#أحدث الأخبار مع #لجنةالخمسيناليوم السابعمنذ 3 أيامترفيهاليوم السابع" ثمانينية سلماوي" .. الإنسان والرحلةالاحتفاء الكبير الذي شهدته الأوساط الثقافية والإعلامية خلال الأيام القليلة الماضية، بـ "ثمانينية " الكاتب الكبير والمبدع دوماً الأستاذ محمد سلماوي، هو تعبير صادق لا يقبل الزيف لواحد من رموز الثقافة المصرية والعربية. شرفت قبل أيام بحضور احتفالية المجلس الأعلى للثقافة بـ "ثمانينية سلماوي"، بحضور الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، وكوكبة من المثقفين والمفكرين والأدباء من مصر والوطن العربي، احتفاءً بمسيرة أحد أبرز أعمدة الثقافة المعاصرة، وأحد صناعها. كان تعبيراً صادقاً بحق من كل الحاضرين، تجاه الاستاذ سلماوي، الذي كان – ولازال- واحد من أبرز العقول التنويرية التي مزجت بين الثقافةِ والسياسةِ، فقد تنبَّأ بثورةِ ينايرَ في روايتِهِ "أجنحة الفراشة"، وكأنَّهُ يقرأُ مصيرَ الأوطانِ في حركةِ الفراشاتِ الطائرة، وحارب الإرهابَ في مسرحيةِ "الجنزير" قبلَ أن يكون محور العصرِ وسمته، وصاغ دستورَ مصر في اجتماعات لجنة الخمسينَ بلسانٍ مصري مبين يعبر عن الشخصية المصرية، بكل ما تملكه من عمق وبكل ما يشغل أبناءها من تطلعات. في كلمته الافتتاحية لاحتفالية وزارة الثقافة، وصف وزير الثقافة المناسبة بأنها "تشريف وواجب"، وأن الاحتفال لا يقتصر على بلوغ الثمانين من العمر، بل هو احتفاء بتجربة استثنائية في الإبداع والعطاء، فهو احتفال لتكريم رمز من رموزنا الثقافية، ونموذجًا نادرًا للمثقف الشامل، الذي جمع بين الإبداع الأدبي، والتنوير الفكري، والحضور الوطني والدور الدولي، وهو المبدع الذي لا يمثل مجرد كاتب، بل مؤسّسة ثقافية قائمة بذاتها". الرائع حقاً هو ما أعلنه د. أحمد هنو وزير الثقافة عن توجيه رسمي لإنتاج إحدى مؤلفات سلماوي المسرحية بالتعاون بين قطاع الإنتاج الثقافي والهيئة العامة لقصور الثقافة، كخطوة عملية لتكريم إبداعه وترسيخه في ذاكرة المسرح المصري والعربي. مفاجأة جديدة قدمها الأستاذ سلماوي خلال الاحتفال، حينما ألقى كلمته مقدماً لنص أدبي جديد تحت عنوان "حديث مع نفسي"، ليجسّد فيه مزجًا فريدًا بين التجربة الذاتية ورؤية المثقف لمجتمعه، في حوار بديع بينه وبين نفسه. فى اعتقادى أن "سلماوى" اكتسب إبداعاته ليس بموهبته فقط، ولكن بهذا الحجم الكبير من الذاكرة الوطنية والمجتمعية، التي كان نتاجاً لها. فقد نشأ في سياق تاريخي خصب بالتحولات المجتمعية مع نهاية الحرب العالمية الثانية، وبدأ مسيرته الأكاديمية بتدريس اللغة الإنجليزية وآدابها في كلية الآداب بجامعة القاهرة عام 1966، قبل أن ينتقل إلى بلاط صاحبة الجلالة، عندما إلتحق بـ "الأهرام" عام 1970 كمحرر للشؤون الخارجية بدعوة من الأستاذ الكبير محمد حسنين هيكل. ومنذ ذلك التوقيت، ظل اسم سلماوي حاضرًا بقوة في المشهد الصحفي والثقافي، فعمل كاتبًا وصحفيًا ومحررًا ومؤسسًا ورئيس تحرير لعدد من أهم الصحف، من بينها "الأهرام ويكلي" و"الأهرام إبدو"، كما أنه شغل مناصب ثقافية رفيعة، من بينها وكيل وزارة الثقافة للعلاقات الخارجية، فضلًا عن كونه رئيسًاكذلك رئاسته لاتحاد كتاب مصر، وتوليه منصب الأمين العام لاتحاد الأدباء والكتاب العرب، وأخيرًا أمينًا عامًا لاتحاد كتاب أفريقيا وآسيا. عظمة سلماوي في أنه واحد من جيل "عظماء المهنة"، الذين تتلمذوا على يد الأستاذ هيكل، وكان أحد أبرز كتاب "الأهرام"، قبل أن تطيح به جماعة الإخوان عام 2012 في مشهد وصفه كثيرون بأنه "نكسة ثقافية"، ردّ عليها التاريخ سريعًا بإعادته إلى صدارة المشهد الثقافي والفكري من جديد. كان لي شرف العمل تحت رئاسة الأستاذ سلماوي فى "المصري اليوم"، وهي الفترة التي كانت تموج بالأحداث المصيرية بعد ثورة 30 يونيو المجيدة. في هذا التوقيت كان الاستاذ حريصاً على حضور الإجتماع الصباحي للصحيفة، وإدارة حوار مع الحاضرين بكل موضوعية وقيم مهنية. هذا هو "سلماوي" الذي تحتفل الدولة المصرية ورموز الثقافة المصرية والعربية بثمانينته. ثمانون عامًا من النور، لم تُطفأ فيها شعلة العطاء يومًا، لمثقف لم يعزل نفسه مطلقاً عن قضايا وطنه، بل ظل في قلب الأحداث ، شاهدًا على التاريخ وصانعًا للمستقبل، وملهمًا – بروحه وحضوره الكبير - لأجيال قادمة من المبدعين.
اليوم السابعمنذ 3 أيامترفيهاليوم السابع" ثمانينية سلماوي" .. الإنسان والرحلةالاحتفاء الكبير الذي شهدته الأوساط الثقافية والإعلامية خلال الأيام القليلة الماضية، بـ "ثمانينية " الكاتب الكبير والمبدع دوماً الأستاذ محمد سلماوي، هو تعبير صادق لا يقبل الزيف لواحد من رموز الثقافة المصرية والعربية. شرفت قبل أيام بحضور احتفالية المجلس الأعلى للثقافة بـ "ثمانينية سلماوي"، بحضور الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، وكوكبة من المثقفين والمفكرين والأدباء من مصر والوطن العربي، احتفاءً بمسيرة أحد أبرز أعمدة الثقافة المعاصرة، وأحد صناعها. كان تعبيراً صادقاً بحق من كل الحاضرين، تجاه الاستاذ سلماوي، الذي كان – ولازال- واحد من أبرز العقول التنويرية التي مزجت بين الثقافةِ والسياسةِ، فقد تنبَّأ بثورةِ ينايرَ في روايتِهِ "أجنحة الفراشة"، وكأنَّهُ يقرأُ مصيرَ الأوطانِ في حركةِ الفراشاتِ الطائرة، وحارب الإرهابَ في مسرحيةِ "الجنزير" قبلَ أن يكون محور العصرِ وسمته، وصاغ دستورَ مصر في اجتماعات لجنة الخمسينَ بلسانٍ مصري مبين يعبر عن الشخصية المصرية، بكل ما تملكه من عمق وبكل ما يشغل أبناءها من تطلعات. في كلمته الافتتاحية لاحتفالية وزارة الثقافة، وصف وزير الثقافة المناسبة بأنها "تشريف وواجب"، وأن الاحتفال لا يقتصر على بلوغ الثمانين من العمر، بل هو احتفاء بتجربة استثنائية في الإبداع والعطاء، فهو احتفال لتكريم رمز من رموزنا الثقافية، ونموذجًا نادرًا للمثقف الشامل، الذي جمع بين الإبداع الأدبي، والتنوير الفكري، والحضور الوطني والدور الدولي، وهو المبدع الذي لا يمثل مجرد كاتب، بل مؤسّسة ثقافية قائمة بذاتها". الرائع حقاً هو ما أعلنه د. أحمد هنو وزير الثقافة عن توجيه رسمي لإنتاج إحدى مؤلفات سلماوي المسرحية بالتعاون بين قطاع الإنتاج الثقافي والهيئة العامة لقصور الثقافة، كخطوة عملية لتكريم إبداعه وترسيخه في ذاكرة المسرح المصري والعربي. مفاجأة جديدة قدمها الأستاذ سلماوي خلال الاحتفال، حينما ألقى كلمته مقدماً لنص أدبي جديد تحت عنوان "حديث مع نفسي"، ليجسّد فيه مزجًا فريدًا بين التجربة الذاتية ورؤية المثقف لمجتمعه، في حوار بديع بينه وبين نفسه. فى اعتقادى أن "سلماوى" اكتسب إبداعاته ليس بموهبته فقط، ولكن بهذا الحجم الكبير من الذاكرة الوطنية والمجتمعية، التي كان نتاجاً لها. فقد نشأ في سياق تاريخي خصب بالتحولات المجتمعية مع نهاية الحرب العالمية الثانية، وبدأ مسيرته الأكاديمية بتدريس اللغة الإنجليزية وآدابها في كلية الآداب بجامعة القاهرة عام 1966، قبل أن ينتقل إلى بلاط صاحبة الجلالة، عندما إلتحق بـ "الأهرام" عام 1970 كمحرر للشؤون الخارجية بدعوة من الأستاذ الكبير محمد حسنين هيكل. ومنذ ذلك التوقيت، ظل اسم سلماوي حاضرًا بقوة في المشهد الصحفي والثقافي، فعمل كاتبًا وصحفيًا ومحررًا ومؤسسًا ورئيس تحرير لعدد من أهم الصحف، من بينها "الأهرام ويكلي" و"الأهرام إبدو"، كما أنه شغل مناصب ثقافية رفيعة، من بينها وكيل وزارة الثقافة للعلاقات الخارجية، فضلًا عن كونه رئيسًاكذلك رئاسته لاتحاد كتاب مصر، وتوليه منصب الأمين العام لاتحاد الأدباء والكتاب العرب، وأخيرًا أمينًا عامًا لاتحاد كتاب أفريقيا وآسيا. عظمة سلماوي في أنه واحد من جيل "عظماء المهنة"، الذين تتلمذوا على يد الأستاذ هيكل، وكان أحد أبرز كتاب "الأهرام"، قبل أن تطيح به جماعة الإخوان عام 2012 في مشهد وصفه كثيرون بأنه "نكسة ثقافية"، ردّ عليها التاريخ سريعًا بإعادته إلى صدارة المشهد الثقافي والفكري من جديد. كان لي شرف العمل تحت رئاسة الأستاذ سلماوي فى "المصري اليوم"، وهي الفترة التي كانت تموج بالأحداث المصيرية بعد ثورة 30 يونيو المجيدة. في هذا التوقيت كان الاستاذ حريصاً على حضور الإجتماع الصباحي للصحيفة، وإدارة حوار مع الحاضرين بكل موضوعية وقيم مهنية. هذا هو "سلماوي" الذي تحتفل الدولة المصرية ورموز الثقافة المصرية والعربية بثمانينته. ثمانون عامًا من النور، لم تُطفأ فيها شعلة العطاء يومًا، لمثقف لم يعزل نفسه مطلقاً عن قضايا وطنه، بل ظل في قلب الأحداث ، شاهدًا على التاريخ وصانعًا للمستقبل، وملهمًا – بروحه وحضوره الكبير - لأجيال قادمة من المبدعين.