منذ 2 أيام
عُمانتل ترسم ملامح المستقبل بتحول استراتيجي نحو الحلول التقنية الشاملة بسلطنة عُمان والمنطقة
مسقط - الدستور - مصطفى أحمد
نظّمت الشركة العُمانية للاتصالات -عُمانتل- اللقاء الإعلامي "رؤية فحياة"بحضور نخبة من ممثلي وسائل الإعلام المحلية والعربية ونشطاء التواصل الاجتماعي، إلى جانب الإدارة التنفيذية للشركة ورؤساء الشركات التابعة لها.
ويأتي هذا اللقاء ضمن جهود مجموعة عُمانتل لعرض منجزاتها ودورها في دعم التحول الرقمي وتعزيز التقنيات الحديثة لخدمة قطاع الأعمال والأفراد
وقد استُهل اللقاء بعرض مرئي قدّمه الرئيس التنفيذي لعُمانتل، طلال بن سعيد المعمري، استعرض خلاله أداء مجموعة عُمانتل وتحوّلها من مزوّد لخدمات الاتصالات التقليدية إلى مجموعة تقنية متكاملة تضم شركات تسهم في قيادة الابتكار الرقمي في المنطقة.
وأكد المعمري أن عُمانتل تواصل تعزيز بنيتها الأساسية وتوسيع نطاق خدماتها، وتبني حلول المستقبل بما يدعم التوجه نحو عالم أكثر ترابطا، مشيراً إلى التزام عُمانتل بترسيخ مكانة السلطنة كمركز إقليمي للاتصالات وتعزيز ريادة عُمانتل كمحرك رئيسي للتحول الرقمي في سلطنة عمان والمنطقة، مستندة إلى خبراتها العريقة وتطلعاتها الطموحة وتواجدها الإقليمي الواسع.
وأشار المعمري إلى أن عُمانتل أطلقت خلال العام الماضي استراتيجيتها الجديدة "بوابة إلى المستقبل" والتي تتضمن أربع ركائز استراتيجية تتمثل في تعزيز ريادة عُمانتل في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي وأن تكون عُمانتل مطور الابتكار في سلطنة عُمان والمنطقة وبناء منظومة متكاملة للمستقبل إضافة إلى تمكين الاستدامة في سلطنة عُمان.
وأكد الرئيس التنفيذي، طلال المعمري، أن عام 2024 كان بمثابة محطة تحول رئيسية للمجموعة، حيث تمكنت الشركة من تحقيق إنجازات بارزة في توسيع الشبكات والبنية الأساسية، بما في ذلك تغطية شبكة الجيل الرابع بنسبة 98% والجيل الخامس بنسبة 92%، إضافةً إلى توسعة شبكة الألياف البصرية إلى أكثر من 16,000 كم في جميع أنحاء السلطنة، لتوفير خدمات اتصالات عالية الجودة تعزز استدامة النمو الرقمي.
وفيما يتعلق بالبنية الأساسية الرقمية، سلط المعمري الضوء على ريادة مجموعة عُمانتل في إطلاق أول شبكة جيل خامس افتراضية، إلى جانب إدخال تقنية الحوسبة السحابية في الشبكة، وتطوير خدمات المكالمات عبر الواي فاي، فيما تمكنت عُمانتل من خلال مراكز البيانات التي تمتلكها والتي تستضيف محتوى العديد من شركات التقنية ومزودو المحتوى من خدمة حركة الإنترنت المحلية بنسبة 90%. كما شهد عام 2024م ربط 500,000 عداد ذكي للكهرباء و300,000 عداد ذكي للمياه بتقنيات إنترنت الأشياء، بما يعكس جهود عُمانتل ومبادراتها في تعزيز التحول الرقمي.
وأشار الرئيس التنفيذي لعُمانتل إلى أن عدد مشتركي المجموعة في مختلف الأسواق التي تخدمها في المنطقة تجاوز عتبة 54 مليون مشترك (شاملة عدد مشتركي مجموعة زين)، فيما بلغت إيرادات المجموعة أكثر من 3 مليارات ريال، موضحا بأن شبكة شركة زين عُمانتل الدولية - ذراع المجموعة لأعمال الجملة – من الوصلات البرية قد توسعت لتصل إلى 16 ألف كم تغطي العديد من الدول بمنطقة الشرق الأوسط بما يسهم في ترسيخ ريادة مجموعة عُمانتل وزين في مجال أعمال الجملة الإقليمية.
وفي إطار الجهود المتواصلة التي تبذلها عُمانتل لتعزيز البنية الأساسية الرقمية، أطلقت الشركة مؤخرًا مركز بيانات SN1 الذي يُعد ثاني مركز بيانات محايد في سلطنة عُمان وذلك بالتعاون مع شركة إيكونيكس العالمية Equinix. ويقع المركز في ولاية صلالة، وهو ما يسهم في تعزيز ارتباط سلطنة عُمان بالشبكات العالمية وترسيخ مكانة وأهمية صلالة المتنامية كمركز واعد للاتصالات في منطقة الشرق الأوسط حيث تخطط عُمانتل لإرساء عشرة كابلات بحرية دولية في ولاية صلالة، وهو ما سيجعلها ثاني أكثر المدن ارتباطًا في الشرق الأوسط.
وأكدت مجموعة عُمانتل التزامها الدائم بتحقيق نمو مستدام يعود بالنفع على الأفراد والشركات والمجتمعات في سلطنة عُمان وخارجها، وتحويل الأفكار الجريئة إلى حلول مبتكرة تحدث فرقًا حقيقيًا. فمع تقدمها بثقة نحو المستقبل، تواصل عُمانتل لعب دور أكبر في المشهد التقني على المستوى الإقليمي، مستندة إلى خبرتها العميقة، واستثماراتها الذكية، ونهجها المتكامل في الابتكار والتطوير.
وتؤدي منظومة الشركات التابعة لعمانتل وشراكاتها الاستراتيجية مع كبرى شركات التقنية العالمية دورًا محوريًا في دفع عجلة النمو المستدام وتشكيل المشهد التقني في سلطنة عُمان، فاليوم، تقدم شركة عمان داتا بارك خدماتها لأكثر من 700 عميل من الشركات، مساهمة بذلك في تعزيز ريادة عُمانتل ومكانتها كأبرز مزود لحلول تقنية المعلومات والاتصالات في سلطنة عُمان فيما استحوذت شركة تدوم على سبق الريادة في مجال حلول إنترنت الأشياء وخدمات المدن الذكية للمشروعات الوطنية الحيوية، وهو ما يُبرز خبرة عُمانتل العميقة في تمكين المدن الذكية والبنية الأساسية الرقمية المتقدمة.
وفي إطار دعم الابتكار وريادة الأعمال، دعمت عُمانتل مختبرات الابتكار وريادة الأعمال الرقمية للابتكار 30 شركة في عام 2024 في مجالات مثل التكنولوجيا المالية، الأمن السيبراني، وتكنولوجيا التعليم، إلى جانب توفير آليات تمويل متطورة بالتعاون مع صندوق المستقبل عمان. كما أطلقت الشركة مسرعات متخصصة لدعم الشركات الناشئة في مجالات الذكاء الاصطناعي والخدمات اللوجستية، وهو ما يسهم في تعزيز ريادة الأعمال الرقمية في السلطنة. مشيراً إلى أن القيمة السوقية للشركات التقنية الناشئة التي تم احتضانها بمختبرات عمانتل للابتكار وصلت إلى 172 مليون دولار أمريكي وأسهمت في توفير أكثر من 200 فرصة عمل جديدة، وهو ما يبرز نجاح المختبرات في تحقيق الأهداف المرسومة لها.
تحقيق الاستدامة والتقدم الاقتصادي
إلى جانب التحول الرقمي، تمضي مجموعة عُمانتل بثبات نحو تحقيق الاستدامة عبر مشاريع طاقة شمسية لتشغيل مراكز البيانات، وإعادة تدوير 200 طن من النفايات الإلكترونية، مع التزامها بخفض الانبعاثات وتحقيق الحياد الصفري بحلول 2050، إضافةً إلى خارطة طريق واضحة لتحسين كفاءة الطاقة وتقليل الأثر البيئي.
وفي إطار دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، بلغت القيمة الإجمالية للعقود المسندة لهذه المؤسسات 13.1 مليون ريال عماني، منها 2.5 مليون ريال عماني كعقود من الباطن، إلى جانب مساهمة عمانتل في المسؤولية الاجتماعية بمبلغ 2 مليون ريال عماني خلال السنوات الثلاث الماضية، وهو ما يعزز نمو الاقتصاد المحلي ويدعم الابتكار وريادة الأعمال. وكانت عمانتل قد دشنت مؤخرا تقريرها للاستدامة لعام 2024 والذي يعكس التزامها بالحوكمة الثلاثية المتمثلة في العناية بالبيئة والجوانب الاجتماعية والاقتصادية، ويتطرق التقرير إلى مبادرات الشركة المتواصلة والتزامها الاستراتيجي لدفع النمو الاستراتيجي وفي ذات الوقت إحداث تأثير إيجابي على المجتمع والبيئة.
كما أكد المعمري أن عُمانتل تواصل تمكين الكفاءات الوطنية عبر برامج تدريب وتأهيل متقدمة، حيث بلغت نسبة التعمين 94%، وتم توفير 71 وظيفة مباشرة للعمانيين خلال عام 2024، إضافةً إلى تدريب 182 خريجًا عبر برنامج "الجيل زد" منذ إطلاقه في 2020 وتوفير فرص تدريبية لعدد 625 خريج.
كما أطلقت الشركة برنامج نوفا لتمكين المرأة، إلى جانب مبادرة مشورة لدعم رواد الأعمال، من أجل الإسهام في بناء جيل جديد من القيادات التقنية في السلطنة.
واضاف لمعمري في اللقاء أن الابتكار هو الركيزة الأساسية لاستراتيجية النمو المستقبلية لعُمانتل، حيث قامت الشركة ببناء منظومة تقنية متكاملة تشمل حلول تقنية المعلومات والاتصالات، خدمات الحوسبة السحابية، الأتمتة المدعومة بالذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، وهو ما أسهم في تحقيق نمو بإيرادات وحدة تقنية المعلومات والاتصالات وقطاع الأعمال التجارية بنسبة 55.5% خلال العام الماضي.
كما أعلن الرئيس التنفيذي لعُمانتل عن مبادرة إستراتيجية جديدة لعُمانتل تهدف إلى دمج الاستثمارات التقنية تحت مظلة موحدة تشمل الحلول السحابية، والأمن السيبراني، وإنترنت الأشياء، والذكاء الاصطناعي، وذلك من أجل تعزيز قدرة المجموعة على تقديم حلول تقنية أكثر تكاملًا وكفاءة لدعم القطاعات الحيوية مثل الرعاية الصحية، التعليم، والخدمات الحكومية.
واختتم المعمري حديثه بالتأكيد على أن عُمانتل تواصل إعادة صياغة مفهوم التجارة الرقمية في السلطنة، حيث ستطلق منصة السوق الإلكترونية لدعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وتعزيز التجارة الإلكترونية عبر حلول لوجستية ومدفوعات رقمية متكاملة، مع خطط للتوسع إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مؤكداً بأن عمانتل تواصل مسيرتها نحو الابتكار الرقمي، عبر استراتيجيات طموحة تهدف إلى تعزيز مكانتها كمحرك رئيسي للتقدم التقني في سلطنة عمان والمنطقة.
منظومة ممكنة للاقتصاد الرقمي
وقد تضمن اللقاء الإعلامي حلقة نقاش مخصصة بعنوان "دور منظومة عُمانتل في تمكين الاقتصاد الرقمي"، ضمت ثلاثة من مسؤولي منظومة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتكنولوجيا في عُمانتل.