#أحدث الأخبار مع #لفريقلاكروسنورثروكلاند»الجريدة٢٦-٠٤-٢٠٢٥ترفيهالجريدةعندما تفقد الخوارزميات البوصلةلطالما أحببت الخوارزميات. كُنت أعتمد عليها باستمرار، لإطلاعي على المنتجات، والفعاليات، والخدمات التي قد تُحسِّن حياتي. هي التي أرشدتني إلى حذاء المشي الممتاز الذي ساعدني على علاج التهاب الأوتار، وأبلغتني بأن فرقة «رولينغ ستونز» ستُحيي حفلاً في دنفر خلال زيارتي لها في يونيو الماضي. بفضل الخوارزميات، قرأت كُتباً رائعة، وحضرت مسرحيات مُذهلة، وجرَّبت أطعمة لم أكن لأعرفها من دونها. كنت أؤمن - ولا أزال إلى حدٍّ ما - بأن الحياة بلا خوارزميات تكاد تكون مستحيلة. ثم جاء ذاك الإشعار الغريب: «ليلة العشاء الكوميدي لفريق لاكروس نورث روكلاند». دعوني أوضح، في عام 1921 بدأ بائع كُتب عتيقة مجري شهير في بيع صفحات منفصلة من إحدى نسخ إنجيل غوتنبرغ الـ41 المتبقية. كثيرون اعتبروا ذلك فعلاً مشيناً، لكنه رأى فيه وسيلة لإتاحة الفرصة للناس العاديين لرؤية تلك الصفحات حول العالم- كما كان ذلك مُربحاً جداً أيضاً. أحد أقارب الصحافي الأسترالي مايكل فيستوناي، نشر أخيراً كتاباً عن تلك الحادثة بعنوان «شظايا نبيلة»، وألقى الأسبوع الماضي محاضرة عنه في نادي غرويلييه الشهير في مانهاتن، وهو نادٍ مكرَّس لعشاق الكُتب من كل الأنواع- بالضبط النوع من الفعاليات التي أُحب حضورها. قُمت بتنزيل تذاكر المحاضرة من خدمة إلكترونية أعتمد عليها دوماً، لكن في أسفل الصفحة ظهرت لي توصيات لفعاليات «قد تهمك». أولها، نعم، «ليلة العشاء الكوميدي لفريق لاكروس نورث روكلاند». ليس هذا فحسب: ظهرت أيضاً دعوات في إحدى الحانات، وعرض كوميدي تقدمه فرقة «غروفي وورلد» في مقاطعة ويستتشستر. أقل ما يُقال إن هذه التوصيات أقلقتني. لم أتمكَّن من فهم السبب الذي قد يدفع خوارزمية ما للاعتقاد بأن مَنْ يذهب إلى محاضرة حول بائع كُتب مجري مزَّق إنجيلاً نادراً قد يكون مهتماً بعشاء كوميدي لجمع التبرعات لفريق لاكروس محلي. ولا أقصد هنا الإساءة إلى مقاطعة روكلاند- وهي مكان محترم يقع عبر النهر من بلدتي- ولا إلى فكرة العشاء الكوميدي، لكن دعونا ننظر إلى الأمر من زاوية معاكسة: لو أن شخصاً يحب الكوميديا اشترى تذكرة لحضور تلك الليلة، ثم اقترحت عليه الخوارزمية حضور محاضرة عن خفايا عائلة صحافي أسترالي وإنجيل غوتنبرغ الممزق، فلا شك أنه سيتساءل كما تساءلت: «هل فقدت الخوارزميات صوابها؟». الموضوع لا يتوقف عند هذا الحد. أخيراً، اقترحت عليَّ منصة StubHub حضور حفل للمغني بيلي جويل. لكن أي شخص تابع نشاطي الرقمي يعلم أنني أرى في بيلي جويل مبعوثاً للشيطان. أما «نتفليكس»، فقد رشَّحت لي فيلماً عن وابل نيازك غامض في فنلندا- وأنا لا أهوى لا الفنلنديين ولا النيازك. الخلاصة واضحة: هناك خلل في خوارزمياتي. إما أن أجهزتي بدأت تتعطَّل، أو أن المجتمع بأكمله يشهد انهياراً خوارزمياً، حيث انفصلت التوصيات عن ذوق الناس الحقيقي. ولا أريد أن أتخيل إلى أين قد يقودنا هذا. ومع ذلك، أنصح فعلاً بقراءة قصة فيستوناي. فقد ساعدت عائدات بيع صفحات الإنجيل عائلة الكتب القديمة على الهروب من المجر بعد الحرب العالمية الثانية، وافتتاح مطعم شهير في سيدني. قصة مذهلة- لا تتطلب خوارزميات. * جو كوينان
الجريدة٢٦-٠٤-٢٠٢٥ترفيهالجريدةعندما تفقد الخوارزميات البوصلةلطالما أحببت الخوارزميات. كُنت أعتمد عليها باستمرار، لإطلاعي على المنتجات، والفعاليات، والخدمات التي قد تُحسِّن حياتي. هي التي أرشدتني إلى حذاء المشي الممتاز الذي ساعدني على علاج التهاب الأوتار، وأبلغتني بأن فرقة «رولينغ ستونز» ستُحيي حفلاً في دنفر خلال زيارتي لها في يونيو الماضي. بفضل الخوارزميات، قرأت كُتباً رائعة، وحضرت مسرحيات مُذهلة، وجرَّبت أطعمة لم أكن لأعرفها من دونها. كنت أؤمن - ولا أزال إلى حدٍّ ما - بأن الحياة بلا خوارزميات تكاد تكون مستحيلة. ثم جاء ذاك الإشعار الغريب: «ليلة العشاء الكوميدي لفريق لاكروس نورث روكلاند». دعوني أوضح، في عام 1921 بدأ بائع كُتب عتيقة مجري شهير في بيع صفحات منفصلة من إحدى نسخ إنجيل غوتنبرغ الـ41 المتبقية. كثيرون اعتبروا ذلك فعلاً مشيناً، لكنه رأى فيه وسيلة لإتاحة الفرصة للناس العاديين لرؤية تلك الصفحات حول العالم- كما كان ذلك مُربحاً جداً أيضاً. أحد أقارب الصحافي الأسترالي مايكل فيستوناي، نشر أخيراً كتاباً عن تلك الحادثة بعنوان «شظايا نبيلة»، وألقى الأسبوع الماضي محاضرة عنه في نادي غرويلييه الشهير في مانهاتن، وهو نادٍ مكرَّس لعشاق الكُتب من كل الأنواع- بالضبط النوع من الفعاليات التي أُحب حضورها. قُمت بتنزيل تذاكر المحاضرة من خدمة إلكترونية أعتمد عليها دوماً، لكن في أسفل الصفحة ظهرت لي توصيات لفعاليات «قد تهمك». أولها، نعم، «ليلة العشاء الكوميدي لفريق لاكروس نورث روكلاند». ليس هذا فحسب: ظهرت أيضاً دعوات في إحدى الحانات، وعرض كوميدي تقدمه فرقة «غروفي وورلد» في مقاطعة ويستتشستر. أقل ما يُقال إن هذه التوصيات أقلقتني. لم أتمكَّن من فهم السبب الذي قد يدفع خوارزمية ما للاعتقاد بأن مَنْ يذهب إلى محاضرة حول بائع كُتب مجري مزَّق إنجيلاً نادراً قد يكون مهتماً بعشاء كوميدي لجمع التبرعات لفريق لاكروس محلي. ولا أقصد هنا الإساءة إلى مقاطعة روكلاند- وهي مكان محترم يقع عبر النهر من بلدتي- ولا إلى فكرة العشاء الكوميدي، لكن دعونا ننظر إلى الأمر من زاوية معاكسة: لو أن شخصاً يحب الكوميديا اشترى تذكرة لحضور تلك الليلة، ثم اقترحت عليه الخوارزمية حضور محاضرة عن خفايا عائلة صحافي أسترالي وإنجيل غوتنبرغ الممزق، فلا شك أنه سيتساءل كما تساءلت: «هل فقدت الخوارزميات صوابها؟». الموضوع لا يتوقف عند هذا الحد. أخيراً، اقترحت عليَّ منصة StubHub حضور حفل للمغني بيلي جويل. لكن أي شخص تابع نشاطي الرقمي يعلم أنني أرى في بيلي جويل مبعوثاً للشيطان. أما «نتفليكس»، فقد رشَّحت لي فيلماً عن وابل نيازك غامض في فنلندا- وأنا لا أهوى لا الفنلنديين ولا النيازك. الخلاصة واضحة: هناك خلل في خوارزمياتي. إما أن أجهزتي بدأت تتعطَّل، أو أن المجتمع بأكمله يشهد انهياراً خوارزمياً، حيث انفصلت التوصيات عن ذوق الناس الحقيقي. ولا أريد أن أتخيل إلى أين قد يقودنا هذا. ومع ذلك، أنصح فعلاً بقراءة قصة فيستوناي. فقد ساعدت عائدات بيع صفحات الإنجيل عائلة الكتب القديمة على الهروب من المجر بعد الحرب العالمية الثانية، وافتتاح مطعم شهير في سيدني. قصة مذهلة- لا تتطلب خوارزميات. * جو كوينان