#أحدث الأخبار مع #كلوبريمانشبكة النبأ١٣-٠٥-٢٠٢٥صحةشبكة النبأإدمان السوشيال ميديا يقتل الشباب: هل أنت ضحية القاتل الصامت؟في عصرٍ تُسيطر فيه الشاشات على تفاصيل حياتنا، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي نافذةً مفتوحةً على العالم، لكنها أيضًا تحمل في طياتها تناقضًا صارخًا: فهي قد تكون جسرًا للتواصل والتعبير، أو فخًّا يعزز العزلة والقلق. فبينما تُظهر الدراسات أن "كيفية الاستخدام" وليس فقط "مقدار الوقت" هو ما يُحدد تأثيرها، تبرز تحذيراتٌ من أن بعض العادات الرقمية... في عصرٍ تُسيطر فيه الشاشات على تفاصيل حياتنا، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي نافذةً مفتوحةً على العالم، لكنها أيضًا تحمل في طياتها تناقضًا صارخًا: فهي قد تكون جسرًا للتواصل والتعبير، أو فخًّا يعزز العزلة والقلق. فبينما تُظهر الدراسات أن "كيفية الاستخدام" وليس فقط "مقدار الوقت" هو ما يُحدد تأثيرها، تبرز تحذيراتٌ من أن بعض العادات الرقمية – مثل نشر منشورات غامضة لجذب التعاطف – قد تكون صرخة استغاثة خفية تنبئ بأزمات نفسية عميقة. في هذا التقرير، نتعمق في أحدث الأبحاث العلمية التي تربط بين الصحة العقلية واستخدام المنصات الرقمية، مستكشفين أسئلةً محوريةً: - هل الاكتئاب لدى الشباب نتاجٌ حتمي لاستهلاك السوشيال ميديا، أم أن المنصات تكشف فقط عن مشاكل موجودة أصلاً؟ - كيف يمكن لصورةٍ منشورة أو منشورٍ غامض أن يكون علامةً على اضطرابات نفسية؟ - وما الدور الحقيقي للعوامل الاجتماعية والاقتصادية في تفاقم الأزمة؟ من جامعات فلوريدا إلى هارفارد، نحلل نتائج دراساتٍ غربيةٍ قد لا تنطبق بالكامل على المجتمعات العربية، لكنها تظل جرس إنذارٍ يستحق الوقوف عنده. ففي زمنٍ تُختزل فيه الحياة في "لايكات" و"ستوريات"، يصبح الفهم العميق لهذا "السلاح ذي الحدين" ضرورةً لا رفاهية. سلاح ذو حدين بداية، إن الفائدة أو الضرر لا تنحصر في مسألة مقدار الوقت الذي يتم قضاؤه في استخدام السوشيال ميديا أو مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن ما يهم هو كيفية استخدام الشباب لها وما تأثيرها على الصحة العقلية، وفقا لما نشرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية. توصل باحثون من جامعتین في فلوريدا إلى أن بعض عادات وسائل التواصل الاجتماعي، مثل ما یمكن وصفه بدقة بـ"كتابة أمور يقصد بها شد الانتباه وكسب التعاطف"، بمعنى کتابة مشاركات غامضة غالبا ما تكون مثيرة، وتكون مرتبطة بأفكار انتحاریة، هي التي يمكن أن تكون إشارة خطر. ويقول مؤلفو الدراسة إن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بهذه الطريقة إنما هو إطلاق لصرخة استغاثة طلبا للمساعدة. وتشير النتائج التي توصل إليها الباحثون إلى أن الصحة العقلية تتأثر بشكل كبير بالضغوط المالية والعائلية أكثر مما تتأثر بالوقت الذي يقضيه الشباب في النشر أو تمرير الأفكار. وبقيادة بروفيسور كلو بريمان من جامعة سنترال فلوريدا، قام الباحثون بعملية مسح بين عدد 467 من الشباب البالغين حول وسائل التواصل الاجتماعي، وتأثيرها على حياتهم الشخصية والعاطفية. وشملت الاستقصاءات أسئلة عن مقدار الوقت الذي يقضونه كل يوم على السوشيال ميديا، وكيف يستخدمونها، والدور الذي تلعبه في حياتهم. كما أجاب المشاركون في الدراسة عن أسئلة حول مستويات القلق لديهم، وقدرتهم على التعاطف، وتواتر الأفكار الانتحارية وشبكات الدعم الأسري والاجتماعي. وأشارت النتائج إلى عدم وجود ارتباطات هامة بين قضاء الوقت على وسائل التواصل الاجتماعي وإشارات والمشاكل النفسية. وكانت هذه التصرفات أكثر شيوعا بين الشباب الذين أفادوا أنهم كانوا يعيشون الوحدة، والذين كانوا أكثر عرضة للأفكار الانتحارية. لكن يحذر المؤلفون المشاركون من الافتراضات الأوسع حول التأثيرات السلبية لوسائل التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية. وبالتزامن، توصلت مؤخرا دراسة في جامعة كولومبيا، تناولت أكثر من 600000 شخص، إلى أن الاكتئاب في حالة ارتفاع متزايد في الولايات المتحدة لجميع الفئات العمرية، ولكن الزيادة في صفوف المراهقين تفوق نسبة كبار السن، حيث يعلن 12.7% من الشباب في سن بين 17 و19 عاما عن الشعور بالاكتئاب. وأشار واضعو هذه الدراسة إلى أن "المراهقين يتعرضون بشكل متزايد لعوامل الخطر المستمدة من استخدام تكنولوجيات جديدة، مثل التسلط وإساءة استخدام الشبكات الاجتماعية". كما افترض باحثو كولومبيا أن الضغوط الأسرية والاقتصادية قد وضعت المراهقين في خطر أكبر من الاكتئاب مؤخرا أكثر مما كانت عليه الحال في الماضي. وقد تكون العوامل المالية والأسرية هي المؤثرة في مستويات الاكتئاب لدى المراهقين، إلا أن وسائل التواصل الاجتماعي قد يكون لها تأثير كبير في تفاقم الاكتئاب. فالطريقة التي يستخدم بها الأشخاص وسائل التواصل الاجتماعي هي التي تنبئ بشكل أكثر دقة عن صحتهم العقلية من الوقت الذي يقضونه عليها. فقد يكون هناك حقا علامة خطر ودلالة على وجود بعض المشاكل الحقيقية فيما ينشره بعض المستخدمين. ولكن، ووفقا للدراسة، فإن الأشخاص الذين يقومون بشكل منتظم بكتابة تلك الأفكار المبهمة يميلون إلى أن يكونوا من محبي الظهور وشد الانتباه. وبعيدا عن أسلوب الكتابة المبهمة التي تهدف إلى شد الانتباه، كانت هناك ارتباطات أقوى بكثير في الدراسة بين الاكتئاب أو الأفكار الانتحارية وعوامل أكثر تأثيرا مثل العلاقات المتوترة مع الآباء والأمهات. ولا ينكر المؤلفون أن الاكتئاب في سن المراهقة ومعدلات الانتحار وبعض طرق استخدام وسائل السوشيال ميديا تدعو للقلق، ولكن هناك "قضايا هيكلية اجتماعية أوسع، وهي التي تؤدي إلى تشاؤم واسع النطاق حول الطريقة التي تسير بها الأمور"، بحسب مؤلفي الدراسة. (وفق ما نشره موقع العربية نت). الصور تكشف الاكتئاب وجدت دراسة أميركية أن نشر أعداد كبيرة من الصور في وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن يكون علامة على الاكتئاب، وكشفت أيضا أن الصور التي ينشرها المستخدمون المكتئبون في هذه الوسائل أكثر ترجيحا لأن تتضمن وجوها. وكان العلماء في جامعتي هارفارد وفيرمونت قد صمموا برنامج حاسوب لتحديد الأشخاص المكتئبين من خلال مشاركاتهم في وسائل التواصل الاجتماعي، ويقولون إنه يعد بنظام تنبيهات خوارزمية للأشخاص المعرضين للإصابة بمرض نفسي. وقد أظهرت الدراسة أن النظام يشخص الاكتئاب بدقة تصل إلى 70%، في حين أن طبيب الأسرة تصل نسبة تشخيصه الصحيحة بدون مساعدة إلى 40% من الحالات. كما أشارت إلى أن الصور التي ينشرها المكتئبون يحتمل كثيرا أن تكون ألوانها أكثر قتامة وتجتذب تعليقات أكثر من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى غير المكتئبين. وقد استخدم الباحثون البرنامج لتحليل 43 ألفا و950 صورة لـ166 مستخدما لأحد تطبيقات وسائل التواصل الشائعة، منهم 71 شخصا مصابا بالاكتئاب، وتمكنوا من مراقبة الاختلافات في سمات المشاركات بين الأشخاص المكتئبين وغير المكتئبين. والأهم أنهم تمكنوا أيضا من إظهار أن علامات الاكتئاب يمكن ملاحظتها في المشاركات التي نشرت قبل تلقي الشخص تشخيصا سريريا لإصابته بالاكتئاب. وقال الباحثون إن الأمر يحتاج إلى المزيد من الدراسة باستخدام أعداد أكبر من المشاركين قبل إمكانية استخدام نظام التنبيه المبكر على نطاق واسع. كما أن البرامج المستقبلية ستحتاج أيضا إلى معالجة العقبات القانونية المحيطة بخصوصية الصور والبيانات الشخصية. (بحسب ما نشره موقع الجزيرة نت). ساعة شاشة تساوي ساعة الاكتئاب أشارت دراسات عديدة إلى أن قضاء فترة زمنية طويلة على مواقع التواصل الاجتماعي ومشاهدة التلفزيون، يرتبطان بأعراض الاكتئاب لدى الشباب، والآن تكشف دراسة إلى أي مدى يمكن أن يتداخل وقت الشاشة والاكتئاب. فقد أشارت دراسة نشرت في مجلة "جاما" لطب الأطفال إلى أن كل ساعة إضافية يقضيها الشباب على وسائل التواصل الاجتماعي أو مشاهدة التلفاز، تزيد من أعراض الاكتئاب لديهم. وأوضح الباحثون أن الدراسة الحالية هي الأولى التي تقدم تحليلاً تطويرياً للاختلافات في الاكتئاب والأنواع مختلفة لوقت الشاشة. تم قياس وقت الشاشة بسؤال الطلاب عن مقدار الوقت الذي يقضونه يومياً بين ألعاب الفيديو، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، ومشاهدة التلفزيون واستخدام الكمبيوتر. كما قيست أعراض الاكتئاب من خلال مطالبة الطلاب بالإشارة إلى مقياس من صفر (ليس على الإطلاق) إلى أربعة (كثير جداً)، ومدى معاناتهم من 7 أعراض معروفة للاكتئاب، مثل الشعور بالوحدة، والحزن أو اليأس. ووجد الباحثون أن زيادة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي على مدار 4 سنوات ارتبطت بزيادة الاكتئاب، وترتبط كل زيادة لمدة ساعة واحدة في متوسط الوقت الذي يقضيه الطلاب على وسائل التواصل الاجتماعي، بزيادة في شدة أعراض الاكتئاب خلال السنة ذاتها. وارتبط الميل إلى مشاهدة مستويات عالية بالفعل من التلفزيون على مدار أربع سنوات دون زيادة باكتئاب أقل. لكن الباحثين وجدوا أن كل زيادة لمدة ساعة واحدة في متوسط الوقت الذي قال الطلاب إنهم يقضونه في مشاهدة التلفزيون خلال عام معين يرتبط بزيادة في شدة أعراض الاكتئاب في تلك السنة. ووجد الباحثون أن زيادة استخدام الكمبيوتر على مدار 4 سنوات ارتبطت بزيادة الاكتئاب، ولكن أي زيادة أخرى في الاستخدام في نفس العام لم ترتبط بزيادة شدة الاكتئاب. ولم يتم العثور على ارتباطات كبيرة بين ألعاب الفيديو وأعراض الاكتئاب. وخضعت الدراسة لبعض القيود، بما في ذلك أنه تم العثور على ارتباطات فقط بين وقت الشاشة والاكتئاب. وهناك حاجة إلى مزيد من البحث لتحديد ما إذا كانت هناك علاقة سببية من أجل الإجابة على السؤال التالي: هل يمكن للشباب الذين يعانون بالفعل من هذه الأعراض قضاء المزيد من وقت الشاشة، أو هل يمكن لوقت الشاشة المفرط أن يعزز الأعراض؟ وبالإضافة إلى ذلك، وبينما ميزت الدراسة بين أنواع مختلفة من وقت الشاشة، هناك حاجة إلى مزيد من البحث للتمييز بين المنصات والأنواع المختلفة منها، مثل "سناب شات" مقابل "انستغرام" لوسائل التواصل الاجتماعي، وبعض البرامج الكوميدية مقابل برامج الواقع عند مشاهدة التلفزيون. وقال الدكتور مايكل بلومفيلد، خبير استشاري الطب النفسي في كلية لندن الجامعية، والذي لم يشارك في الدراسة إن "الصحة العقلية مهمة حقاً للشباب، لأن المراهقة هي الفترة التي تتطور فيها أدمغتنا. لذلك، فإن اكتئاب الشباب يمكن أن يكون له آثار خطيرة على التطور النفسي والأكاديمي لشخص ما، والذي يمكن أن يكون له تأثير غير مباشر على الصحة العقلية في مرحلة البلوغ. ويمكن أن تكون وسائل التواصل الاجتماعي أداة مفيدة للراشدين والمراهقين للتعلم والاتصال بالأصدقاء، لكن الخبراء يوصون باستخدامها باعتدال. وتوصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال الآباء بوضع حدود ثابتة لعدد الساعات التي يقضيها أولادهم في سن المراهقة على الشاشات. كما توصي الأكاديمية بضرورة عدم تعارض وقت الشاشة مع التمارين اليومية للشباب والنوم، وتجنب التعرض للأجهزة أو الشاشة لمدة ساعة واحدة قبل وقت النوم. (وفق ما نشره موقع سي إن إن العربية). إدمان السوشيال ميديا يضاعف الاكتئاب يعتقد الخبراء أن الهواجس مع منصات مثل "إنستغرام" و"تويتر" و"سناب شات" و"فيسبوك" توقف تكوين صداقات بين الشباب. وقد يؤدي الإدمان على وسائل التواصل الاجتماعي أيضا إلى عدم تحفيز الشباب للذهاب وتحقيق أهداف في حياتهم المهنية، ما يؤدي إلى تأجيج المشاعر السلبية. ووجدت الدراسة أن المراهقين يُعتقد أيضا أنهم يقارنون أنفسهم بأسلوب حياة مثالي "معدّل بالصور" ويستحيل الحصول عليه ويشعرون بأنهم لا قيمة لهم بالمقارنة بذلك. وتعد هذه الدراسة الكبيرة، التي نُشرت اليوم في المجلة الأمريكية American Journal of Preventive Medicine ، الأولى من نوعها التي تربط بين وسائل التواصل الاجتماعي والاكتئاب. وقال المؤلف الرئيسي الدكتور بريان بريماك، أستاذ الصحة العامة في جامعة أركنساس: "معظم الأعمال السابقة في هذا المجال تركت لنا أسئلة محيرة. نعلم من الدراسات الكبيرة الأخرى أن الاكتئاب واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي يميلون إلى التلاقي معا، لكن كان من الصعب معرفة أيهما يأتي أولا". وأوضح: "تلقي هذه الدراسة الجديدة الضوء على هذه الأسئلة، لأن الاستخدام الأولي الكبير لوسائل التواصل الاجتماعي أدى إلى زيادة معدلات الاكتئاب". ومع ذلك، لم يؤد الاكتئاب الأولي إلى أي تغيير في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي. سأل فريق البحث المشاركين في الدراسة عن عدد المرات التي استخدموا فيها وسائل التواصل الاجتماعي، وقارنوها بنتائجهم في اختبار شامل يقيس الاكتئاب. ومن بين 1289 فردا في العينة النهائية، كان 299 مصابا بالفعل بالاكتئاب عند خط الأساس، وتم تتبعهم لمعرفة ما إذا كان هذا قد أثر على استخدامهم لوسائل التواصل الاجتماعي. وخلال فترة المتابعة التي استمرت ستة أشهر، أصيب 95 مشاركا آخر بأعراض الاكتئاب. وكان الشباب الذين استخدموا وسائل التواصل الاجتماعي أكثر من خمس ساعات يوميا أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب بمعدل 2.8 مرة في غضون ستة أشهر من أولئك الذين استخدموها أقل من ساعتين يوميا. وعلى الرغم من ثقة الباحثين في الرابط المكتشف، إلا أن الدراسة لا يمكنها إثبات السبب والتأثير، بأن وسائل التواصل الاجتماعي، وليس أي عامل آخر، هي التي تسبب الاكتئاب. وقال الدكتور سيزار إسكوبار فييرا، الأستاذ المساعد في الطب النفسي بجامعة بيتسبرغ: "قد يكون أحد أسباب هذه النتائج أن وسائل التواصل الاجتماعي تستغرق الكثير من الوقت. قد يحل الوقت الزائد على وسائل التواصل الاجتماعي محل تكوين علاقات شخصية أكثر أهمية، أو تحقيق أهداف شخصية أو مهنية، أو حتى مجرد قضاء لحظات من التفكير القيّم". ويقترح المؤلفون أن المقارنة قد تكمن وراء هذه النتائج أيضا، حيث غالبا ما تمتلئ قنوات التواصل الاجتماعي بحياة المشاهير الساحرة. وأضاف المؤلف المشارك الدكتور جايمي سيداني، الأستاذ المساعد للطب في جامعة بيتسبرغ: "غالبا ما يتم تنسيق وسائل التواصل الاجتماعي للتأكيد على الصور الإيجابية. وقد يكون هذا صعبا بشكل خاص بالنسبة للشباب الذين يمرون بمنعطفات حرجة في الحياة تتعلق بتنمية الهوية ويشعرون أنهم لا يستطيعون الارتقاء إلى مستوى المثل العليا المستحيلة التي يتعرضون لها".
شبكة النبأ١٣-٠٥-٢٠٢٥صحةشبكة النبأإدمان السوشيال ميديا يقتل الشباب: هل أنت ضحية القاتل الصامت؟في عصرٍ تُسيطر فيه الشاشات على تفاصيل حياتنا، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي نافذةً مفتوحةً على العالم، لكنها أيضًا تحمل في طياتها تناقضًا صارخًا: فهي قد تكون جسرًا للتواصل والتعبير، أو فخًّا يعزز العزلة والقلق. فبينما تُظهر الدراسات أن "كيفية الاستخدام" وليس فقط "مقدار الوقت" هو ما يُحدد تأثيرها، تبرز تحذيراتٌ من أن بعض العادات الرقمية... في عصرٍ تُسيطر فيه الشاشات على تفاصيل حياتنا، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي نافذةً مفتوحةً على العالم، لكنها أيضًا تحمل في طياتها تناقضًا صارخًا: فهي قد تكون جسرًا للتواصل والتعبير، أو فخًّا يعزز العزلة والقلق. فبينما تُظهر الدراسات أن "كيفية الاستخدام" وليس فقط "مقدار الوقت" هو ما يُحدد تأثيرها، تبرز تحذيراتٌ من أن بعض العادات الرقمية – مثل نشر منشورات غامضة لجذب التعاطف – قد تكون صرخة استغاثة خفية تنبئ بأزمات نفسية عميقة. في هذا التقرير، نتعمق في أحدث الأبحاث العلمية التي تربط بين الصحة العقلية واستخدام المنصات الرقمية، مستكشفين أسئلةً محوريةً: - هل الاكتئاب لدى الشباب نتاجٌ حتمي لاستهلاك السوشيال ميديا، أم أن المنصات تكشف فقط عن مشاكل موجودة أصلاً؟ - كيف يمكن لصورةٍ منشورة أو منشورٍ غامض أن يكون علامةً على اضطرابات نفسية؟ - وما الدور الحقيقي للعوامل الاجتماعية والاقتصادية في تفاقم الأزمة؟ من جامعات فلوريدا إلى هارفارد، نحلل نتائج دراساتٍ غربيةٍ قد لا تنطبق بالكامل على المجتمعات العربية، لكنها تظل جرس إنذارٍ يستحق الوقوف عنده. ففي زمنٍ تُختزل فيه الحياة في "لايكات" و"ستوريات"، يصبح الفهم العميق لهذا "السلاح ذي الحدين" ضرورةً لا رفاهية. سلاح ذو حدين بداية، إن الفائدة أو الضرر لا تنحصر في مسألة مقدار الوقت الذي يتم قضاؤه في استخدام السوشيال ميديا أو مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن ما يهم هو كيفية استخدام الشباب لها وما تأثيرها على الصحة العقلية، وفقا لما نشرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية. توصل باحثون من جامعتین في فلوريدا إلى أن بعض عادات وسائل التواصل الاجتماعي، مثل ما یمكن وصفه بدقة بـ"كتابة أمور يقصد بها شد الانتباه وكسب التعاطف"، بمعنى کتابة مشاركات غامضة غالبا ما تكون مثيرة، وتكون مرتبطة بأفكار انتحاریة، هي التي يمكن أن تكون إشارة خطر. ويقول مؤلفو الدراسة إن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بهذه الطريقة إنما هو إطلاق لصرخة استغاثة طلبا للمساعدة. وتشير النتائج التي توصل إليها الباحثون إلى أن الصحة العقلية تتأثر بشكل كبير بالضغوط المالية والعائلية أكثر مما تتأثر بالوقت الذي يقضيه الشباب في النشر أو تمرير الأفكار. وبقيادة بروفيسور كلو بريمان من جامعة سنترال فلوريدا، قام الباحثون بعملية مسح بين عدد 467 من الشباب البالغين حول وسائل التواصل الاجتماعي، وتأثيرها على حياتهم الشخصية والعاطفية. وشملت الاستقصاءات أسئلة عن مقدار الوقت الذي يقضونه كل يوم على السوشيال ميديا، وكيف يستخدمونها، والدور الذي تلعبه في حياتهم. كما أجاب المشاركون في الدراسة عن أسئلة حول مستويات القلق لديهم، وقدرتهم على التعاطف، وتواتر الأفكار الانتحارية وشبكات الدعم الأسري والاجتماعي. وأشارت النتائج إلى عدم وجود ارتباطات هامة بين قضاء الوقت على وسائل التواصل الاجتماعي وإشارات والمشاكل النفسية. وكانت هذه التصرفات أكثر شيوعا بين الشباب الذين أفادوا أنهم كانوا يعيشون الوحدة، والذين كانوا أكثر عرضة للأفكار الانتحارية. لكن يحذر المؤلفون المشاركون من الافتراضات الأوسع حول التأثيرات السلبية لوسائل التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية. وبالتزامن، توصلت مؤخرا دراسة في جامعة كولومبيا، تناولت أكثر من 600000 شخص، إلى أن الاكتئاب في حالة ارتفاع متزايد في الولايات المتحدة لجميع الفئات العمرية، ولكن الزيادة في صفوف المراهقين تفوق نسبة كبار السن، حيث يعلن 12.7% من الشباب في سن بين 17 و19 عاما عن الشعور بالاكتئاب. وأشار واضعو هذه الدراسة إلى أن "المراهقين يتعرضون بشكل متزايد لعوامل الخطر المستمدة من استخدام تكنولوجيات جديدة، مثل التسلط وإساءة استخدام الشبكات الاجتماعية". كما افترض باحثو كولومبيا أن الضغوط الأسرية والاقتصادية قد وضعت المراهقين في خطر أكبر من الاكتئاب مؤخرا أكثر مما كانت عليه الحال في الماضي. وقد تكون العوامل المالية والأسرية هي المؤثرة في مستويات الاكتئاب لدى المراهقين، إلا أن وسائل التواصل الاجتماعي قد يكون لها تأثير كبير في تفاقم الاكتئاب. فالطريقة التي يستخدم بها الأشخاص وسائل التواصل الاجتماعي هي التي تنبئ بشكل أكثر دقة عن صحتهم العقلية من الوقت الذي يقضونه عليها. فقد يكون هناك حقا علامة خطر ودلالة على وجود بعض المشاكل الحقيقية فيما ينشره بعض المستخدمين. ولكن، ووفقا للدراسة، فإن الأشخاص الذين يقومون بشكل منتظم بكتابة تلك الأفكار المبهمة يميلون إلى أن يكونوا من محبي الظهور وشد الانتباه. وبعيدا عن أسلوب الكتابة المبهمة التي تهدف إلى شد الانتباه، كانت هناك ارتباطات أقوى بكثير في الدراسة بين الاكتئاب أو الأفكار الانتحارية وعوامل أكثر تأثيرا مثل العلاقات المتوترة مع الآباء والأمهات. ولا ينكر المؤلفون أن الاكتئاب في سن المراهقة ومعدلات الانتحار وبعض طرق استخدام وسائل السوشيال ميديا تدعو للقلق، ولكن هناك "قضايا هيكلية اجتماعية أوسع، وهي التي تؤدي إلى تشاؤم واسع النطاق حول الطريقة التي تسير بها الأمور"، بحسب مؤلفي الدراسة. (وفق ما نشره موقع العربية نت). الصور تكشف الاكتئاب وجدت دراسة أميركية أن نشر أعداد كبيرة من الصور في وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن يكون علامة على الاكتئاب، وكشفت أيضا أن الصور التي ينشرها المستخدمون المكتئبون في هذه الوسائل أكثر ترجيحا لأن تتضمن وجوها. وكان العلماء في جامعتي هارفارد وفيرمونت قد صمموا برنامج حاسوب لتحديد الأشخاص المكتئبين من خلال مشاركاتهم في وسائل التواصل الاجتماعي، ويقولون إنه يعد بنظام تنبيهات خوارزمية للأشخاص المعرضين للإصابة بمرض نفسي. وقد أظهرت الدراسة أن النظام يشخص الاكتئاب بدقة تصل إلى 70%، في حين أن طبيب الأسرة تصل نسبة تشخيصه الصحيحة بدون مساعدة إلى 40% من الحالات. كما أشارت إلى أن الصور التي ينشرها المكتئبون يحتمل كثيرا أن تكون ألوانها أكثر قتامة وتجتذب تعليقات أكثر من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى غير المكتئبين. وقد استخدم الباحثون البرنامج لتحليل 43 ألفا و950 صورة لـ166 مستخدما لأحد تطبيقات وسائل التواصل الشائعة، منهم 71 شخصا مصابا بالاكتئاب، وتمكنوا من مراقبة الاختلافات في سمات المشاركات بين الأشخاص المكتئبين وغير المكتئبين. والأهم أنهم تمكنوا أيضا من إظهار أن علامات الاكتئاب يمكن ملاحظتها في المشاركات التي نشرت قبل تلقي الشخص تشخيصا سريريا لإصابته بالاكتئاب. وقال الباحثون إن الأمر يحتاج إلى المزيد من الدراسة باستخدام أعداد أكبر من المشاركين قبل إمكانية استخدام نظام التنبيه المبكر على نطاق واسع. كما أن البرامج المستقبلية ستحتاج أيضا إلى معالجة العقبات القانونية المحيطة بخصوصية الصور والبيانات الشخصية. (بحسب ما نشره موقع الجزيرة نت). ساعة شاشة تساوي ساعة الاكتئاب أشارت دراسات عديدة إلى أن قضاء فترة زمنية طويلة على مواقع التواصل الاجتماعي ومشاهدة التلفزيون، يرتبطان بأعراض الاكتئاب لدى الشباب، والآن تكشف دراسة إلى أي مدى يمكن أن يتداخل وقت الشاشة والاكتئاب. فقد أشارت دراسة نشرت في مجلة "جاما" لطب الأطفال إلى أن كل ساعة إضافية يقضيها الشباب على وسائل التواصل الاجتماعي أو مشاهدة التلفاز، تزيد من أعراض الاكتئاب لديهم. وأوضح الباحثون أن الدراسة الحالية هي الأولى التي تقدم تحليلاً تطويرياً للاختلافات في الاكتئاب والأنواع مختلفة لوقت الشاشة. تم قياس وقت الشاشة بسؤال الطلاب عن مقدار الوقت الذي يقضونه يومياً بين ألعاب الفيديو، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، ومشاهدة التلفزيون واستخدام الكمبيوتر. كما قيست أعراض الاكتئاب من خلال مطالبة الطلاب بالإشارة إلى مقياس من صفر (ليس على الإطلاق) إلى أربعة (كثير جداً)، ومدى معاناتهم من 7 أعراض معروفة للاكتئاب، مثل الشعور بالوحدة، والحزن أو اليأس. ووجد الباحثون أن زيادة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي على مدار 4 سنوات ارتبطت بزيادة الاكتئاب، وترتبط كل زيادة لمدة ساعة واحدة في متوسط الوقت الذي يقضيه الطلاب على وسائل التواصل الاجتماعي، بزيادة في شدة أعراض الاكتئاب خلال السنة ذاتها. وارتبط الميل إلى مشاهدة مستويات عالية بالفعل من التلفزيون على مدار أربع سنوات دون زيادة باكتئاب أقل. لكن الباحثين وجدوا أن كل زيادة لمدة ساعة واحدة في متوسط الوقت الذي قال الطلاب إنهم يقضونه في مشاهدة التلفزيون خلال عام معين يرتبط بزيادة في شدة أعراض الاكتئاب في تلك السنة. ووجد الباحثون أن زيادة استخدام الكمبيوتر على مدار 4 سنوات ارتبطت بزيادة الاكتئاب، ولكن أي زيادة أخرى في الاستخدام في نفس العام لم ترتبط بزيادة شدة الاكتئاب. ولم يتم العثور على ارتباطات كبيرة بين ألعاب الفيديو وأعراض الاكتئاب. وخضعت الدراسة لبعض القيود، بما في ذلك أنه تم العثور على ارتباطات فقط بين وقت الشاشة والاكتئاب. وهناك حاجة إلى مزيد من البحث لتحديد ما إذا كانت هناك علاقة سببية من أجل الإجابة على السؤال التالي: هل يمكن للشباب الذين يعانون بالفعل من هذه الأعراض قضاء المزيد من وقت الشاشة، أو هل يمكن لوقت الشاشة المفرط أن يعزز الأعراض؟ وبالإضافة إلى ذلك، وبينما ميزت الدراسة بين أنواع مختلفة من وقت الشاشة، هناك حاجة إلى مزيد من البحث للتمييز بين المنصات والأنواع المختلفة منها، مثل "سناب شات" مقابل "انستغرام" لوسائل التواصل الاجتماعي، وبعض البرامج الكوميدية مقابل برامج الواقع عند مشاهدة التلفزيون. وقال الدكتور مايكل بلومفيلد، خبير استشاري الطب النفسي في كلية لندن الجامعية، والذي لم يشارك في الدراسة إن "الصحة العقلية مهمة حقاً للشباب، لأن المراهقة هي الفترة التي تتطور فيها أدمغتنا. لذلك، فإن اكتئاب الشباب يمكن أن يكون له آثار خطيرة على التطور النفسي والأكاديمي لشخص ما، والذي يمكن أن يكون له تأثير غير مباشر على الصحة العقلية في مرحلة البلوغ. ويمكن أن تكون وسائل التواصل الاجتماعي أداة مفيدة للراشدين والمراهقين للتعلم والاتصال بالأصدقاء، لكن الخبراء يوصون باستخدامها باعتدال. وتوصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال الآباء بوضع حدود ثابتة لعدد الساعات التي يقضيها أولادهم في سن المراهقة على الشاشات. كما توصي الأكاديمية بضرورة عدم تعارض وقت الشاشة مع التمارين اليومية للشباب والنوم، وتجنب التعرض للأجهزة أو الشاشة لمدة ساعة واحدة قبل وقت النوم. (وفق ما نشره موقع سي إن إن العربية). إدمان السوشيال ميديا يضاعف الاكتئاب يعتقد الخبراء أن الهواجس مع منصات مثل "إنستغرام" و"تويتر" و"سناب شات" و"فيسبوك" توقف تكوين صداقات بين الشباب. وقد يؤدي الإدمان على وسائل التواصل الاجتماعي أيضا إلى عدم تحفيز الشباب للذهاب وتحقيق أهداف في حياتهم المهنية، ما يؤدي إلى تأجيج المشاعر السلبية. ووجدت الدراسة أن المراهقين يُعتقد أيضا أنهم يقارنون أنفسهم بأسلوب حياة مثالي "معدّل بالصور" ويستحيل الحصول عليه ويشعرون بأنهم لا قيمة لهم بالمقارنة بذلك. وتعد هذه الدراسة الكبيرة، التي نُشرت اليوم في المجلة الأمريكية American Journal of Preventive Medicine ، الأولى من نوعها التي تربط بين وسائل التواصل الاجتماعي والاكتئاب. وقال المؤلف الرئيسي الدكتور بريان بريماك، أستاذ الصحة العامة في جامعة أركنساس: "معظم الأعمال السابقة في هذا المجال تركت لنا أسئلة محيرة. نعلم من الدراسات الكبيرة الأخرى أن الاكتئاب واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي يميلون إلى التلاقي معا، لكن كان من الصعب معرفة أيهما يأتي أولا". وأوضح: "تلقي هذه الدراسة الجديدة الضوء على هذه الأسئلة، لأن الاستخدام الأولي الكبير لوسائل التواصل الاجتماعي أدى إلى زيادة معدلات الاكتئاب". ومع ذلك، لم يؤد الاكتئاب الأولي إلى أي تغيير في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي. سأل فريق البحث المشاركين في الدراسة عن عدد المرات التي استخدموا فيها وسائل التواصل الاجتماعي، وقارنوها بنتائجهم في اختبار شامل يقيس الاكتئاب. ومن بين 1289 فردا في العينة النهائية، كان 299 مصابا بالفعل بالاكتئاب عند خط الأساس، وتم تتبعهم لمعرفة ما إذا كان هذا قد أثر على استخدامهم لوسائل التواصل الاجتماعي. وخلال فترة المتابعة التي استمرت ستة أشهر، أصيب 95 مشاركا آخر بأعراض الاكتئاب. وكان الشباب الذين استخدموا وسائل التواصل الاجتماعي أكثر من خمس ساعات يوميا أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب بمعدل 2.8 مرة في غضون ستة أشهر من أولئك الذين استخدموها أقل من ساعتين يوميا. وعلى الرغم من ثقة الباحثين في الرابط المكتشف، إلا أن الدراسة لا يمكنها إثبات السبب والتأثير، بأن وسائل التواصل الاجتماعي، وليس أي عامل آخر، هي التي تسبب الاكتئاب. وقال الدكتور سيزار إسكوبار فييرا، الأستاذ المساعد في الطب النفسي بجامعة بيتسبرغ: "قد يكون أحد أسباب هذه النتائج أن وسائل التواصل الاجتماعي تستغرق الكثير من الوقت. قد يحل الوقت الزائد على وسائل التواصل الاجتماعي محل تكوين علاقات شخصية أكثر أهمية، أو تحقيق أهداف شخصية أو مهنية، أو حتى مجرد قضاء لحظات من التفكير القيّم". ويقترح المؤلفون أن المقارنة قد تكمن وراء هذه النتائج أيضا، حيث غالبا ما تمتلئ قنوات التواصل الاجتماعي بحياة المشاهير الساحرة. وأضاف المؤلف المشارك الدكتور جايمي سيداني، الأستاذ المساعد للطب في جامعة بيتسبرغ: "غالبا ما يتم تنسيق وسائل التواصل الاجتماعي للتأكيد على الصور الإيجابية. وقد يكون هذا صعبا بشكل خاص بالنسبة للشباب الذين يمرون بمنعطفات حرجة في الحياة تتعلق بتنمية الهوية ويشعرون أنهم لا يستطيعون الارتقاء إلى مستوى المثل العليا المستحيلة التي يتعرضون لها".