logo
#

أحدث الأخبار مع #للجائزةالعالميةللروايةالعربيةالبوكر

محمد سمير ندا.. مصرى وصل للبوكر
محمد سمير ندا.. مصرى وصل للبوكر

اليوم السابع

time٢٤-٠٤-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • اليوم السابع

محمد سمير ندا.. مصرى وصل للبوكر

ابن أديب لمع اسمه في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، واليوم يسعى لرفع اسم مصر عاليًا بروايته "صلاة القلق"، التي رُشِّحت للقائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية "البوكر" 2025. رواية قد يعتقد القارئ أنها نوع من الخيال، لكنها في الحقيقة تنبش جراح العالم العربي، بالحديث عن أحداث نكسة يونيو عام 1967، لذا فمن حق القارئ الذي تأثر بالرواية، أن يعرف أكثر عن مؤلف الرواية، وكيف كانت حياته، وأبرز أعماله. وُلِد محمد سمير ندا عام 1978 في بغداد، وقد تربى في بيئة ثقافية، فوالده هو الصحفي والأديب سمير ندا، أحد الأدباء المصريين اللامعين في ستينيات القرن الماضي، وله العديد من الروايات والمسرحيات، منها: "الشفق، حارة الأشراف، وقائع استشهاد إسماعيل النوحي، الشروق من العرب، والله زمان، لن نموت مرتين..."، كما أخرج عدة أفلام تسجيلية.. بالإضافة إلى عمله في الصحف والمجلات العربية. أما والدته كانت تعمل في المؤسسات الثقافية الحكومية، قضى محمد سنوات طفولته الأولى في بغداد، ثم عاد مع عائلته إلى مصر في الفترة ما بين عامي 1985 و1990، حيث سافروا إلى طرابلس، ثم عادوا مرة أخرى إلى مصر عام 1995، لكن يبدو أنه سافر مع عائلته باستمرار، إذ زار لبنان، وفرنسا، ومالطا، بحكم عمل والده. تخرج محمد في كلية التجارة، وعمِل محاسبًا في القطاع السياحي، بدأ محمد الكتابة في سنٍّ مبكرة، لكنه نشر أولى رواياته عام 2016، تحت عنوان: "مملكة مليكة"، والتي تحكي عن شابٍّ قرر البحث عن جده المختفي منذ عام 1972.. ويحكي الكتاب أن والده قرأ ثلثها وأعطاه إشارة البدء بالكتابة. أما روايته الثانية فصدرت عام 2021، تحت عنوان: "بوح الجدران"، ويحكي الكاتب أنه تأثر بحياته في بغداد، وأنه مزج في هذه الرواية بين الخيال والواقع، من خلال كتابته جزءٍ من حياة والده. أما الرواية الثالثة، فهي رواية "صلاة القلق"، والمرشحة عن جدارة للفوز بالبوكر لهذا العام.. والتي ستُعلن نتيجتها بعد قليل.

أيمن رجب: التاريخ المصري يحمل دائمًا دروسًا في الصمود والمقاومة
أيمن رجب: التاريخ المصري يحمل دائمًا دروسًا في الصمود والمقاومة

بوابة ماسبيرو

time١٥-٠٤-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • بوابة ماسبيرو

أيمن رجب: التاريخ المصري يحمل دائمًا دروسًا في الصمود والمقاومة

استضاف برنامج "يُحكى أن." الكاتب أيمن رجب طاهر، للحديث عن روايته التاريخية "المشعَلجي"، التي وصلت إلى القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر 2025). تتناول الرواية حقبة مهمة من تاريخ مصر، وهي ثورة 1919، وكفاح المصريين ضد الاحتلال الإنجليزي. وتسلط الضوء على دور الشعب المصري في المقاومة، من خلال شخصية "المشعَلجي"، الذي كان يعمل على إشعال مصابيح الشوارع ليلاً، ليكون شاهدًا على أحداث تاريخية عاشها. وأوضح رجب أن الرواية تبدأ من ثورة أحمد عرابي مرورًا بثورة سعد زغلول، لتعكس التغيرات الاجتماعية والسياسية التي مرت بها مصر خلال هذه الفترة، وأشار إلى أن التوازن بين الخيال الروائي والوقائع التاريخية كان تحديًا كبيرًا، مؤكدًا أن التمسك بالحقائق التاريخية كان أساسيًا لضمان مصداقية العمل. تطرق الكاتب إلى صمود الشعب المصري عبر التاريخ ضد أي محتل، قائلاً: "المصريون دائمًا ما يتكاتفون في أوقات المحن، وهذا ما جسّدته الرواية من خلال وحدة الشعب في مواجهة الاحتلال"، كما أكد أن التاريخ المصري مليء بالبطولات التي تثبت تمسك المصريين بهويتهم وأرضهم. يذاع برنامج "يحكى أن" على قناة مصر الأولى، تقديم رانيا السيد .

"العظماء يموتون في أفريل" إصدار جديد للروائية أميرة غنيم في الذكرى 25 لوفاة الزعيم بورقيبة
"العظماء يموتون في أفريل" إصدار جديد للروائية أميرة غنيم في الذكرى 25 لوفاة الزعيم بورقيبة

تورس

time٠٦-٠٤-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • تورس

"العظماء يموتون في أفريل" إصدار جديد للروائية أميرة غنيم في الذكرى 25 لوفاة الزعيم بورقيبة

وبينت أن الهدف من الرواية ليس تناول الجانب التاريخي، (فذلك متروك للمؤرخين) بل التطرق إلى الجانب الإنساني في مسيرة الراحل، من أجل تخليد الذاكرة الجماعية وإطلاع الشباب بالخصوص وكل قراء الرواية، على تاريخ بورقيبة وجزء كبير من حياة باني تونس الحديثة. .وكشفت أميرة غنيم عن بعض ملامح هذه الرواية التي ستكون متاحة للقراء موفى الشهر الحالي في معرض تونس الدولي للكتاب (25 أفريل / 4 ماي 2025) فبينت أنها ستقدم من خلالها جوانب من حياة بورقيبة وهو "يتكلم على سرير الموت" وهي حكايات منقولة عن شخص عاش معه ال13 سنة الأخيرة من حياته (حين كان شبه سجين في دار الوالي بمسقط رأسه مدينة المنستير) وهي الممرضة "سعاد" التي تابعها القراء في روايتها السابقة "تراب سخون"، وتتضمن الأحداث جانبا من أماني بورقيبة، ولا علاقة لها بما حصل في الواقع وفق الكاتبة. وأضافت الروائية في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء أنها تناولت في هذا العمل حياة بورقيبة من طفولته المبكرة إلى غاية يوم 1 جوان 1955 تاريخ عودته من فرنسا مع وثيقة الاستقلال الداخلي لتونس. وعن الأحداث التي تناولتها، أوضحت أنها اطلعت على ما دونه المؤرخون، فتبين لها أن فترة ما بعد الأربعينات "بقي فيها فراغات" لم يتناولها المؤرخون، مما يمثل ساحة واسعة للخيال، لذلك جاءت هذه الرواية مزيجا بين الواقعي والتخييلي. وكانت أميرة غنيم أعلنت عن صدور الرواية عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك قائلة : اليوم تكون مرّت 25 سنة على موتة بورقيبة الثانية. موتته الأولى كانت بتاريخ السابع من نوفمبر 1987 حين أكرهه الخروج القسريّ من الحكم على الصمت المُطبق. وأشارت الروائية والأستاذة الجامعية أميرة غنيم أنه "طيلة الأعوام الثلاثة عشر التي قضّاها سجينًا في منفاه الأخير بدار الوالي بالمنستير ، مسقط رأسه، ظلّ بورقيبة صامتًا كالجثمان. هذا ما تقوله لنا وثائق التاريخ، لكنّ التخييل الروائيّ له دائما قول آخر". وتتساءل : ماذا لو تكلّم الزعيم من منفاه؟ ماذا لو طوى المسافة بين القائد الفذّ الذي كان عليه والشيخ المريض الذي آل إليه، فروى نُتَفًا من حياةٍ حزينة لم تصل إليها الأضواء، أو فصولا مجيدة من تاريخٍ غير رسميّ لا دليل للمؤرّخين عليه؟ ثمّ ماذا لو أصغت أذن نبيهة لما رواه الزعيم، فحفظته من التلاشي؟ ماذا لو نقلت لنا رحلته بين أحلامه الصغيرة وهمومه الكبيرة، وبطولاته وخيباته وانتصاراته؟ في هذه الرواية، يخوض بورقيبة، وفق غنيم، معركته الأخيرة ضدّ الشيخوخة وضدّ الموت والنسيان. يُحاور ماضيه ويفتح جراحَه ويوسع صدره لأسئلة قديمة ظلّت بلا جواب. ومن خلال ذكريات رئيسٍ معزولٍ في نهاية العمر يطرح النصّ أسئلة السلطة وحساباتها ويرفع السُجف عن الذات البشريّة وتناقضاتها، ويسطّر المفارقات بين الماثل في المرآة والقابع في ظلمات الأنفس وأهوائها مستكشفا في كلّ ذلك وجهَ الإنسان خلف أيقونة الرمز، ومركزيّة الجانب الحميميّ في صناعة المصير الجماعيّ. ووفق تقديم هذا الإصدار، فإن الرواية تضع بين يدي القارئ إرثًا معقّدا يختلط فيه الواقع بالخيال، والإعجاب بالنفور، والبطل الملحميّ بالإنسان البسيط العاديّ. وجدير بالذكر أن هذه الرواية هي الرابعة في رصيد أميرة غنيم بعد "نازلة دار الأكابر" التي بلغت القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية "البوكر" وترجمت إلى الانقليزية والإيطالية والفرنسية ونالت عديد الجوائز في تونس وخارجها، فضلا عن روايتي "الملف الأصفر" و"تراب سخون" . الأخبار

"خصوبة الشر".. سرد 60 عاما من الذاكرة الجزائرية بأسلوب الرواية السوداء
"خصوبة الشر".. سرد 60 عاما من الذاكرة الجزائرية بأسلوب الرواية السوداء

الجزيرة

time٠٥-٠٣-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • الجزيرة

"خصوبة الشر".. سرد 60 عاما من الذاكرة الجزائرية بأسلوب الرواية السوداء

يُعد "عمارة لخوص" كاتبا مقيما في الترحال والمنفى الاختياري، يحلق بأكثر من جناح في سماء الإبداع، وينهل من ثقافات متنوعة، ويكتب بأكثر من لغة، مما منح رواياته وأسلوبه ثراء خاصا، وفتح أمامه آفاقا إبداعية جديدة، وجعله "يفكر خارج الصندوق"، لذلك فهو يعتبر أن "الهوية ليست قالبا ثابتا، بل حالة ديناميكية تتغير وتتوسع مع التجارب والاحتكاك بالثقافات المختلفة". ولعل انفتاح تجربته الإبداعية الأدبية واحتكاكه بثقافات مختلفة، هي التي صبغت شخصيات رواياته بالنزعة الإنسانية مهما كان اللسان الذي تنطق به، وحملت بذرة النجاح واللهفة التي استقبلت بها أعماله في شتى اللغات التي ترجمت لها، تأصيلا لمفهوم الإبداع والهوية التي لا يعتبرها "سجنا وقدرا محتوما مكتملا"، بل "أفقا مفتوحا، كلما وسعناه، ازداد فهمنا لأنفسنا وللآخرين". ولأننا "لا نسكن إلا الأماكن التي نغادرها" كما يقول الشاعر الفرنسي "رونيه شار"، فقد كانت المسافة التي فرضتها الهجرة على لخوص "فرصة ثمينة لفهم أعمق للجزائر وللجزائريين"، لأن الابتعاد عن الجزائر ورؤيتها من الخارج جعله يرى تفاصيل لم يكن يلتقطها من قبل، كأنه يقف أمام المرآة لأول مرة، فيرى بوضوح ما كان غائبا عن ناظريه. إعلان وتعتبر روايته "طير الليل"، التي صدرت ترجمتها الفرنسية عن دار "أكت سود" في ديسمبر/كانون الأول الماضي تحت عنوان "خصوبة الشر"، ترجمة واضحة لهذه المناخات الإنسانية والاشتغال على ذاكرة المكان ومسبار الذاكرة، التي يتحرك فيها المنجز الإبداعي لعمارة لخوص. حيث قدم فيها "سردية تمتد على 60 عاما من تاريخ الجزائر"، وطرح "من خلالها أسئلة جوهرية حول الفشل: لماذا أخفقت تجربة الاستقلال؟ كيف يمكننا بناء مستقبل أكثر إشراقا؟ كيف نعيد ربط الجزائر بقيم ثورتها العظيمة؟ وكيف نتجنب النكسات التي أعقبت الاستقلال؟". ولكن عكس رواياته، التي كتبها بالإيطالية واستعمل فيها كشكل فني الكوميديا الممزوجة بالدراما، ألبس لخوص روايته "خصوبة الشر" معطف الرواية الإجرامية، أو ما يعرف بـ"الرواية السوداء" (Noir)، لأنها "الأنسب لفهم الواقع الجزائري"، مثلما قال في هذا الحوار. وحققت الرواية نجاحا بارزا حين صدرت باللغة العربية، ودخلت في القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية "البوكر" لعام 2021. وعمارة لخوص روائي جزائري ولد عام 1970، يكتب بالعربية والإيطالية، تخرج من معهد الفلسفة بجامعة الجزائر، أقام في إيطاليا 18 عاما، وحصل على دكتوراه في الأنثروبولوجيا من جامعة روما. وهو يقيم في نيويورك منذ 2014، وصدر له "البق والقرصان"، و"كيف ترضع من الذئبة دون أن تعضك؟" التي ترجمت إلى 8 لغات وتحولت إلى فيلم سينمائي عام 2010 من إخراج "إيزوتا توزو"، كما حازت الرواية على جائزة "فلايانو" الأدبية الدولية وجائزة "راكلماري- ليوناردو شاشه" عام 2006، إضافة إلى جائزة المكتبيين الجزائريين عام 2008. كما صدر له "القاهرة الصغيرة"، و"فتنة الخنزير الصغير في سان سالفاريو"، و"مزحة العذراء الصغيرة في شارع أورميا"، و"قرصان صغير جدا" و"طلاق على الطريقة الإسلامية في حي ماركوني"، وترجمت رواياته إلى الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإسبانية والهولندية واليابانية. في هذا الحوار الخاص بالجزيرة نت تحدث لخوص حول الترجمة الفرنسية لروايته "خصوبة الشر" وحيثيات كتابتها، وعلاقة شخصياتها ومناخاتها بالحراك الشعبي في الجزائر عام 2019، كما انفتح على علاقته وتأثره الكبير بالسينما، وناقش كيف مثلت الإبادة الجماعية في غزة اختبارا أخلاقيا حاسما للدول والنخب الغربية، بالإضافة إلى عدة قضايا أخرى أدبية ثقافية تهم الراهن العربي والعالمي، فإلى الحوار: لماذا وقع تغيير عنوان روايتك من "طير الليل" في نسختها العربية، إلى "خصوبة الشر" في نسختها الفرنسية التي صدرت أخيرا؟ قررت تغيير العنوان من "طير الليل" إلى "خصوبة الشر" بعد العمل مع 3 مترجمين: فرانشيسكو ليجو (الإيطالية)، ألكسندر ألينسن (الإنجليزية)، ولطفي نيا (الفرنسية). ووجدت أن "طير الليل" لا ينقل المعنى المقصود في هذه اللغات، إلى جانب مشكلة إضافية تمثلت في وجود فيلم إنجليزي يحمل الاسم نفسه. حينها، تذكرت العنوان الأول الذي اخترته للرواية، "خصوبة الشر"، والذي رافقني طويلا قبل أن أستبدله لاحقا بـ"طير الليل". خلال عملية الترجمة المشتركة مع المترجمين الثلاثة، لم يقتصر الأمر على تغيير العنوان، بل أجريتُ أيضا تعديلات جوهرية على النص الأصلي، شملت تحسين الحبكة، حذف التكرار، وإضافة مقاطع جديدة تسهل على القارئ فهم الرواية بشكل أعمق. عندما أنظر إلى رواياتي المنشورة، أجد أن المضمون هو الذي فرض الشكل دائما. على سبيل المثال، في الروايات الأربع التي كتبتها عن إيطاليا وتتناول موضوع الهجرة، كتبتُ الروايتين الأولى والثانية بالعربية والإيطالية، بينما كتبت الثالثة والرابعة بالإيطالية فقط. كان الموضوع هو العامل الحاسم في اختيار الشكل. وفي هذه الروايات، تبنيت الكوميديا على الطريقة الإيطالية، كوميديا ممزوجة بالدراما، حيث تجد نفسك تضحك وتبكي في آن واحد. أدركتُ أنه من المستحيل فهم الواقع الإيطالي من منظور عقلاني صرف، لذلك لجأت إلى الكوميديا. لقد استلهمتُ هذا الشكل من السينما الإيطالية، التي تأثرتُ بها كثيرا منذ سن المراهقة. ولكن عندما قررتُ الكتابة عن الجزائر، راودتني فكرة استخدام الكوميديا الإيطالية، بيد أنني، بعد سنوات من التفكير والتجريب، وجدت أن الرواية الإجرامية، أو ما يعرف بـ"الرواية السوداء" (Noir)، هي الأنسب لفهم الواقع الجزائري. أعتقد أن السبب الرئيسي لغياب الرواية الإجرامية، أو حتى الرواية البوليسية، في العالم العربي يرتبط بمحدودية حرية التعبير. ففي الدول الديكتاتورية، لا يُسمح للكتّاب بالحديث عن الجرائم، لأن النظام يعتبر نفسه الضامن الوحيد للنظام العام، ولا يعترف بوجود مشكلات صغيرة وما بالك بالجرائم. كيف وظفت اللغة والأسلوب الفني في رواية "خصوبة الشر"، في نقل معاناة الشخصيات وصراعاتهم الداخلية والخارجية لإيصال القيم الفكرية والفلسفية وتشريح تأثير التاريخ السياسي والاجتماعي على هوية الأفراد والمجتمع الجزائري المعاصر؟ رواية "طير الليل"، التي حملت لاحقا عنوان "خصوبة الشر"، تروي قصة الجزائر على مدار 60 عاما، ابتداء من عام 1958، أي في السنوات الأخيرة من حرب التحرير، وحتى عام 2018. وتدور الرواية حول 4 شخصيات، جميعهم مجاهدون لا يتجاوز عمرهم العشرين عاما عند بداية الرواية، يناضلون من أجل تحرير الجزائر من الاستعمار الفرنسي. أرافقهم عبر هذه العقود الستة، ليس وفق تسلسل زمني صارم، بل من خلال محطات أساسية في تاريخ الجزائر، مثل استقلال البلاد عام 1962، والانقلاب العسكري عام 1965، وغيرها من الأحداث المفصلية. وفي كل محطة، أتابع تحولات الشخصيات، وأستعرض كيف تغيرت حياتهم ومواقفهم مع مرور الوقت. والفكرة الأساسية التي بنيت عليها الرواية هي خيبة أمل عميقة، لا يشعر بها الجزائريون فقط، بل كل من أحب الجزائر وآمن بثورتها العظيمة. فالشعب الجزائري، الذي صنع ثورة حقيقية ضد مستعمر غاشم، لم ينجح، للأسف، في بناء دولة وطنية تليق بتضحياته. كما يقول أحد أبطال الرواية: "حررنا البلاد، ولكننا لم نحرر العباد". بمعنى أن الجزائر تحررت من المستعمر الفرنسي، لكنها لم تحرر شعبها، إذ انتقلت من الاستعمار الفرنسي إلى حكم الأنظمة الشمولية التي تعاقبت على السلطة. فالاستعمار تغير شكله، لكنه لم ينته، فبعد طرد المستعمر الفرنسي، جاء مستعمرون من بني جلدتنا، فرضوا هيمنتهم وسلبوا حرية الجزائريين. الكثير من الروايات الجزائرية حاولت الغوص في تاريخ الجزائر المعاصر وثورة التحرير، وتشريح الفترة الاستعمارية الفرنسية إبداعيا من أكثر من زاوية، فكيف استطعت أن تنجح في القفز على هذا الجب المفخخ للكتابة عن ذاكرة الجزائر؟ وما وسائلك في ذلك؟ هناك فكرة أساسية آمنتُ بها منذ أن بدأتُ الكتابة، وهي أن الكاتب الجيد شاهد على الواقع، لا واعظ يمنح الدروس أو يلقّن المواعظ للناس. وأعتبر نفسي كاتبا شاهدا، لأنني جزائري، وُلدتُ في الجزائر، وعشتُ فيها ربع قرن قبل أن أهاجر. لكن حتى بعد هجرتي، لم أنقطع عنها، بل ظللت أتابعها بالقراءة، والملاحظة، والتفكير. في الواقع، البعد الجغرافي ساعدني كثيرا في فهم الجزائر بشكل أعمق. أحيانا، لا نستطيع إدراك بعض الحقائق إلا حين نبتعد عنها، ننظر إليها من زاوية مختلفة، من الخارج. هذه المسافة، إلى جانب الأدوات العلمية التي اكتسبتها، ومعايشتي في بلدان مختلفة، منحتني منظورا أوسع وأعمق لفهم الأحداث في الجزائر. وهذا ما حدث معي بالفعل. بعد سنوات من القراءة والبحث في الأرشيف، والحديث مع الناس، حاولتُ تقديم سردية تمتد على 60 عاما من تاريخ الجزائر. من خلالها، طرحت أسئلة جوهرية حول الفشل: لماذا أخفقت تجربة الاستقلال؟ كيف يمكننا بناء مستقبل أكثر إشراقا؟ كيف نعيد ربط الجزائر بقيم ثورتها العظيمة؟ وكيف نتجنب النكسات التي أعقبت الاستقلال؟ لقد سعيت، من خلال هذه الرواية، ليس فقط إلى استعادة ذاكرة الجزائر، بل أيضا إلى استشراف مستقبلها، عبر تسليط الضوء على مكامن الضعف، وفهم أسباب الإخفاق، في محاولة لاستنهاض قيم الثورة الحقيقية، والبحث عن أفق جديد لجزائر حرة وعادلة. غالبا ما أقول إنني، ككاتب، متأثر بالسينما أكثر من الأدب. فلا بد من مكان تضع فيه الكاميرا، ولا شك أن المكان يشكل عنصرا أساسيا في كل رواياتي. وفي الروايات الأربع التي كتبتها بالإيطالية، وبعضها بالعربية أيضا، والتي تدور أحداثها في إيطاليا، كان المكان حاضرا دائما في العنوان، سواء كان اسم حي أو شارع. فأنا أعتبر المكان شخصية أساسية في الرواية، ليس مجرد خلفية للأحداث، بل عنصر فاعل يساهم في تشكيل السرد. كيف تعرف الهوية، وكيف تتعامل معها إبداعيا؟ الهوية كما فهمتها من تجربتي الشخصية، ليست قالبا ثابتا، بل حالة ديناميكية تتغير وتتوسع مع التجارب والاحتكاك بالثقافات المختلفة، مما فتح أمامي آفاقا جديدة في الكتابة والرؤى، وجعلني أفكر خارج الصندوق. أنا أرى الهوية كمشروع مفتوح، يمكنك إثراءه ، وتحسينه، وتعديله. إذا وُلدت بلغة معينة، يمكنك تعلم لغات أخرى، فتوسع هويتك. وبالنسبة إلى الدين، لا يعني ذلك بالضرورة أن تغير معتقداتك، بل أن تفهم دينك بعمق، وتتعرف على ديانات الآخرين أيضا. والنزعة الإنسانية هنا ضرورية. إذا آمنا بالهوية الإنسانية أولا، ثم تعمقنا في التفاصيل، يمكننا التفاعل إيجابيا مع الآخرين عبر الحوار والفهم المتبادل. ومن خلال هذا التفاعل، نطور هويتنا، نحسنها، ونغنيها. ولا توجد هوية مكتملة، فكل الهويات ناقصة ولها عيوبها، وهي ليست سجنا، بل أفق مفتوح، كلما وسعناه، ازداد فهمنا لأنفسنا وللآخرين. كيف عشت الحراك الثوري الطامح للتغيير الذي حدث في الجزائر سنة 2019؟ كنت محظوظا أنني عايشت الحراك الشعبي في الجزائر عام 2019. قبل ذلك، كنت أراقب وألاحظ تصاعد الرفض الشعبي للعهدة الخامسة. وأعتقد أن أهم إنجاز للحراك كان كسر الفكرة القائلة إن الجزائري عنيف بطبعه، وأن التغيير لا يأتي إلا بالعنف. للأسف، ترسخت هذه الفكرة منذ الاستعمار الفرنسي، حين اضطر الجزائريون إلى مقاومة المحتل بالسلاح لتحرير وطنهم، وكان ذلك العنف مشروعا إلى حد كبير. لكن المشكلة أن هذه الفكرة استمرت حتى بعد الاستقلال، وأصبحت جزءا من التصور العام للتغيير السياسي. وجاء الحراك الشعبي في 2019 ليكسر هذا التصور، مؤكدا إمكانية التغيير بوسائل سلمية. وخلال المسيرات الشعبية، التي شاركت فيها جميع أطياف المجتمع (نساء- رجالا- أطفالا) سقط حكم بوتفليقة الفاسد، الذي دام 20 عاما. كانت مسيرات الجمعة دروسا حية في الكفاح السلمي. والآن، هل نجح الحراك أم لم ينجح؟ أعتقد أنه حقق نجاحا في إيقاف العهدة الخامسة، وكشف مشروع الفساد المرتبط بها، ووضع السلطة الحاكمة أمام حقيقة لا يمكن إنكارها: استمرار الأسباب نفسها سيؤدي حتما إلى النتائج ذاتها. أتمنى بصدق أن تكون السلطة قد استوعبت درس 2019، وأن تسعى لتجنب أخطاء الماضي، حفاظا على مستقبل الجزائر. حققت رواياتك، التي كتبتها باللغة الإيطالية، نجاحا باهرا لدى القارئ الإيطالي وصدرت في كثير من الطبعات وترجمت إلى أغلب اللغات العالمية، وتحصلت على جوائز عديدة، فكيف تعيش وتستبطن علاقتك باللغة والثقافة الإيطالية؟ انفتاحي على الثقافة الإيطالية والكتابة بالإيطالية ينبع من رؤيتي للهوية كمشروع مفتوح، لا كحالة مغلقة. فالكاتب المبدع، المؤمن بقدرته على التجدد، يستطيع أن ينفتح على الثقافات واللغات الأخرى ويغتني بها. والكتابة بالإيطالية كانت تجربة رائعة وممتعة، لأنها سمحت لي بأن أكون "مهربا لغويا" أنقل الصور، والأمثال، والتعابير بين العربية والإيطالية، مما خلق لي أسلوبا خاصا في كلتا اللغتين، وأثرى تجربتي الكتابية بعمق. والكتابة بالإيطالية لم تكن مجرد نافذة، بل بابا واسعا فتح أمامي آفاقا نحو لغات أخرى. وترجمت أعمالي إلى 9 لغات، معظمها انطلاقا من النسخة الإيطالية، خاصة إلى الإنجليزية، مما فتح لي فرصا غير متوقعة. لولا هذه الترجمات، لما سنحت لي فرصة العمل في إحدى أرقى الجامعات الأميركية، حيث أُدرس حاليا في جامعة يايل، واحدة من أفضل 10 جامعات عالميا، وأفضل 6 جامعات في الولايات المتحدة، ضمن قسم الدراسات الإيطالية. يقول الكاتب الليبي إبراهيم الكوني "لا أكتب كي أستمتع، ولكني أكتب كي أتحرر"، كيف تعيش الكتابة وكيف تعرفها وتفهمها؟ أشاطر رأي أستاذنا الكبير إبراهيم الكوني: الكتابة هي الحرية، خصوصا عندما تحررنا من الجهل. وإذا كان لا بد من تحديد الدافع الرئيسي وراء الكتابة بالنسبة لي، فهو الرغبة في المعرفة، والسعي للإجابة عن أسئلة حارقة تؤرقني. فالكتابة محاولة مستمرة لإيجاد إجابات أكثر اتساقا مع الزمن الذي نعيشه، وإعادة التفكير فيما نعتبره مسلمات، وفتح أبواب لمعانٍ بديلة تساعدنا على رؤية العالم من منظور مختلف. إنها ليست مجرد بحث عن الحقيقة، بل أيضا فعل مقاومة ضد الجمود الفكري، وسعي دائم لتجديد الفهم والوعي. كيف تفسر وتنظر إلى ازدواجية المعايير الغربية والتناقض بين الخطاب والممارسة، تجاه الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة؟ شكلت الإبادة الجماعية في غزة اختبارا أخلاقيا حاسما للعديد من الدول والنخب الغربية التي طالما تباهت بديمقراطيتها واحترامها لحقوق الإنسان، مدعية تفوقها الأخلاقي على غيرها. وفي هذا الامتحان، مثلا، كان سقوط إدارة بايدن والحكومة الألمانية مدويا، إذ أنكرت ما لا يمكن إنكاره، متجاهلة جرائم الحرب الموثقة والإبادة التي يتعرض لها الفلسطينيون. في المقابل، قدمت دول أخرى درسا أخلاقيا رفيعا، كما فعلت جنوب أفريقيا عندما رفعت شكواها المشهورة ضد إسرائيل إلى محكمة الجنايات الدولية. وكما قال محمود درويش: "سقط القناع عن القناع" بل في الواقع، سقطت الأقنعة كلها، مما تسبب في فضائح مجلجلة تهز الضمائر. لكن في الوقت ذاته، هناك أصوات مشرقة وسط هذا الظلام. لدي أصدقاء يهود أميركيون أبدوا مواقف نبيلة، مثل الناشرة جوديت غورفيش (Judith Gurewich)، التي نشرت ودافعت بشجاعة عن كتاب "حكاية جدار" للأسير الفلسطيني ناصر أبو سرور، متحملة حملات تشهير شرسة. ومن خلال عملي كأستاذ في جامعة يايل، ألاحظ نضجا متزايدا لدى الشباب الأميركيين، وحسا واضحا بالعدالة، وهو ما قد يثمر مستقبلا عن مواقف ورؤى أكثر دعما لحقوق الشعب الفلسطيني في الحرية والكرامة، بعيدا عن الإبادة والتهجير. المثقف جزء لا يتجزأ من المجتمع، ودوره مركب ومعقد، إذ يجمع بين بعدين أساسيين: جانب أخلاقي يتمثل في الانحياز إلى الحق والحقيقة وحقوق الناس، وجانب معرفي يتطلب منه الإلمام العميق بالواقع ومواكبة الأحداث بفكر نقدي. دور المثقف يتجاوز امتلاك المعرفة إلى تحويل هذا الوعي إلى موقف. وليس مجرد موقف فكري، بل موقف أخلاقي يستند إلى القيم الإنسانية والضمير الحي. المثقف الحقيقي هو من يجمع بين المعرفة والشجاعة الأخلاقية، ليقف حيث يجب أن يكون، لا حيث يكون آمنا. الربيع العربي كان محطة مفصلية، وامتحانا حقيقيا للمثقفين. هناك من نجح في الحفاظ على استقلاليته وانحيازه لقيم الحرية والعدالة، وهناك من أخفق، إما بالصمت أو بالتواطؤ مع السلطة القمعية.

انطلاق حفل الإعلان عن القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية "البوكر"
انطلاق حفل الإعلان عن القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية "البوكر"

الدستور

time١٩-٠٢-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • الدستور

انطلاق حفل الإعلان عن القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية "البوكر"

انطلقت - منذ قليل - فعاليات حفل الإعلان عن القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية "البوكر" والتي يتم الإعلان عنها من جمهورية مصر العربية للمرة الأولى بمكتبة الإسكندرية. يأتي حفل الإعلان بحضور كل من أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية، والدكتور ياسر سليمان رئيس مجلس أمناء الجائزة العالمية للرواية العربية، وفلور مونتانارو منسقة الجائزة، ومنى بيكر رئيس لجنة التحكيم وأعضاء لجنة تحكيم الجائزة هما: مريم الهاشمي، وسعيد بنكراد، وبلال الأرفة لي، سامبسا بلتونن. تفاصيل القائمة القصيرة ويتنافس على القائمة القصيرة 16 رواية، منهم رواية "دانشمند" لأحمد فال الدين، ورواية "أحلام سعيدة" أحمد الملواني، ورواية "وادي الفراشات" أزهر جرجيس، ورواية "المشعلجي" لأيمن رجب طاهر، ورواية "هوّارية" إنعام بيوض، ورواية "أغنيات للعتمة" إيمان حميدان، ورواية "المسيح الأندلسي "تيسير خلف، ورواية "الأسير الفرنسي" جان دوست، "الرواية المسروقة" لحسن كمال، ورواية "ميثاق النساء" لحنين الصايغ" ورواية "ما رأت زينة وما لم ترَ" لرشيد الضعيف ورواية "وارثة المفاتيح" لسوسن جميل حسن، ورواية "الآن بدأت حياتي" سومر شحادة، ورواية "البكّاؤون" لعقيل الموسوي، ورواية "صلاة القلق" محمد سمير ندا، رواية "ملمس الضوء" نادية النجار. جائزة سنوية تختص بمجال الإبداع الروائي في اللغة العربية وتأخذنا روايات القائمة الطويلة لهذا العام إلى عوالم وأزمنة مختلفة، من شوارع بيروت المكتظة، ليلة انفجار المرفأ، إلى البحرين في الثمانينات من القرن الماضي، وإلى مدينة وهران الجزائرية خلال العشرية السوداء، تصور بعض الروايات واقعًا ملتويًا حيث يتحول الموتى في مقبرة بغدادية إلى فراشات، أو مدينة ديستوبية يُنَوَّم سكانُها اصطناعيًا ليستكشفوا عالمي الواقع والأحلام. تقدم الروايات سيرًا متخيّلة لشخصيات تاريخية، منها الإمام أبي حامد الغزالي وبيير آميدي جوبير، مترجم نابليون بونابرت، وتعود بالقارئ إلى فترات متباينة من التاريخ العربي للكشف عن جوانب مخفية من الحياة اليومية في سوريا قبل ثورة 2011 ومأساوية المرحلة الموريسكية في الأندلس. تستكشف الروايات الضغوط المجتمعية والعائلية وتخضعها للاستجواب، حيث تتابع قصص أجيال على خلفية الاضطرابات السياسية الكبرى. يذكر أن الجائزة العالمية للرواية العربية هي جائزة سنوية تختص بمجال الإبداع الروائي في اللغة العربية، ويرعى الجائزة حاليًا مركز أبوظبي للغة العربية التابع لدائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي في دولة الإمارات العربية المتحدة، بينما تحظى الجائزة بدعم من مؤسسة جائزة بوكر في لندن، إلى الجائزة العالمية للرواية العربية بوصفها "جائزة البوكر العربية " إلا أن هذا ليس بتشجيع أو تأييد من الجائزة العالمية للرواية العربية أو من مؤسسة جائزة البوكر وهما مؤسستان منفصلتان ومستقلتان تمامًا. والجائزة العالمية للرواية العربية ليست لها أي علاقة بجائزة بوكر. حفل الاعلان عن القائمة القصيرة حفل الاعلان عن القائمة القصيرة

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store