أحدث الأخبار مع #كليةتيأتشتشان

العربي الجديد

الحرارة المرتفعة تؤثر في الحامل والجنين

يشهد العالم ارتفاعاً مستمراً في درجات الحرارة ما يترك آثاراً على مختلف مناحي الحياة والفئات. إلّا أنّ بعض الفئات أكثر عرضة للخطر من غيرها، كالنساء الحوامل ، إذ تؤثر الحرارة المرتفعة في حملهن وأجنتهن يرتفع عدد أيام الحر الشديد جراء تغير المناخ ، وتؤثر درجات الحرارة المرتفعة على الصحة. وترتبط الحرارة الشديدة بمجموعة من المشكلات الصحية، بما في ذلك ضربة الشمس والجفاف ومشكلات الجهاز التنفسي. لكن بعض الأشخاص أكثر عرضة للخطر من غيرهم؛ إذ تعرض الأيام الأكثر دفئاً الحوامل لخطر أكبر للإصابة بمضاعفات صحية، بحسب مجلة تايم الأميركية. أحد تحليلات مركز المناخ المنشور في 14 مايو/أيار الجاري، تفيد بأن الحرارة الشديدة الناجمة عن تغير المناخ تُشكّل مخاطر جسيمة على صحة الأم ونتائج الولادة. بين عامي 2020 و2024، تضاعف متوسط ​​عدد الأيام التي تعرض الحمل للخطر، بسبب الحرارة الشديدة، في 222 دولة. وحدثت أكبر زيادة في عدد أيام الحر الشديد بشكل رئيسي في المناطق النامية ذات الوصول المحدود إلى الرعاية الصحية، بما في ذلك منطقة البحر الكاريبي، وأجزاء من أميركا الوسطى والجنوبية، وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. وتقول الأستاذة المساعدة في الصحة البيئية والإنجابية وصحة المرأة في كلية تي أتش تشان للصحة العامة في جامعة هارفارد، شروثي ماهالينجايا: "النساء الحوامل وأجنتهن أكثر عرضة لتغير المناخ، خاصةً مع الحر الشديد". وتوضح أنه "في ظل الحر الشديد، قد لا تتمكن الحامل من تنظيم درجة حرارتها مثل غير الحامل"، والسبب أن "جسم المرأة الحامل يمر بتغيرات هائلة لاستيعاب الجنين، ويصعب عليه تنظيم بيئة الجنين، خاصةً تبريدها". بيئة التحديثات الحية تغير المناخ يؤثّر سلباً على زراعة الكاكاو من جهتها، تقول الأستاذة المساعدة في كلية لندن للصحة والطب المداري، آنا بونيل، إنّ تحمّل هذه الحرارة الشديدة يزيد من خطر إصابة الأمهات الحوامل بأمراض خطيرة مثل تسمم الحمل وسكري الحمل. كما تؤثر على نمو الأجنة. هنا توضح ماهالينجايا: "لا يمتلك الجنين القدرة على تنظيم درجة حرارته، ونعلم أن نمو أعضائه حساسٌ لدرجة الحرارة". وتربط بعض الدراسات التعرض للحرارة الشديدة بزيادة خطر العيوب الخلقية، بما في ذلك عيب الأنبوب العصبي. تضيف بونيل: "نعلم الآن بوضوح تام أن هناك زيادة في خطر الولادة المبكرة، وولادة جنين ميت، وولادة أطفال أصغر حجماً، بالإضافة إلى التشوهات الخلقية، عند التعرض للحرارة الشديدة". ووجدت دراسة نُشرت عام 2024 في مجلة JAMA Network Open، أن معدلات الولادة المبكرة ارتفعت عندما كانت درجات الحرارة المحلية مرتفعة بشكل غير طبيعي لأكثر من أربعة أيام متتالية. ويمكن أن يكون للولادات المبكرة آثار صحية واسعة النطاق على الطفل. تضيف: "الطفل المولود قبل الأوان يكون أكثر عرضة للوفاة، ثم يزداد خطر دخوله المستشفى مرات عدة والإصابة المستمرة بالأمراض". وتؤثر الحرارة الشديدة أيضاً على فعالية وسائل منع الحمل واختبارات الحمل، وهي أدوات يمكن أن تتلف بسهولة بفعل درجات الحرارة المرتفعة، ما يجعلها غير فعالة. ورغم أن تغير المناخ يؤثر على الجميع، لكن المخاطر الصحية أكبر بين المجتمعات المهمشة. ويقول الأستاذ المساعد في جامعة كولومبيا، هاوي وو: "الفئات ذات الدخل المنخفض والتي لا تحصل على الرعاية الصحية الكافية ستواجه وضعاً صحياً صعباً في جميع المجالات". فالأفراد الذين لا يحصلون على أجهزة تكييف أو مأوى أكثر عرضة لمضاعفات الحرارة، بينما من المرجح أن يكون القاطنون على مقربة من الطرقات السريعة أكبر عرضة للملوثات. بيئة التحديثات الحية السردين المعلب أحدث ضحايا التغير المناخي في فرنسا ورُبطت عوامل أخرى مرتبطة بالمناخ بمضاعفات الحمل. ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، وُجد أن تلوث الهواء يزيد من احتمال ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل، وانخفاض وزن المولود، والولادة المبكرة، بالإضافة إلى آثار سلبية على نمو دماغ الجنين ورئتيه. ووجدت دراسة نُشرت عام 2020 في مجلة إنفيرونمنت إنترناشونال، أن العواصف الشديدة قد تُسبب ولادات مبكرة، بسبب عوامل مثل زيادة التوتر، و التلوث البيئي، وتعطل الخدمات الصحية. ويمكن أن يكون لتأثير الأحوال الجوية المتطرفة على الحصول على الرعاية الصحية عواقب وخيمة. ووجد تقريرٌ نُشر في ديسمبر/ كانون الأول 2023 من قِبل منظمة XDI، التي تعتمد على البيانات وتُقيّم مخاطر المناخ، أن تغير المناخ الناجم عن أنشطة الإنسان قد زاد من خطر تضرر المستشفيات بنسبة 41%.ويقول وو: "في مدينة نيويورك، على سبيل المثال، أدّى إعصار ساندي إلى عواقب وخيمة في ما يتعلق بالقدرة على توفير رعاية ما قبل الولادة. لهذه الظواهر الجوية المتطرفة آثار سلبية على مُقدّمي الرعاية الصحية، والتي أعتقد أنها لا تحظى بالتقدير الكافي، وربما لم تُدرَس بالشكل الكافي". (العربي الجديد)