#أحدث الأخبار مع #لكورزويلبوابة الأهرام٢١-٠٤-٢٠٢٥علومبوابة الأهرامما زالوا يحلمون بالخلود؟!لن يمضي وقت طويل حتى تدرك البشرية أن الذكاء الاصطناعي الذي تحتفي به حاليًا أيما احتفاء، وترى فيه نقلة مذهلة في مناحي الحياة، خطر وجودي على هويتها، بل وما تبقى لها من إنسانيتها.. فهو من دون شك سلاح ذو حدين، فالتطورات المذهلة التي تتحقق بفضل الذكاء الاصطناعي، بما لديه القدرة على إحداث ثورة في مختلف الصناعات، وحل المشكلات المعقدة، وعلاج الأمراض المستعصية، جعلت سقف التوقعات منه لا سقف لها، حتى وإن اصطدمت بالسنن الكونية.. ومن بين هذه التطلعات، ادعاء أن البشر يمكنهم بفضل الذكاء الاصطناعي، والروبوتات النانوية؛ أن يحققوا حلم الخلود للبشر!! يتزعم هذه "التطلعات" عالم كمبيوتر شهير يدعى راي كورزويل، صاحب نظرية حتمية اندماج الدماغ البشري في التكنولوجيا، والمعروف بتوقعاته الجريئة، رغم فشل بعضها، وتنبع ثقته من سجله الحافل بالتنبؤات التكنولوجية، بما في ذلك صعود أجهزة الكمبيوتر المحمولة والهواتف الذكية وتطور الذكاء الاصطناعي. هذا الادعاء يثير جدلًا واسعًا بين العلماء والفلاسفة، بين من يراه حلمًا قابلاً للتحقق، ومن يعتبره خيالًا علميًا أقرب إلى الأساطير، لكن الأمر الذي لا ريب فيه أن مجرد التفكير في إطالة عمر البشر، ومن ثم تحقيق الخلود، أمر يصطدم تمامًا مع ثوابت الدين الحنيف، بل وكل الأديان السماوية.. فمن المتعارف عليه طبيًا، أن التطورات الحديثة في مجال الطب، يمكنها ببساطة تحسين نوعية حياة المرضى وتخفيف معاناتهم، بحيث يحيوا حياة شبه طبيعية، ولا يعني ذلك مطلقًا إطالة أعمارهم، لأن ذلك بأمر الله وحده "وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلَا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ".. فإنى لكورزويل ومن سار على نهجه إطالة عمر البشر، بل وتحقيق حلم الخلود الأبدي لهم في الحياة الدنيا، وهو وغيره من دون شك "وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا ".. بالمناسبة، حلم الخلود قديم، قدم البشرية نفسها، وقد أشار إليه القرآن الكريم في قوله تعالى "يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ ۗ " ولكنها "شطحات" العلم "وعلمانيته" التي لا تعتد في الغرب، بأي ثوابت دينية، وبالتالي لا تضع سقفًا لطموحاتها.. نعود إلى الأساس العلمي لادعاء كورزويل، إذ يتوقع أن الذكاء الاصطناعي أنه سيصل إلى "التفرد التكنولوجي" بحلول عام 2045، وهي النقطة التي يتجاوز فيها الذكاء الاصطناعي ذكاء الإنسان نفسه، لكنه يعتقد أنه بحلول عام 2030، سيكون هناك ذكاء اصطناعي قوي بما يكفي لتحليل الدماغ البشري بدقة، والتفاعل مع وظائفه، وربما حتى إعادة بناء ونسخ الوعي البشري رقميًا. يشير كورزويل إلى تطور الروبوتات الدقيقة التي يمكن أن تدخل الجسم، وتصلح الأنسجة والخلايا، بل وحتى تعالج الشيخوخة من الداخل، هذه الروبوتات ستقوم بإصلاح الخلايا التالفة، ما قد يطيل عمر الإنسان إلى ما لا نهاية، من الناحية النظرية، كما يظن ويزعم.. واحدة من الأفكار المثيرة أيضًا لكورزويل هي "رفع العقل"، أي نسخ محتويات الدماغ "من ذكريات، ووعي، والشخصية" إلى وسيط رقمي، سواء لحفظه أو تشغيله على نظام ذكاء اصطناعي، وبهذه الطريقة، يمكن للإنسان أن "يعيش" إلى الأبد في صورة رقمية!.. رغم الطموح الهائل، يشكك العديد من العلماء في إمكانية تحقيق هذه التوقعات، فالفهم الحالي للدماغ البشري ما زال محدودًا، ولم يتم بعد تحديد موقع الوعي أو كيفية نقله رقميًا، كما أن قضايا فلسفية وأخلاقية تظهر، منها مثلا: هل النسخة الرقمية هي فعلًا "أنت"؟ أم مجرد محاكاة تشبهك؟.. إن تحقيق "الخلود" حتى ولو بعد ألف عام طموح يتجاوز حد "السفه" في الخيال، لكن ما هو مؤكد أن التطورات في الذكاء الاصطناعي والطب ستغير جذريًا من مفهوم الحياة والشيخوخة، دون أن يعني ذلك إطالة العمر ولو لحظة واحدة "وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ ۖ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً ۖ وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ".. ويقول رب العزة مخاطبًا نبيه "وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ ۖ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ"..
بوابة الأهرام٢١-٠٤-٢٠٢٥علومبوابة الأهرامما زالوا يحلمون بالخلود؟!لن يمضي وقت طويل حتى تدرك البشرية أن الذكاء الاصطناعي الذي تحتفي به حاليًا أيما احتفاء، وترى فيه نقلة مذهلة في مناحي الحياة، خطر وجودي على هويتها، بل وما تبقى لها من إنسانيتها.. فهو من دون شك سلاح ذو حدين، فالتطورات المذهلة التي تتحقق بفضل الذكاء الاصطناعي، بما لديه القدرة على إحداث ثورة في مختلف الصناعات، وحل المشكلات المعقدة، وعلاج الأمراض المستعصية، جعلت سقف التوقعات منه لا سقف لها، حتى وإن اصطدمت بالسنن الكونية.. ومن بين هذه التطلعات، ادعاء أن البشر يمكنهم بفضل الذكاء الاصطناعي، والروبوتات النانوية؛ أن يحققوا حلم الخلود للبشر!! يتزعم هذه "التطلعات" عالم كمبيوتر شهير يدعى راي كورزويل، صاحب نظرية حتمية اندماج الدماغ البشري في التكنولوجيا، والمعروف بتوقعاته الجريئة، رغم فشل بعضها، وتنبع ثقته من سجله الحافل بالتنبؤات التكنولوجية، بما في ذلك صعود أجهزة الكمبيوتر المحمولة والهواتف الذكية وتطور الذكاء الاصطناعي. هذا الادعاء يثير جدلًا واسعًا بين العلماء والفلاسفة، بين من يراه حلمًا قابلاً للتحقق، ومن يعتبره خيالًا علميًا أقرب إلى الأساطير، لكن الأمر الذي لا ريب فيه أن مجرد التفكير في إطالة عمر البشر، ومن ثم تحقيق الخلود، أمر يصطدم تمامًا مع ثوابت الدين الحنيف، بل وكل الأديان السماوية.. فمن المتعارف عليه طبيًا، أن التطورات الحديثة في مجال الطب، يمكنها ببساطة تحسين نوعية حياة المرضى وتخفيف معاناتهم، بحيث يحيوا حياة شبه طبيعية، ولا يعني ذلك مطلقًا إطالة أعمارهم، لأن ذلك بأمر الله وحده "وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلَا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ".. فإنى لكورزويل ومن سار على نهجه إطالة عمر البشر، بل وتحقيق حلم الخلود الأبدي لهم في الحياة الدنيا، وهو وغيره من دون شك "وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا ".. بالمناسبة، حلم الخلود قديم، قدم البشرية نفسها، وقد أشار إليه القرآن الكريم في قوله تعالى "يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ ۗ " ولكنها "شطحات" العلم "وعلمانيته" التي لا تعتد في الغرب، بأي ثوابت دينية، وبالتالي لا تضع سقفًا لطموحاتها.. نعود إلى الأساس العلمي لادعاء كورزويل، إذ يتوقع أن الذكاء الاصطناعي أنه سيصل إلى "التفرد التكنولوجي" بحلول عام 2045، وهي النقطة التي يتجاوز فيها الذكاء الاصطناعي ذكاء الإنسان نفسه، لكنه يعتقد أنه بحلول عام 2030، سيكون هناك ذكاء اصطناعي قوي بما يكفي لتحليل الدماغ البشري بدقة، والتفاعل مع وظائفه، وربما حتى إعادة بناء ونسخ الوعي البشري رقميًا. يشير كورزويل إلى تطور الروبوتات الدقيقة التي يمكن أن تدخل الجسم، وتصلح الأنسجة والخلايا، بل وحتى تعالج الشيخوخة من الداخل، هذه الروبوتات ستقوم بإصلاح الخلايا التالفة، ما قد يطيل عمر الإنسان إلى ما لا نهاية، من الناحية النظرية، كما يظن ويزعم.. واحدة من الأفكار المثيرة أيضًا لكورزويل هي "رفع العقل"، أي نسخ محتويات الدماغ "من ذكريات، ووعي، والشخصية" إلى وسيط رقمي، سواء لحفظه أو تشغيله على نظام ذكاء اصطناعي، وبهذه الطريقة، يمكن للإنسان أن "يعيش" إلى الأبد في صورة رقمية!.. رغم الطموح الهائل، يشكك العديد من العلماء في إمكانية تحقيق هذه التوقعات، فالفهم الحالي للدماغ البشري ما زال محدودًا، ولم يتم بعد تحديد موقع الوعي أو كيفية نقله رقميًا، كما أن قضايا فلسفية وأخلاقية تظهر، منها مثلا: هل النسخة الرقمية هي فعلًا "أنت"؟ أم مجرد محاكاة تشبهك؟.. إن تحقيق "الخلود" حتى ولو بعد ألف عام طموح يتجاوز حد "السفه" في الخيال، لكن ما هو مؤكد أن التطورات في الذكاء الاصطناعي والطب ستغير جذريًا من مفهوم الحياة والشيخوخة، دون أن يعني ذلك إطالة العمر ولو لحظة واحدة "وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ ۖ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً ۖ وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ".. ويقول رب العزة مخاطبًا نبيه "وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ ۖ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ"..