logo
#

أحدث الأخبار مع #كيركغارد

"عاشق وجودي"... سيرة الفيلسوف كيركغارد في ثوب روائي
"عاشق وجودي"... سيرة الفيلسوف كيركغارد في ثوب روائي

النهار

time٢٨-٠٥-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • النهار

"عاشق وجودي"... سيرة الفيلسوف كيركغارد في ثوب روائي

من مفردتين دالّتين يتألف عنوان رواية الكاتب الدنماركي ستي دال – أيه "عاشق وجودي"، التي تتناول سيرة حياة الفيلسوف الدنماركي سورين كيركغارد (كيركغور)، تاريخيّاً وتخييليّاً في آن. لقد أريد للعنوان، الذي اختير بعناية، أن يكون بشقّيه غوصاً في تفاصيل "العشق" و"الوجودية" على وجه الخصوص، باعتبارهما أهمّ مفتاحين وموضوعين ومادّتين في تجربة كيركغارد الخصبة المتشابكة. في الرواية الضخمة التي ترجمها إلى العربية الشاعر والمترجم العراقي الدنماركي سليم العبدلي، وصدرت عن دار "خطوط وظلال" الأردنية في أربعمئة وخمس صفحات، يعيد ستي دال – أيه رسم ملامح كيركغارد (1813-1855) من منظور إنساني في الأساس، كبطل للدراما السردية التي يشكّلها المؤلف وينسج خيوطها. ومن خلال تخليق الأحداث وتصاعدها، وتفاعل كيركغارد مع بقية الشخوص، وعلى رأسهم والده الذي أثر فيه كثيراً في طفولته وصباه، وخطيبته ريجين أولسن (1822-1904) التي أحبّها بجنون ورفض الزواج بها، تتكشّف الطبقات العميقة في شخصية كيركغارد، والجوانب الباطنية والوجدانية والشعورية والنفسية لديه. كذلك تتجلى في الوقت نفسه، على امتداد مواقف الرواية ومشاهدها، آراء كيركغارد وأفكاره كفيلسوف وشاعر ولاهوتيّ وناقد اجتماعي ومؤلف دينيّ متعمّق. وهو الذي يُعزى إليه في كتاباته وأطروحاته الجريئة انتقاد الكنيسة البعيدة عن حقيقة المسيحية، وتأسيس بذرة مدرسة "الوجودية المؤمنة"، التي تطوّرت لاحقاً في القرن العشرين على أيدي سارتر وكامو وياسبرز وبارث وآخرين إلى الفلسفة الوجودية الواقعيّة. لغز الحياة والموت على رغم ارتداد رواية "عاشق وجودي" إلى السنوات الأولى المأسوية من حياة كيركغارد، في صغره، واسترجاعها قصة عشقه وخطوبته وانفصاله عن خطيبته في شبابه، فإن أحداثها تبدأ عام 1855، قبيل وفاة كيركغارد بأشهر قليلة. وقد شعر كيركغارد حينها بأعراض الشيخوخة المبكرة، وعمره لا يتجاوز الاثنين والأربعين عاماً. ومن ثم، دفعته آلامه الجسدية، وقلقه الروحي أيضاً، إلى الذهاب إلى المستشفى ليجري بعض الفحوص. وظل هناك طريح عذاباته في الفراش، بعد عجز الأطباء عن فهمه وعن شفائه، ليموت في النهاية وحيداً، وهو الذي قضى رحلة عمره طامحاً إلى التوصل إلى حل "لغز الحياة". لقد بدا كيركغارد حال ذهابه إلى المستشفى وكأنه مريض بالاستسلام وليس مصاباً بداء عضوي واضح، إذ يقول للطبيب المعالج "عملي الروحي هو عمل مجهد للغاية، أشدّ من أن تتحمله بنية جسدي النحيلة هذه. مرضي مميت، وموتي ضروري من أجل الرسالة التي استنزفت معظم قواي الروحية، ولم يكن لأحد سواي أن يحملها، فقد خُلقتُ وعشت حياتي من أجلها، ولكن الأمر يتطلّب ذهناً حادّاً، لم تعد لي طاقة له". بدوره، يردّ الطبيب المندهش من حالة لم ير مثلها من قبل، وهو يلوّح بريشته في الهواء مستغرباً "لا يوجد إنسان في العالم يرغب في الموت. هل تريد أن تموت، أهكذا عليّ أن أفهم كلامك؟!". ألاعيب الزمن من تداعيات هذه الحالة الانهزامية في أيام كيركغارد الأخيرة، يتنقل المؤلف أو الراوي العليم عبر تقنية الفلاش باك ولعبة الارتدادات والتداخلات الزمنية بين سائر اللحظات والأوقات المؤثرة التي عاشها كيركغارد في حياته التي لم تمتدّ طويلاً، ولكنها كانت حافلة ومشحونة بالأحداث. وهكذا، تستعيد الرواية علاقة كيركغارد الشائكة بوالده، إذ كان أبوه يعامله بندية وكأنه فرد كبير، رغم أن كيركغارد كان أصغر إخوته السبعة (أربعة ذكور، وثلاث إناث). وقد توفي خمسة من إخوة كيركغارد قبل أن يتجاوز العشرين، كما رحلت أمه. ولطالما حدّث والد كيركغارد ابنه عن سبب موت أفراد عائلته من وجهة نظره، إذ كان الأب يؤمن بأن هذا الفقدان المتكرّر يرجع إلى غضب الرّب الشديد عليه، عقاباً له على الخطايا الكبرى التي اقترفها في شبابه. وظلت هذه الفكرة (خطيئة الأب ولعنة الإله) تسيطر على كيركغارد طوال حياته، وتوجّه سلوكه ومعتقداته. كذلك تترصد الرواية بأناة تفاصيل قصة العشق التي جمعت كيركغارد وخطيبته ريجين أولسن، وهي القصة التي لم تكتمل بالزواج، وذلك لأكثر من سبب. فمن ناحية، انتصر كيركغارد لفلسفته التي ترى أن على الرجل أن يتغلّب دائماً على اشتهائه المرأة التي يحبّها، فلا تكون هذه الشهوة دافعاً أبداً إلى الزواج. ومن جهة أخرى، فإن كيركغارد وجد أن السوداوية التي تملأ حياته وتطغى على فلسفته تجعله غير مناسب للزواج، كما أن الفيلسوف المعارض أراد أن يتمرّد على منظومة تعاليم القرن التاسع عشر بأكملها ليؤكّد حريته واستقلاله وذاتيته. ولقد كانت المنظومة التي تصدى لها بأفكاره الثورية تنحاز إلى الجماعة على حساب الفرد، وتقدّس الزواج كفكرة وممارسة. إرث ثريّ وإذا كان الإرث الثريّ الذي خلّفه كيركغارد، في الفلسفة والأدب والنقد الاجتماعي والديني، يمكن التعاطي معه من خلال مجموعة مؤلفاته المعروفة، ومذكّراته، وكل آثاره التي لقيت اهتماماً عالميّاً واسعاً بعد وفاته، فإن هذا النتاج كلّه يصير أقرب إلى المتلقّي وأبسط وأيسر في استقباله وفهمه والتجادل الإيجابي معه، حال وروده في السياق الإبداعي لرواية "عاشق وجودي". وهذا السياق الإبداعي الشيّق لم يعكر صفوه واسترساله وتدفقه السلس غير الأخطاء اللغوية والتركيبية غير الهينة التي تسم ترجمة العمل إلى العربية، من أوله إلى آخره، من دون إجراء مراجعة تخصصية على ما يبدو. مع ذلك، تتناثر برشاقة على امتداد صفحات الرواية جملة آراء كيركغارد ومعتقداته وأفكاره وأحكامه الأخلاقية والإيمانية والجمالية في سائر المجالات، وهي التي يصفها المترجم بأنها "تشكل حجر أساس للمعرفة الحديثة". وتتجسد هذه الالتماعات من خلال أحاديث كيركغارد المونولوجية المطولة مع ذاته، واسترجاعه ذكرياته، وحواراته الكثيرة مع الآخرين، إضافة إلى أحلامه وتخيلاته وصراعاته الداخلية وهواجسه بشأن المرض والقلق والخوف والموت وغير ذلك. تذوب أفكار كيركغارد، صاحب "إما/أو" و"يوميات غاوي النساء"، و"الخوف والرهاب"، و"مفهوم القلق"، و"مراحل على درب الحياة"، و"المرض نحو الموت"، و"المدرسة المسيحية"، و"فحص ضمير العصر"، في الفضاء الروائي الذي يستعيده حيّاً من لحم ودم، لا ليقول كلماته فحسب، وإنما ليطل على قرّاء العصر الحالي بوجهه الفادح الصادم الذي يعيد النظر في كلّ شؤون الحياة وأمور الوجود. تُبرز الرواية، على سبيل المثال، من محطات كيركغارد المثيرة، كيف أنه نازل بقلمه الفلاسفة السابقين عليه، مخالفاً إياهم بجسارة، وفي طليعتهم الفيلسوف الألماني البارز هيغل، وأيضاً كارل ماركس، وإنغلز، وغيرهم. وكان دافعه الإيماني المحرك له دائماً في انتقاداته الآخرين من أشخاص ومؤسسات، حتى الكنيسة ذاتها وقساوستها وعمّالها "الكسالى" ممن استنكر مبادئهم وأداءهم بقوة. وتتضح من خلال الرواية أيضاً طبيعة مبدأ الوجود لدى كيركغارد في سياق رؤيته الإيمانية التي تأثر فيها بأسلوب سقراط ومفارقاته، وبعلم النفس. وقد أهّلته هذه الذخيرة الواعية لطرح تساؤلات جادة حول ماهية الإنسان وسبب وجوده في الحياة، الأمر الذي جعله في مصاف كبار المفكرين الطليعيين السابقين لعصرهم.

سيوران.. نموذج غير مفيد
سيوران.. نموذج غير مفيد

الاتحاد

time٢٦-٠٥-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • الاتحاد

سيوران.. نموذج غير مفيد

سيوران.. نموذج غير مفيد تعبّر الفلسفات باستمرار عن زمانيتها، فكل نظريةٍ تحمل معها لحظة انبجاس، منذ الإغريق وحتى اليوم. ونلاحظ أن الفلسفات تزداد مأساويةٍ مع تفاقم العثرات، ومشاهد النهايات. لن نتحدث عن معارك إسبرطة وأثينا، وإنما عن انبعاث الفلسفات الحزينة التي لقيت رواجاً لدى العالم في الثلث الأول من القرن العشرين، ومن ثمّ تلقّفها بعض المثقفين العرب بعد الهزيمة في 1967، حيث راجت الفلسفات الوجودية، والأحزان، والمشاعر الخلاصية، واتجه معظم المثقفين نحو هذه الحالة من النشيج الصاعد، وتحولت القصائد والكتب والأفكار إلى ملاحم من الدموع والنواح بل والبكاء. في مقدّمة تلك النظريات التي لقيت رواجها عربياً الفلسفة الوجودية. وما كان رواجها نظريّاً فلسفيّاً بقدر ما ذُهب بها نحو الشعر والاحتجاج. اتجه المثقفون نحو كيركغارد وألبير كامو وسيوران، ولهذا الاسم الأخير حيويّته التي تؤثر على جيلٍ من الروائيين والمثقفين حتى اليوم، حيث يشعرون بالعزاء كلما زاد النواح والبكاء. إميل سيوران فيلسوف وكاتب روماني، من مواليد عام 1911، نشر أعماله باللغتين الفرنسية والرومانية، ولد في قرية رازيناري، إحدى قرى ترانسيلفانيا الرومانية، والتي كانت في تلك الفترة تابعة للإمبراطورية النمساوية المجرية. سيوران لم يكن إلا «شاعر الغضب». لم يمسك بناصية النظرية الفلسفية قط. إنه شاعر مشؤوم وحزين، وقصته غاية في التشرذم. وألفت لتحليل مهم لإبراهيم جركس في بحثه بعنوان: «ماذا يعلمنا سيوران عن الحياة» حين قال: «وجهة نظر سيوران هي أنّك حين تحاول التخلّص من مشاعر الخوف والحزن تجاه الوجود وإنكارها، فإنّ ما تفعله حقاً هو عدم أصالة فكريّة. أنت لا تحبّ عدم الارتياح الذي تولّده فيك هذه المشاعر، لذلك تحاول أن تجد بعض التبريرات العقلانية للحياة التي تسمح لك بالشعور بتفاؤل أكثر. وهو يقول إنّ ما تفعله في الوقت نفسه هو تقييد نفسك بعقيدة الأمل الكاذب بأمور أسمى. الآن، مرّة أخرى، وعلى المستوى السطحي، قد يبدو الأمر محبطاً. وقد يخرج شخص ما من تلك النقطة بموقف مثل، «حسناً، ما الهدف من فعل أي شيء؟». ولكن على مستوى أعمق، ما يقوله سيوران هنا هو مجرد التفكير في عدد الاحتمالات التي أصبحت مستحيلة بالنسبة لك عندما ربطتَ نفسك بعقيدة التفاؤل والأمل هذه». الخلاصة، أن الفلسفة عنوانها النظريّة القويّة العتيدة، فهي لا تبنى على الأحزان والدموع والشعر، حين تقرأ لفلاسفة كبار مثل كانط أو نيتشه أو هيدغر أو هوسرل أو سارتر وغيرهم الكثير تعرف أن الفلسفة وظيفتُها تكمن في إمداد الإنسان بالقوّة والحيوية والطاقة. إن الاستسلام لأفكار البدايات والنهايات من دون تفسير اللحظة والزمن هو ضربٌ من الشعر والهذيان العام. الفلسفة أكبر من أن تختصر بمقولاتٍ وشذراتٍ عن البدء والنهاية، إنها تفسّر لحظتك التي بين يديك الآن، وعليه فإن صيغة سيوران الشعرية سببت الكثير من الآثار النفسية الكارثية، وبنظري أن مجاله روائي وشعري أكثر منه نظري فلسفي، بل وتفتقر أفكاره للحيوية الدنيوية، ولهذه الفكرة تتمة في المقالة التالية. *كاتب سعودي

الصاحب الحق!
الصاحب الحق!

فيتو

time٠٥-٠٥-٢٠٢٥

  • منوعات
  • فيتو

الصاحب الحق!

كبرنا وفهمنا أن الصحبة أهم من الطريق والرحلة أمتع من الوصول، وأن الجار قبل الدار، والجنة من غير ناس ما تنداس، الصحبة في السيرة النبوية لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، تحمل أبعادًا روحية، واجتماعية، وأخلاقية تتجاوز فكرة العلاقة بين الأفراد إلى كونها مدرسة تربوية وقيمة حضارية. حين نتأمل صحبة النبي مع أصحابه، نرى تجسيدًا لنموذج راقٍ من العلاقات الإنسانية المؤسَّسة على الصدق، والإخلاص، والتناصح، والمحبة في الله، والتضحية. الصحبة مع النبي ليست مجرد علاقة شخصية، بل كانت قائمة على الإيمان المشترك والهدف الرسالي. قال الله تعالى: "إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا" (التوبة: 40).. النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن مجرد قائد، بل كان مربٍّا لأصحابه؛ علمهم الصبر، والحلم، وحسن الخلق، وتحمل الأذى، وضبط النفس. كانت الصحبة معه تصنع رجالًا وأجيالًا. الصحبة في زمن النبي كانت تقوم على التكافل، والتضحية، وحمل الأمانة، مثلما حدث في بيعة العقبة، والهجرة، والغزوات والعلاقات بين الصحابة أنفسهم قامت على النصح، والحب، كظم الغيظ، والبعد عن الغل والحسد، كما جاء في قوله تعالى: "وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ" (الحشر: 10). الصحبة في عهد النبوة كانت تصنع رجالًا، والصحبة اليوم كثيرًا ما تُستهلك في التسلية والمجاملات. وشتان بين الصاحب الحقيقي والصديق الافتراضي، الصاحب الحقيقي يعينك على طاعة الله، أما صديق اليوم فقد يجرك إلى المعصية أو الفتور إلا ما رحم ربي. غياب القيم المشتركة والنية الصافية جعل الصحبة الحديثة هشّة، سريعة الزوال. الصديق الحق ليس من يُضحكك فقط، بل من يُصلحك ويحبك لله. أما الرحلة فهي ترمز لمعنى فلسفي عميق يعني السعي، والتطور، والنضج، والبحث عن الحقيقة أو الذات، وهى تمثل عند الفلاسفة الوجوديين مثل كيركغارد ونيتشه، تجربة الفرد المتفرد، وغالبًا ما تكون وحيدة لأن اكتشاف الذات لا يُشارك فيه أحد. يرى أفلاطون وأرسطو أن العلاقات خصوصًا الصداقة جزء من اكتمال الإنسان، لأن الإنسان مدنيّ بطبعه. وفي الفلسفة الشرقية الرفقة قد تكون وسيلة لتجاوز الأنا وليس فقط الترفيه أو الدعم. ويرى هيدجر أن الوجود مع الآخرين هو جزء جوهري من فهمنا للعالم، فحتى رحلتك الوجودية لا تنفصل عن السياق الاجتماعي. الرحلة تعطيك المعنى، لكن الصحبة تمنحك الشعور. وحدك ترى، لكن مع الآخرين تُحسّ. فإن كنت تبحث عن الحقائق الكبرى، قد تمشي وحيدًا؛ أما إن كنت تسعى لـ أن تعيش لا أن تفهم فقط، فالصحبة قد تكون الأهم، وقد يكون الزحام أحيانًا أكثر وحدة من العزلة.. ستعرف مع الوقت أن خوض التجارب أهم من شراء الأشياء.. وأن الروح الحلوة تعيش أكثر من الوجه الجميل..وأن عملك يعود إليك ولو بعد حين أيًا كانت طبيعته.. وأن أهم بطولاتك لم يشهد عليها أحد، فليس ڪل صمتٍ ضعفًا.. وليس كل هدوءٍ سكينة أو هزيمة.. فبعض الأرواح تَعلّمت ڪيف تُجيد الثبات في وجه الريح، وڪيف تُقابل المڪائد بالشّجاعة، لا بالخوف. هي الأرواح التي أيقنت أنّ الڪرامة لا تُساوَم، وأن العزّة لا تُمنَح، بل تُنتزع بثقة من يعرف طريقه جيّدًا. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

من العقيدة إلى التجربة.. قراءة في أنسنة الدين
من العقيدة إلى التجربة.. قراءة في أنسنة الدين

سعورس

time١٥-٠٣-٢٠٢٥

  • منوعات
  • سعورس

من العقيدة إلى التجربة.. قراءة في أنسنة الدين

هذه الرؤية تجعل الدين حالة حية يعيشها الإنسان بكامل كيانه، بما يشمل العقل والوجدان والروح، بحيث يكون وسيلة تمنحه الطمأنينة، وتساعده على تجاوز القلق الوجودي الذي لازم الفلاسفة من كيركغارد إلى كامو، فالرفاعي يرى أن الإنسان كائن متعطش للمعنى، وغير قادر على تحمل العبث والفراغ الروحي، مما يجعل الدين ضرورة وجودية لا ترفًا فكريًا. وفي سياق إعادة تعريفه للدين، يرفض الرفاعي الرؤية الاختزالية التي تحصر الدين في منظومة اعتقادية أو نصوص جامدة، ويفتحه على أفق أوسع، حيث تصبح التجربة الروحية جوهر الدين، حيث يقول في «مقدمة في علم الكلام الجديد»: «الدين ليس خطابًا جامدًا أو نصوصًا معزولة عن سياقاتها، بل هو حياة تُعاش في أفق المعنى، إذ يشكّل وعي الإنسان بذاته، ويوجّهه نحو التسامي الروحي والتكامل الأخلاقي». من هذا المنطلق، يصبح الدين، وفقًا للرفاعي، تجربة تمنح الإنسان السكينة وسط صخب الحياة، وتساعده على مواجهة الاغتراب الوجودي، وهو ما جعله يشدد على أن الدين لا ينبغي أن يكون مجرد إطار نظري، بل حالة شعورية وجدانية تتجلى في حياة الفرد اليومية. إذا كان الدين، عند الرفاعي، يمنح الإنسان أفقًا روحيًا، فإن هذا الأفق لا يبقى مجرد إحساس داخلي، بل ينعكس في السلوك الأخلاقي. الأخلاق، في رؤيته، ليست مجرد التزام اجتماعي أو قانوني، بل هي امتداد طبيعي للحالة الروحية التي يعيشها الإنسان. في «الدين والظمأ الأنطولوجي»، يؤكد الرفاعي: «الأخلاق الحقيقية لا تنبع من الخوف من العقاب، ولا من الرغبة في المكافأة، بل من إحساس داخلي بالمسؤولية تجاه الذات والآخر». هذه الرؤية تتجاوز التصورات التقليدية التي تفصل بين الإيمان والممارسة، حيث يرى الرفاعي أن الفضيلة ليست طاعة ميكانيكية لأوامر خارجية، بل ثمرة لنضج روحي يجعل الإنسان ينحاز إلى الخير بإرادته. وفي فلسفة الرفاعي، الدين ليس فقط تجربة عقلية أو سلوكية، بل هو أيضًا تجربة جمالية، حيث يُدرك الإنسان المعنى الروحي والأخلاقي من خلال الجمال، حيث يقول في «إنقاذ النزعة الإنسانية في الدين»: «الدين في جوهره تجربة جمالية تُثير الدهشة وتحرّك أعماق الإنسان، وتفتح له أفقًا من التأمل في الجلال والجمال الكامن في الكون». الجمال هنا لا يقتصر على الفن أو الطبيعة، بل يمتد إلى القيم الإنسانية والعلاقات الاجتماعية، مما يجعل الإيمان أكثر حيوية وتأثيرًا. وهذا التفاعل بين الروحانية والجمال يعزز الأخلاق، حيث تصبح الفضيلة ممارسة تنبع من وعي جمالي بالحياة، وليس مجرد التزام جاف بالواجب. ينطلق مشروع الرفاعي في إسلامية المعرفة من رفض القراءات الاختزالية للدين التي تقتصر على البُعد الفقهي أو الأيديولوجي، داعيًا إلى إعادة تأصيل الدراسات الإسلامية بما يجعلها أكثر ارتباطًا بتجربة الإنسان المعاصر. ففي كتابه «أنسنة الدين»، يوضح رؤيته قائلًا: «إن الإسلاميات الكلاسيكية، في كثير من الأحيان، انشغلت بالجدل العقائدي والتفريع الفقهي على حساب المعنى العميق للدين، مما أدى إلى تجريد الدين من أبعاده الروحية والإنسانية». من هنا، تأتي دعوته إلى «أنسنة الإسلاميات»، أي تحرير الدراسات الإسلامية من الجمود والانغلاق، وإعادة ربطها بأسئلة الإنسان وهمومه الروحية والأخلاقية والجمالية. ويرى الرفاعي أن الدين يمكنه مواكبة الحداثة إذا تم التركيز على جوهره الروحي والأخلاقي والجمالي بدلًا من الانشغال بالقضايا الشكلية والفقهية وحدها، حيث يقول في «مقدمة في علم الكلام الجديد»: «لكي يكون الدين فاعلًا في عصر الحداثة، يجب أن يستعيد روحه الحيّة بدلًا من أن يتحوّل إلى مؤسسات سلطوية تحاول فرض وصايتها على العقل». بهذا المعنى، لا يرى الرفاعي أن الحداثة تفرض القطيعة مع الدين، بل تدعو إلى قراءة جديدة للدين تجعله أكثر انسجامًا مع تحولات العصر دون أن يفقد جوهره الروحي. وفقًا لهذه الرؤية، يصبح الدين نسيجًا حيًا من التفاعل بين ثلاثة أبعاد مترابطة: • البعد الروحي: يمنح الإنسان إحساسًا بالمعنى والطمأنينة. • البعد الأخلاقي: يجعل الأخلاق نابعة من تجربة داخلية لا من إملاءات خارجية. • البعد الجمالي: يحوّل الدين إلى تجربة حية، مليئة بالإحساس والدهشة، بدلًا من أن يكون منظومة جافة من الأحكام. وبالنتيجة نجد أن الرفاعي قدم تصورًا متكاملًا للدين، لا يختزله في التشريع أو العقيدة، بل يجعله تجربة إنسانية شاملة، تستجيب لحاجة الإنسان إلى المعنى، وتسهم في بناء عالم أكثر رحمة وإنسانية. يمكننا استحضار رؤية الفيلسوف اللاهوتي بول تيليش في هذا السياق، إذ يرى أن الدين ليس مجرد منظومة من المعتقدات الجامدة، بل هو تعبير عن «الاهتمام المطلق» للإنسان، أي بحثه الدائم عن المعنى العميق لوجوده، حيث يقول تيليش في كتابه «ديناميكية الإيمان»: «الإيمان ليس مجرد تصديق عقلي، بل هو حالة من الانخراط الكامل في تجربة المعنى، حيث يجد الإنسان طمأنينته وغاية وجوده». هذا التصور الكامل، الذي قدّمه عبد الجبار الرفاعي على مدى أكثر من أربعة عقود، يحثّنا على مواصلة التنقيب خلف فيلسوف المعرفة الدينية، الذي يرى الدين تجربة وجودية ممتدة لا تقتصر على الطقوس والتشريعات، بل تعكس توق الإنسان العميق إلى الروحانية والأخلاق والجمال كعناصر متكاملة في حياته.

ما سر حضور الفيلسوف كيركغارد في الثقافة العربية؟
ما سر حضور الفيلسوف كيركغارد في الثقافة العربية؟

Independent عربية

time٢٢-٠٢-٢٠٢٥

  • علوم
  • Independent عربية

ما سر حضور الفيلسوف كيركغارد في الثقافة العربية؟

تبدأ ظاهرة كيركغارد هذه، من اسمه الذي لم يوضع على أعماله الأولى الأكثر أهمية، مروراً بلقبه وعدم اكتراثه في أن يوصف بـ"الفيلسوف"، وليس انتهاء بقيامه، عن سابق تدبير وإصرار، بتهديم الأبنية التقليدية في الكتابة الفلسفية، ليكون بذلك التفكيكي الأسبق، والكاتب الأجدر انتساباً إلى فضاء ما بعد الحداثة، رغم أنه سبق هذا العصر بنحو قرن من الزمان؟ مزج كيركغارد الفلسفة بالتجربة الذاتية، وخلّصها من التجريدات الذهنية الميتافيزيقية (رغم البدايات المرصعة بالتصوف الروحاني)، فبدت كتابته أقرب إلى الأدب الفلسفي منها إلى الفلسفة المحض، وهذا ما يسّر، في ظني، وصوله إلى القراء العرب الذين راحوا يتعرفون على منجزه منذ النصف الثاني من القرن العشرين. وما أن مرت تسع سنوات على رحيل الفيلسوف الدنماركي، حتى كان فجر جديد آخر يشرق من ألمانيا بميلاد فريدريك نيتشه (1844 - 1900) الذي سار في الطريق نفسه، فعبَر من خلال "هكذا تكلم زرادشت" إلى قلوب القراء وعقولهم في العالم أجمع، كما فعل من قبله كيركغارد في كتابه الضخم "إما – أو" وأعماله المتنوعة التي أنجزها في عمر لم يتجاوز الثانية والأربعين. النفس الإنسانية كتابه الشهير "إما ...أو" بالدنماركية (أمازون) تمكن كيركغارد من النفاذ إلى أدق مكنونات النفس البشرية، وتأكيد حضور "الفرد المنفرد" والمتفرد الذي بشّر فيه، في محاولة للانعتاق من أصفاد الجدلية الهيغلية المثالية والطوباوية، بحيث عاون كيركغارد في تقويض الأفكار المجردة لصراع الروح والعقل، فلاسفةٌ يعدون (في الامتداد المعرفي) من تلامذة هيغل (1770 - 1831)، مثل كارل ماركس (1818 - 1883) (المادية الجدلية) وأوغست كونت (1798 - 1857) (الوضعية) ولودفيغ فيورباخ (1804 - 1872) (الإنسانية المطلقة). وبالإضافة إلى الوجودية، كان ثمة فجر فلسفي جديد تلوح تباشيره، طبعه كيركغارد بميسمه الخاص؛ من حيث أن الحقيقة تساوي الذاتية، وأن الفرد هو نواة المجتمع. وبالتالي يجب على هذه الذات أن تمتلك الحرية كي تحقق ذاتها ووجودها. ورغم أنهما لا يؤولان إلى نتائج متقاربة في نظرتهما إلى الكون والعالم والوجود والإيمان، إلا أن كيركغارد ونيتشه، يتشابهان في تحررهما من الشروط الصارمة للتأمل الفلسفي، ولا يعبآن بتسمية "الفيلسوف"، مع أن اللاحقين اعتبروهما من أبرز أعلام الفلسفة المعاصرة. وكان تخطي اللقب فرصة ذهبية للتحليق الحر من دون ضوابط، لذا نلاحظ التناقضات الواضحة في التصورات الفلسفية لدى كل من كيركغارد ونيتشه، ونزوعهما إلى التطرف في ازدراء الفلاسفة الرئيسيين، ونقد السلطة الدينية، والتعبير عن تمزقات الذات الموارة بلهيب اللذة التي يتلوها الانطفاء والسكون والسأم الفتاك، والتأرجح بين الشك والإيمان، أو بين الأخلاق والدين. ولعل من الإنصاف أن نضيف الفيلسوف النمساوي لودفيغ فيتغنشتاين (1889 - 1951) إلى كيركغارد ونيتشه؛ لجهة ضلوعه في تنقية الفلسفة الكلاسيكية الحديثة من أوهامها، مطلقاً صرخته المدوية "كل الجمل والأسئلة التي كُتبت حول الفلسفة، ليست خاطئة، ولكن لا معنى لها". الجزء الاول من كتابه الشهير بالعربية (دار الرافدين) كيركغارد غدا جزءاً من المعطيات الثقافية للمتلقي العربي، وذلك من خلال حضوره الكثيف الذي أسهمت فيه الترجمات العربية لمجمل إنتاجه والسجالات التي دارت حوله، ومنها على سبيل المثل: "إما ... أو" كتابه الضخم والشهير ( دار الرافدين)، "التكرار" (دار الكلمة)، "اللحظة" (دار الرافدين)، "خوف ورعدة" (دار الثقافة)، "المرض طريق الموت" (دار الكلمة)، "مذكرات الغاوي" (دار دال)، عطفاً على كتب كثيرة ودراسات تتناول سيرته وفلسفته، وفي مقدمها كتابان مهمان : " كيركغارد : سيرة حياة" (دار المدى)، و" كيركغارد: فلسوف القلب" (دار التنوير) وسواها الكثير... ولا بد من الإشارة إلى ركاكة بعض الترجمات هذه، وإخفاقها في التعبير الأمين والدقيق عن جوهر أفكار كيركغارد. وقد احتوى احد الكتب المترجمة اكثر من 500 مئة خطأ في الصرف والنحو وقد أًصدرته دار أردنية. لكن هذه الترجمات تحتاج إلى القراءة المقارنة بغية كشف واقعها. حضور عربي للوهلة الأولى، يتجلى الحضور الكثيف للفيلسوف الدنماركي في الثقافة العربية المعاصرة، باعتباره ثمرة لأمرين أساسيين؛ أولهما أن كتابات كيركغارد جاءت في أعقاب ما يمكن تسميته "ضمور الفلسفة الهيجلية وتهافتها"، وهو ما مكن كتابات "الأب الروحي للوجودية" أن تستثمر في هذا الحدث الفارق في مسار الفلسفة الغربية، حيث جاء كيركغارد بفكر "ثوري" يمجد الفرد، ويعلي من استقلاليته ومسؤوليته وحريته، وبدت هذه الأفكار مستبطنة شيئاً من الاستهزاء بالموضوعات التجريدية الكبرى للفلسفة، وبخاصة لدى هيغل. لقد أراد كيركغارد استعادة الفلسفة، وجعلها أرضية تسير في الشوارع وتشتق رؤاها من قلق الإنسان وضياعه. لذا نراه يكتب في يومياته (باسم مستعار)، وهو في الثانية والعشرين من عمره، إنه يسعى من أجل الوصول إلى "حقيقة تكون حقيقية بالنسبة إليَّ". تمثال كيركغارد في كوبنهاغن (مؤسسة الفيلسوف) ويرتبط بالأمر السابق أن كيركغارد تقدم بأطروحته الوجودية في سياق إيماني ذاتي الينابيع والمآلات، وهذا (على الأرجح) ما وفر لها حاضنة معرفية في الفضاء الثقافي العربي، إذ ظلت أسئلة الحرية والالتزام والقلق والاغتراب والموت متصلة بمرجعية إيمانية ذات جوهر متمرد على قوانين الإيمان التقليدية، حيث أكد كيركغارد على أن الإيمان يعبر عن الإرادة الفردية المستقلة للكائن، وهو ما جعله يلقى الإدانة والتوبيخ والاتهامات بالتجديف، بسبب كتاباته الحاضّة على "أنسنة المسيحية". فيلسوف القلق الوجودي (مؤسسة الشاعر) أما الأمر الآخر، أو السبب الآخر (المرجح) لحضور كيركغارد المستحق في الثقافة العربية، فعائد إلى لغته التي تخلت عن المناهج الصارمة في الأطروحة الفلسفية الكلاسيكية أو الأكاديمية، وظلت وفية لتقاليد الفيض الإبداعي. وقد كان صاحب القصيدة الجدلية "خوف ورعدة" (التي وقعها باسم يوهانس دي سلينتو) يفعل ذلك بمحض إرادته الفكرية، لأن قارىء كيركغارد يستشعر رغبة منثورة في سائر كتاباته، ليس إلى التمرد وحسب، بل إلى التحطيم وإعادة البناء، وكان في كل ذلك يغلّب نتائج الأفعال على إرادة المعرفة المجردة: "ما أحتاجه حقاً هو أن أكون واضحاً بشأن ما يجب أن أفعله، وليس ما يجب أن أعرفه" ولعل ذلك ينطوي على نزعة براغماتية تجلت فيما بعد في جهود فلسفية رعاها الأميركي تشارلز ساندرس بيرس (1839 - 1914) ثم أنضجها وقعّد لها مواطناه، ويليام جيمس (1842 -1910)، وجون ديوي ( 1859 - 1952). اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) ظلت كتابات كيركغارد منشدة إلى لغة متوترة ذات إيقاع شاعري حاد وحار في الوقت ذاته، فحياة الإنسان، بالنسبة إليه "أشبهُ برجل يسير فوق صَدْع على سطح الأرض، قدماه في كلتا الناحيتين من الصدْع، والهُوة أسفله. إن الخطر المحدق بهذه الهوة أسفله هو ما يمنح الحياة شغفها، ومذاقها، وحيويتها، ويجعلها مثيرة إلى الأبد" كما يورد المفكر الأميركي جون دي كابوتو في كتابه "كيف تقرأ كيركغارد؟". وفي الكتاب ذاته نطل على جانب معتم من حياة كيركغارد الذي خاض في شبابه تجربة خطوبة قصيرة تكللت بالفشل؛ بسبب سوداويته وعدم قدرته على الوفاء بمتطلبات هذه العلاقة، التي تسلب منه استقلاليته ونزوعه إلى الحرية، رغم تعلقه الشديد بخطيبته ريجين أولسن. ويبدو أن شبح الزواج ظل يحوم في أفقه، فعاد، في أيامه الأخيرة، إلى الإعلان بأن الزواج والرغبة الجنسية "جريمة"، موضحاً أن الزواج "تنازل يقدمه الجسد الآثم حتى لا يحترق بنار الشهوة"، كما قال القديس بولس. ولم يكن كيركغارد بذلك يتحدى السلطة الكنسية وحسب، بل يعارض الأعراف الاجتماعية في أوروبا، من دون أن يتخلى عن الاعتراف بأنه "مدين بكل شيء لحكمة رجل عجوز، ولبساطة فتاة صغيرة"، وكان يقصد أباه وخطيبته. قد لا يعتنق المرء أفكار كيركغارد، لكن يحب أن يقرأه، ويحلق في عوالمه، ولعل هذا يكون سبباً إضافياً في عبوره الثقافات العالمية، ومن بينها العربية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store