أحدث الأخبار مع #كوريوسيتي


الجزيرة
٢٩-٠٤-٢٠٢٥
- علوم
- الجزيرة
اكتشاف معدن "السيدريت" على المريخ يعيد كتابة تاريخه
في اكتشاف علمي لافت، تمكنت مركبة "كوريوسيتي" التابعة لوكالة الفضاء الأميركية ناسا من تحديد وجود كميات كبيرة من معدن الـ"سيديريت" على سطح كوكب المريخ، وهو ما يعزز الفرضيات القائمة حول أن الكوكب الأحمر كان في الماضي يتمتع بمناخ دافئ ورطب، سمح بوجود مسطحات مائية كبيرة وربما احتضن شكلا من أشكال الحياة الميكروبية. وقد عُثر على هذا المعدن ضمن عينات صخرية جُمعت في 3 نقاط مختلفة داخل فوهة "غيل" البركانية خلال عامي 2022 و2023، وهي فوهة واسعة تشغلها جبال رسوبية تشير إلى وجود بحيرة قديمة. شاهدٌ صامت على مناخ المريخ القديم يتكون معدن السيديريت من كربونات الحديد، ويعد مؤشرا جيولوجيا على وجود بيئة غنية بثاني أكسيد الكربون، ذلك الغاز الذي يمثل دورا مركزيا في ظاهرة الاحتباس الحراري. وتدل نسبة المعدن المكتشفة، والتي بلغت نحو 10.5% من وزن بعض العينات، على أن المريخ كان يتمتع بغلاف جوي كثيف قادر على تسخين سطحه بما يكفي لاحتواء مياه سائلة. ويقول بنيامين توتولو، عالم الجيوكيمياء بجامعة كالغاري والباحث الرئيس في الدراسة المنشورة في مجلة "ساينس"، أن هذه النتائج تفسر لغزا ظل يحيّر العلماء لسنوات، وهو: إذا كان ثاني أكسيد الكربون ضروريا لتدفئة الكوكب، فأين اختفت كمياته الهائلة؟ إعلان وبحسب توتولو، في بيان صحفي رسمي من جامعة كالجاري، فإن هذه الكميات من ثاني أكسيد الكربون ربما احتُجزت في الصخور عبر عمليات جيولوجية، وتحولت إلى معادن كربونية ترسبت في القشرة المريخية، وهو ما يؤكده وجود معدن السيديريت في الصخور الرسوبية القديمة التي تعود إلى 3.5 مليارات سنة، عندما كانت فوهة غيل تحتضن بحيرة نشطة. من كوكب مأهول إلى أرض قاحلة يعكس هذا الاكتشاف تحولا بيئيا عميقا عاشه المريخ، إذ يشير العلماء إلى أن الكوكب فقد خلال فترة غير معروفة توازنه المناخي، فتحول من عالم يحتمل أن يكون مأهولا إلى سطح جاف وهش يكاد يخلو من الغلاف الجوي. ويقول العالم "إد وين كايت"، المتخصص في علوم الكواكب وعضو الفريق البحثي، إن هذا التحول يمثل "أكبر كارثة بيئية موثقة في تاريخ الكواكب المعروفة". وعلى عكس الأرض، التي تنظم غلافها الجوي من خلال آليات مثل الصفائح التكتونية والبراكين، لا يمتلك المريخ نظاما جيولوجيا يعيد تدوير الكربون إلى الغلاف الجوي، ما تسبب في احتجاز الكربون داخل الصخور من دون رجعة، وبالتالي انخفاض الضغط الجوي وتبريد الكوكب. وتشير هذه النتائج إلى أن الظروف التي سادت المريخ قبل مليارات السنين قد تكون مناسبة لنشوء الحياة، ما يعيد إحياء فرضيات سابقة حول وجود كائنات ميكروبية في مياهه. فالصخور التي احتوت السيديريت هي جزء من تكوينات جيولوجية منتشرة على سطح الكوكب، ما يرجّح أن هذا المعدن شائع أيضا في مناطق أخرى، وقد يخفي في طياته سجلا كاملا لتاريخ المناخ وربما أدلة على حياة قديمة. ومع التقدم في تحليل الصور المدارية للسطح، قد يصبح من الممكن تحديد أماكن أخرى غنية بالمعادن الكربونية، مما يوفر أهدافا دقيقة للبعثات المستقبلية الرامية إلى جمع عينات وإعادتها إلى الأرض أو تنفيذ تجارب للكشف عن آثار الحياة. ويُعد هذا التقدم خطوة أساسية في إطار فهم دورة الكربون على المريخ، وفهم التفاعلات الكيميائية التي أدت إلى تحوله البيئي الكبير، كما يُسهم في إعداد الأرضية العلمية اللازمة لمهام استكشافية مأهولة في المستقبل القريب، سعيا لفهم إمكانية استعمار الكوكب الأحمر أو إعادة تأهيله للحياة.


سيدر نيوز
٢٨-٠٢-٢٠٢٥
- علوم
- سيدر نيوز
سر اللون الأحمر للمريخ.. هل الماء وراء ذلك؟
يُعرف كوكب المريخ بلونه الأحمر المميز، الذي أكسبه لقب 'الكوكب الأحمر'، ولكن بحثا جديدا يشير إلى أن هذا اللون ليس مجرد مشهد جمالي، بل قد يحمل معلومات مهمة حول ماضي الكوكب. لطالما فسر العلماء اللون الأحمر للمريخ بأنه ناتج عن صدأ المعادن الحديدية، وتحديدا أكسيد الحديد، الموجود في الغبار المريخي، وهو نفس المركب الذي يكوّن الصدأ على الأرض. ولعقود، جمعت المركبات الفضائية والمسابير بيانات تدعم هذا التفسير، ومع ذلك، لم يكن جميع أكاسيد الحديد متساوية، وظل الباحثون في نقاش مستمر حول طبيعة هذا الصدأ المريخي. ويعد فهم كيفية تشكّل هذا الصدأ يوفر نافذة على بيئة الكوكب في الماضي، ويثير تساؤلات حول ما إذا كان المريخ قد شهد فترة دفء ورطوبة، أو كان دائما باردا وجافا، والأهم: هل كان يدعم الحياة في يوم من الأيام؟ وفي هذا السياق، قال أدوماس فالانتيناس، الباحث في جامعة براون، الذي بدأ أبحاثه في وكالة الفضاء الأوروبية(ESA): 'حاولنا في المختبر محاكاة غبار المريخ باستخدام أنواع مختلفة من أكسيد الحديد'. ولإجراء هذه المحاكاة، استخدم فريق الدراسة آلة طحن متقدمة لتكرير العينات بحيث تطابق حجم الجسيمات الدقيقة المحمولة بالرياح على المريخ، ثم قاموا بتحليل هذه العينات باستخدام تقنيات مماثلة لتلك المستخدمة في المركبات الفضائية التي تدور حول المريخ، مما أتاح مقارنة مباشرة مع البيانات الفعلية. وأظهرت النتائج أن أفضل تطابق للغبار الأحمر على المريخ هو مزيج من الصخور البركانية البازلتية وأكسيد الحديد المائي المعروف باسم 'فيريهيدرايت' الذي يتشكل عادة بسرعة في وجود الماء البارد. وقال فالانتيناس: 'النتيجة الرئيسية هي أن الفيريهيدرايت يمكن أن يكون قد تشكل فقط عندما كان الماء لا يزال موجودا على سطح المريخ، ما يعني أن المريخ أصيب بالصدأ في وقت أبكر مما كنا نعتقد'. وأضاف أن هذا المعدن يظل مستقرا حتى في الظروف الحالية للمريخ. وتعززت هذه النتائج من خلال بيانات مركبة الاستطلاع المريخية التابعة لوكالة ناسا، بالإضافة إلى القياسات الأرضية من المركبات 'كوريوسيتي' و'باثفايندر' و'أوبورتيونيتي'. وتشير هذه الملاحظات إلى أن الغبار المريخي الأحمر يحتفظ بتوقيع مائي، ما يعزز الفرضية القائلة بأن الماء السائل لعب دورا رئيسيا في تشكيل سطح المريخ. وقال كولين ويلسون، العالم في مشروع مسبار مارس إكسبريس: 'نحن بانتظار النتائج من البعثات القادمة مثل مركبة روزاليند فرانكلين التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية وعودة عينات المريخ المشتركة بين ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية'. وأضاف: 'بمجرد وصول هذه العينات الثمينة إلى المختبرات، سنتمكن من قياس كمية الفيريهيدرايت بدقة، وما تعنيه لفهمنا لتاريخ الماء وإمكانية الحياة على المريخ'. وتم نشر ورقة حول هذه النتائج في مجلة 'نيتشر' بتاريخ 25 فبراير/ شباط