أحدث الأخبار مع #كليةكينجزكوليدج


سيدر نيوز
١١-٠٥-٢٠٢٥
- صحة
- سيدر نيوز
هل ارتفع عدد المُشخَصين بالتوحد في الوقت الراهن؟
ربما شاهدتَ مقاطع الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي: '5 علامات تُشير إلى إصابتك بالتوحد'، وربما سمعتَ عن قوائم الانتظار الطويلة لتشخيص التوحد، وربما تعلم، أو تشعر، بأن أعداد المصابين بالتوحد في ازدياد سريع. وهناك الكثير على المحك حيث أن هذه الأرقام تحمل معانٍ مختلفة تماماً لدى كل شخص، بالنسبة للبعض، فإن التوحد هو خوف (ماذا لو حدث هذا لطفلي؟)؛ وبالنسبة لآخرين، هو هوية، وربما حتى قوة خارقة. فما هي الحقيقة بشأن عدد الأشخاص المصابين بالتوحد، وماذا يعني ذلك؟ لحساب شيء ما، عليك أولاً أن تبيّن ما الذي تقوم بعده. لتشخيص شخص ما بالتوحد، يجب أن يعاني من 'صعوبات مستمرة في الحياة الاجتماعية والتواصل الاجتماعي'، كما تقول جيني راسل، الأستاذة المساعدة في الطب النفسي بكلية لندن الجامعية ومؤلفة كتاب 'صعود التوحد'، وهي تستخدم معايير التوحد من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية، المعروف باسم دي إس إم. وتقول إن أمثلة هذا السلوك يمكن أن تتراوح بين عدم المشاركة في الحديث إلى عدم القدرة على التحدث إطلاقاً. وتضيف قائلة إن الاهتمامات المحدودة والسلوكيات المتكررة تُعدّ جزءًا من مجموعة ثانية من السمات المطلوبة لاستيفاء المعايير، مثل 'رفرفة اليدين أو التأرجح أو نتف الجلد، بالإضافة إلى الالتزام بروتينات متكررة، مثل تناول ذات الطعام يومياً'. البيانات ما هي الأدلة على أن عدد الأشخاص الذين يستوفون هذه المعايير قد ارتفع؟ قادت راسل دراسةً تناولت التغيرات في معدلات تشخيص التوحد في المملكة المتحدة على مدى 20 عاماً، وقد اعتمدت الدراسة على عينة كبيرة من بيانات حوالي 9 ملايين مريض مسجلين في عيادات الأطباء العموميين. وتوصلت الدراسة إلى أن عدد تشخيصات التوحد الجديدة في عام 2018 زاد ثمانية أضعاف مقارنة بعام 1998. وتقول: 'لقد كانت زيادة هائلة، وأفضل وصف لها هو أنها أسيّة (تنمو بشكل متسارع)'. وهذا لا يقتصر على المملكة المتحدة فحسب، فرغم نقص البيانات في معظم أنحاء العالم، تقول راسل إنه 'في الدول الناطقة بالإنجليزية والدول الأوروبية حيث تتوفر لدينا بيانات، توجد أدلة دامغة تشير إلى أن دولاً أخرى شهدت ارتفاعاً مماثلاً في التشخيص كما هو الحال في المملكة المتحدة'. وهنا، يجب الانتباه لهذه النقطة الحاسمة، إن الارتفاع في عدد الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بالتوحد ليس هو نفسه الارتفاع في عدد الأشخاص المصابين به . وتُظهر دراسة راسل ودراسات أخرى مشابهة ارتفاعاً هائلاً في عدد الأشخاص المُشخَّصين بالتوحد، ما يعني أن عدد المصابين بالتوحد قد ازداد مقارنةً بالماضي. ولكن هل يُمكن تفسير هذا الارتفاع في التشخيص بتغيرات في تعريف المصابين بالتوحد، وليس بزيادة عددهم؟ لماذا ترتفع معدلات التشخيص؟ لم يكن تعريف التوحد ثابتاً، فقد ظهرت أولى الدراسات التي وصفت التوحد في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي، كما تقول فرانشيسكا هابي، أستاذة علم الأعصاب الإدراكي في كلية كينجز كوليدج بلندن، والتي تُجري أبحاثاً حول التوحد منذ عام 1988 . وتقول: 'الوصف الأصلي للتوحد هو لأطفال لديهم احتياجات دعم عالية، وعادةً ما يتأخرون كثيراً في الكلام، بعضهم لا يتكلم إطلاقاً، وكان التركيز مُنصبّاً على الأطفال، بالطبع، وبشكل رئيسي على الذكور'. لكن التعريف وُسِّع، كما تقول البروفيسور هابي، عندما أُضيفت متلازمة أسبرغر إلى أدلة التشخيص في تسعينيات القرن الماضي. وتُضيف قائلة إن المصابين بمتلازمة أسبرغر كانوا يُعتبرون ضمن طيف التوحد بسبب صعوبات اجتماعية وسلوكيات متكررة، لكنهم كانوا يتحدثون بطلاقة ويتمتعون بذكاء جيد. وشملت الزيادة الثمانية أضعاف في التشخيصات الجديدة التي وجدتها جيني راسل متلازمة أسبرغر، والتي كانت تُعتبر نوعاً معيناً من التوحد. وكانت هناك مجموعة فرعية أخرى من التوحد التي تمت إضافتها وهي 'تشخيص شبكة الأمان' المسمى 'اضطراب النمو الشامل غير المحدد ' (بي دي دي- إن أو إس) والذي أدى إلى زيادة الأرقام أيضًا. وتشير الأدلة التشخيصية اليوم ببساطة إلى اضطراب طيف التوحد، أو إيه إس دي، والذي يشمل الأشخاص الذين تم تشخيصهم سابقًا بمتلازمة أسبرغر أو اضطراب النمو الشامل غير المحدد. لقد أصبحت شبكة التوحد أوسع. BBC إحدى المجموعات التي تقع الآن تحت هذه الشبكة (التوحد) في كثير من الأحيان هي النساء والفتيات. وتشير الدراسات التي تبحث في الارتفاع الهائل في تشخيصات مرض التوحد إلى أن هذا الارتفاع كان أسرع بكثير بين الإناث مقارنة بالذكور. وهذا شيء رأته سارة هندريكس في عملها كجزء من فريق يقوم بتشخيص مرض التوحد. وتقول: 'أمارس هذا العمل منذ ما يقارب 15 أو 20 عاماً، في البداية، كان جميع من يتقدمون للتشخيص من الذكور تقريباً، أما الآن فأرى جميع من يتقدمون للتشخيص تقريباً من الإناث'. وتم تشخيص هندريكس بنفسها بالإصابة بالتوحد عندما أصبحت بالغة، كما أنها مؤلفة كتاب بعنوان 'النساء والفتيات على طيف التوحد'. تشخيص مرض التوحد من خلال اختبارات للدم والبول وتقول إن الزيادة الكبيرة في عدد الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بالتوحد تعود إلى أننا 'نعوض تأخراً استمر لعقود وعقود في تشخيص أشخاص مثلي'. وبما أن التوحد كان يُنظر إليه في الأصل على أنه شيء يؤثر بشكل رئيسي على الأولاد، فإنها تقول إن الفتيات المصابات بالتوحد كان يتم تشخيصهن بدلاً من ذلك بحالات الصحة العقلية مثل القلق الاجتماعي، واضطراب الوسواس القهري، واضطراب الشخصية الحدية. والآن أصبح لدينا فهم أفضل لكيفية ظهور مرض التوحد لدى الفتيات والنساء، وذلك بفضل زيادة الأبحاث والكتب مثل كتاب هندريكس، الذي نُشر لأول مرة في عام 2014. وتقول إن أحد الفروق الجندرية المهمة هو أن الفتيات قد يكنَّ أكثر مهارة في 'إخفاء' سمات التوحد، أي التكيف اجتماعياً بإخفاء علامات المرض، ربما عن طريق تقليد سلوك الآخرين. تشخيص المزيد من البالغين كانت الزيادة في معدلات التشخيص بين البالغين أسرع بكثير منها بين الأطفال. وتوضح السيدة 'هيندريكس' أن هذا يظهر جانباً آخر من توسع نطاق تشخيص التوحد، حيث أصبح يشمل الآن أشخاصاً يحتاجون إلى دعم أقل. وتقول: 'أعتقد أننا نتحدث هنا أكثر عن أفراد لا يعانون من إعاقة ذهنية. فالأشخاص الذين يعانون من تأخر في النمو أو الكلام كانوا أكثر عرضة للتشخيص مبكراً جداً لأن العلامات كانت أكثر وضوحاً في سن صغيرة'. وتؤكد البيانات ذلك. إذ تُظهر إحدى الدراسات أنه بين عامي 2000 و2018، زادت تشخيصات التوحد بين المصابين بإعاقة ذهنية بنحو 20 بالمئة، بينما قفزت النسبة بين غير المصابين بإعاقة ذهنية إلى 700 بالمئة. لقد تحوَّل مركز ثقل التوحد. أما 'إيلي ميدلتون'، وهي كاتبة وصانعة محتوى مصابة بالتوحد وفرط الحركة ونقص الانتباه، فترى أن هذا تطور إيجابي. وتقول الشابة البالغة من العمر 27 عاماً 'بدلاً من تشكيك البعض في زيادة التشخيصات، عليهم أن يتساءلوا: كيف عاش كل هؤلاء الناس كل هذه السنوات دون تشخيص أو دعم، وكيف تم إهمالهم بهذا الشكل؟' LUKE NUGENT (LUKE NUGENT STUDIO وتقول إن حالتها النفسية تدهورت بشكل خطير قبل تشخيصها بالتوحد. 'كنت أتناول الجرعة القصوى من مضادات الاكتئاب المسموح بها لشخص بالغ في سن 17″، وتضيف 'لم أكن أستطيع البقاء وحدي، ولا الخروج من المنزل'. وساعدها تشخيص إصابتها بالتوحد قبل ثلاث سنوات على تغيير نمط حياتها والحفاظ على صحتها النفسية في حالة أفضل. ويعبر آخرين عن قلقهم من أن الصورة التي يراها الناس الآن عن التوحد في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي تشوه التصور العام عنه. وتقول فينيسا سوابي، وهي أيضاً مصابة بالتوحد وتدير مجموعات دعم للأطفال المصابين بالتوحد وأهاليهم من خلال منظمتها إيه 2 آدفايس (A2ndvoice)، إن التركيز على المشاهير قد يؤدي إلى 'تلميع' صورة التوحد. وفي المقابل، تشعر عائلات الأطفال المصابين بالتوحد غير الناطقين بأنهم 'مهملون'. ومع زيادة عدد الأشخاص المشخصين بالتوحد، زادت أيضاً تنوعات المصابين به، مما أدى بدوره إلى ظهور توترات حول من يملك حق تعريف المصطلح – وما يعنيه بالضبط. BBC الأسباب البيئية ثمّة أيضاً تأثير متكرر: فمع زيادة عدد الأشخاص المُشخَّصين بالتوحد، يزداد الوعي بهذه الحالة، مما يُفاقم الارتفاع في الأعداد أكثر فأكثر. ولعب الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي دوراً كبيراً في ذلك – بالإضافة إلى التكهنات حول أسباب الارتفاع السريع في التشخيصات. فبعض النظريات التي تم دحضها – مثل تلك التي تربط بين لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية (MMR) والإصابة بالتوحد – ما زالت عالقة في الأذهان. بينما يرى آخرون أن هناك شيئاً فيما نأكله أو نشربه أو نستنشقه يتسبب في زيادة حالات التوحد. لكن كما رأينا، تشير البيانات إلى أن ارتفاع أعداد التشخيص يمكن تفسيره باتساع تعريف التوحد، وليس بسبب زيادة في الحالات الكامنة. كما أن هناك أبحاثاً قوية تثبت أن التوحد ناتج في الغالب عن الجينات الموروثة من الآباء. فهل هناك أي دليل على أن العوامل البيئية قد تلعب دوراً -ولو محدوداً- في هذا الارتفاع؟ لقد فحصت 'جيني راسل' الأبحاث المتعلقة بالعوامل البيئية المحتملة، ووجدت أن عدداً قليلاً منها فقط يبدو معقولاً لتفسير جزء من هذه الزيادة. تقول: 'هناك بالفعل ارتباط واضح إلى حد ما بين التوحد وعمر الوالدين. فكلما تقدم الأب أو الأم في العمر، زادت احتمالية إنجاب طفل مصاب بالتوحد، لكن التأثير ليس كبيراً'. وتضيف أن هناك بعض الأدلة حول 'الولادة المبكرة، والعدوى أثناء الحمل، وبعض مضاعفات الولادة'. وتؤكد السيدة راسل أن وضع هذه العوامل المحتملة في إطارها الصحيح هو أمر بالغ الأهمية. وتقول: 'أعتقد بصدق أن الغالبية العظمى من هذه الزيادة تعود إلى ما أسميه 'الثقافة التشخيصية'. لقد تغير مفهومنا عن هذه الحالة، وهذا أدى إلى ارتفاع الأعداد'. مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.


الدولة الاخبارية
٠٦-٠٥-٢٠٢٥
- صحة
- الدولة الاخبارية
اختبار جديد ينقذ مرضى اللوكيميا ويكشف الانتكاس قبل ظهور الأعراض
الثلاثاء، 6 مايو 2025 03:57 مـ بتوقيت القاهرة نجح العلماء في ابتكار اختبار جديد يساعد في إنقاذ مرضى سرطان الدم "اللوكيميا"من خلال الكشف عن انتكاسة سرطان الدم قبل أشهر من ظهور الأعراض بالطرق التقليدية، يُضاعف هذا الاختبار، الذي يُركز على الطفرات الجينية، فرص النجاة لدى مرضى سرطان الدم النخاعي الحاد (AML) من خلال تمكين العلاج المُبكر، ويُعتبره الخبراء نقلة نوعية في رعاية مرضى سرطان الدم. ووفقاً لموقع "تايمز ناو" ذكرت امرأة تبلغ من العمر 51 عامًا من ويمبلدون، إنجلترا، إن نتيجة اختبار سرطان الدم الإيجابية أنقذت حياتها بالفعل، وذلك بفضل اختبار نخاع عظم جديد قيد الدراسة في تجربة سريرية كانت جان ليهي، صاحبة مشروع تجاري، تخضع لعلاج كيميائي لسرطان الدم النخاعي الحاد (AML)، وهو شكل سريع الانتشار وعدواني من سرطان الدم. عندما توقف سرطانها عن الاستجابة للعلاج، اكتشف الاختبار الجديد العلامات مُبكرًا، قبل أشهر من قدرة الاختبارات التقليدية على ذلك. أعطى هذا الأطباء الوقت اللازم لتجربة علاجات بديلة، مما ساعد ليهي على استعادة هدوئه والاستعداد لعملية زرع خلايا جذعية منقذة للحياة. قال ليهي في بيان صحفي: "إن سرطان الدم النخاعي الحاد مرض مروع، لقد أنقذتني مشاركتي في هذه التجربة وأعطتني خيارات علاجية أكثر. من المدهش أن نرى تقدمًا في كيفية مكافحتنا لهذا المرض". تشير نتائج التجربة، التي نُشرت في مجلة لانسيت لأمراض الدم، إلى أن اختبار نخاع العظم الجديد قد يضاعف معدلات نجاة مرضى سرطان الدم النخاعي الحاد. على عكس الفحوصات القياسية التي تعتمد على فحوصات الدم والفحوصات الجسدية، يتميز هذا الاختبار المتقدم بحساسية عالية ويمكنه اكتشاف آثار ضئيلة من خلايا سرطان الدم - والتي تُسمى المرض المتبقي الأدنى (MRD) - في وقت مبكر يصل إلى ثلاثة أشهر قبل الانتكاس الكامل. يركز على طفرات جينية محددة، وخاصةً NPM1 وFLT3، وهي شائعة لدى مرضى سرطان الدم الأصغر سنًا. قال الدكتور ريتشارد ديلون، خبير علم الوراثة السرطانية في كلية كينجز كوليدج لندن: "يُعد سرطان الدم النخاعي الحاد أكثر أنواع سرطان الدم عدوانية". يُعد الكشف المبكر عن الانتكاس أمرًا بالغ الأهمية، نأمل أن يصبح هذا الاختبار جزءًا روتينيًا من الرعاية الصحية في جميع أنحاء العالم، مما يُحسّن فرص نجاة المزيد من المرضى. يُحفّز سرطان الدم النقوي الحاد (AML) نخاع العظم على إنتاج خلايا دم بيضاء غير طبيعية تنتشر بسرعة في الجسم. في حين أن العلاج الكيميائي يُمكن أن يُسيطر على المرض، إلا أن العديد من المرضى ينتكسون في غضون عامين. في الدراسة، خضع 637 مريضًا في مرحلة هدوء المرض للمراقبة لمدة ثلاث سنوات تلقى بعضهم رعاية المتابعة القياسية، بينما خضع آخرون لاختبارات منتظمة للكشف عن العلامات الجينية للانتكاس. سجّلت المجموعة التي خضعت للاختبار الجيني المُعزّز معدلات نجاة أعلى بنسبة 50%. يُتيح الكشف المُبكر عن الانتكاس للأطباء إمكانية التصرف بسرعة بينما لا يزال المريض يتمتع بصحة مستقرة، مما يُقلّل من خطر حدوث حالة طوارئ شاملة. قال الدكتور نايجل راسل، وهو باحث رئيسي وخبير في سرطان الدم في مؤسسة جايز وسانت توماس التابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية في لندن، إن هذا قد يُحدث نقلة نوعية. وأضاف "لا يزال هناك الكثير لنتعلمه حول أفضل طرق علاج سرطان الدم النقوي الحاد. لكن هذا البحث يُقدّم نهجًا جديدًا لمراقبة المرضى ويمنح أملًا جديدًا." هذا الاختبار الجديد ليس جزءًا من الرعاية الصحية القياسية في كل مكان بعد، ولكن مع نتائج واعدة كهذه، يأمل الباحثون أن يتم اعتماده على نطاق واسع قريبًا، مما يوفر فرصًا أفضل لعدد أكبر من الأشخاص الذين يكافحون هذا المرض الفتاك.


بوابة الفجر
٢٥-٠٤-٢٠٢٥
- صحة
- بوابة الفجر
هل يمكن للفول السوداني علاج حساسية الفول السوداني؟
ي دراسة رائدة هي الأولى من نوعها، وجد الباحثون أن تناول كميات ضئيلة من الفول السوداني يمكن أن يُخفف من حساسية الفول السوداني لدى البالغين بل ويغير حياتهم. علاج الحساسية… بمسبب الحساسية؟ نعم، هذا ما حدث فعلًا في تجربة سريرية حديثة أجراها باحثون من كلية كينجز كوليدج لندن ومؤسسة "جايز وسانت توماس" التابعة لـ NHS. أُجريت الدراسة على 21 بالغًا تتراوح أعمارهم بين 18 و40 عامًا، شُخّصوا سريريًا بحساسية الفول السوداني. وخلال التجربة، خضع المشاركون للعلاج باستخدام ما يُعرف بـ "العلاج المناعي الفموي"، حيث تناولوا كميات صغيرة جدًا من دقيق الفول السوداني تحت إشراف طبي صارم. نتائج مذهلة ومبشّرة بعد أشهر من تناول جرعات متزايدة تدريجيًا، تمكّن 67% من المشاركين من تناول ما يعادل خمس حبات فول سوداني دون أي رد فعل تحسسي. وأصبحوا قادرين على تضمين الفول السوداني أو منتجاته في نظامهم الغذائي اليومي دون خوف. وقد صرّح البروفيسور ستيفن تيل، المشرف على الدراسة: "شهدنا ارتفاع متوسط القدرة على تحمل الفول السوداني بمقدار 100 ضعف.. الخطوة التالية ستكون التوسّع في التجارب وتحديد مَن هم البالغون الأكثر استفادة من هذا العلاج. أثر نفسي وتحسّن في جودة الحياة بعيدًا عن النتائج البيولوجية، لاحظ الباحثون تحسنًا كبيرًا في الحالة النفسية للمشاركين. فالخوف الدائم من التعرض العرضي للفول السوداني، خاصةً في المطاعم أو السفر، تراجع بشكل ملحوظ. تقول هانا هانتر، أخصائية التغذية المشاركة في الدراسة: أخبرنا المشاركون أن العلاج غيّر حياتهم، وأزال عنهم الخوف من الأكل، ومنحهم حرية كانت مفقودة منذ سنوات. تجربة شخصية مؤثرة كريس، البالغ من العمر 28 عامًا، كان أحد المشاركين: 'كنت أرتعب من الفول السوداني طوال حياتي.. بدأت بملعقة زبادي ممزوجة بدقيق الفول السوداني، وبحلول نهاية التجربة، كنت أتناول أربع حبات كاملة كل صباح. الآن، لم يعد هذا الخوف جزءًا من حياتي'. هذه الدراسة تحمل بارقة أمل حقيقية للبالغين الذين ما دام ظنوا أن حساسية الفول السوداني مصير لا مفرّ منه ومع أن العلاج ما زال تحت التجربة ويتطلب إشرافًا طبيًا صارمًا، إلا أن نتائجه تشير إلى بداية عهد جديد في التعامل مع الحساسية الغذائية لا بالتجنّب، بل بالتدرّب على التحمّل.