logo
#

أحدث الأخبار مع #لسوبرهيرو

جرائم الطفولة بين صدمة الواقع وأمل الحماية: من مأساة "ياسين" إلى ضرورة التحرك المجتمعي
جرائم الطفولة بين صدمة الواقع وأمل الحماية: من مأساة "ياسين" إلى ضرورة التحرك المجتمعي

الدستور

time٠١-٠٥-٢٠٢٥

  • الدستور

جرائم الطفولة بين صدمة الواقع وأمل الحماية: من مأساة "ياسين" إلى ضرورة التحرك المجتمعي

في ظل تصاعد جرائم الاعتداء الجنسي التي تستهدف الأطفال، أصبح الحديث عن حماية الطفولة ضرورة ملحة تستوجب تحركًا سريعًا وحاسمًا. فالقضية لم تعد مجرد حوادث فردية، بل أصبحت واقعًا يهدد البراءة ويستدعي وقفة مجتمعية وتشريعية حاسمة. ياسين.. قصة طفل تحول من ضحية لسوبرهيرو في واحدة من أبشع الجرائم التي تهدد براءة الطفولة، شهدت محافظة البحيرة أمس الأربعاء فصلًا مؤلمًا جديدًا، حيث أصدرت محكمة جنايات دمنهور – الدائرة الأولى، المنعقدة بمحكمة إيتاي البارود، حكمًا بالسجن المؤبد على مراقب مالي يبلغ من العمر 79 عامًا يعمل بإحدى المدارس الخاصة للغات بمدينة دمنهور، لإدانته بهتك عرض الطفل "ياسين" داخل أسوار المدرسة. لم تستغرق الجلسة الأولى وقتًا طويلًا، حيث فُصل في القضية بعد تعديل قيد ووصف الاتهام من "هتك عرض بدون استخدام القوة" إلى "هتك عرض بالقوة تحت التهديد"، ما رفع العقوبة إلى المؤبد بدلًا من السجن 7 سنوات فقط، في خطوة لاقت ترحيبًا شعبيًا واسعًا، وعكست توجهًا قضائيًا أكثر حزمًا تجاه الجرائم التي تستهدف الأطفال. مأساة متكررة.. من "ياسين" إلى "مريم" قضية "ياسين" لم تكن الأولى، ولن تكون الأخيرة، فقد عقبتها مأساة الطفلة "مريم"، وغيرها من القصص المؤلمة التي تكشف مدى هشاشة منظومة الحماية المحيطة بالأطفال. هذه الحوادث المتكررة تضع المجتمع أمام مسؤولية جسيمة، تتجاوز المطالبة بالعدالة، إلى ضرورة التغيير الفعلي في الثقافة والممارسة اليومية. هل القوانين كافية لحماية الطفل من جرائم الاعتداء الجنسي؟ رغم وجود تشريعات تعاقب على مثل هذه الجرائم، إلا أن ثغرات التطبيق، وضعف الوعي المجتمعي، وتردد الضحايا أو أسرهم في الإبلاغ، كلها عوامل تسهم في تفاقم الظاهرة. حماية الأطفال لم تعد مجرد واجب مؤسسي، بل مسؤولية جماعية تبدأ من البيت، وتصل إلى الإعلام، وتنتهي عند دوائر صنع القرار. العلامات التي لا يجب تجاهلها بحسب موقع Raising Children المتخصص، هناك إشارات تحذيرية مهمة يمكن أن تنبّه الأهل إلى احتمال تعرض أطفالهم للاعتداء الجنسي تغيرات سلوكية تشير لتعرض الطفل لاعتداء جنسي الخوف المفاجئ، الانسحاب الاجتماعي، أو العدوانية غير المبررة. التبول اللاإرادي، فقدان الاهتمام باللعب أو الدراسة. تجنب أشخاص أو أماكن بعينها، أو طرح أسئلة مريبة عن "الأسرار". مؤشرات جسدية لتعرض ابنك لاعتداء جنسي: صعوبة في الجلوس أو المشي، آلام غامضة، كدمات في مناطق حساسة، أو التهابات متكررة. هذه العلامات، خصوصًا إذا تكررت، تستوجب التدخل الفوري والدعم النفسي، وليس الاكتفاء بالتكتم أو نكران المشكلة. كيف نحمي أطفالنا من الاعتداء الجنسي؟ في مواجهة هذه الكوارث الصامتة، يوصي الخبراء بعدة خطوات وقائية ضرورية: الاستماع والاحتواء: طمأنة الطفل بأنه غير مخطئ، وتشجيعه على الحديث دون خوف. الروتين والأمان: الحفاظ على حياة يومية منظمة، تبعث الطمأنينة لدى الطفل. التدخل النفسي المبكر: الاستعانة باختصاصيين نفسيين لمعالجة آثار الصدمة. التثقيف المنزلي: الحديث مع الأطفال بلغة مناسبة عن جسدهم، وحقهم في الأمان، وكيفية طلب المساعدة. دور الإعلام والمجتمع وسائل الإعلام مطالبة بتسليط الضوء على هذه جرائم الاعتداء الجنسي للأطفال دون تهوين أو تهويل، وتقديم محتوى توعوي شامل. كما أن مؤسسات المجتمع المدني والجمعيات الحقوقية مطالبة بالضغط لتغليظ العقوبات وتفعيل آليات الإبلاغ والحماية، لا سيما في المدارس. حماية الطفولة مسؤولية لا تحتمل التأجيل جرائم الاعتداء على الأطفال لم تعد حالات فردية، بل ظاهرة تهدد حاضر المجتمع ومستقبله. الوقوف في وجهها يبدأ من الوعي داخل المنزل، ويمتد إلى مؤسسات التعليم والإعلام والقانون، فكل يوم تأخير في التحرك، يعني ضحية جديدة تصرخ في صمت.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store