أحدث الأخبار مع #كوجرجمال


الشرق الأوسط
منذ 7 ساعات
- سياسة
- الشرق الأوسط
تراجع «خطير» في خزين أنهر العراق وسدوده
ترسم بيانات ومعلومات متداولة عن واقع الخزين المائي في العراق صورة خطيرة لما يمكن أن تمر به البلاد خلال هذا العام والأعوام اللاحقة من جفاف شديد، في حال استمرت معدلات الهطول المطري بالتراجع. وفي نهاية شهر مايو (أيار) الماضي، أعلنت وزارة المواد المائية أن البلاد تواجه أدنى مستويات مخزون مياه في البلاد منذ 80 عاماً، وذلك بسبب موسم الأمطار الضعيف للغاية، إلى جانب قلة الإيرادات في نهري دجلة والفرات نتيجة السياسات المائية التي تتبعها تركيا في المقام الأول حيال العراق، إلى جانب إيران. وتشهد معظم أنهر وسدود البلاد تراجعاً كبيراً في مناسيب المياه، ويمكن للعين المجردة رصد ذلك التراجع بسهولة، حيث تصل في نهري دجلة والفرات في بعض المناطق إلى بضعة سنتيمترات، وكذلك الحال في سدوده الرئيسية المتمركزة في شمال وغرب البلاد. ويقر مدير سد دوكان، كوجر جمال، بالتراجع الكبير في الحزين المائي للسد، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «كميات الخزن انخفضت إلى ربع الطاقة الاستيعابية للسد نتيجة قلة الإيرادات المائية الناجمة عن مشكلة الجفاف، حيث لم تشهد البلاد جفافاً مماثلاً منذ نحو 50 عاماً». وإلى جانب مشكلة الجفاف الرئيسية التي قللت من إيرادات المياه، والكلام لمدير السد، «تأتي مشكلة السدود الإيرانية على نهر الزاب الأسفل، وهي سدود خزنية صغيرة تكون أكثر فاعلية في سنوات الجفاف، أما في سنوات الوفرة فإنها لا تستوعب كميات المياه النازلة، وبالتالي فإن الجانب الإيراني لا يتمكن من الحيلولة دون وصولها إلى الأراضي والسدود العراقية، إنهم يعانون من مشكلة الجفاف أيضاً». وتحدث جمال عن أن «كمية المياه الحالية ستكفي لسد الحاجة إلى المياه حتى بداية فصل الخريف المقبل». وأشار إلى أن «مياه سد دوكان تنزل إلى محافظة كركوك وصولاً إلى نهر دجلة شمال مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين». جنوباً، رسم «المدير التنفيذي لمنظمة طبيعة العراق»، جاسم الأسدي، صورة قاتمة جداً لحالة الجفاف في الأهوار الجنوبية. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن « مناسيب نهر الفرات في جنوب العراق بدأت بالانخفاض في المناطق المغذية للأهوار، وخاصة هور الحّمار الغربي والأهوار الوسطى ابتداءً من أبريل (نيسان) الماضي، بعد أن وصل في مارس (آذار) منسوب الفرات تقريباً إلى متر و6 سم عن مستوى سطح البحر». ويضيف أن «منسوب الفرات انخفض إلى حدود سنتيمتر عن مستوى سطح البحر، وهو بانخفاض مستمر بحدود النص سنتيمتر يومياً تقريباً، يبدو أن هذا الانخفاض قد أثر بشكل كبير على مستويات الأغمار في الأهوار الوسطى وهور الحمار الغربي، كذلك الحال بالنسبة لهور الحويزة». يؤكد الأسدي أن هور «الحويزة يشكو اليوم من الجفاف بشكل كبير، وأصبحت مناطق كبيرة فيه عبارة عن صحراء قاحلة ومناطق لإنبات الأثل (أشجار الطرفة البرية)، وحتى إن بحيرة مثل (أم النعاج) في هور الحويزة لم يعد فيها من المياه ما هو مهم للتنوع الأحيائي ولصيد الأسماك ولتربية الجاموس». وكذلك الحال بالنسبة لهور الحمار الغربي في محافظة ذي قار، والكلام للأسدي، حيث يعتمد الهور على المصب العام من جهة وعلى الفرات من جهة أخرى. وتابع الأسدي: «هنالك كميات من المياه المالحة من المصب العام لملوح حتى تفوق 15 ألف في المائة من المليون في هذا الهور، وهناك قلة من الإطلاقات من الفرات باتجاه الهور، حيث إن المنافذ الذيلية في كرمة بني سعيد والتي تغذي الأهوار الوسطى وهور الحمار الغربي لا يزيد إطلاقها اليوم على 16 متراً مكعباً بالثانية، علماً بأننا نخسر في التبخر أكثر من هذه الكمية، حيث إن خسارة الأهوار في التبخر السنوي نحو 2.8 متر سنوياً». وذات الأمر ينطبق على الأهوار الوسطى؛ حيث أشار الأسدي إلى أن هناك انحساراً كبيراً بالمياه، وخاصة في أعماقها، ونستطيع القول إن «هناك تغييراً لأماكن مرّبي الجاموس داخل الهور نفسه، بنوع من الهجرة الداخلية، حيث ينتقل المربون من منطقة الحمارة باتجاه المنطقة العميقة في نهر أبو صوبال داخل الأهوار الوسطى نفسها». صورة من الأعلى لمرور نهر الفرات في مدينة النجف جنوب العراق (رويترز) يؤكد الأسدي تراجع المخزون السمكي بشكل كبير في مناطق الأهوار الوسطى، وذكر أن «هذا التراجع تسبب بعدم وجود الأسماك المهمة، بل يوجد في الغالب أسماك غريبة عن البيئة، مثل أسماك الشانك وغيرها، كما أننا نجد نبات الطرفة الصحراوي نجدها أينما نولّي وجوهنا في الأهوار». ويعتقد الأسدي أن «هذا الصيف سيكون ثقيلاً على الأهوار العراقية؛ لأن كميات المياه الواصلة إلى سد الموصل في انخفاض مستمر وصلت إلى غاية 130 متراً مكعباً على الثانية فقط، كما أن نهر الزاب الذي يغذي بحيرة دوكان وسدها قد انخفض كثيراً». ويخلص الأسدي إلى أن «الخزين المائي في السدود الرئيسية الثلاثة (دوكان والموصل وحديثه وكذلك بحيرة الثرثار) قد لا يتجاوز العشرة مليارات متر مكعب في هذا العام، ما أدى في النتيجة إلى تقليص الخطة الزراعية بشكل كبير لعدم وجود المياه، وبكل الأحوال وضع جفاف هذا العام لا يبشر بخير وأعتقد أن القادم أخطر».


Independent عربية
منذ 7 ساعات
- علوم
- Independent عربية
سد "دوكان" العراقي يخسر 75 في المئة من مياهه
بفعل شح المتساقطات وإقامة سدود على الجانب الإيراني من نهر الزاب الصغير، تراجع مستوى المياه في سد دوكان شمال العراق بنسبة 75 في المئة هذا العام، مما يفرض تقنيناً على ملايين السكان المتضررين أصلاً من الجفاف. قرب البحيرة الاصطناعية الضخمة التي أنشئت في خمسينيات القرن الـ20 لتكون خزاناً للمياه، يمكن ملاحظة الجفاف بالعين المجردة، إذ تظهر تشققات في أرض كانت تغطيها المياه بالكامل قبل عام واحد فقط. وتظهر صور ملتقطة بواسطة الأقمار الاصطناعية في إطار مهمة "سنتينيل-2"، حللتها وكالة الصحافة الفرنسية، أن مساحة بحيرة دوكان تقلصت بنسبة 56 في المئة بين نهاية مايو (أيار) 2019، وهو آخر تاريخ كان فيه السد ممتلئاً بالكامل، ومطلع يونيو (حزيران) الجاري. أكبر سدود كردستان وتبلغ قدرة سد دوكان الاستيعابية، وهو أكبر سد في إقليم كردستان العراق المتمتع بحكم ذاتي، 7 مليارات أمتار مكعبة من المياه. ويبلغ مخزونه الحالي 1.6 مليار تقريباً، أي نحو 24 في المئة من إجمال قدرة الاستيعاب، بحسب ما يقول مديره كوجر جمال للصحافة الفرنسية. ويضيف جمال "لم نسجل مثل هذا المستوى المنخفض خلال الأعوام الـ20 أو 25 الأخيرة"، ولو أن السد شهد في تاريخه فترات شح مشابهة. ويعزو هذا الانخفاض أولاً إلى التغير المناخي، ومن ثم قلة الأمطار وعدم انتظامها. ففي فصل الشتاء هذا العام سجلت هذه المنطقة هطول نحو 220 ميليمتراً من الأمطار، مقارنة بما لا يقل عن 600 ميليمتر في العادة. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) أما السبب الثاني فهو السدود التي أنشأتها "الدولة المجاورة" على نهر الزاب الصغير، أحد روافد نهر دجلة، ويغذي بحيرة دوكان، وينبع من إيران التي أنشأت عشرات السدود لتخزين كميات أكبر من المياه لمواجهة الجفاف. وتندد بغداد بانتظام بإقامة جارتيها تركيا وإيران سدوداً على المسطحات المائية التي تتشاركها مع كل منهما، متهمة إياهما بأنهما يقللان بصورة كبيرة من تدفق نهري دجلة والفرات لدى وصولهما إلى الأراضي العراقية. لكن الوضع في بحيرة دوكان يعكس كذلك بعض آثار التغير المناخي الذي يضرب العراق، حيث يقيم أكثر من 46 مليون شخص، بينها ارتفاع درجات الحرارة وفترات جفاف متلاحقة منذ ما لا يقل عن خمسة أعوام وازدياد التصحر. وبحلول نهاية مايو كان مخزون المياه في العراق في أدنى مستوياته منذ 80 عاماً بسبب موسم الأمطار الضعيف للغاية وتراجع تدفق دجلة والفرات، مما سيجبر السلطات على تقليص مساحة الأراضي الزراعية المزروعة هذا الصيف. وتوفر قرية سرسيان الواقعة بين تلال مطلة على دوكان، إطلالة خلابة على البحيرة وعلى مصب نهر الزاب الصغير. ويعمل حسين خدر (57 سنة) على تهيئة تربة حقل متشققة للزراعة، قائلاً إن أرضه كانت جزءاً من الأراضي التي غمرتها مياه دوكان منذ عام 2012. ويفضل الفلاحون في هذه الأراضي الخصبة المتاحة بصورة متقطعة زراعة محاصيل قصيرة الأجل يحصدونها في الخريف، مثل الخيار والبطيخ والحمص وبذور عباد الشمس والفاصوليا. غير أن هذه المحاصيل الصيفية التي تباع في الأسواق المجاورة لن تكفي لتعويض الخسائر التي سجلها خدر في موسم الشتاء هذا، وفق قوله. على ضفة النهر زرع الرجل هذا الشتاء على مساحة 54 دونماً محاصيل معظمها من الحنطة، في أرض قريبة من القرية، لكنها لم تثمر بسبب قلة الأمطار، مما ألحق به خسائر بـ8 ملايين دينار عراقي تقريباً، أي ما يعادل نحو 5600 دولار. ويقول بأسف "عانينا عند زراعة القمح قلة المياه، وليست لدينا آبار كبيرة لسقي مساحات واسعة من الأراضي الزراعية". ويضيف "لا يمكن للأربعة دوانم التي أحصدها في الحقل على ضفة النهر أن تعوض خسارتي في 54 دونماً". ويؤثر نقص المياه في دوكان في 4 ملايين نسمة في محافظتي كركوك والسليمانية وعلى مياه شربهم. ومنذ أكثر من شهر تعاني محطات تنقية المياه في كركوك "انخفاضاً مفاجئاً" بنحو 40 في المئة لكميات الماء الواردة إليها، بحسب مدير الموارد المائية في المحافظة زكي كريم. وفي العراق الذي شهد عقوداً من النزاعات خلفت بنى تحتية متهالكة وسياسات عامة غير فعالة، يتلقى السكان المياه بصورة متقطعة في صنابيرهم. ويفرض هذا النقص الأخير بالمياه "إجراءات صارمة في تطبيق نظام" التقنين، إضافة إلى توزيع المياه على فترات تزداد تباعداً، وفق كريم. وفضلاً عن حملات توعية في شأن الإسراف باستهلاك المياه تلاحق السلطات المحلية التوصيلات غير القانونية بشبكة المياه. وفي كركوك التي يبلغ عدد سكانها نحو مليونين، تسعى السلطات إلى تقليل الأثر في مركز المحافظة الذي يحمل الاسم نفسه، ربما على حساب قرى ومناطق أبعد. ويوضح كريم "نحاول ألا نمنع المياه بصورة كاملة عن محطات الإسالة، حتى لو أن إجراءاتنا قد تؤدي إلى قصور في تزويد بعض المحطات"، متابعاً "نريد أن يكون لكل محطة حصة".


بوابة الأهرام
منذ 9 ساعات
- علوم
- بوابة الأهرام
ماذا حدث ليفقد سد دوكان العراقي الضخم 75% من مياهه
أ ف ب بفعل شح المتساقطات وإقامة سدود على الجانب الإيراني من نهر الزاب الصغير، تراجع مستوى المياه في سدّ دوكان بشمال العراق بنسبة 75% هذا العام، ما يفرض تقنينا على ملايين السكان المتضررين أصلا من الجفاف. موضوعات مقترحة قرب البحيرة الاصطناعية الضخمة التي أُنشئت في خمسينات القرن العشرين لتكون خزانا للمياه، يمكن ملاحظة الجفاف بالعين المجردة، إذ تظهر تشقّقات في أرض كانت تغطيها المياه بالكامل قبل عام واحد فقط. نهر الزاب الصغير أسفل سد دوكان، شمال غرب مدينة السليمانية وتُظهر صور ملتقطة بواسطة الأقمار الاصطناعية في إطار مهمة "سنتينيل-2"، حلّلتها وكالة فرانس برس، أن مساحة بحيرة دوكان تقلّصت بنسبة 56% بين نهاية مايو 2019، وهو آخر تاريخ كان فيه السدّ ممتلئا بالكامل، ومطلع يونيو 2025. وتبلغ قدرة سدّ دوكان الاستيعابية، وهو أكبر سدّ في إقليم كردستان العراق المتمتع بحكم ذاتي، سبعة مليارات أمتار مكعّبة من المياه. ويبلغ مخزونه الحالي 1,6 مليار تقريبا أي "نحو 24%" من إجمالي قدرة الاستيعاب، حسبما يقول مديره كوجر جمال لفرانس برس. ويضيف جمال "لم نسجّل مثل هذا المستوى المنخفض خلال السنوات الـ20 أو 25 الأخيرة"، حتى لو أن السدّ شهد في تاريخه فترات شحّ مشابهة. ويعزو هذا الانخفاض أوّلا إلى "التغيّر المناخي" وبالتالي "قلّة الأمطار" وعدم انتظامها. ففي فصل الشتاء هذا العام، سجلت هذه المنطقة هطول نحو 220 ميليمترا من الأمطار، مقارنة بما لا يقلّ عن 600 ميليمتر في العادة. أمّا "السبب الثاني"، فهو السدود التي أنشأتها "الدولة المجاورة" على نهر الزاب الصغير، أحد روافد نهر دجلة ويغذّي بحيرة دوكان وينبع من إيران التي أنشأت عشرات السدود لتخزين كميات أكبر من المياه لمواجهة الجفاف. خزان سد دوكان - "قلّة الأمطار" - وتندد بغداد بانتظام بإقامة جارتيها تركيا وإيران سدودا على المسطحات المائية التي تتشاركها مع كلّ منهما، متّهمة إياهما بأنهما يقلّلان بشكل كبير من تدفق نهري دجلة والفرات لدى وصولهما إلى الأراضي العراقية. لكن الوضع في بحيرة دوكان يعكس كذلك بعض آثار التغيّر المناخي الذي يضرب العراق حيث يقيم أكثر من 46 مليون شخص، بينها ارتفاع درجات الحرارة وفترات جفاف متلاحقة منذ ما لا يقلّ عن خمسة أعوام وازدياد التصحّر. وبحلول نهاية مايو، كان مخزون المياه في العراق في أدنى مستوياته منذ 80 عاما بسبب موسم الأمطار الضعيف للغاية وتراجع تدفق دجلة والفرات، ما سيجبر السلطات على تقليص مساحة الأراضي الزراعية المزروعة هذا الصيف. وتوفّر قرية سرسيان الواقعة بين تلال مطلّة على دوكان، إطلالة خلّابة على البحيرة وعلى مصبّ نهر الزاب الصغير. ويعمل حسين خدر (57 عاما) على تهيئة تربة حقل متشققة للزراعة، قائلا إن إرضه كانت جزءا من الأراضي التي غمرتها مياه دوكان منذ العام 2012. ويفضّل الفلاحون في هذه الأراضي الخصبة المتاحة بشكل متقطع، زراعة محاصيل قصيرة الأجل يحصدونها في الخريف، مثل الخيار والبطّيخ والحمّص وبذور عباد الشمس والفاصولياء. غير أن هذه المحاصيل الصيفية التي تُباع في الأسواق المجاورة، لن تكفي لتعويض الخسائر التي سجّلها خدر في موسم الشتاء هذا، وفق قوله. فزرع الرجل هذا الشتاء، على مساحة 54 دونما، محاصيل أغلبها من الحنطة، في أرض قريبة من القرية، "لكنه لم تُثمر بسبب قلة الأمطار"، ما ألحق به خسائر بثمانية ملايين دينار عراقي تقريبا أي ما يعادل نحو 5600 دولار. ويقول بأسف "عانينا عند زراعة القمح من قلّة المياه، وليس لدينا آبار كبيرة لسقي مساحات واسعة من الأراضي الزراعية". ويضيف "لا يمكن للأربعة دوانم التي أحصدها في الحقل على ضفّة النهر أن تعوّض خسارتي في 54 دونما". كوجر جمال توفيق، مدير منشأة سد دوكان، - تقنين "صارم" - ويؤثر نقص المياه في دوكان على أربعة ملايين نسمة في محافظتَي كركوك والسليمانية وعلى مياه شربهم. ومنذ أكثر من شهر، تعاني محطات تنقية المياه في كركوك من "انخفاض مفاجئ" بنحو 40% لكميات الماء الواردة إليها، بحسب مدير الموارد المائية في المحافظة زكي كريم. وفي العراق الذي شهد عقودا من النزاعات خلّفت بنى تحتية متهالكة وسياسات عامة غير فعّالة، يتلقى السكان المياه بشكل متقطع في صنابيرهم. ويفرض هذا النقص الأخير بالمياه "إجراءات صارمة في تطبيق نظام" التقنين، بالإضافة إلى توزيع المياه على فترات تزداد تباعدا، وفق كريم. وفضلا عن حملات توعية بشأن الإسراف في استهلاك المياه، تلاحق السلطات المحلية التوصيلات غير القانونية بشبكة المياه. وفي كركوك التي يبلغ عدد سكانها نحو مليونَين، تسعى السلطات إلى تقليل الأثر على مركز المحافظة الذي يحمل الاسم نفسه، ربما على حساب قرى ومناطق أبعد. ويوضح كريم "نحاول ألّا نمنع المياه بشكل كامل عن محطات الإسالة، حتى لو أن إجراءاتنا قد تؤدي إلى قصور في تزويد بعض المحطات"، متابعا "نريد أن يكون لكل محطّة حصة".


الوسط
منذ 10 ساعات
- علوم
- الوسط
تراجع مستوى المياه في سدّ دوكان بشمال العراق بنسبة 75% هذا العام،
بفعل شح المتساقطات وإقامة سدود على الجانب الإيراني من نهر الزاب الصغير، تراجع مستوى المياه في سدّ دوكان بشمال العراق بنسبة 75% هذا العام، ما يفرض تقنينا على ملايين السكان المتضررين أصلا من الجفاف. قرب البحيرة الصناعية الضخمة التي أُنشئت في خمسينات القرن العشرين لتكون خزانا للمياه، يمكن ملاحظة الجفاف بالعين المجردة، إذ تظهر تشقّقات في أرض كانت تغطيها المياه بالكامل قبل عام واحد فقط، وفقا لوكالة «فرانس برس». وتُظهر صور ملتقطة بواسطة الأقمار الصناعية في إطار مهمة «سنتينيل-2»، حلّلتها وكالة فرانس برس، أن مساحة بحيرة دوكان تقلّصت بنسبة 56% بين نهاية مايو 2019، وهو آخر تاريخ كان فيه السدّ ممتلئا بالكامل، ومطلع يونيو 2025. وتبلغ قدرة سدّ دوكان الاستيعابية، وهو أكبر سدّ في إقليم كردستان العراق المتمتع بحكم ذاتي، سبعة مليارات أمتار مكعّبة من المياه. ويبلغ مخزونه الحالي 1,6 مليار تقريبا أي «نحو 24%» من إجمالي قدرة الاستيعاب، حسبما يقول مديره كوجر جمال لـ«فرانس برس». ويضيف جمال «لم نسجّل مثل هذا المستوى المنخفض خلال السنوات الـ20 أو 25 الأخيرة»، حتى لو أن السدّ شهد في تاريخه فترات شحّ مشابهة. - - - ويعزو هذا الانخفاض أوّلا إلى «التغيّر المناخي» وبالتالي «قلّة الأمطار» وعدم انتظامها. ففي فصل الشتاء هذا العام، سجلت هذه المنطقة هطول نحو 220 ميليمترا من الأمطار، مقارنة بما لا يقلّ عن 600 ميليمتر في العادة. أمّا «السبب الثاني»، فهو السدود التي أنشأتها «الدولة المجاورة» على نهر الزاب الصغير، أحد روافد نهر دجلة ويغذّي بحيرة دوكان وينبع من إيران التي أنشأت عشرات السدود لتخزين كميات أكبر من المياه لمواجهة الجفاف. قلّة الأمطار وتندد بغداد بانتظام بإقامة جارتيها تركيا وإيران سدودا على المسطحات المائية التي تتشاركها مع كلّ منهما، متّهمة إياهما بأنهما يقلّلان بشكل كبير من تدفق نهري دجلة والفرات لدى وصولهما إلى الأراضي العراقية. لكن الوضع في بحيرة دوكان يعكس كذلك بعض آثار التغيّر المناخي الذي يضرب العراق حيث يقيم أكثر من 46 مليون شخص، بينها ارتفاع درجات الحرارة وفترات جفاف متلاحقة منذ ما لا يقلّ عن خمسة أعوام وازدياد التصحّر. وبحلول نهاية مايو، كان مخزون المياه في العراق في أدنى مستوياته منذ 80 عاما بسبب موسم الأمطار الضعيف للغاية وتراجع تدفق دجلة والفرات، ما سيجبر السلطات على تقليص مساحة الأراضي الزراعية المزروعة هذا الصيف. وتوفّر قرية سرسيان الواقعة بين تلال مطلّة على دوكان، إطلالة خلّابة على البحيرة وعلى مصبّ نهر الزاب الصغير. ويعمل حسين خدر (57 عاما) على تهيئة تربة حقل متشققة للزراعة، قائلا إن إرضه كانت جزءا من الأراضي التي غمرتها مياه دوكان منذ العام2012. ويفضّل الفلاحون في هذه الأراضي الخصبة المتاحة بشكل متقطع، زراعة محاصيل قصيرة الأجل يحصدونها في الخريف، مثل الخيار والبطّيخ والحمّص وبذور عباد الشمس والفاصولياء. غير أن هذه المحاصيل الصيفية التي تُباع في الأسواق المجاورة، لن تكفي لتعويض الخسائر التي سجّلها خدر في موسم الشتاء هذا، وفق قوله. فزرع الرجل هذا الشتاء، على مساحة 54 دونما، محاصيل أغلبها من الحنطة، في أرض قريبة من القرية، «لكنه لم تُثمر بسبب قلة الأمطار»، ما ألحق به خسائر بثمانية ملايين دينار عراقي تقريبا أي ما يعادل نحو 5600 دولار. ويقول بأسف «عانينا عند زراعة القمح من قلّة المياه، وليس لدينا آبار كبيرة لسقي مساحات واسعة من الأراضي الزراعية»، ويضيف «لا يمكن للأربعة دوانم التي أحصدها في الحقل على ضفّة النهر أن تعوّض خسارتي في 54 دونما». تقنين «صارم» ويؤثر نقص المياه في دوكان على أربعة ملايين نسمة في محافظتَي كركوك والسليمانية وعلى مياه شربهم. ومنذ أكثر من شهر، تعاني محطات تنقية المياه في كركوك من «انخفاض مفاجئ» بنحو 40% لكميات الماء الواردة إليها، بحسب مدير الموارد المائية في المحافظة زكي كريم. وفي العراق الذي شهد عقودا من النزاعات خلّفت بنى تحتية متهالكة وسياسات عامة غير فعّالة، يتلقى السكان المياه بشكل متقطع في صنابيرهم. ويفرض هذا النقص الأخير بالمياه «إجراءات صارمة في تطبيق نظام» التقنين، بالإضافة إلى توزيع المياه على فترات تزداد تباعدا، وفق كريم. وفضلا عن حملات توعية بشأن الإسراف في استهلاك المياه، تلاحق السلطات المحلية التوصيلات غير القانونية بشبكة المياه. وفي كركوك التي يبلغ عدد سكانها نحو مليونَين، تسعى السلطات إلى تقليل الأثر على مركز المحافظة الذي يحمل الاسم نفسه، ربما على حساب قرى ومناطق أبعد. ويوضح كريم «نحاول ألّا نمنع المياه بشكل كامل عن محطات الإسالة، حتى لو أن إجراءاتنا قد تؤدي إلى قصور في تزويد بعض المحطات»، متابعا «نريد أن يكون لكل محطّة حصة».