logo
#

أحدث الأخبار مع #كونسورتيومنيوز

‏"ليس مرة أخرى أبدا" مبدأ يخص البشرية جمعاء‏
‏"ليس مرة أخرى أبدا" مبدأ يخص البشرية جمعاء‏

رصين

time٠٤-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • رصين

‏"ليس مرة أخرى أبدا" مبدأ يخص البشرية جمعاء‏

الغد-ترجمة: علاء الدين أبو زينة‏ ‏‏‏جون مينادو – (كونسورتيوم نيوز) 30/4/2025 في خضم موسم الانتخابات في أستراليا، تم إسكات الانتقادات الموجهة إلى الأعمال الإسرائيلية في غزة تحت وطأة إجماع الحزبين الذي فرضه الخوف من الاصطدام باللوبي الصهيوني. وكانت قلة من السياسيين أو الصحفيين أو الشخصيات العامة هم الذين تحدثوا ضد هذه الأفعال وانتقدوها علنا. ‏‏والتالي استثناء. إنه نص خطاب ألقاه جون مينادو، المؤلف، السفير الأسترالي وسكرتير مجلس الوزراء السابق، في تجمع فلسطيني في "الجامعة الوطنية الأسترالية" في كانبيرا، في 27 نيسان (أبريل) 2025. ‏ زرت إسرائيل لأول مرة في العام 1963 مع غوف ويتلام [رئيس الوزراء الأسترالي من 1972 إلى 1975]. وكانت انطباعاتي إيجابية. كانت إسرائيل بلدا رائدا ومتواضعا وله سمات دولة ديمقراطية. ‏ ‏وعندما عدت، استفسرت من السفير الإسرائيلي في كانبيرا عن إمكانية أن يذهب أطفالي، عندما يكبرون قليلا، لقضاء سنة إجازة في كيبوتس.‏ ثم زرت مع ويتلام مرة أخرى في العام 1967، بعد حرب الأيام الستة. وغيرت رأيي. ‏ لقد ‏جلب الاحتلال الموسع للأراضي الفلسطينية معه الغطرسة التي تميز قوة احتلال. ‏‏كان الأشخاص الذين قابلتهم معادين، بل وينظرون بازدراء إلى الفلسطينيين. ورأيت بشكل مباشر كيف يشوه الاحتلال قلب وعقل المحتل.‏ وكما قال صحفي في ‏‏قناة الجزيرة‏‏: "الاحتلال لا يقتل الناس فقط؛ إنه يُسكت الأصوات، ويمحو الصور، ويدفن الحقيقة".‏ ‏تجاهل الرأي العام العالمي‏ ‏الرأي العام العالمي واضح بشأن الإبادة الجماعية، لكن معظم السياسيين والأكاديميين والصحفيين في الغرب اختاروا عمدا عدم الملاحظة.‏ ‏كما جاء في تصريحات الجمعية العامة للأمم المتحدة، ووكالات الأمم المتحدة المختلفة، ومحكمة العدل الدولية، والمحكمة الجنائية الدولية، والعديد من وكالات حقوق الإنسان، تتفق معظم حكومات وشعوب العالم على أن إسرائيل هي قوة احتلال، ترتكب [على الأقل بشكل من المعقول اعتباره كذلك] إبادة جماعية [أو جرائم حرب أخرى]. وأن إسرائيل هي دولة فصل عنصري. والشي الوحيد الذي ينقذ إسرائيل هو حق النقض الأميركي في مجلس الأمن.‏ كان الداعمون الرئيسيون لإسرائيل -الولايات المتحدة، وكندا، وأستراليا ونيوزيلندا، الدول الاستعمارية/ الاستيطانية- قد سلَبوا جميعًا أراضي السكان الأصليين. في حروبها الحدودية، ارتكبت أستراليا إبادة جماعية. و[الأستراليون] مترددون في مواجهة ذنبنا الخاص بأمانة. إن تجاهل الإبادة الجماعية في فلسطين هو صدى لتاريخنا نحن.‏ ‏لخص البروفيسور إيلان بابي في ‏‏صحيفة "ذا بالستاين كرونيكل" في 23 ‏‏ نيسان (أبريل) القبح والجبن السائدين في الغرب:‏ ‏"إن تجاهل الإبادة الجماعية الجارية في قطاع غزة والتطهير العرقي في الضفة الغربية لا يمكن وصفه إلا بأنه متعمد وليس من مبعث الجهل. إن تصرفات الإسرائيليين والخطاب المصاحب لها واضحة للغاية بحيث لا يمكن تجاهلها، ما لم يختر السياسيون والأكاديميون والصحفيون أن يفعلوا ذلك.‏ ‏"هذا النوع من التجاهل هو، أولاً وقبل كل شيء، نتيجة للضغط الإسرائيلي الناجح الذي ازدهر على الأرض الخصبة لعقدة الذنب الأوروبية، والعنصرية والإسلاموفوبيا. ‏ "وهو في حالة الولايات المتحدة، يجيء أيضا نتيجة لسنوات عديدة من عمل آلة ضغط فعالة وقاسية تجرؤ قلة قليلة في الأوساط الأكاديمية ووسائل الإعلام والسياسة على عصيانها".‏ ‏في حين أن آلة الضغط الصهيونية هذه ترهب الجميع تقريبًا أمامها، لن تكون لدينا عدالة وسلام في فلسطين والشرق الأوسط. يجب فضح هذا اللوبي ومواجهته.‏ ‏تفاخر‏‏ الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنه مقابل الدعم المالي من عائلة أديلسون، "أعطاهم مرتفعات الجولان". هل هناك شيء أكثر وقاحة من هذا؟ "أعطيتهم مرتفعات الجولان". وماذا قالت وسائل الإعلام الرئيسية؟ لا شيء!!‏ هذه الإساءة لاستخدام السلطة من قبل آلة اللوبي الصهيونية ملطخة بدماء أكثر من 62.000 فلسطيني.‏ ‏لقد أصبحت إسرائيل دولة منبوذة، والجيش الإسرائيلي هو الجيش الأكثر لا-أخلاقية في العالم، بينما تقصف وتطلق النار على الفلسطينيين في سجن في الهواء الطلق حيث لا مهرب.‏ ‏يبدو أن إسرائيل والجيش الإسرائيلي القاتل غير قادرين على قول الحقيقة. قيل لنا، مرة تلو المرة، أن "حماس" تختبئ في المستشفيات، والمدارس، والجامعات، والمساجد والكنائس. ‏ أن "حماس" تختبئ خلف الصحفيين، وعمال الإغاثة، والأطباء، والأطفال، وكبار السن، والعجائز، والأمهات الحوامل -وحتى الأطفال الخدج في أسرة الرعاية. إن الأكاذيب الواهية وغير الصادقة لا حصر لها.‏ ‏باسم "التوازن"، تضفي وسائل إعلامنا مصداقية على هذه الدعاية الإسرائيلية. لا أحد يفكر في إعطاء معاملة متساوية لأولئك الذين ينكرون الهولوكوست. ولا ينبغي أن نعطي تغطية إعلامية متوازنة لأولئك الذين ينكرون الهولوكوست الجاري في غزة اليوم.‏ ‏7 أكتوبر لم يحدث في فراغ‏ جاء هجوم 7 تشرين الأول (أكتوبر) نتيجة الاحتلال الإسرائيلي الذي دام عقودًا من الزمن، والعنف والقمع اللذين لم يتوقفا أبدا ضد الفلسطينيين. وقد انفجر قِدر الضغط! ما يزال ‏هذا الاستعمار الاستيطاني في فلسطين مستمرًا منذ العام 1948، بدءا من النكبة. في العام 1948، كان الفلسطينيون يمتلكون 94 في المائة من جميع الأراضي في فلسطين. والآن يمتلكون 18 في المائة فقط. هذه الأرقام تحكي القصة الحقيقية. إن إسرائيل تحتل أراضي مسروقة. وقد تطورت النكبة، خطوة عنيفة بخطوة عنيفة أخرى، إلى الإبادة الجماعية التي نشهدها اليوم.‏ يسلط أنصار الصهيونية الضوء على أهوال 7 تشرين الأول (أكتوبر)، ليصرفوا الانتباه عن الإبادة الجماعية المستمرة في غزة.‏ ‏حتى جو بايدن أعاد بيع القصص الكاذبة عن قيام "حماس" بقطع رؤوس الأطفال. كما فشلت وسائل إعلامنا الرئيسية في إخبارنا عن "عقيدة هنيبعل" التي أدت إلى قيام الجيش الإسرائيلي بقتل العديد من جنوده وأبناء شعبه في 7 تشرين الأول (أكتوبر).‏ ‏ينصب تركيز وسائل الإعلام على الرهائن، لكنها تتجاهل 8.000 فلسطيني محتجزين في السجون والمعتقلات الإسرائيلية المروعة.‏ تُستخدم "حماس" كذريعة للهجمات الإسرائيلية. لكن السبب والهدف الحقيقيين هو ذبح الفلسطينيين، وطرد السكان، وتدمير البنية التحتية. يجري إعداد الوطن الفلسطيني ليكون على غرار عقارات ترامب. ‏ ‏تتعرض مصر والأردن لضغوط كبيرة لاستيعاب جميع الفلسطينيين الذين ما يزالون على قيد الحياة. حتى أن الولايات المتحدة وإسرائيل اتصلتا بالسودان والصومال لمناقشة إعادة توطين الفلسطينيين المهجّرين.‏ يخبرنا نتنياهو بشكر متكرر عن تهديد "حماس". ولكن منذ العام 2016، كان يقوم سرًا بتمرير الدعم المالي إلى "حماس" من خلال قطر. وكان دافعه هو بناء "حماس" لتكون المنافس لـ"فتح" والرئيس محمود عباس.‏ ‏يهدف تسليح معاداة السامية إلى إغلاق حرية التعبير وصرف الانتباه عن الإبادة الجماعية.‏ وقد أصبح اللوبي الصهيوني مملاً بتكرار اتهام منتقديه بمعاداة السامية. في أستراليا، وضع العديد من الصهاينة الولاء لإسرائيل قبل الولاء لأستراليا. لكنّ العديد من اليهود يشعرون بالفزع لارتباطهم بمثل هؤلاء الصهاينة. وهم يتحدثون ضدها علانية.‏ الكثير من وسائل الإعلام الأسترالية، بما في ذلك قناة "هيئة البث الأسترالية" ABC، خاضعة لترهيب الدعاية الصهيونية. وفي وسائل الإعلام الرئيسية، يُعامل الفلسطينيون والمسلمون على أنهم أقل إنسانية وأقل قيمة من اليهود البيض والمسيحيين البيض. ولك أن تقارن فقط بين التغطية الإعلامية لأوكرانيا المسيحية وغزة المسلمة. قررت وسائل الإعلام التقليدية لدينا أن إبادة الفلسطينيين ليست خبراً يستحق التغطية. لا شك أن هناك بعض معاداة السامية في المجتمع، لكن الحملة الزائفة اليوم تهدف إلى إسكات أولئك الذين يفضحون إسرائيل بسبب ممارستها التطهير العرقي والإبادة الجماعية. الكثيرون يبررون فشلهم في اتخاذ موقف من قضية أخلاقية كبرى بالاختباء خلف الأكاذيب المتداولة عن معاداة السامية. وقد أخبرني كثيرون بأنه، في جميع المظاهرات المؤيدة لفلسطين في أستراليا، لم تُسجَّل أي حالة معاداة للسامية على الإطلاق. ومع ذلك، تستمر الكذبة حول معاداة السامية. فشل الكنيسة‏ ‏أنا كاثوليكي. لكن كنيستي في أستراليا أدارت ظهرها للفلسطينيين الذين يعانون في ما اعتدنا أن نسميها "الأرض المقدسة". لو أن الأساقفة الكاثوليك وغيرهم من "قادة" الكنيسة قد استجابوا فقط للبابا فرانسيس!‏ ‏وصفت منظمة "باكس كريستي أستراليا" فشل الكنيسة كما يلي:‏ ‏"كان هناك، في سيدني، أكثر من 70 مسيرة للتضامن مع غزة. وقد تم تنظيم كل واحدة منها في ظل إما كاتدرائية القديسة ماري (الكاثوليكية) أو كاتدرائية القديس أندرو (الأنجليكانية). وبتجاهل الإبادة الجماعية، وقفت هذه المباني في الخلفية كصروح باردة، صلبة، حجرية وصامتة.‏ "يبدو أن بعض الأرواح تستحق الحزن والتضامن بينما البعض الآخر ليست كذلك. لقد أظهر الغرب أن التزامه بحقوق الإنسان مشروط وانتقائي ومسيس بعمق ومتخندق مع، وخاضع لـ، الدعاية الصهيونية. أولئك الذين هم في السلطة متواطئون في الإبادة الجماعية المستمرة.‏ ‏"لقد عبرت "الراهبات اليوسفيات" بشكل بليغ عن ذلك في عيد الفصح هذا العام... "التحدث علنًا ضد عنف الحكومة الإسرائيلية ليس معاداة للسامية. إنه صرخة من أجل العدالة"".‏ لعب دور الضحية‏ ‏يُطلب منا أن ننتبه إلى المشاعر المكلومة للصهاينة، بعضهم في حرم الجامعات، الذين يدعمون الإبادة الجماعية أو اختاروا تجاهلها عمدًا. إنهم يلعبون بورقة الضحية. منذ متى كانت الجامعات مكانًا يتجنب النقاش الجسور؟‏ ‏لا ينبغي أن تتفاجأ هذه النفوس شديدة الحساسية عندما يوضِح المتظاهرون السلميون لها وللآخرين أن البلد الذي يدعمونه يرتكب عنفًا إجراميًا وإبادة جماعية. ‏ من المؤكد أن الأمهات الفلسطينيات لـ18.000 طفل الذين قتلوا لديهن سبب للشعور بالألم أكثر من أولئك في أستراليا الذين يلعبون دور الضحية لصرف الانتباه عن الإبادة الجماعية. الضحايا الحقيقيون هم في غزة، وليس في حرم الجامعات الأسترالية.‏ ‏ولا يجرؤ نواب رؤساء الجامعة على عدم إطاعة اللوبي الصهيوني.‏ ‏ظننت أننا نعتقد بأنه لا ينبغي قتل الأطفال! يبدو أن الأمر ليس كذلك مع مقتل ما لا يقل عن 18.000 طفل فلسطيني على يد إسرائيل. والآلاف يُتموا ومصابون بالصدمة.‏ ‏الإرهاب، الاحتلال، والحق في المقاومة‏ في ظل الاحتلال الإسرائيلي غير الشرعي، للفلسطينيين الحق في التمرد والثورة. تم الاعتراف بهذا الحق في اتفاقية جنيف للعام 1949.‏ ‏تنضم [أستراليا] إلى الولايات المتحدة في وصف "حماس" بأنها منظمة إرهابية، في حين أن الإرهابيين الحقيقيين في غزة هم وزراء في الحكومة الإسرائيلية وقادة الجيش الإسرائيلي. إن "إرهابي" هي كلمة يساء استخدامها بشكل صارخ. وهي تناسب الصحفيين الكسالى.‏ غالبًا ما يصبح "الإرهابيون" مقاتلين وأبطالًا من أجل الحرية. كان نيلسون مانديلا، الذي سُجن لمدة 27 عامًا، مدرجًا على قائمة الإرهاب الأميركية لـ10 سنوات.‏ ‏ويقبع مروان البرغوثي في سجن إسرائيلي منذ 23 عامًا بتهمة "الإرهاب". لكنه تصدر باستمرار استطلاعات الرأي التي سألت الفلسطينيين لمن سيصوتون في الانتخابات الرئاسية، متقدمًا على الرئيس الحالي محمود عباس وقادة "حماس". والبرغوثي غير معروف لوسائل الإعلام [الأسترالية].‏ ليس لإسرائيل حق في الدفاع عن النفس ضد المقاومة في الأراضي المحتلة بشكل غير قانوني. لا يمكن لإسرائيل أن تحتل الأراضي الفلسطينية بشكل غير قانوني ثم تشن هجومًا على الناس في تلك الأراضي بحجة "الدفاع عن النفس".‏ ‏لو كانت اليابان قد احتلت أستراليا في الحرب العالمية الثانية، لما كان أي شخص سيقترح بجدية أن الأستراليين ليس لهم الحق في مقاومة الاحتلال الياباني. كان الكثيرون سيجادلون بأن علينا واجب المقاومة.‏ تسليح معاداة السامية‏ ‏إن إسرائيل هي دولة محتلة ودولة فصل عنصري وإبادة جماعية على الأراضي الفلسطينية. وليس لإسرائيل الحق في الدفاع عن النفس ضد المقاومة في الأراضي المحتلة بشكل غير قانوني.‏ ‏تشير الحكومة [الأسترالية] بأصابع الاتهام إلى العديد من البلدان بسبب انتهاكات حقوق الإنسان، لكنها لا تقول سوى القليل عن الانتهاكات الفظيعة لحقوق الإنسان التي ترتكبها إسرائيل.‏ ‏إن تسليح معاداة السامية مصمم لإغلاق حرية التعبير وترهيب أولئك الذين يدعون إلى تحقيق العدالة للفلسطينيين.‏ لقد صنعت وسائل الإعلام التقليدية لدينا الموافقة الجماهيرية على الإبادة الجماعية.‏ ‏إن أرواح الفلسطينيين الذين قتلوا في محرقة غزة لا تقل قيمة عن الأرواح التي فقدها اليهود في الهولوكوست الأوروبي.‏ ‏إن بطولة الشعب الفلسطيني تخطف الأنفاس، لكن ما يسمى بالغرب المتحضر، بما في ذلك أستراليا، يدير لهم ظهره.‏ إن شجرة الحضارة الغربية تطرح ثمارًا فاسدة للغاية.‏ "ليس ثانية أبدًا" ليست عبارة تخص اليهود فقط، بل تشمل الفلسطينيين وجميع البشرية. ‏*جون مينادو John Menadue: ناشر ومؤسس ورئيس تحرير مجلة السياسة العامة الأسترالية‏‏ ‏‏Pearls and Irritations‏‏. شغل سابقا منصب سكرتير دائرة رئيس الوزراء ومجلس الوزراء، وكان سفير أستراليا لدى اليابان، ووزيرًا للهجرة، ومديرًا تنفيذيا لشركة كانتاس. *نشر هذا المقال تحت عنوان: 'Never Again' Is Meant for All Humanity هامش: "باكس كريستي أستراليا: Pax Chisti Australia: هو الفرع الأسترالي من الحركة العالمية للسلام المسيحية الكاثوليكية، Pax Christi International، التي تأسست في فرنسا في العام 1945 بعد الحرب العالمية الثانية لتعزيز المصالحة بين الشعوب، خاصة بين الفرنسيين والألمان. يقع المقر الدولي للحركة في بروكسل، وتضم فروعًا في أكثر من 50 دولة حول العالم . يُعرف الفرع الأسترالي من الحركة بمواقفه الجريئة في الدفاع عن حقوق الإنسان، خاصة في النزاعات المعقدة مثل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي. في تشرين الأول (أكتوبر) 2023، أصدر بيانًا يدين تجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم، ووصفت الإجراءات الإسرائيلية في غزة بأنها "عقاب جماعي".

السقوط الأميركي الحر‏
السقوط الأميركي الحر‏

الغد

time٠٩-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • الغد

السقوط الأميركي الحر‏

‏‏باتريك لورانس* - (كونسورتيوم نيوز) 2/4/2025 ترجمة: علاء الدين أبو زينة دمرت الضرورات التي فرضتها جماعات الضغط الصهيونية في الولايات المتحدة منذ فترة طويلة ما تبقى من نزاهة لدى وسائل الإعلام الرئيسية الأميركية. وهم الآن يدمرون مؤسسات التعليم العالي ووزارتي العدل والأمن الداخلي والقانون الأميركي تمامًا. ‏ اضافة اعلان * * * ثمة بعض الأشخاص الذين يستحقون الاستشهاد بهم واقتباسهم هذا الأسبوع. وهم يتحدثون عن أمور مختلفة، لكننا عندما نضع كل تفاحهم وبرتقالهم في سلة نكتشف أنهم ينتمون إلى بعضهم بعضا، وألوانهم الزاهية تضعنا في مواجهة تحدٍّ: لقد حان الوقت للقيام بشيء ما -وهو ما لم يفكر فيه سوى عدد قليل جدًا منا حتى الآن.‏ ‏سأل ‏‏رشيد الخالدي، في ‏‏مقال رأي لاذع نُشر في ‏‏صحيفة "الغارديان" البريطانية:‏‏ ‏‏"هل ما تزال كولومبيا تستحق اسم جامعة؟". طرح الخالدي هذا السؤال بعد أن استسلمت الجامعة التي درَّس فيها لسنوات عديدة لمطالب نظام ترامب بأن تتخلى عن الحرية الأكاديمية وحرية التعبير وحرية تكوين الجمعيات، بينما تُخضِع برامجها الدراسية للنطاق السياسي. وكان كل هذا ردًا على الاتهامات بأن معاداة السامية منتشرة بين الطلاب الذين يتظاهرون ضد الإبادة الجماعية الإسرائيلية لفلسطينيي غزة. ‏ الخالدي -وثمة بعض العدالة الشعرية هنا- هو أستاذ إدوارد سعيد الفخري للدراسات العربية في جامعة كولومبيا. ومن بين كتبه "‏‏حرب المائة عام على فلسطين"‏‏ The Hundred Years' War on Palestine (متروبوليتان، 2020). وفي ما يلي جزء مما نشره في ‏‏صحيفة "الغارديان"‏‏: ‏ ‏"لم يكن الأمر يتعلق أبدًا بالقضاء على معاداة السامية. كان الأمر يتعلق دائمًا بإسكات فلسطين. هذا ما كان يُفترض دائمًا أن يؤدي إليه تكميم أفواه الطلاب المحتجين، والآن تكميم أفواه أعضاء هيئة التدريس... ‏ ‏"كان الأمر دائمًا يتعلق بحماية الأكاذيب الوحشية والمكشوفة القائلة بأن حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية الأميركية التي استمرت 17 شهرًا على الشعب الفلسطيني بأكمله كانت مجرد حرب على 'حماس'، أو أن أي شيء تم القيام به في 7 تشرين الأول (أكتوبر) 2023 يبرر المذابح المتسلسلة التي راح ضحيتها ما لا يقل عن 50.000 شخص في غزة، معظمهم من النساء والأطفال والشيوخ، والتطهير العرقي للشعب الفلسطيني من وطنه.‏.. "هذه الأكاذيب، التي أنتجتها إسرائيل وممكّنوها، والتي تتغلغل في نظامنا السياسي ونخبنا الثرية، كررتها إدارتا بايدن وترامب بلا توقف، كما رددتها صحيفة 'نيويورك تايمز' وقناة 'فوكس نيوز'، وحظيت الآن بمباركة رسمية من جامعة كانت عظيمة ذات مرة...". ‏عندما اعتقل حمقى إدارة الهجرة والجمارك محمود خليل، قائد مظاهرات العام الماضي في جامعة كولومبيا، قال الأمن الداخلي في البداية إنه "شارك في أنشطة متحالفة مع 'حماس'". واستشهدت وزارة الخارجية لاحقًا ببند في "قانون الأعداء الأجانب" للعام 1798، مؤكدة أن وجوده "ستكون له عواقب سلبية خطيرة محتملة على السياسة الخارجية للولايات المتحدة".‏ تمثيلية هزلية في الأسبوع الماضي، أضاف نظام ترامب مزاعم جديدة ضد محمود خليل، مؤكدًا أنه حجب معلومات عن الوقت الذي تقدم فيه بطلب للحصول على وضع الإقامة الدائمة في العام الماضي. وحتى صحيفة ‏‏"نيويورك تايمز"‏‏ التي يشرف عليها الصهاينة‏‏ ترى الحيلة في هذا الزعم. ‏‏وذكرت الصحيفة‏‏ أن "إدارة ترامب ‏‏يبدو أنها تستخدم المزاعم الجديدة جزئيًا لتجنب قضايا 'التعديل الأول' التي أثارتها قضية السيد خليل".‏ ‏وسط هذه المناورات القانونية، أعلن الرئيس دونالد ترامب على منصته للتواصل الاجتماعي: "نحن نعلم أن هناك المزيد من الطلاب في كولومبيا وجامعات أخرى في جميع أنحاء البلاد شاركوا في نشاط مؤيد للإرهاب ومعادٍ للسامية وأميركا، ولن تتسامح إدارة ترامب مع ذلك".‏ منذ ذلك الحين، اعتقل مسؤولو إدارة الهجرة والجمارك -مسؤولو إدارة الهجرة والجمارك الملثمون- طالبة في جامعة تافتس، روميسا أوزتورك، على أساس الأسباب نفسها: أوضح متحدث باسم وزارة الأمن الداخلي هذا الأسبوع أن "أوزتورك انخرطت في أنشطة لدعم 'حماس'، وهي منظمة إرهابية أجنبية تستمتع بقتل الأميركيين". وتم إخبار مسؤولي جامعة تافتس بأنه تم إلغاء تأشيرة أوزتورك. ‏ ‏وقرأتُ الآن أنه تم القبض على مرشح لدرجة الدكتوراه في جامعة ألاباما يوم الثلاثاء، وجهت إليه تهمة مماثلة. علي رضا درودي هو إيراني يقيم في الولايات المتحدة بتأشيرة طالب. ‏ ‏تأمَّل هذه الأحداث وما يقوله مسؤولو نظام ترامب عنها. ‏ دمرت الضرورات التي فرضتها جماعات الضغط الصهيونية في الولايات المتحدة منذ فترة طويلة ما تبقى من نزاهة لدى وسائل الإعلام الرئيسية الأميركية. وهم الآن يدمرون مؤسسات التعليم العالي ووزارتي العدل والأمن الداخلي والقانون الأميركي تمامًا. ‏ ‏وكل هذه المؤسسات تمضي قدمًا -أو تتظاهر بالمضي قدمًا- كما لو أنه لا يوجد شيء خاطئ وأن الأمور لم تصبح كلها في حالة فوضى على الإطلاق. تتظاهر وزارة العدل بأنها عادلة؛ وتتظاهر وزارة الأمن الداخلي بأنها تحمي الوطن؛ ويتظاهر نظام ترامب بأنه يتصرف بشكل قانوني؛ ويتظاهر مسؤولو كولومبيا -وهنا ينضم العديد من المستسلمين الآخرين مثلهم- بأنهم حراس التحقيق الفكري الحر وضمان خطاب غير خاضع للرقابة في حرمهم الجامعي.‏ ما المدى الذي قطعته أميركا في الخروج عن الواقع بطريقة قد تكون غير مسبوقة في التاريخ إلا للإمبراطوريات في عقود أفولها؟ إن مجرد كون هذا سؤالًا جديًا -وأنا أعتبره كذلك- هو دليل كافٍ على أن هذه الرحلة الوطنية المنحرفة قد بدأت بالفعل. ‏أفكر في ‏‏مقال كان قد نشره آرثر ميلر في عدد 30 كانون الأول (ديسمبر) 1974 من "‏‏مجلة نيويورك"‏‏. وقد شكل فيلم "سنة الانهيار" نظرة طويلة ومؤلمة وراءً إلى العام 1949، حيث رأى الكاتب المسرحي الشهير أن أميركا ما بعد الحرب بدأت تضل طريقها. كتب ميلر: "لم يعد هناك شيء يمكن أن يكون كما يبدو". هذه واحدة من بين العبارات التي تتبادر إلى الذهن الآن: لا شيء في حياتنا العامة يمكن اعتباره ما يتظاهر بأنه يكونه -بأنه هو نفسه بطريقة موثوقة. في ما يلي المقطع الكامل من مقال ميلر الذي أشير إليه. الحذف (...) من وضعي. ‏"ثمة نسيج داخلي شرع في التمزق... سوف ندخل فترة ما يسميه اللاهوت البيوريتاني 'الأدلة الطيفية'... ‏ ‏"يمكن القول بأن ثمة حقبة قد انتهت عندما تستنفد أوهامها الأساسية... لقد بدأ تراجع في الثقة القديمة في العقل نفسه؛ لم يعد هناك شيء يمكن أن يكون كما يبدو... جاء نوع من السريالية السياسية يرقص عبر أنقاض ما كان تقريبًا عالمًا أخلاقيًا وعقلانيًا بشكل جميل... أخذ المكان كله يصبح غير إنساني، ليس فقط لأن الخوف غير المعتاد كان ينتشر بسرعة كبيرة، ولكن أكثر لأن أحدًا لا يعترف بأنه خائف".‏ والآن أجيء إلى سيميوس كوغنيتيوس، الذي ينشر مدونة خاصة من مزرعته في وسط ماساتشوستس (رجل محظوظ). كتب مؤخرًا:‏ ‏"بالنسبة لجميع الأشخاص العقلاء والعقلانيين، فإن ما يتم تعريفه الآن رسميًا وقانونيًا بأنه 'معاداة للسامية' في أمتنا التي كانت فخورة ذات يوم، ولكنها سقطت الآن بشكل مثير للشفقة، تم رفعه الآن إلى مرتبة 'الواجب الأخلاقي'.‏ ‏"الطريقة الوحيدة لأي فرد للحفاظ على سلامته العقلية في أمتنا المحطمة أخلاقيًا، والتي تعلن الآن رسميًا أنه من غير القانوني التعبير عن أي انتقاد، على الإطلاق، لمجموعة من الأشخاص الذين يقتلون عشرات الآلاف من الأبرياء بشكل تعسفي، بما في ذلك عشرات الآلاف من الأطفال، في وضح النهار، أمام أعيننا مباشرة... الطريقة الوحيدة لبقاء المرء عاقلاً في مثل هذه الأمة الفاسدة والمجنونة أخلاقيًا، هي انتقاد تلك المجموعة بقوة أكبر. ‏ "مرة أخرى، للتأكيد ... إذا كان انتقاد الشعب اليهودي [أي:‏‏ القادة الصهاينة] بسبب فسادهم الأخلاقي المطلق، والقتل الجماعي الفعلي للأطفال والرضع، معاديًا للسامية، فعندئذ يصبح 'واجبًا أخلاقيًا' التعبير علنًا عن معاداة السامية". ‏ ‏أنا مع سيميوس كوغنيتيوس في هذه النقطة: بينما أسجل أقوى اعتراض، أعلنت نفسي معاديًا للسامية من خلال التعريف غير العقلاني المسيء الذي فُرض علينا وقت حادثة "الأقصى" في أيار (مايو) 2021. وسيكون البديل هو الصمت القسري. ‏ ولكن، إذا كانت المكائد الشيطانية للصهاينة وجماعات الضغط التابعة لهم قد عجلت بالانحدار المتهور لنظامنا السياسي، فإن أميركا فقدت كل إمكانية للوصول إلى عالم أخلاقي جميل قبل وقت طويل من رعايتها لحملة الإرهاب الإسرائيلية في غزة، ومؤخرًا في الضفة الغربية. كان آرثر ميلر في حالة حداد بحلول أواسط السبعينيات، دعونا لا ننسى. ‏ ‏أقرب إلى عصرنا، نشر كريس هيدجز كتابًا لنفس هذا الغرض منذ سنوات ليست كثيرة. في "‏‏إمبراطورية الوهم‏‏" (كتُب ذا نيشن، 2009)، لا ينظر هيدجز إلى الوراء بل ينظر من نافذته -ليجد في العالم كما جعلناه ثقافة منهارة أخلاقيًا حيث يتم الخلط باستمرار بين الواقع والمسرحية، وخداع الذات، والوهم.‏ إنني أعرض على القراء هذا، سلة التفاح والبرتقال الخاصة بي. لا أعرف بأي طريقة أخرى يمكن أن ألتقط في بضع كلمات حالة السقوط الحر المذهلة التي نجد أنفسنا فيها.‏ ‏على مدار الأسبوع الماضي أو نحو ذلك، عرضَت ثلاثة من البرامج التي نشاهدها بشكل منتظم ضيوفًا، والذين -لدهشتي الكبيرة- توصلوا إلى الاستنتاجات نفسها حول وسائل الاستجابة المتاحة للأشخاص الذين ما يزالون يهتمّون في ظروفنا المنكوبة. ‏ ‏تحدث جون ميرشايمر، أستاذ الشؤون الخارجية بجامعة شيكاغو؛ وشاس فريمان، السفير الفخري المحترم، في مقاطع متتالية من برنامج أندرو نابوليتانو "حرية الحُكم". وأجرى كريس هيدجز مقابلة مع كاثرين فرانك، التي أُجبرت مؤخرًا على ترك منصبها كأستاذة في كلية الحقوق بجامعة كولومبيا بسبب دفاعها عن أولئك الذين تظاهروا من أجل القضية الفلسطينية. ‏ أغسطس يجسد كل شيء. وكم هو مثير للتأمل أن الثلاثة طرحوا السؤال نفسه. لدينا إدارة لا تستجيب علنًا لمواطنيها، وغير مبالية بحقوقهم الدستورية، وتسيء استخدام القانون. يبدو أن النظام القضائي في طريقه إلى الفشل: ماذا برأيكم يجب أن يفعل الناس؟‏ ‏اعتقدت أن السؤال وحده كان انعكاسًا مثيرًا للاهتمام لمأزقنا المشترك. وأعجبني رد السفير فريمان أكثر ما يكون بسبب فكرته الهادئة والواقعية، التي أعاد بها صياغة استجابات الآخرين فعيًا، على أي حال. ‏ "حسنًا، قال فريمان: "هناك الشارع".‏ *‏باتريك لورانس Patrick Lawrence: صحفي عمل في الخارج لسنوات عديدة، بشكل رئيسي ‏‏لصحيفة "إنترناشيونال هيرالد تريبيون‏"‏‏، وهو كاتب عمود وكاتب مقالات ومحاضر ومؤلف، كان آخر كتبه "الصحفيون وظلالهم" Journalists and Their Shadows (مطبعة كلاريتي). ومن كتبه الأخرى "لم يعد هناك وقت: الأميركيون بعد القرن الأميركي" Time No Longer: Americans After the American Century. *نشر هذا المقال تحت عنوان: American Freefall

الرهائن الإسرائيليون ووقف إطلاق النار‏
الرهائن الإسرائيليون ووقف إطلاق النار‏

الغد

time١٠-٠٣-٢٠٢٥

  • سياسة
  • الغد

الرهائن الإسرائيليون ووقف إطلاق النار‏

ترجمة: علاء الدين أبو زينة ‏جوناثان كوك* - (كونسورتيوم نيوز) 7/3/2025 ثمة سبب ملح لإبقاء انتباهنا مركزًا على دور "توجيه هانيبال". إنه على صلة وثيقة بما يحدث في الوقت الراهن.‏ اضافة اعلان * * * أولئك منا الذين يلحون في الحديث عن استخدام إسرائيل لما يسمى بـ"توجيه هانيبال" في 7 تشرين الأول (أكتوبر) 2023 -الذي قتلَت فيه إسرائيل مواطنيها للحيلولة دون وقوعهم أسرى في يد حماس- يتعرضون للهجوم وتشويه السمعة على أساس أنهم يبررون جرائم "حماس" في ذلك اليوم. ‏ ‏ليس هذا هو السبب في أننا نلفت الانتباه إلى هذه القضية.‏ إننا نفعل هذا، ‏في جزء منه، لأن بعض الصور الأكثر رعبًا من 7 تشرين الأول (أكتوبر) للجثث المتفحمة والسيارات والمنازل المحطمة في إسرائيل -التي تم تقديمها كدليل على همجية خاصة يُفترض أنها نمطية في سلوك الفلسطينيين- كانت في الحقيقة ناجمة -بشكل شبه مؤكد- عن استحضار إسرائيل لتوجيهها القائم على فكرة الأرض المحروقة في ذلك اليوم.‏ وقد أصبحت هذه الصور مركزية في الحملة الدعائية التي أطلقتها إسرائيل والمدافعون عنها لتبرير المجزرة الجماعية التي نفذتها في حق أطفال غزة على مدى الأشهر السبعة عشر اللاحقة.‏ ‏لكنّ هناك أيضًا سببًا أكثر ضغطًا وإلحاحًا لإبقاء اهتمامنا مركزًا على دور "توجيه هانيبال"، وهو يتصل بما يحدث الآن. ‏ ‏[أصدر الرئيس دونالد ترامب تهديدات عسكرية لغزة بشأن العواقب التي ستترتب على عدم تسليم الرهائن الإسرائيليين، والتي تقول "حماس" إنه إذا تم تنفيذها، فإنها ‏‏ستقوض شروط وقف إطلاق النار]‏‏. ‏ ما ‏‏تزال‏‏ إسرائيل والولايات المتحدة تطبقان "توجيه هانيبال" -ضد الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة. ‏ ‏كان الهدف من التوجيه دائمًا هو منع العدو من استخدام الرهائن الإسرائيليين كوسيلة ضغط لإجبار إسرائيل على القدوم إلى طاولة المفاوضات -في المقام الأول للضغط عليها لتسليم أي من آلاف الرهائن الفلسطينيين الذين تحتجزهم في معسكرات ‏‏التعذيب في سجونها‏‏، الذين لم يتم توجيه أي اتهامات إلى العديد منهم أو محاكمتهم.‏ تخبرنا إسرائيل والولايات المتحدة بأنه يجب عليها استهداف غزة بقصف سجّادي -في ما يرقى إلى ما "من المعقول اعتباره إبادة جماعية"، وفقًا لأعلى محكمة في العالم- من أجل إجبار "حماس" على إعادة الأسرى الإسرائيليين. لكنّ الواقع هو أن إسرائيل والولايات المتحدة تقومان بقتل هؤلاء الأسرى أنفسهم بتهور بأفعالهما.‏ ‏لماذا تفعلان؟ حتى لا يتعين عليهما التفاوض على وقف لإطلاق النار. حتى تتمكنا من الاستمرار في الإبادة الجماعية من دون الضغط الذي ينطوي عليه التعامل مع مصير الإسرائيليين المحتجزين في غزة.‏ كان هذا بالضبط النهج المتهور نفسه الذي اتُّبع في 7 تشرين الأول (أكتوبر)، عندما أظهرت إسرائيل أنها غير مبالية بما إذا كان الإسرائيليون سيعيشون أو يموتون طالما أنه لا يتم أسرهم.‏ ‏لهذا السبب -كما حدث في إحدى الحالات التي نعرفها- أطلق الجيش الإسرائيلي ‏‏النار‏‏ على منزل في كيبوتس بئيري، مع علمه بأن هناك عشرات الإسرائيليين أو أكثر في الداخل، بمن فيهم أطفال. ‏ كان الجيش غير مبال على الإطلاق بما إذا كان هؤلاء الإسرائيليون سيُقتلون نتيجة لذلك. وقد فعلوا جميعًا باستثناء اثنين. وكان هذان الشاهدان هما السبب الرئيسي الذي يجعلنا نعرف ما حدث هناك حقًا.‏ ‏لهذا السبب، أطلقَت مروحيات الأباتشي الإسرائيلية النار بلا تردد على مئات السيارات التي فرت من مهرجان نوفا الموسيقي، غير مبالية بما إذا كانت السيارات تحمل مقاتلين من "حماس" أو مواطنين إسرائيليين.‏ ويعترف، حتى وزير الدفاع السابق، يوآف غالانت، ‏‏بأنه تم تفعيل‏ التوجيه في ذلك اليوم.‏ ولن نعرف أبدًا عدد الإسرائيليين الذين قتلوا -في ما يرجع جزئيًا إلى أن إسرائيل لن تخبرنا عن ذلك أبدًا. حتى أنها دفنت العديد من السيارات المدمرة لتحول دون إجراء تحقيق جنائي.‏ ‏لكن ما نعرفه على وجه اليقين هو أن الجيش الإسرائيلي قتل الكثير من الإسرائيليين في 7 تشرين الأول (أكتوبر).‏ مع ذلك، رفضت وسائل الإعلام الغربية، بإصرار، النشر عن "توجيه هانيبال"، على الرغم من أن الحديث عنه منتشر في كل أنحاء وسائل الإعلام الإسرائيلية. وهذا بالتأكيد أكثر من مجرد فشل لوسائل الإعلام الغربية؛ إنه جريمة في حق الصحافة -إن لم يكن تواطؤًا في الإبادة الجماعية نفسها.‏ ‏تحتاج الجماهير الغربية إلى معرفة أنه تم استحضار "توجيه هانيبال" لسبب بسيط للغاية: لأنه معلومة حاسمة لتقييم مصداقية ادعاءات إسرائيل والولايات المتحدة بأنهما تحاولان إعادة الأسرى الإسرائيليين أحياء، ولتقييم دوافع إسرائيل للعودة إلى استئناف الإبادة الجماعية في غزة.‏ ‏لاحظوا كيف أن ترامب، في تغريدته الأخيرة المشوشة، يتهم حماس بـ"قتل" الإسرائيليين المحتجزين في غزة. وهذا تضليل صرف مستلهَم من إسرائيل.‏ من الواضح أن معظم الأسرى القتلى، إن لم يكن جميعهم، لم يُقتلوا على يد خاطفيهم من "حماس"، وإنما نتيجة للقصف الإسرائيلي الهائل والمتهور الذي استمر على مدى 15 شهرًا لمنطقة غزة الصغيرة. ‏‏هذا القصف نفسه، الذي يعادل في حجمه وتدميره ‏‏ستة من القنبلة النووية التي ألقيت على هيروشيما‏‏، دمر غزة وقتل عشرات الآلاف -وربما مئات الآلاف- من الفلسطينيين.‏ ‏لماذا يبدو ترامب حريصًا جدًا على تضليلنا؟‏ ‏لأنه يريد أن يكسب دعمنا لاستمرار إسرائيل في ذبحها لشعب غزة، وتبرير ‏‏قراره بتزويد‏‏ها بالأسلحة اللازمة لمواصلة تلك الإبادة الجماعية، كما فعل سلفه.‏ ‏بعد كل شيء، يعلن ترامب نيته الإبادية الخاصة صراحة في مخاطبته "سكان غزة" وإخبارهم بأنهم سيكونون جميعًا "موتى" إذا لم يتم تسليم الأسرى الإسرائيليين. ومع ذلك، ليست لدى "سكان غزة" أي سيطرة على إطلاق سراح الأسرى.‏ لاحظوا أيضًا أن ترامب يصف "حماس" بأنها "مريضة ومنحرفة" لاحتفاظها بجثث الأسرى الإسرائيليين القتلى، على الرغم من أن إسرائيل هي التي تنتهك اتفاق وقف إطلاق النار الذي يفترض أن يشهد إعادة تلك الجثث.‏ ‏وقد أصبح هذا مبررًا إضافيًا تستخدمه إسرائيل والولايات المتحدة لقتل "سكان غزة". لكن "حماس" تعلمت قيمة استخدام الجثث كورقة مساومة، مباشرة من إسرائيل.‏ ‏لسنوات، كانت الحكومة الإسرائيلية ترفض إعادة جثث الفلسطينيين الذين قتلتهم ‏‏إلى عائلاتهم‏‏، بما في ذلك الذين قتلتهم أثناء وجودهم في معسكرات التعذيب. ويسبق هذا الانتهاك للقانون الدولي ‏‏أحداث 7 تشرين الأول (أكتوبر) بوقت طويل. وقد ‏‏صادقت‏‏ المحاكم الإسرائيلية مرارًا وتكرارًا على هذه السياسة، وقبلت وجهة نظر الحكومة القائلة بأنه يجب اعتبار الجثث "ورقة مساومة". ‏‏وقدمت دعمها‏‏ لهذه السياسة مرة أخرى في كانون الثاني (يناير).‏ وهكذا، إذا كانت حماس "مريضة ومنحرفة"، فذلك فقط لأن إسرائيل أكثر مرضًا وانحرافًا. وإذا كان ترامب يعتقد أن شعب غزة يستحق الإبادة الجماعية بسبب قرارات قادته "المريضة والمنحرفة"، أفلا يجب أن يكون متساوقًا مع نفسه ويجادل بأن شعب إسرائيل يستحق مصيرًا مماثلاً بسبب قرارات قادته "المريضة والمنحرفة"؟‏ ‏لقد ساعدت حملة من الأكاذيب والتضليل على تمزيق القانون الدولي على مدار العام ونصف العام الماضيين. وكانت إحدى أكبر الأكاذيب هي التظاهر بأن إسرائيل، بذبحها أطفال غزة، كانت تتصرف لصالح الإسرائيليين المحتجَزين في الجيب الساحلي.‏ ‏*جوناثان كوك Jonathan Cook: صحفي بريطاني حائز على جوائز. كان مقيمًا في الناصرة لمدة 20 عاما. عاد إلى المملكة المتحدة في العام 2021، وهو مؤلف لثلاثة كتب عن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني: "الدم والدين: كشف القناع عن الدولة اليهودية" Blood and Religion: The Unmasking of the Jewish State (2006)؛ "إسرائيل وصراع الحضارات: العراق وإيران وخطة إعادة تشكيل الشرق الأوسط" Israel and the Clash of Civilisations: Iraq, Iran and the Plan to Remake the Middle East (2008)؛ "فلسطين المتلاشية: تجارب إسرائيل في اليأس البشري" Disappearing Palestine: Israel's Experiments in Human Despair (2008). *نشر هذا المقال تحت عنوان: Israeli Hostages & the Ceasefire

المسؤولون الأميركيون يحاولون التراجع عن مناورة ترامب غير القانونية في غزة‏
المسؤولون الأميركيون يحاولون التراجع عن مناورة ترامب غير القانونية في غزة‏

الغد

time١١-٠٢-٢٠٢٥

  • سياسة
  • الغد

المسؤولون الأميركيون يحاولون التراجع عن مناورة ترامب غير القانونية في غزة‏

ترجمة: علاء الدين أبو زينة جو لوريا‏* - (كونسورتيوم نيوز) 2025/2/5 ‏أدى الاحتجاج الدولي والمحلي واسع النطاق على خطة دونالد ترامب لاستيلاء الولايات المتحدة على غزة وتطهيرها من الفلسطينيين إلى قول مسؤولين أميركيين إن ترامب لم يقصد الأمور بالطريقة التي بدت عليها. ‏ * * * بعد ‏‏يوم من‏‏ كل الجحيم الذي انفجر وأفلت من عقاله كرد فعل على خطة الرئيس دونالد ترامب لإخراج 1.8 مليون فلسطيني من غزة، التي قال إن الولايات المتحدة ستعيد بناءها وتجعلها منطقة أميركية، بدأ مسؤولو الإدارة في التراجع ومحاولة التملص من الموقف الذي عبرت عنه الصفقة، بينما اتضح أن ترامب نفسه هو الوحيد الذي كان يعلم أنه سيعلن الخطة. ‏في رده على سؤال وُجه إليه في غواتيمالا عن نية ترامب نقل السكان الفلسطينيين من قطاع غزة، ‏‏قال‏‏ وزير الخارجية، ماركو روبيو، يوم الأربعاء الماضي، إنه سيُسمح للفلسطينيين "بالعودة" إلى القطاع بعد إعماره. ولم يكن هذا ما قاله ترامب في اليوم السابق.‏ اضافة اعلان وفي البيت الأبيض، حاولت السكرتيرة الصحفية، كارولين ليفيت، التراجع عن القصة من خلال إضعاف احتمال وجود قوات أميركية في غزة، وكذلك مراجعة ما قاله ترامب عن النزوح الدائم. ‏وقالت ليفيت للصحفيين: "لم يلتزم الرئيس بإرسال جنود ونشرهم على الأرض في غزة. كما قال أيضًا إن الولايات المتحدة لن تدفع كلفة إعادة إعمار غزة. سوف تعمل إدارته مع شركائنا في المنطقة لإعادة إعمار هذه المنطقة". وعرضت ليفيت صورًا في غرفة الإحاطة للدمار الكبير في غزة، كما لو أن أحدًا على وسائل التواصل الاجتماعي لم ير صورًا أسوأ بكثير لغزة خلال الأشهر الخمسة عشر الماضية. ‏وبطبيعة الحال، يجري تقديم هذا الدمار، كما تشير الكاتبة كيتلين ‏‏جونستون،‏‏ كما لو أنه كان نتيجة كارثة طبيعية وليس نتيجة هجمات الإبادة الجماعية المجنونة التي شنتها دولة إسرائيل بدعم كامل من الولايات المتحدة. كما ترون، يحاول ترامب فقط تقديم الإغاثة التي تُقدم عادة في حالات الكوارث. ‏في الحقيقة، يتحدث ترامب عن الدمار في القطاع كما لو أنه جاء نتيجة 15 شهرًا من الحرب بين جيشين متساويين في التسليح عندما لا تملك حماس قوة جوية مزودة بقنابل تزن الواحدة منها 2.000 رطل أو دبابات للتسبب في هذا النوع من الدمار. للتأكيد على أنها تتراجع وتحاول التملص من مضمون خطة ترامب، قالت ليفيت: "اسمحوا لي أن أتراجع خطوة إلى الوراء هنا. هذه فكرة من خارج الصندوق، هذا هو من يكونه الرئيس ترامب، ... وهدفه هو إحلال السلام الدائم في الشرق الأوسط. وهذا لا يعني وجود جنود على الأرض في غزة... ولا يعني أن دافعي الضرائب الأميركيين سيدفعون تكلفة هذا، بل يعني أن دونالد ترامب، وهو أفضل صانع صفقات على هذا الكوكب، سيعقد صفقة مع شركائنا". ‏وردًا على سؤال عما إذا كانت تستبعد الآن وجود قوات أميركية على الأرض بينما لم يستبعد ترامب ذلك، قالت ليفيت: "إنه غير ملتزم بهذا بعد". وكان ترامب قد قال إن الولايات المتحدة ستزيل الذخائر غير المنفجرة من غزة، وهو في العادة عمل يقوم به الجيش.‏ وقالت ليفيت أيضًا إن الخطة تدعو إلى إيواء الفلسطينيين "مؤقتًا" فقط في بلدان أخرى، بينما قال ترامب بوضوح يوم الثلاثاء إن إقامتهم هناك ستكون دائمة. ‏قال ترامب: "إذا تمكنا من الحصول على منطقة جميلة لإعادة توطين الناس بشكل دائم، مع منازل جميلة وحيث يمكنهم أن يكونوا سعداء ولا يتم إطلاق النار عليهم؛ حيث لا يُقتلون، ولا يتم ذبحهم حتى الموت... أعتقد أنهم سيكونون سعداء. إنني أرى وضعًا تكون فيه مُلكية (أميركية) طويلة الأجل" للقطاع. كما حاول ‏‏س‏‏تيف ويتكوف، المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط، تهدئة القصة هو أيضًا، حيث أخبر أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين في مأدبة غداء خاصة يوم الأربعاء بالنقاط نفسها التي تحدثت عنها ليفيت، وهي أن ترامب "لا يريد نشر أي قوات أميركية على الأرض، ولا يريد إنفاق أي دولارات أميركية على الإطلاق" على غزة، كما نقلت ‏‏صحيفة "نيويورك تايمز" ‏‏عن السيناتور جوش هاولي من ولاية ميسوري، الذي تحدث عن تصريحات وتيكوف.‏ ‏ووفقًا لصحيفة "الواشنطن بوست"، قال هاولي: "وهو أمر جيد. ربما، أقول ربما أكون قد أسأت فهم الرئيس الليلة الماضية".‏ ‏ورفض ترامب في وقت لاحق يوم الأربعاء الإجابة عن أسئلة الصحفيين بشأن غزة. ‏لم يكن أحد يعرف سوى ترامب‏ وفقًا ‏‏لصحيفة "نيويورك تايمز"‏‏، لم يكن أحد في إدارة ترامب -باستثناء ترامب نفسه- يعرف أنه سيعلن الخطة. ‏وقالت الصحيفة إنها مناقشات جرت حو المسألة، ولكن لم يكن هناك تخطيط رسمي.‏‏ ولم يخبر ترامب رئيس الوزراء الإسرائيلي المبتهج، بنيامين نتنياهو، عن الخطة إلا قبل لحظات فقط من ظهورهما معًا في المؤتمر الصحفي في البيت الأبيض يوم الثلاثاء.‏ ‏وقالت صحيفة "‏‏التايمز"‏‏:‏ "داخل الحكومة الأميركية، لم تكن هناك اجتماعات مع وزارة الخارجية أو البنتاغون كما يحدث عادة مع أي اقتراح جاد للسياسة الخارجية، ناهيك عن اقتراح بهذا الحجم. لم تكن هناك فرق عمل. ولم تصدر وزارة الدفاع أي تقديرات لأعداد القوات المطلوبة، ولا للتكلفة، ولا حتى أي خطوط عريضة للكيفية التي قد يعمل بها ذلك". وحسب الصحيفة، "لم يكن هناك ما هو أبعد من مجرد فكرة داخل رأس الرئيس".‏ ‏وأضافت الصحيفة: "ولكن في الأحاديث الخاصة، كان السيد ترامب يتحدث عن ملكية الولايات المتحدة للجيب الساحلي منذ أسابيع".‏ ‏رفض سريع‏ ‏لم تتأخر الإدانة التي جاءت سريعًا من جميع أركان العالم. عند الساعة 4 من صباح يوم الأربعاء في الرياض، أصدرت وزارة الخارجية السعودية بيانًا رفضت فيه اقتراح ترامب. وكما هو معروف، يعتمد ترامب على السعوديين للاعتراف بإسرائيل.‏ لكن البيان السعودي شدد على أن "المملكة العربية السعودية لن تتوقف عن عملها الدؤوب في سبيل قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وأن المملكة لن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل دون ذلك". ‏وكرر البيان التأكيد على ما سبق وأعلنته المملكة من "رفضها القاطع المساس بحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، سواء من خلال سياسات الاستيطان الإسرائيلي، أو ضم الأراضي الفلسطينية، أو السعي لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه". وقال البيان إن ‏‏"على المجتمع الدولي اليوم واجب التخفيف من حدة الأزمة الإنسانية العميقة التي يعاني منها الشعب الفلسطيني. وسيستمر هذا الشعب في التشبث بأرضه ولن يتزعزع تصميمه". وفقًا للبيان، تؤكد السعودية أن "هذا الموقف الثابت ليس محل تفاوض أو مزايدات، وأن السلام الدائم والعادل لا يمكن تحقيقه دون حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة وفقًا لقرارات الشرعية الدولية، وهذا ما سبق إيضاحه للإدارة الأميركية السابقة والإدارة الحالية". وفي نيويورك، ‏‏حذر ‏‏الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، علنًا من "أي شكل من أشكال التطهير العرقي". ‏وقالت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، التي سبق وأن اتخذت مواقف عدوانية بشأن قضايا أخرى، مثل روسيا، والمدافعة القوية عن إسرائيل، في ‏‏بيان‏‏ إن "طرد السكان المدنيين الفلسطينيين من غزة لن يكون غير مقبول ومخالف للقانون الدولي فحسب. بل سيؤدي أيضًا إلى معاناة جديدة وكراهية جديدة". ‏ لم يكن ترامب قد ترك أي مجال للشك يوم الثلاثاء في أن هذا سيكون الترحيل القسري الدائم لأكثر من 1.8 مليون شخص، في انتهاك واضح للقانون الإنساني الدولي. ‏وحسب المادة 49 من اتفاقية جنيف الرابعة، فإن الاتفاقية "‏‏تحظر النقل القسري للأشخاص المحميين خارج الأراضي المحتلة أو إليها"، ويعتبر القانون الدولي العرفي النقل القسري للسكان غير قانوني. ‏وكتبت صحيفة ‏‏"نيويورك تايمز"‏‏: ‏‏"كان ‏‏حظر‏‏ الترحيل القسري للمدنيين جزءًا من قانون الحرب منذ أن أصدرت قوات الاتحاد 'قانون ليبر'، الذي تضمن مجموعة من القواعد المتعلقة بالسلوك أثناء الأعمال العدائية، خلال الحرب الأهلية الأميركية. وهو محظور أيضًا بموجب أحكام متعددة من 'اتفاقيات جنيف'، وقد عرَّفته 'محكمة نورمبرغ' بعد الحرب العالمية الثانية بأنه جريمة حرب".‏ ‏رد الفعل المحلي‏ ‏في الولايات المتحدة، أعرب العديد من المشرعين، بمن فيهم بعض الجمهوريين، عن قلقهم بشأن الخطة. وغرد السيناتور ليندسي غراهام، الجمهوري الصقوري المؤيد لإسرائيل: "أخشى أن يؤدي نشر القوات الأميركية على الأرض الآن في خضم شرق أوسط مستعر إلى النتائج نفسها التي أسفر عنها مثل ذلك في العام 1983". في ذلك العام، قتل هجوم انتحاري 241 من جنود مشاة البحرية الأميركية في ثكناتهم في بيروت.‏ ‏وقال‏‏ النائب إريك سوالويل من ولاية كاليفورنيا في تغريدة على منصة "إكس": "ما الذي ننتظره؟ هل ستقوم الولايات المتحدة باحتلال غزة؟ لقد وُعدنا بأن لا تكون هناك المزيد من الحروب التي لا نهاية لها".‏ ‏وقال‏‏ السناتور كريس مورفي من ولاية كونيتيكت على منصة "إكس" متحدثًا عن ترامب: "لقد فقد صوابه تمامًا. سوف يؤدي غزو أميركي لغزة إلى ذبح الآلاف من القوات الأميركية وعقود من الحرب في الشرق الأوسط. هذه نكتة سيئة ومريضة".‏ ‏وقالت‏‏ النائبة رشيدة طليب (ديمقراطية من ميشيغان)، وهي أميركية فلسطينية، في تغريدة على منصة "إكس": "‏‏الفلسطينيون لن يذهبوا إلى أي مكان. لا يمكن لهذا الرئيس سوى أن يطلق هذا الهراء المتعصب بسبب دعم الحزبين في الكونغرس لتمويل الإبادة الجماعية والتطهير العرقي. لقد حان الوقت ليتحدث زملائي الذين يؤيدون حل الدولتين".‏ ‏وذهب النائب الديمقراطي، آل غرين، من تكساس أبعد من ذلك، فقال‏‏ إنه ‏‏سيقدم‏‏ قضية لعزل ترامب.‏ ‏وقال غرين، وفقًا لصحيفة "ذا هيل": "التطهير العرقي ليس مزحة، خاصة عندما يصدر عن رئيس الولايات المتحدة، أقوى شخص في العالم، عندما تكون لديه القدرة على إتقان ما يقوله، التطهير العرقي في غزة ليس مزحة، وعلى رئيس وزراء إسرائيل أن يخجل وهو الذي يعرف تاريخ شعبه". *جو لوريا Joe Lauria: رئيس تحرير موقع "كونسورتيوم نيوز"، ومراسل سابق من الأمم المتحدة لصحيفتي "ذا وول ستريت جورنال" و"ذا بوستون غلوب"‏‏ ‏‏وصحف أخرى، منها "‏‏مونتريال غازيت" و"لندن‏‏ ديلي ميل" و"جوهانسبرغ ستار". كان مراسلاً صحفيًا استقصائيًا لصحيفة "‏‏صنداي تايمز ‏‏أوف لندن"، ومراسلاً ماليًا ‏‏لـ"بلومبرغ نيوز". بدأ عمله المهني كمراسل صحفي لصحية "نيويورك تايمز" بعمر 19 عامًا. ‏‏وهو مؤلف لكتابين، "‏‏أوديسة سياسية"‏‏ A Political Odyssey، مع السناتور مايك غرافيل، مع مقدمة بقلم دانيال إلسبيرغ؛ و"‏‏كيف خسرتُ- هيلاري كلينتون" How I Lost By Hillary Clinton‏‏، مع مقدمة بقلم جوليان أسانج. *نشر هذا المقال تحت عنوان: US Officials Backtrack on Trump's Illegal Gaza Gambit اقرأ المزيد في ‏اقتراح ترامب بشأن "امتلاك" غزة لن ينجح - لهذه الأسباب

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store