logo
#

أحدث الأخبار مع #لبيونغيانغ

كيف تبني كوريا الشمالية ترسانتها النووية؟
كيف تبني كوريا الشمالية ترسانتها النووية؟

الجزيرة

time٠٣-٠٥-٢٠٢٥

  • الجزيرة

كيف تبني كوريا الشمالية ترسانتها النووية؟

في 19 يناير/كانون الثاني 2024، تلقى عدد من المهندسين العاملين بإحدى المؤسسات النووية في البرازيل عروضًا وظيفية، أُرسلت عبر منصاتهم المهنية المختلفة (مثل لينكد إن، وغيت هب)، تضمنت مرتبات مجزية وفرصًا مهنية متقدمة، فضلا عن كونها مقدمة من قبل شركات عالمية مرموقة، يتعاون بعضها مع جهات حكومية رفيعة المستوى. كانت العروض مصاغة بعناية؛ درجة احتوائها على التوقيعات الحقيقية لمديري الموارد البشرية العاملين في تلك الشركات، وبدا كلُّ شيء طبيعيا، إلى أن طُلب من المهندسين خوض تقييم مهارات ضمن الخطوات التوظيفية. لكن الملفات المُرسلة لهذا الغرض لم تكن إلا فخًّا أعدته بإتقان وحدة قرصنة سيبرانية، تُعرف باسم "الكوبرا الخفية" أو "مجموعة لازاروس" (Lazarus Group)، تتبع المكتب الثالث في جهاز الاستطلاع الكوري الشمالي (RGB)، وهو أهم جهاز استخبارات عسكري في البلاد، ويعدّ القوة الرئيسية خلف معظم العمليات السيبرانية الهجومية التي تقوم بها بيونغ يانغ. وبمجرد استقبالهم هذه الملفات، تم تفعيل عدوى رقمية معقدة، تعتمد على نشر برمجية باب خلفي معياري جديد، يُشار إليها باسم "كوكيز بلس"، قادرة على التخفي في صورة مكوّن إضافي مفتوح المصدر لتطبيقات مألوفة مثل "نوت باد" (++Notepad)، بحيث يصعب رصدها على المُستخدم أو الأنظمة الأمنية العادية، في حين تعمل هذه البرمجية على تنفيذ أوامر المُشغِّل عن بُعد مع سماحها بتنقله بين أجهزة الشبكة المستهدفة، وفق ما كشفه تقرير فريق البحث والتحليل التابع لشركة "كاسبرسكي"، المتخصصة في خدمات الأمن الإلكتروني. كما ربط تقرير "كاسبرسكي" تلك الهجمات بحملة تجسس إلكتروني طويلة الأمد، يُشرف عليها جهاز الاستطلاع الكوري الشمالي، وتُعرف باسم "عملية وظيفة الأحلام"، نظرًا لأنها تتخذ شكلا من أشكال "الهندسة الاجتماعية" خلال استهدافها العاملين في مختلف المؤسسات، بما فيها قطاعات الدفاع والفضاء والعملات المشفّرة، حيث تبدأ برسائل توظيف وهمية أو الإبلاغ عن تحديثات أمنية مزيفة، لكنها تؤدي في النهاية إلى نشر برمجيات ضارة على أجهزتهم، تمكّن المُشغِّل من الاطلاع على كافة المعلومات المخزنة عليها والتحكم فيها. علاوة على ذلك، تستهدف الهجمات السيبرانية الكورية الشمالية سلاسل التوريد في أحيان أخرى، حيث تتم مهاجمة المزوِّدين التقنيين لبعض المؤسسات الحيوية، بما يتيح زرع برمجيات خبيثة ضمن البرامج التي تعتمد عليها تلك المؤسسات؛ ويمكّن المُشغِّل من اختراق أنظمتها، مثلما ورد في الحالة المذكورة سلفا. وقد تم رصد هذه الحملة للمرة الأولى في عام 2019، حين استهدفت الوحدة آنذاك شركات عالمية عدة مرتبطة بقطاع العملات المشفرة، لكن الهجمات الأخيرة تكشف عن توسعها في الوقت الحالي تجاه شركات تكنولوجيا المعلومات والدفاع في أوروبا وأميركا اللاتينية وكوريا الجنوبية، وعلى الأخص، تلك المتعلقة بمجال الطاقة النووية. دعمًا لقدرات بيونغ يانغ النووية.. بالمال والمعلومات وبحسب وزارة الخزانة الأميركية، ثمة مجموعتان فرعيتان تعملان تحت "لازاروس"، وتؤديان -بشكلٍ ما- أدوارًا تكاملية في دعم قدرات بيونغ يانغ النووية، وهما: بلونوروف وأندارييل. تم تشكيل الأولى بغرض تجاوز أثر العقوبات الاقتصادية المفروضة على كوريا الشمالية عبر كسب إيرادات بصورة غير قانونية، ومن ثم استخدامها في تمويل برامج الصواريخ الباليستية لبيونغ يانغ وأسلحتها النووية. ووفقا لذلك، تنشط بلونوروف بالأساس في المهام المتعلقة بالسطو الإلكتروني ضد المؤسسات المالية الأجنبية، وتعدّ واحدة من أنجح المجموعات في شنّ هجمات واسعة النطاق ضد القطاع المالي. رُصدت بلونوروف للمرة الأولى في عام 2014، حينما تحوّل جزء من جهود بيونغ يانغ السيبرانية نحو تحقيق مكاسب مالية، مع الإبقاء على طبيعة الأنشطة السيبرانية الأخرى المختصة بالحصول على المعلومات العسكرية أو ترهيب الخصوم. وبحلول عام 2018، تمكّنت المجموعة من تنفيذ العديد من عمليات السطو الإلكتروني الناجحة، استهدفت خلالها 16 مؤسسة في 11 دولة، بما فيها نظام المراسلة "سويفت" وبورصات العملات المشفرة ومؤسسات مالية أجنبية عدة. ويعدّ هجومها السيبراني على البنك المركزي لبنغلاديش في فبراير/شباط 2016، واحدًا من أكثر أنشطتها شهرة، حيث سرقت بلونوروف قرابة 81 مليون دولار من حساب الاحتياطي الفيدرالي التابع للبنك، وذلك عبر استغلال ثغرات في نظام "سويفت" المستخدم للتحويلات المالية الدولية، وباستخدام برامج ضارة مشابهة لتلك المستخدمة سابقا في هجوم قراصنة كوريا الشمالية على شركة "سوني بيكتشرز"، في حين تربط تقارير صادرة مؤخرًا، بين مجموعة "لازاروس" وعملية اختراق منصة العملات المشفرة "بايبت" (Bybit) في فبراير/شباط الماضي، وأسفرت عن خسارة نحو 1.5 مليار دولار من الأصول الرقمية، مما يجعلها أكبر عملية سرقة للعملات المشفرة في التاريخ. أما المجموعة الفرعية الثانية "أندارييل"، فينصب تركيزها في المقام الأول على الكيانات الدفاعية والفضائية والنووية والهندسية، بغرض الحصول على معلومات فنية وفكرية سريّة لتعزيز برامج النظام وطموحاته العسكرية والنووية. كما تهتم المجموعة -بدرجة أقل- بقطاعي الصناعات الطبية والطاقة، لكن هذا الاهتمام تحرّكه دوافع مالية في المقام الأول، أي أنه -غالبًا- ليس بغرض الحصول على معلومات. وتستهدف "أندارييل" بشكلٍ أساسي جارتها كوريا الجنوبية، لأغراض التجسس والوقوف على مستوى التحديثات العسكرية، فضلا عن محاولات التخريب الإلكتروني والتلاعب المعلوماتي الساعية لخلق حالة فوضى، وذلك عبر الوصول سرًّا إلى أنظمة المعلومات وتغيير عناصر بيانات رئيسية دون اكتشافها، بحسب ما يشير إليه تقرير صادر عن الجيش الأميركي في يوليو/تموز 2020. وتوفر هذه التقنية إمكانيات لا حصر لها، منها على سبيل المثال: القدرة على تغيير بيانات مواقع وحدات الخصم وجنوده أثناء المعركة، بما يجعلهم يعتقدون أنهم في المكان الصحيح بينما هم ليسوا كذلك في الواقع، أو يدفعهم إلى اعتبار وحدات أخرى من جيشهم قوات معادية. كما يمكن أن يؤدي هذا التلاعب إلى إجبار نظام على أداء وظيفة لم تكن مخصصة له، مثل إنشاء معلومات خاطئة في نظام الاستهداف أو التحكم في المجال الجوي، وتضليل أجهزة التوجيه والاستشعار، وهي عموما تكتيكات تعمل على تخبّط قوات العدو في ساحة المعركة. جدير بالذكر أن مجموعة "أندارييل" نجحت عام 2016 في اقتحام الحاسوب الشخصي لوزير الدفاع الكوري الجنوبي، كما تمكنت من اختراق الشبكة الداخلية لوزارة الدفاع والحصول على كمّ هائل من البيانات، بلغت نحو 235 غيغابايت داخل نحو 300 وثيقة سرية، تشمل خطط طوارئ سريّة للحرب وضعتها الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية بشكل مشترك، حسب التقارير التي أشارت إلى أن إحدى هذه الخطط تضمن اغتيال الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون في حال اندلاع حرب في شبه الجزيرة الكورية، وهي الخطة التي يُشار إليها باسم "قطع الرأس". التحول في النشاط يعكس اهتمامات النظام الكوري على جانب آخر، فإن تقييم شركة "مانديانت" الأميركية التابعة لغوغل والمتخصصة في مجال الأمن السيبراني، يُعرِّف "أندارييل" على أنها "التهديد المستمر المتقدم رقم 45" (APT-45)، ويشير إلى انخراطها في عمليات التجسس الإلكتروني منذ عام 2009، وهو العام ذاته الذي شهد إنشاء مكتب الاستطلاع العام. وترى "مانديانت" أن التحولات التي ترافق أنشطة "أندارييل" (من حيث طبيعة الأهداف)، تعكس الأولويات الجيوسياسية المتغيرة للنظام في كوريا الشمالية. فرغم تركيز المجموعة الملحوظ على الوكالات الحكومية وصناعات الدفاع بدءًا من عام 2017، فإن نشاطها فيما تلا ذلك (خلال عام 2019) يتماشى مع اهتمام بيونغ يانغ بالقضايا النووية، بينما رُصد تحولٌ في نشاط المجموعة عام 2024 نحو العمليات ذات الدوافع المالية، بغرض توليد الأموال للإنفاق على أولويات النظام الكوري، وعلى رأسها البرنامج النووي، حيث يعتقد مراقبون من الأمم المتحدة أن عائدات الهجمات الإلكترونية التي يُشتبه أن النظام نفذها بين عامي 2017 و2023، استخدمت في تحسين ترسانته النووية وتوسعتها. ويختلف أسلوب "أندارييل" عن المُشغلين الكوريين الآخرين في الهجمات ذات الدوافع المالية، حيث تبدي المجموعة اهتماما بإجراء هذه العمليات من خلال برامج الفدية، وذلك عبر تشفير بيانات الأجهزة المستهدفة، ثم ابتزاز الضحايا لدفع مقابل مالي لقاء فكّ التشفير عن أجهزتهم، مثلما جرى في عام 2022، حين استهدفت المجموعة مؤسسات الرعاية الصحية في اليابان والولايات المتحدة عبر برنامج الفدية "ماوي" (Maui)، فيما يُعتقد أن الوحدة حققت بهذا الأسلوب أكثر من 3 مليارات دولار من الأرباح غير المشروعة بين عامي 2017 و2023. وإجمالا، تشير التقديرات إلى أن "لازاروس" سرقت ما لا يقل عن 3.4 مليارات دولار من العملات المشفرة منذ ظهورها عام 2007، وهو ما يمثل مصدرا مهما لإيرادات النظام في كوريا الشمالية. وبحسب وكالة الدفاع السيبراني الأميركية، استهدفت "أندارييل" قطاعات الدفاع والفضاء والطاقة النووية والهندسة في بلدان عدة من أوروبا والأميركيتين وآسيا، بينما يشير المركز الأميركي للدراسات الدولية والاستراتيجية إلى أن الوحدة وجّهت جزءا كبيرا من نشاطها ضد الكيانات النووية منذ عام 2019، حيث تمكّنت في ذلك العام من اختراق محطة كودانكولام للطاقة النووية في الهند عبر برمجية خبيثة معروفة باسم "دي تراك" (Dtrack)، قادرة على تسجيل ضغطات المفاتيح ومسح الشبكات المتصلة ومراقبة العمليات النشطة على الحواسيب المصابة، وقد تم العثور على عناصر من البرمجية ذاتها في هجمات ذات صلة بمجموعة "أندارييل". ويؤكد مايكل بارنهارت، المحلل الرئيسي الذي يقود تحريات "مانديانت" في كوريا الشمالية، أن العديد من التطورات في قدرات بيونغ يانغ العسكرية خلال السنوات الأخيرة، بما فيها تلك المتعلقة ببرنامجها النووي؛ يمكن أن تُعزى بشكلٍ مباشر إلى جهود التجسس الناجحة لمجموعة "أندارييل" ضد الحكومات والمنظمات الدفاعية في جميع أنحاء العالم. فالوحدة تمكّنت من الحصول على مجموعة من الخطط الحساسة ذات الصلة بالمشروع النووي لكوريا الشمالية، ومن ضمنها معلومات تتعلق بمعالجة اليورانيوم وتخصيبه، وأخرى ترتبط بالمرافق النووية الحكومية ومعاهد البحوث ونفايات المواد وطُرق تخزينها، فضلا عن مخططات لتصاميم الصواريخ وأنظمة الدفاع الصاروخي التي تدعم بشكل مباشر قدرات بيونغ يانغ النووية. التهور النافع وفي السياق ذاته، أظهرت التحقيقات الأميركية تورط مجموعة "أندارييل" في اختراق طويل الأمد لوكالة الفضاء الأميركية "ناسا"، تمكّنت خلاله من استخراج ما يزيد عن 17 غيغابايت من بيانات غير مصنفة، تضمنت مكونات برمجية ومعلومات تتعلق بتقنيات الملاحة والتوجيه، وهي أنظمة ترتبط بشكل مباشر بتطبيقات الصواريخ والمركبات الجوية. ويُرجَّح أن هذه المعطيات أُرسلت مباشرة إلى جهاز الاستخبارات الكوري الشمالي، بغرض دعم جهود تطوير أنظمة أكثر دقة على مستوى الاستهداف الصاروخي. وبموازاة "لازاروس"، ثمة وحدة قرصنة سيبرانية أخرى تابعة لجهاز الاستطلاع العام تُعرف باسم "كيمسوكي" (APT-43)، ويُعتقد أنها مسؤولة عن عملية اختراق الشبكة الداخلية لمعهد أبحاث الطاقة الذرية في كوريا الجنوبية عام 2021. والمعهد هو منظمة حكومية لإجراء أبحاث حول الطاقة النووية وتكنولوجيا الوقود النووي. كما يُعتقد أن وحدة "كيمسوكي" كانت وراء عملية اختراق بيانات شركة "كوريا للطاقة المائية والنووية" عام 2014، وهي الشركة المسؤولة عن إدارة 23 مفاعلا نوويا في كوريا الجنوبية. ورغم انعدام ما يؤكد اختراق أنظمة التحكم النووي في الشركة، فإن الهجوم أسفر عن تسريب بيانات تتعلق بتصاميم مفاعلين نوويين على الأقل، فضلا عن مخططات تدفق الكهرباء وتقديرات التعرض للإشعاع بين السكان المحليين. وفي وقت لاحق، كشفت تقارير إعلامية في كوريا الجنوبية عن نجاح هذه المجموعات في التسلل إلى 83 شركة تصنيع دفاعي في البلاد بين عامي 2022 و2023، والحصول على بيانات سرية من نحو 10 شركات منها. وتتسم وحدات القرصنة السيبرانية في كوريا الشمالية بنوع من التهور مقارنة بنظرائها في دول مثل روسيا والصين، وفقا لتحليلات "مؤسسة ضمان المعلومات البريطانية" (NCC). ويرتبط ذلك بانعدام خشيتهم من الإقصاء أو المعاقبة، وغياب ما يعيقهم عن أداء مهامهم، نظرًا لأن بلادهم ليست حساسة للضغوط الخارجية، ولا تبدي نية امتثال لأي قواعد مقبولة دوليًّا، على عكس النماذج الصينية أو الروسية التي تُدار -نوعًا ما- بميزان الحذر السياسي. وأحد أدلة ذلك هو الاختفاء المفاجئ لبعض مجموعات الفدية الروسية، مثل مجموعتي "دارك سايد" و"ريفل" بعد شنهما هجمات برامج فدية تخريبية، بما يمكن اعتباره نوعا من المراجعة وقبول الضغوط الأميركية السياسية من جانب موسكو. وتمنح هذه الحرية مجالا للوحدات الكورية في تحقيق أهدافا أكبر، مقارنة بمنافسيهم الذين ينتمون إلى جهات حكومية فاعلة في دول أخرى. وبحسب "مؤسسة ضمان المعلومات"، يتم تجنيد أفراد هذه الوحدات وتدريبهم في سنّ مبكرة (مع بلوغهم سن 11 تقريبا)، ويجري اختيارهم من بين آلاف الشباب في كوريا الشمالية، ويمنحون في مقابل ذلك امتيازات عدة، مثل الشقق الفسيحة والإعفاء من الخدمة العسكرية. وجه آخر للردع وإجمالا، يساهم ذلك في نمو ترسانة كوريا الشمالية النووية من خلال محاور عدة، أولها: تقليص فجوة التجريب والمعرفة التقنية، نظرًا لأن بيونغ يانغ تتمكن من تقليد النماذج الأخرى واستنساخها، دون المرور بمراحل مكلفة -زمنيا وماديا- من التجريب الميداني، كما يدعم توفير بدائل تقنية محلية استنادًا إلى البيانات المسروقة، ويمنح بيونغ يانغ فهمًا لكيفية تصميم النظم النووية الغربية من الداخل، فضلا عن تأمين التمويل الذي توفره هجمات الفدية والسطو الإلكتروني، بما يساعد النظام على تجاوز تأثير العقوبات المفروضة عليه والاستمرار في مراكمة أسلحة الردع النووي. بل وأبعد من ذلك، إذ يشير خبير الأمن القومي الأميركي والمستشار السابق للبيت الأبيض، ريتشارد كلارك، إلى وجه آخر من التهديد والردع، يُمكن أن يتشكّل من خلال العلاقة بين أنشطة القرصنة السيبرانية والأسلحة النووية، نظرًا لأن أي هجوم سيبراني ناجح على نظام أسلحة نووية، قد يؤدي إلى نوع من سوء التقدير، ومن ثم التسبب في تفجير نووي مدمر. ويطرح كلارك 3 سيناريوهات محتملة في هذا الصدد، حيث يمكن لأي جهة فاعلة مجهولة أن تتدخل في أنظمة القيادة والتحكم النووي لدولة ما، وتحفيزها على إطلاق سلسلة غير مقصودة وخطيرة من الإجراءات وردود الفعل. وبإمكان المتسلل أيضا انتحال نظام الإنذار المبكر في أنظمة دولة نووية، بما يؤدي إلى الاعتقاد بأن الدولة تتعرض للهجوم. ومع وجود دقائق قليلة فقط لتقرير ما إذا كانت الدولة ستستخدم أسلحتها النووية ردًّا على هذا الهجوم الوهمي، فإن ثمة فرصة لسوء التقدير واشتعال حرب نووية بناء على ذلك. أما الاحتمال الثالث، وهو الأسوأ، فيتمثل في هجوم سيبراني على نظام اتصالات أو عنصر آخر من عناصر البنية التحتية للأسلحة النووية، بما يجعل الدولة غير قادرة على إبقاء أسلحتها تحت السيطرة، ويعطي للمتسلل فرصة التحكم بها عن بُعد. وثمة قاعدة تقول: إن اختراق نظام نووي واحد فقط في أي مكان، يخلق خطرا نوويا في كل مكان. والخلاصة، أن الحالة الكورية تُظهر كيف يمكن للفضاء السيبراني أن يعيد تشكيل منطق الردع التقليدي، إذ يمكن للدولة أن تحقق تقدمًا نوويًا بأقل تكلفة، أو أن تعطل أنظمة الخصم النووية دون إطلاق رصاصة، كما أن التداخل بين أنظمة القيادة التقليدية والسيبرانية يزيد من احتمالية الخطأ أو التصعيد غير المقصود.

الزعيم الكوري الشمالي يرسل مساعدات تعليمية إلى الأشخاص من أصل كوري الموالين لبيونغ يانغ في اليابان
الزعيم الكوري الشمالي يرسل مساعدات تعليمية إلى الأشخاص من أصل كوري الموالين لبيونغ يانغ في اليابان

وكالة نيوز

time١٤-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • وكالة نيوز

الزعيم الكوري الشمالي يرسل مساعدات تعليمية إلى الأشخاص من أصل كوري الموالين لبيونغ يانغ في اليابان

سيئول، 14 أبريل (يونهاب) — ذكرت وسائل الإعلام الرسمية في كوريا الشمالية اليوم الاثنين أن الزعيم الكوري الشمالي 'كيم جونغ-أون' أرسل مساعدات تعليمية ورواتب إلى جمعية للمقيمين الكوريين في اليابان الموالين لبيونغ يانغ بمناسبة الذكرى الـ 113 القادمة لميلاد المؤسس الراحل 'كيم إيل-سونغ'. وذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية أن 'كيم' أرسل 287 مليون ين ياباني (1.99 مليون دولار أمريكي) من المساعدات التعليمية إلى الجمعية العامة للمقيمين من أصل كوري في اليابان من أجل «التعليم الوطني الديمقراطي للأطفال الكوريين في اليابان»، وفقا للوكالة. ومنذ توليه منصبه في أواخر عام 2011، دأب 'كيم' على إرسال المساعدات التعليمية والمنح الدراسية كل عام إلى الجمعية بمناسبة عيد ميلاد المؤسس، الذي يصادف 15 أبريل. وفي العام الماضي، أرسل 337 مليون ين إلى الجمعية. وقالت الوكالة إن 'كيم إيل-سونغ'، ووالد الزعيم الحالي 'كيم جونغ-إيل'، و'كيم جونغ-أون' أرسلوا ما مجموعه حوالي 50 مليار ين في 171 مناسبة إلى الأطفال من أصل كوري الموالين لبيونغ يانغ في اليابان. وقال الخبراء إن الزعيم الشمالي يبدو أنه يستخدم المساعدات التعليمية لكسب ولاء النشء من أصل كوري في اليابان. ومنذ العام الماضي، سمحت بيونغ يانغ لمسؤولين وطلاب من الجمعية بزيارة الشمال خلال المناسبات الرئيسية في كوريا الشمالية، وذلك بعد رفع إجراءات الحجر الصحي التي فرضتها أثناء جائحة كوفيد-19. (انتهى)

كيم و«فوضى الجنوب».. «ثغرة أمنية» على طبق من ذهب
كيم و«فوضى الجنوب».. «ثغرة أمنية» على طبق من ذهب

العين الإخبارية

time٠٥-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • العين الإخبارية

كيم و«فوضى الجنوب».. «ثغرة أمنية» على طبق من ذهب

أزمة كوريا الجنوبية منحت جارتها الشمالية ثغرة أمنية تسربت عبرها أسرار حساسة وقدمت لها معلوماتها استخباراتية على طبق من ذهب. فخلال الفوضى التي أعقبت إعلان الأحكام العرفية في ديسمبر/كانون الأول، وتحول البرلمان إلى ساحة لمواجهات سياسية علنية، تسربت تفاصيل عسكرية سرية كانت بيونغ يانغ تسعى منذ سنوات للحصول عليها، بحسب صحيفة «وول ستريت جورنال». وتشير الصحيفة الأمريكية إلى أن جلسات الاستماع التي كانت تُبث مباشرة من داخل البرلمان، تحولت إلى منصة غير مقصودة لتسريب المعلومات. ففي إحدى الجلسات، كشف مسؤول عسكري رفيع الموقع الدقيق لغرفة القيادة العسكرية المسؤولة عن التخطيط للحرب، ما أجبر نائب وزير الدفاع على التدخل فوراً لوقف النقاش. وفي جلسة أخرى، عرض نائب معارض صوراً لضباط استخبارات خلال زيارة سرية إلى لجنة الانتخابات، مما دفع قائداً عسكرياً إلى التحذير من تهديد «أصول استخباراتية استغرق بناؤها سنوات». ولم تتوقف التسريبات عند هذا الحد، بل شملت أيضاً الكشف عن حالة الطائرات المسيّرة الكورية الجنوبية من طراز «S-Bat»، التي وُصفت بأنها «غير صالحة للقتال»، وهو ما قد يغير حسابات بيونغ يانغ في أي مواجهة مستقبلية. مكاسب تفوق التوقعات وفقاً لخبراء أمنيين، مثلت هذه التسريبات هدية استخباراتية لكوريا الشمالية، التي تعتمد تاريخياً على الاختراقات الإلكترونية وعمليات التجسس. ويرى بارك وون-جون، أستاذ الدراسات الكورية الشمالية، أن «معلومات كهذه تتطلب سنوات من الجمع والتحقق، لكنها سُلّمت لبيونغ يانغ على طبق من فضة». وأضاف يانغ ووك، الخبير في معهد آسان للدراسات السياسية، أن الفارق جوهري بين «الشك في معلومات» و«تأكيدها رسمياً»، مشيراً إلى أن التسريبات العلنية تعزز دقة التقديرات العسكرية الشمالية. تحركات تكشف الاستراتيجيات حتى التحركات العسكرية القصيرة خلال فترة الأحكام العرفية كشفت أدلة حيوية. ففي ليلة 3 ديسمبر/كانون الأول الماضي، ظهرت وحدة المهام الخاصة 707، وهي إحدى وحدات النخبة المكلّفة بمهام حساسة مثل استهداف القيادات الشمالية، خلال عملية إنزال جوي قرب البرلمان. ووثّقت المشاهد معدات متطورة، كالبنادق الهجومية والمناظير الليلية رباعية العدسات، مما قد يدفع بيونغ يانغ إلى إعادة تقييم قدرات قوات النخبة الجنوبية. ولاحظ المراقبون أيضاً تردداً في تعامل الجنود مع المتظاهرين، حيث اعتذر أحدهم علناً عن الوجود العسكري. وفسّر النائب بارك تشونغ-كوون هذا الموقف كإشارة محتملة إلى «تردد الجيش»، قد تستغله كوريا الشمالية في حساباتها المستقبلية. تداعيات محتملة يمكن لبيونغ يانغ تحويل هذه التسريبات إلى مكاسب عملية، مثل تحديد الأهداف العسكرية من خلال معرفة مواقع المنشآت الحساسة التي يمكن استهدافها أولاً في أي هجوم، أو تطوير أساليب التسلل عبر الثغرات التي كشفتها الصور والفيديوهات، أو إعادة تقييم قدراتها العسكرية مقارنة بالترسانة الجنوبية التي ظهرت علناً. وكانت كوريا الشمالية قد التزمت صمتاً لافتاً خلال الأزمة، قبل أن تعلن عبر إعلامها الرسمي أن «الجنوب غارق في الفوضى»، في إشارة إلى تحقيق مكاسب سياسية. كما أوقفت إطلاق البالونات المليئة بالقمامة نحو الجنوب مؤقتاً، ربما لمراقبة التطورات دون إثارة ردود فعل. وخلص تقرير الصحيفة إلى أنه رغم أن عزل الرئيس يون سوك يول أنهى فصلاً من الاضطرابات، فإن الجيش الكوري الجنوبي سيواجه تداعيات هذه التسريبات، التي قد تستغلها بيونغ يانغ لسنوات. والمؤكد أن الصراعات الداخلية لا تشكل تهديداً سياسياً فحسب، بل أيضاً ثغرة أمنية قد تُكلّف الأمة ثمناً باهظاً على المدى البعيد. aXA6IDk2LjI0MS40MS4xMCA= جزيرة ام اند امز US

الزعيم الكوري الشمالي يتفقد مشروع بناء "غواصة عاملة بالطاقة النووية" (صور)
الزعيم الكوري الشمالي يتفقد مشروع بناء "غواصة عاملة بالطاقة النووية" (صور)

النهار

time٠٨-٠٣-٢٠٢٥

  • سياسة
  • النهار

الزعيم الكوري الشمالي يتفقد مشروع بناء "غواصة عاملة بالطاقة النووية" (صور)

تفقد الزعيم كيم جونغ أون مشروع بناء غواصة تعمل بالطاقة النووية، وفق ما أفاد الإعلام الرسمي الكوري الشمالي السبت، مشددا على أن تعزيز بحرية بلاده بشكل "جذري"، يعد ركنا محوريا في السياسة الدفاعية لبيونغ يانغ. وأوردت وكالة الأنباء المركزية الكورية أن كيم زار أحواضاً لبناء السفن الحربية، من دون تقديم تفاصيل إضافية بشأن التاريخ أو المكان. وأشارت الى أنه "اطلع على بناء غواصة صواريخ موجهة استراتيجية تعمل بالطاقة النووية"، وهي إحدى الأهداف العسكرية الأساسية التي وردت في قائمة من الأسلحة المتطورة، كشف عنها في مؤتمر سابق للحزب الحاكم في البلاد. ورجحت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية بأن تكون الوكالة الشمالية تتحدث عن غواصة تعمل بالطاقة النووية قادرة على إطلاق صواريخ بالستية، مشيرة الى أنها المرة الأولى تتحدث فيها بيونغ يانغ، القوة النووية العسكرية، عن بناء غواصة كهذه. ونقلت وكالة الأنباء الكورية الشمالية عن كيم قوله إن "القدرات الدفاعية البحرية... سيتم إظهارها بشكل كامل في أي مياه ضرورية من دون قيد". وشدد على أن "تطوير القوة البحرية الى قوة نخبة مسلحة نوويا هو محور مهم في استراتيجية تطوير الدفاع الوطني". وكان الإعلام الرسمي في كوريا الشمالية أفاد في العام 2013 عن إطلاق أول "غواصة هجومية نووية تكتيكية". لكن الجيش الكوري الجنوبي قال في حينه إن هذه الغواصة قد لا تكون عاملة. ويرجح بأن كوريا الشمالية تملك ما بين 64 و86 غواصة، بحسب "مبادرة التهديد النووي"، وهي مركز بحثي في الولايات المتحدة، لكن الخبراء يشككون بأن تكون جميعها عاملة. والعلاقات بين شطري شبه الجزيرة الكورية هي في أدنى مستوياتها منذ أعوام، مع اتهام الجنوب للشمال بإرسال جنود للقتال الى جانب القوات الروسية في حرب أوكرانيا. واختبرت بيونغ يانغ الأسبوع الماضي إطلاق صواريخ كروز استراتيجية في البحر الأصفر، مؤكدة أن الهدف هو إظهار قدراتها على شنّ "هجوم مضاد". ومن المقرر أن تبدأ كوريا الجنوبية وحليفتها الولايات المتحدة مناورات "فريدوم شيلد" ("درع الحرية") في وقت لاحق من آذار/مارس. وفي وقت سابق من الشهر، رست حاملة الطائرات "يو أس أس كارل فينسون" في ميناء بوسان، في خطوة نددت بها كوريا الشمالية.

الزعيم الكوري الشمالي يتفقد مشروع بناء غواصة عاملة بالطاقة النووية
الزعيم الكوري الشمالي يتفقد مشروع بناء غواصة عاملة بالطاقة النووية

الرأي

time٠٨-٠٣-٢٠٢٥

  • سياسة
  • الرأي

الزعيم الكوري الشمالي يتفقد مشروع بناء غواصة عاملة بالطاقة النووية

تفقد الزعيم كيم جونغ أون مشروع بناء غواصة تعمل بالطاقة النووية، وفق ما أفاد الإعلام الرسمي الكوري الشمالي السبت، مشددا على أن تعزيز بحرية بلاده بشكل «جذري»، يعد ركنا محوريا في السياسة الدفاعية لبيونغ يانغ. وأوردت وكالة الأنباء المركزية الكورية أن كيم زار أحواضا لبناء السفن الحربية، من دون تقديم تفاصيل إضافية في شأن التاريخ أو المكان. وأشارت الى أنه «اطلع على بناء غواصة صواريخ موجهة استراتيجية تعمل بالطاقة النووية»، وهي إحدى الأهداف العسكرية الأساسية التي وردت في قائمة من الأسلحة المتطورة، كشف عنها في مؤتمر سابق للحزب الحاكم في البلاد. ورجحت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية بأن تكون الوكالة الشمالية تتحدث عن غواصة تعمل بالطاقة النووية قادرة على إطلاق صواريخ بالستية، مشيرة الى أنها المرة الأولى تتحدث فيها بيونغ يانغ، القوة النووية العسكرية، عن بناء غواصة كهذه. ونقلت وكالة الأنباء الكورية الشمالية عن كيم قوله إن «القدرات الدفاعية البحرية... سيتم إظهارها بشكل كامل في أي مياه ضرورية من دون قيد». وشدد على أن «تطوير القوة البحرية الى قوة نخبة مسلحة نوويا هو محور مهم في استراتيجية تطوير الدفاع الوطني». وكان الإعلام الرسمي في كوريا الشمالية أفاد في العام 2013 عن إطلاق أول «غواصة هجومية نووية تكتيكية». لكن الجيش الكوري الجنوبي قال في حينه إن هذه الغواصة قد لا تكون عاملة. ويرجح بأن كوريا الشمالية تملك ما بين 64 و86 غواصة، بحسب «مبادرة التهديد النووي»، وهي مركز بحثي في الولايات المتحدة، لكن الخبراء يشككون بأن تكون جميعها عاملة. والعلاقات بين شطري شبه الجزيرة الكورية هي في أدنى مستوياتها منذ أعوام، مع اتهام الجنوب للشمال بإرسال جنود للقتال الى جانب القوات الروسية في حرب أوكرانيا. واختبرت بيونغ يانغ الأسبوع الماضي إطلاق صواريخ كروز استراتيجية في البحر الأصفر، مؤكدة أن الهدف هو إظهار قدراتها على شنّ «هجوم مضاد». ومن المقرر أن تبدأ كوريا الجنوبية وحليفتها الولايات المتحدة مناورات «فريدوم شيلد» («درع الحرية») في وقت لاحق من مارس. وفي وقت سابق من الشهر، رست حاملة الطائرات «يو أس أس كارل فينسون» في ميناء بوسان، في خطوة نددت بها كوريا الشمالية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store