أحدث الأخبار مع #كونراداديناور


النهار
منذ 4 أيام
- سياسة
- النهار
عرض أول لوثائقي Beirut Forever في USJ
استضاف معهد العلوم السياسية في جامعة القديس يوسف (USJ) في بيروت بالتعاون مع مؤسسة كونراد اديناور KAS العرض الأول لوثائقي Beirut Forever الذي يسلّط الضوء على قضية النزوح السوري والعراقي في لبنان، بحضور أكاديمي وطلابي لافت. استُهلت الامسية بكلمة عميد معهد العلوم السياسية في الجامعة الدكتور سامي نادر الذي عبّر عن ترحيبه بثقة مؤسسة كونراد أديناور في اختيار المعهد لإطلاق العرض الأول للوثائقي، مشددًا على الدور الذي يلعبه المعهد في مقاربة القضايا الاجتماعية والسياسية، سواء من خلال الأبحاث والدراسات الأكاديمية أو عبر البرامج التعليمية المتخصصة، مثل الدبلوم الجامعي حول الهجرة University Diploma in Migration الذي سيطلقه المعهد مجددًا في تشرين الأول / أكتوبر المقبل. وتوجّه مدير مؤسسة كونراد اديناور في بيروت مايكل باور بالشكر للدكتور نادر ولمعهد العلوم السياسية، على دعمه لإنجاح هذا الحدث، مشيدا بالتعاون المثمر بين المؤسستين. تلا العرض نقاش مفتوح أدارته جاسمين دياب، شارك فيه كل من أستاذة القانون الدولي في المعهد، الدكتورة جوديت التيني، التي عالجت الموضوع من المنظور القانوني وتناولت أهمية رفع العقوبات الأميركية عن سوريا، ودعم جهود اللجنة الوزارية المكلفة من الحكومة اللبنانية، والدور المرتقب لقمة بغداد يوم السبت المقبل في إطار البحث عن حلول سياسية ودبلوماسية. تحدث الباحثان روجيه أصفر وكارلوس نفاع عن ضرورة إيجاد حلول مستدامة للأزمة، بينما قدّم مخرج الوثائقي، باتريك كوهل، مداخلة خاصة تحدث فيها عن تفاصيل الوثائقي والرسالة التي يسعى إلى إيصالها. في الختام، شدد المشاركون على أهمية تفعيل التعاون بين الجهات الأكاديمية والرسمية لإيجاد حلول مستدامة للقضايا الوطنية.


الصحراء
١٨-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- الصحراء
تجربة ألمانيا و فرنسا في التكامل والاندماج
في هذا المقال نستحضر تجربة ألمانيا و فرنسا في التكامل والاندماج تمثل تجربة ألمانيا وفرنسا مثالًا حيًا على إمكانية تجاوز الماضي المؤلم لصالح بناء مستقبل مشترك. هناك تجارب ناجحة في التاريخ الحديث للتكامل والاندماج بين شعوب كانوا أعداء على مدى قرون، لم تجمعهم إلا ساحات الحرب، ولعل أبرز هذه التجارب وأكثرها نجاحا هي التجربة الفرنسية الألمانية "إنشاء مكتب الشباب الفرنسي الألماني"، الذي تأسس بموجب معاهدة الإليزيه، التي وقعها عام 1963 الزعيم الفرنسي شارل ديجول والمستشار الأول لألمانيا الغربية كونراد اديناور أدرك الزعيمان بعد 18 سنة من نهاية الحرب العالمية الثانية أن عليهم أن يتفقوا على هدف واحد وكذلك على آلية واحدة للتنفيذ، وكان إنشاء مكتب الشباب هو الحل، حتى لا يورث الآباء آلامهم ومآسيهم لأبنائهم، ولن يختفي الشعور بالريبة بين الشعبين بين الأجيال التي عاشت الحرب، واقتنع الطرفان بأن هذه السلسلة الممتدة من الشك في النوايا يجب أن لا تصل إلى الأجيال القادمة، ليدوم السلام. تشرح صفحة مكتب الشباب الفرنسي - الألماني قائلة: "نسعى إلى دعم التبادل الشبابي من خلال مشاريع تشمل تبادل الطلاب في المرحلة الثانوية والجامعية ودورات اللغة، والتوأمة بين المدن في البلدين والتعاون الرياضي والتدريب في مجالات المهن والندوات والمنح البحثية. عند إنشاء مكتب الشباب الفرنسي الألماني وضعت له خمسة أهداف: 1. تعميق العلاقات الألمانية الفرنسية. 2 خلق الكفاءات المطلوبة لسوق العمل في أوروبا. 3. الاهتمام باللغتين الفرنسية والألمانية. .4. تعزيز التعلم بين الثقافات. 5 تبادل خبرات الشباب الألماني الفرنسي والمصالحة مع الدول الأخرى. مكتب الشباب لديه مجلس أمناء يتكون من 14 عضوا يرأسه من الجانب الفرنسي وزير التربية، ومن الجانب الألماني الوزير الاتحادي لشؤون الأسرة وكبار السن والمرأة والشباب ويتناوب الوزيران على رئاسة المجلس. ميزانية مكتب الشباب الفرنسي الألماني تنشر على صفحته، ويتحملها البلدان مناصفةً ، ومن خلالها يمول أكثر من 9000 برنامج تبادل طلابي سنوي في البلدين لعدة مراحل عمرية، وهذه الميزانية لا تتعدى 30 مليون يور سنويًا، ونجح المكتب في تمكين أكثر من 9 ملايين شاب فرنسي وألماني بالالتحاق ببرامجه التي تجاوزت 360 ألف برنامج تبادل بين الدولتين تشمل الرياضة والعلوم والموسيقى والاقتصاد بالإضافة إلى برامج إعداد قادة أوروبا الشباب وغيرها كثير كما توضح صفحتهم وحجم التجارة بين البلدين يعكس ذلك، فألمانيا وهي رابع أكبر اقتصاد في العالم تصدر سنويا ما قيمته 120 مليار دولار إلى فرنسا وهي الاقتصاد السابع عالميا، وتستورد منها بقيمة 75 مليار دولار. هناك تجربة أخرى نجحت في خدمة الأهداف نفسها وتعتبر رمزا للصداقة بين الدولتين، وهي إنشاء قناة آرتي ARTE التلفزيونية و التي أُطلقت رسميًا عام 1990 كمشروع إعلامي مشترك يعكس روح التكامل الثقافي ويهدف إلى بناء جسور معرفية وفنية تتجاوز رواسب الماضي. تُبث القناة باللغتين الفرنسية والألمانية، وهي غير ربحية، تموّل مناصفة بين الدولتين عبر رسوم شهرية يدفعها المواطنون في كلا البلدين. وفقًا لموقع القناة الرسمي، تبلغ ميزانيتها حوالي 140 مليون يورو سنويًا، تُخصص لإنتاج محتوى متنوع يشمل الأفلام الوثائقية، الفنون، الموسيقى، والثقافة العامة. تنتج ARTE سنويًا نحو 430 فيلما بلغتي البث، وتُعتبر منصة رائدة في دعم الإبداع المشترك، وتقديم رؤى متعددة تُعزز الفهم المتبادل بين الشعبين الأوروبيين، بل وتتعداهما إلى جمهور أوسع في القارة. إنجاز تاريخي لفرنسا وألمانيا وبالأخص إذا نظرنا إلى تاريخ حروبهما وخطاب الكراهية المتبادل بينهما الذي استمر مئات السنين، والأهم من كل هذا أن قادة البلدين منذ ديجول واديناور نجحوا في قطع حبل الكراهية بين الشعبين، والدرس المستفاد بأنه عندما يجتمع الشباب بنظرائهم من دول اخرى تنشأ علاقة متوازنة مبنية على خدمة المصالح الوطنية لكلا البلدين، وعبر هذه اللقاءات سينجح البعض في تحويل النظير إلى زميل والزميل إلى صديق، وعندها تُبنى الثقة بين الطرفين وفي ذلك مصلحة للجميع .


تيار اورغ
١٦-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- تيار اورغ
أيّ رؤوس تسقط في لبنان؟
الديار: نبيه البرجي- لدى تقلّد كونراد اديناور منصب المستشار في المانيا، غداة انتهاء الحرب العالمية الثانية بكل ويلاتها، قال لمواطنيه "لقد أرهقنا الماضي كثيراً، لندعه يستريح. الآن، آن الأوان لنرهق المستقبل. لكنه... المستقبل". كنا قد استعدنا قول السفير الفرنسي الأسبق رينيه آلا "لبنان ينتج اللبنانيين". تعليقنا... متى يصبح اللبنانيون لبنانيين حقاً؟ لندخل من هنا في هذا السؤال: متى تعامل الحكام السوريون مع لبنان تعامل الند للند ، من خالد العظم الى عبد الحليم خدام، ومن عبد الحميد السراج الى رستم غزالي؟ لا نتصور أن أحمد الشرع سيكون مختلفاً عن الآخرين. رجل آت من ثقافة الكهوف، والآن سيد القصر. لا شك أن مظهره يشي بالثقة بالذات وبقوة الشخصية. قال لنا زميل تركي ضاحكاً "ان حقان فيدان نحته بازميل مايكل انجلو، وان أردت باصابع ايف سان لوران" ليبدو بمظهر رجل الدولة الأنيق، وبالكاريزما التي كان يفتقد اليها سلفه بشار الأسد. ولكن من يحكم سوريا الآن، ان من الداخل أو من الخارج؟ محاولات شتى لاحتوائها، أو لاحتواء جزء منها، بالنظر لموقعها الحساس ان في الجغرافيا أو في التاريخ. الأميركيون والأتراك و"الاسرائيليون" على أرضها عسكرياً وسياسيا، القطريون عرابو المال (والايديولوجيا). السعوديون يسعون سياسياً ومالياً، أن يكون لهم دور مؤثر، لابعادها قدر المستطاع عن البراثن التركية والبراثن "الاسرائيلية". المايسترو الأميركي يريد أن يتقاطع الدور التركي مع الدور "الاسرائيلي" حتى في قلب دمشق، لكن بنيامين نتنياهو، وبايحاء توراتي حاد، يعرف مدى خطورة المسافة بين ضفاف بردى وضفاف طبريا. هنا حلبة الصدام مع رجب طيب اردوغان، الذي لم يعد يكتفي بحلب التي كان يرى فيها مع الموصل العراقية، جناحي السلطنة. لطالما تمنى أن يصل على حصانه الى فناء الجامع الأموي، وحيث ترقد عظام صلاح الدين الأيوبي، وأن يدخن الأركيلة في التكية السليمانية التي يفترض أن يرفرف عليها هلال سليمان القانوني، لا نجمة سليمان الحكيم. الاثنان اردوغان ونتنياهو اللذان يدركان ما يعنيه أن يغلي فجأة دم السوريين، اتفقا على ألاّ يبقى هناك من أثر للجيش السوري. ولكن كيف للجيش التركي والجيش "الاسرائيلي" أن يتقاسما الخريطة السورية بتضاريسها القبلية والاثنية والطائفية، دون اغفال الكتلة التي يحاول الجميع سحقها الآن، أي كتلة من يدعون للدخول في الحداثة (السياسية بالدرجة الأولى). بدم العلويين، وهم الضحايا التاريخيون الذين لا حماية خارجية لهم، أرادت الفصائل المستوردة من كل أقبية القرن، اثارة الهلع لدى الأقليات الأخرى. قائد احد الفصائل أراد تحويل كنيسة القديس حنانيا، الأقدم في دمشق، الى مستودع للأقمشة. كذلك تحويل دير مار تقلا في معلولا الى ثكنة عسكرية. كاهن من المدينة قال لنا "كانت عيونهم اشبه بالسكاكين التي تريد تمزيقنا ارباً اربا". كان الرئيس سعد الحريري، وهو ولي الدم، يتمنى أن يكون أول الزائرين لدمشق. لكن رئيس "تيار المستقبل" قد يمنع بين يوم وآخر، حتى من زيارة بيروت. من بيدهم الحل والربط اختاروا الرئيس نواف سلام ليكون رجلهم في هذه المرحلة، لا داعي للكاريزما، ولا للقاعدة الشعبية. الآن وقت الأدمغة التي تحاول شق الطريق داخل الأدغال ، بالأحرى داخل الأهوال. الحديث وراء الضوء عن أن مأساة الابن (سعد الحريري) لا تقل عن مأساة الأب (رفيق الحريري). في حديث مع الأخضر الابراهيمي قال "الغريب هنا أن ما من أحد يريد أن يكون رئيس الجمهورية لبنانياً بالكامل، أو أن يكون رئيس الحكومة لبنانياً بالكامل". أي لبنان في هذه الحال؟ ما على صهرنا العزيز (صهر العائلة) أحمد الحريري بالدماثة، وبالابتعاد الكلي عن اللوثة الطائفية، الا أن يتابع باسى التيار الأزرق وهو يتلاشى بين يديه. هل حقاً أن التيار منع حتى من خوض الانتخابات البلدية، وغداً النيابية بطبيعة الحال؟ ديفيد هيرست كتب عن رفيق الحريري "ظهر كما يظهر أبطال التراجيديات الاغريقية، وارتحل كما يرتحل ابطال التراجيديات الاغريقية". واقعاً باستطاعة أولياء الأمر الاستغناء عن الشيخ سعد، لكن من المستحيل الاستغناء عن وليد بك (جنبلاط) الذي تمكن من زيارة دمشق مرة، دون أن يعطى موعداً لزيارة أخرى. من داخل الادارة الجديدة "ظننا أنه أكثر تأثيراً في دروز السويداء". هل بامكان الوزير جنبلاط، أو أي سياسي عربي، ولو كان بشاربي عنترة بن شداد أو بشاربي الزير المهلهل، مواجهة بنيامين نتنياهو؟ السعوديون شقوا الطريق (بالورود) أمام الرئيس سلام لزيارة دمشق. من أطرف ما سمعناه من الوزير الراحل فؤد بطرس "لبنان يختنق اذا عادى سورية، ويختنق اذا صادق سورية". الآن نظام ملتبس ، لا أحد يدري أين تتقاطع مواقف الدول، وأين تتباعد. لكن على لبنان الذي ينحني لواشنطن، أن ينحني أيضاً لدمشق. هذا هو منطق التاريخ حين يمشي على ساق واحدة. ولكن مثلما لبنان يحتاج الى الكثير ليعود دولة ( واي دولة؟)، سورية بحاجة الى الكثير لتعود دولة (أي دولة؟). من يزر عاصمة الأمويين، اذ يرى ظل الحجاج بن يوسف الثقفي في العيون، يرَ أيضاً أن استقامة العلاقات بين لبنان وسورية لا تتحقق الا بسقوط بعض الرؤوس. من ومن...؟؟


الديار
١٥-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- الديار
أيّ رؤوس تسقط في لبنان؟
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب لدى تقلّد كونراد اديناور منصب المستشار في المانيا، غداة انتهاء الحرب العالمية الثانية بكل ويلاتها، قال لمواطنيه "لقد أرهقنا الماضي كثيراً، لندعه يستريح. الآن، آن الأوان لنرهق المستقبل. لكنه... المستقبل". كنا قد استعدنا قول السفير الفرنسي الأسبق رينيه آلا "لبنان ينتج اللبنانيين". تعليقنا... متى يصبح اللبنانيون لبنانيين حقاً؟ لندخل من هنا في هذا السؤال: متى تعامل الحكام السوريون مع لبنان تعامل الند للند ، من خالد العظم الى عبد الحليم خدام، ومن عبد الحميد السراج الى رستم غزالي؟ لا نتصور أن أحمد الشرع سيكون مختلفاً عن الآخرين. رجل آت من ثقافة الكهوف، والآن سيد القصر. لا شك أن مظهره يشي بالثقة بالذات وبقوة الشخصية. قال لنا زميل تركي ضاحكاً "ان حقان فيدان نحته بازميل مايكل انجلو، وان أردت باصابع ايف سان لوران" ليبدو بمظهر رجل الدولة الأنيق، وبالكاريزما التي كان يفتقد اليها سلفه بشار الأسد. ولكن من يحكم سوريا الآن، ان من الداخل أو من الخارج؟ محاولات شتى لاحتوائها، أو لاحتواء جزء منها، بالنظر لموقعها الحساس ان في الجغرافيا أو في التاريخ. الأميركيون والأتراك و"الاسرائيليون" على أرضها عسكرياً وسياسيا، القطريون عرابو المال (والايديولوجيا). السعوديون يسعون سياسياً ومالياً، أن يكون لهم دور مؤثر، لابعادها قدر المستطاع عن البراثن التركية والبراثن "الاسرائيلية". المايسترو الأميركي يريد أن يتقاطع الدور التركي مع الدور "الاسرائيلي" حتى في قلب دمشق، لكن بنيامين نتنياهو، وبايحاء توراتي حاد، يعرف مدى خطورة المسافة بين ضفاف بردى وضفاف طبريا. هنا حلبة الصدام مع رجب طيب اردوغان، الذي لم يعد يكتفي بحلب التي كان يرى فيها مع الموصل العراقية، جناحي السلطنة. لطالما تمنى أن يصل على حصانه الى فناء الجامع الأموي، وحيث ترقد عظام صلاح الدين الأيوبي، وأن يدخن الأركيلة في التكية السليمانية التي يفترض أن يرفرف عليها هلال سليمان القانوني، لا نجمة سليمان الحكيم. الاثنان اردوغان ونتنياهو اللذان يدركان ما يعنيه أن يغلي فجأة دم السوريين، اتفقا على ألاّ يبقى هناك من أثر للجيش السوري. ولكن كيف للجيش التركي والجيش "الاسرائيلي" أن يتقاسما الخريطة السورية بتضاريسها القبلية والاثنية والطائفية، دون اغفال الكتلة التي يحاول الجميع سحقها الآن، أي كتلة من يدعون للدخول في الحداثة (السياسية بالدرجة الأولى). بدم العلويين، وهم الضحايا التاريخيون الذين لا حماية خارجية لهم، أرادت الفصائل المستوردة من كل أقبية القرن، اثارة الهلع لدى الأقليات الأخرى. قائد احد الفصائل أراد تحويل كنيسة القديس حنانيا، الأقدم في دمشق، الى مستودع للأقمشة. كذلك تحويل دير مار تقلا في معلولا الى ثكنة عسكرية. كاهن من المدينة قال لنا "كانت عيونهم اشبه بالسكاكين التي تريد تمزيقنا ارباً اربا". كان الرئيس سعد الحريري، وهو ولي الدم، يتمنى أن يكون أول الزائرين لدمشق. لكن رئيس "تيار المستقبل" قد يمنع بين يوم وآخر، حتى من زيارة بيروت. من بيدهم الحل والربط اختاروا الرئيس نواف سلام ليكون رجلهم في هذه المرحلة، لا داعي للكاريزما، ولا للقاعدة الشعبية. الآن وقت الأدمغة التي تحاول شق الطريق داخل الأدغال ، بالأحرى داخل الأهوال. الحديث وراء الضوء عن أن مأساة الابن (سعد الحريري) لا تقل عن مأساة الأب (رفيق الحريري). في حديث مع الأخضر الابراهيمي قال "الغريب هنا أن ما من أحد يريد أن يكون رئيس الجمهورية لبنانياً بالكامل، أو أن يكون رئيس الحكومة لبنانياً بالكامل". أي لبنان في هذه الحال؟ ما على صهرنا العزيز (صهر العائلة) أحمد الحريري بالدماثة، وبالابتعاد الكلي عن اللوثة الطائفية، الا أن يتابع باسى التيار الأزرق وهو يتلاشى بين يديه. هل حقاً أن التيار منع حتى من خوض الانتخابات البلدية، وغداً النيابية بطبيعة الحال؟ ديفيد هيرست كتب عن رفيق الحريري "ظهر كما يظهر أبطال التراجيديات الاغريقية، وارتحل كما يرتحل ابطال التراجيديات الاغريقية". واقعاً باستطاعة أولياء الأمر الاستغناء عن الشيخ سعد، لكن من المستحيل الاستغناء عن وليد بك (جنبلاط) الذي تمكن من زيارة دمشق مرة، دون أن يعطى موعداً لزيارة أخرى. من داخل الادارة الجديدة "ظننا أنه أكثر تأثيراً في دروز السويداء". هل بامكان الوزير جنبلاط، أو أي سياسي عربي، ولو كان بشاربي عنترة بن شداد أو بشاربي الزير المهلهل، مواجهة بنيامين نتنياهو؟ السعوديون شقوا الطريق (بالورود) أمام الرئيس سلام لزيارة دمشق. من أطرف ما سمعناه من الوزير الراحل فؤد بطرس "لبنان يختنق اذا عادى سورية، ويختنق اذا صادق سورية". الآن نظام ملتبس ، لا أحد يدري أين تتقاطع مواقف الدول، وأين تتباعد. لكن على لبنان الذي ينحني لواشنطن، أن ينحني أيضاً لدمشق. هذا هو منطق التاريخ حين يمشي على ساق واحدة. ولكن مثلما لبنان يحتاج الى الكثير ليعود دولة ( واي دولة؟)، سورية بحاجة الى الكثير لتعود دولة (أي دولة؟). من يزر عاصمة الأمويين، اذ يرى ظل الحجاج بن يوسف الثقفي في العيون، يرَ أيضاً أن استقامة العلاقات بين لبنان وسورية لا تتحقق الا بسقوط بعض الرؤوس. من ومن...؟؟