والزوج والأب هو الأسوأ بغروره العلمي وخيانته لزوجته، وإساءته لابنه المراهق، ومن ثم شعوره بالعار من إظهار طفلته التي تسبب بتشويهها وهي في رحم أمها. بينما تعيش الأم "كساندرا" أيامها الأخيرة بسبب السرطان، تقرر ومعها زوجها أنها لا تريد أن تفقد أسرتها، فيصنع الزوج نسخة رقمية منها، ليموت الجسد وتبقى النسخة التي حملت آمال وألام وأحلام الزوجة المظلومة المخذولة، وتقرر أن تستعيد أسرتها عبر السطو على الأسرة الجديدة والكيد للأم الجديدة التي جاءت للإقامة في المنزل. يعرض المسلسل حالتين لأسرتين، أولاهما دمرها الغرور العلمي والخيانة والخضوع لمعايير المجتمع بعدم إظهار طفلتها المشوهة وحبسها بعيدا عن المجتمع، والثانية لأسرة تبدو أقل حزنا رغم انتحار أخت الزوجة، وإصابتها باضطرابات نفسية، لكن في وجود أب سلبي، يكتفي بالحضور الجسدي. يظهر المسلسل تلك المفارقة المدهشة بين مرحلتين طغى في إحداهما الرجل، فدمر البناء الأسري بكامله، وسقط في الثانية الرجل في هوة الغياب، فوقفت الأسرة على حافة الانهيار.