logo
#

أحدث الأخبار مع #كوفيد19,فورينأفيرز،,تافتسمايكلبكلي,ترامب,بوش

عالمٌ بقيادة أميركا... مكانة قد يهدّدها ترامب
عالمٌ بقيادة أميركا... مكانة قد يهدّدها ترامب

النهار

time٢٣-٠١-٢٠٢٥

  • أعمال
  • النهار

عالمٌ بقيادة أميركا... مكانة قد يهدّدها ترامب

A+ A- كان خطاب التنصيب هذه المرة أفضل. قد يتفق خصوم الرئيس دونالد ترامب ومناصروه على ذلك. ربما يختلف الطرفان حول نسبة هذه الأفضلية. على الأقل، لم تصدر عنه عبارات من قبيل "مذبحة أميركية". ومن غير المرجح أن يكون لتعليق جورج بوش الابن حينها تأثير على التوجه العام للخطاب الجديد. فعندما استخدم ترامب تلك العبارة سنة 2017، التفت بوش إلى بيل كلينتون وزوجته هيلاري قائلاً: "كان ذلك نوعاً من الهراء الغريب". بوش نفسه كان أكثر إيجابية حيال خطاب ترامب هذه المرة. "جيد جداً"، قال لمراسل "بوليتيكو" يوجين دانيالز حين سأله عن الموضوع. ليس أن كلمات ترامب كانت متفائلة إلى حد بعيد. تحدث ترامب ولو بطريقة مواربة عن أن الإدارات السابقة كانت سبباً في التقليل من شأن أميركا بشكل كبير. لا يوافق الجميع على دقة هذا الاتهام. "أميركا هي أساساً عظيمة" في العدد الحالي من مجلة "فورين أفيرز"، يشرح الأستاذ المشارك للعلوم السياسية في جامعة تافتس مايكل بكلي كيف تستطيع الولايات المتحدة الحفاظ على تفوقها العالمي بالرغم من خللها الوظيفي في الداخل. لا يبخل بكلي بالأرقام: حصة البلاد من الناتج المحلي الإجمالي العالمي لا تزال كما كانت في التسعينات (26 في المئة)، واقتصادها أكبر من اقتصاد الجنوب العالمي بـ 30 في المئة، بينما قبل عقد واحد فقط، كان أكبر بـ 10 في المئة وحسب. وتكسب الولايات المتحدة المزيد من الحلفاء، فيما تتمتع بقوة عاملة متزايدة بعكس الصين وروسيا. حتى الصينيون أصبحوا المجموعة المهاجرة الأسرع نمواً عبر الحدود مع المكسيك، إذ ترتفع أعدادهم بـ 50 مرة بين 2021 و2024. هرّب الصينيون بطريقة غير مشروعة مئات المليارات من الدولارات إلى خارج بلادهم في هذه الفترة. بحسب بكلي أيضاً، تتقدم الولايات المتحدة في أرقام نصيب الفرد من الثروة. سنة 1995، كان المواطنون اليابانيون أثرى من نظرائهم الأميركيين بـ 50 في المئة. اليوم، انقلبت الصورة لمصلحة الأميركيين بنسبة 140 في المئة. "لو كانت اليابان ولاية أميركية، لاحتلت المرتبة الأفقر من حيث متوسط الأجور – ولاحتلّت فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة المركز نفسه". وبالرغم من أن غالبية الاقتصادات الكبرى عانت من انخفاض في الأجور منذ "كوفيد-19"، شهدت واشنطن ارتفاعاً متواضعاً فيها بين 2020 و2024. وتولّد الشركات الأميركية أكثر من 50 في المئة من أرباح التكنولوجيا المتطورة حول العالم، بينما يبلغ نصيب الصين 6 في المئة وحسب. لا تعني هذه الأرقام أن الولايات المتحدة خالية من المشاكل. يسهب بكلي أيضاً في شرح التناقض الفاقع بين الريف والمدينة الأميركيين، والركود الكبير الذي يشهده الأول والذي يبيّن إلى حد كبير سبب ازدياد الخلافات السياسية والثقافية في البلاد. فبالرغم من أن الفقر تراجع من 26 في المئة سنة 1967 إلى 10 في المئة سنة 2023، يبقى الرقم أعلى مما هو في أوروبا الغربية، والجرائم أيضاً أعلى من هناك بنحو 4 إلى 5 مرات. حتى أنه يربط جزئياً بين هذه المشاكل والسياسات التدخلية في العالم. عن "الصباح" المفقود بالرغم من العيوب الاقتصادية والاجتماعية في الولايات المتحدة، لا يتناسب توصيف ترامب للوضع الأميركي مع المعطيات الحالية. فالمشاكل التي تعاني منها أميركا تنهك أيضاً وبشكل أكبر اقتصادات خصومها. لكن من المنصف القول إن القلق الأميركي من مكانة الولايات المتحدة ليس محصوراً في ترامب ولا هو جديد على أي حال. في العدد نفسه من "فورين أفيرز"، يشير رايان هاس من "بروكينغز" وجود بلانشيت من "راند" إلى أن القلق من تدهور القدرة الأميركية كان موجوداً لدى النخب الأميركية بدءاً من خمسينات القرن الماضي. حتى الأميركيون أنفسهم متشائمون اليوم من الوضع العام لبلادهم، بحسب أكثر من استطلاع رأي. لكن ترامب يأخذ هذه المظالم إلى مستوى آخر. صحيح أن خطابه تطور، لكنه لم يصل إلى حد قول "إنه الصباح مجدداً يا أميركا" والذي أطلقه رونالد ريغان في حملته قبل نحو 40 عاماً. علماً أنه في ذلك الوقت، كانت الولايات المتحدة تواجه قطباً مساوياً لها هو الاتحاد السوفياتي، كما كانت تخشى من القوة الاقتصادية المتزايدة لليابان. اليوم، لدى ترامب دولة هي أساساً في موقع القطب الأقوى عالمياً. غير أن حفاظه على القمة مسألة يتداخل فيها السهل والصعب. إحدى مزايا أميركا قوتها العاملة التي يرفدها المهاجرون. التعامل مع ملف الهجرة هو كالسير في حقل ألغام، حتى بين الجمهوريين أنفسهم. وهناك قضية التعريفات الجمركية التي تهدد الحلفاء قبل الخصوم. إذا كانت قوة أميركا في شبكة شراكاتها التي تبدأ من القارة الأميركية وتصل إلى قارة أوقيانيا، تهدد التعريفات الجمركية بإثارة ارتدادات سلبية في هذه الشبكة. هذا من دون النظر حتى إلى النتائج السلبية على الداخل الأميركي، بما أن معظم خبراء الاقتصاد يصفون الرسوم الجمركية بالضرائب غير المباشرة. وإذا كان الأوروبيون يخشون إمكانية تخلي ترامب عن أوكرانيا وعقد صفقة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعطيه اليد العليا لا في البلاد المنهكة وحسب بل ربما في كل الشرق الأوروبي، فإضافةُ موضوع غرينلاند على قائمة اهتمامات أميركا يفاقم الهواجس الغربية. هذا من دون احتساب أن التخلي عن أوكرانيا لن يريح أيضاً الحلفاء في أقصى شرق آسيا، على قاعدة أن تايوان قد تكون التالية. وخروج الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ لا تساعد صورة أميركا كدولة صاحبة موقف في قضايا تهم تحديداً عالم الجنوب، بما أنه متضرر أكثر من غيره من تداعيات الاحتباس الحراري. ليس كافياً للتأكيد، تنبع قوة الولايات المتحدة أيضاً من مجموعة مزايا راسخة فيها كالجغرافيا والديموغرافيا وعمق أسواقها وحيوية المجتمع الريادي فيها وغيرها من العوامل التي لا ترتبط حصراً بسياسات رئيس معين. مع ذلك، التحديات أمام ترامب معقدة. لن يكفيه "جعل أميركا عظيمة مجدداً" من دون حماية النظام الدولي، إذ سيستنزف – هو أو خلفه – "عظمة" أميركا لإعادة بناء ذلك النظام في حال لم يتم الحفاظ عليه. يتوقع الليبراليون أن يوازن أي رئيس أميركي بين تعزيز قوة دولته وتعزيز قوة النظام الدولي. تحقيق هذا التوازن غير سهل لمن يوصَف بـ "المعطّل".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store