logo
#

أحدث الأخبار مع #للحملةالصليبيةالثالثة

الأيوبيون من الصعود إلى السقوط
الأيوبيون من الصعود إلى السقوط

خبرني

time١٥-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • خبرني

الأيوبيون من الصعود إلى السقوط

إن الدولة الأيوبية كغيرها من الدول كان لها عمر مر بمراحل، قوة وتأسيس، ثم استقرار وتمكن، ثم ضعف وانهيار ، فأيام مؤسسها السلطان الناصر صلاح الدين رحمه الله كانت الدولة تنشأ على أساس صلب، وكان هو من النوعية الفريدة من الرجال،على قدر المسؤولية التي ألقيت كاهله بعد وفاة الملك نور الدين محمود زنكي رحمه الله ، فبعد رحيل مثل هذه الشخصية المثالية، وهذا القائد الفذ، كان لا بد أن يُحدث موته فراغًا سياسيًا وقياديًا ورياديًا كبيرًا ، إلا أن صلاح الدين رحمه الله كان على قدر المسؤولية ، فحمل اللواء بنفس العزيمة المتقدة التي كانت عند نور الدين محمود زنكي ، فواصل الجهاد ووحّد البلاد، ثم اتجهت أنظاره إلى بيت المقدس ، فكان له من جهده أوفر النصيب ، وتكلل بفتح بيت المقدس عام 583هـ والنجاح في التصدي للحملة الصليبية الثالثة. بعد رحيل هذا القائد العظيم، لم يتسلم الراية خلفه أحد مثله كما تسلمها هو من بعد نور الدين زنكي ، فأحدث موته فراغا كبيرا جدا ، فلم يكن من أبنائه السبعة عشر أحد مثله ، كما أنه رحمه الله وزّع مملكته على أبنائه و أخيه، وفضّل أبناءه على أخيه العادل ، فأعطاهم أهم المناطق والمدن، بينما أعطى أخاه فتات ذلك الأرث.. ونتيجة لذلك، دبت الفرقة بين أبناء صلاح الدين رحمه الله ، فالأفضل والظاهر غازي في الشام و العزيز عثمان في مصر، يتسابقون للسيطرة على البلاد ، والبيت الأيوبي إما مع هذا أو ذاك. رأى عمهم أبو بكر العادل لما شاهد من اختلاف أبناء أخيه ما شاهد، أن الوقت قد حان للم الشعث ، فاستخدم جميع الأساليب المشروعة وغير المشروعة، للسيطرة على الوضع، والتفرد بالسلطة وزعامة البيت الأيوبي ، وبدهائه منقطع النظير، تم له ما أراد، فصار السلطان المعترف به من قبل البيت الأيوبي، وكان كما نقرأ في سيرته، حسن التدبير سديد الرأي عالي الهمة ، إلّا أنه وفي عهده لوحظ تحول كبير في سياسة الدولة تجاه الصليبيين، فأيام أخيه الناصر صلاح الدين رحمه الله كان المسلمون هم أصحاب المبادرة والصليبيون في موقف الدفاع، أما العادل فقد اتخذ سياسة مغايرة تجاههم إذ آثر السلم على القتال، واستعمل معهم الوسائل السلمية من معاهدات، ومراسلات، ومكاتبات تجنبا لحمة صليبية جديدة، كالتي حدثت في زمن أخيه صلاح الدين والتي حدثت زمن نور الدين زنكي، ومع ذلك كان بينه وبين الصليبيين بعض الحروب والمناوشات، وبقيت الدولة في عهده مستقرة مرهوبة الجانب، وقبيل وفاته قسم المملكة بين أبناءه وأبنء أخيه كما فعل صلاح الدين من قبله. كان الكامل بن العادل كأبيه في مكره ودهائه ، فتلطف مع إخوانه الملوك تارة ، وتحالف معهم تارة ، وقاتلهم تارة أخرى حتى استتب له الملك ، وانتهج نهج أبيه في موادعة الصليبيين لكن بشيء أكبر ، وصل لحدّ الخزي والعار. ففي الحملة الصليبية الخامسة كان له جهد في قتال الصليبيين إلّا أنه كان يعرض بيت المقدس على الصليبيين مرة بعد مرة مقابل رجوعهم عن بلاده وكأن بيت المقدس ملك له ، وفعلا في صلح يافا عام 626 هــ سلم بيت المقدس لصديقه فريدريك الثاني من غير إراقة دماء مع بعض المدن التي حررها صلاح الدين رحمه الله ، فثارت ثائرة المسلمين عليه ، ولكنه استطاع بشتى الوسائل اسكات الجميع.. بعد موته، خلفه ابنه الصالح نجم الدين أيوب، فقاسى الصعاب مع أبناء البيت الأيوبي، فالناصر داوود بن المعظم عيسى، مسيطر على أجزاء من الشام يسانده جمع من أفراد البيت الأيوبي، وهم غير معترفين به كسلطان عليهم، إذ أن الناصر داوود بن المعظم رأى في نفسه الأحقية لأنه استرد بيت المقدس بعدما سلمه عمه الكامل للصليبيين، ولكن وما إن ضاقت الحال بالناصر داوود ومسانديه من البيت الأيوبي، حتى استعانوا بالصليبيين على ابن عمهم الصالح نجم الدين أيوب، وبين مد وجزر، قدموا لهم بيت المقدس من جديد على طبق من ذهب، فسال لعاب الصليبيين لهذا العرض، وفعلا تسلموا بيت المقدس وساروا لحرب الصالح في مصر متحالفين مع الناصر داوود، إلّا أن الله شاء أن يمنى الجيش الصليبي وحلفاؤه بهزيمة نكراء، وبمساندة الخوارزميين الذين كانت دولتهم قد انتهت على يد المغول استطاع الصالح نجم الدين استرداد بيت المقدس من جديد، وتصدى للحملة الصليبية السابعة والتي كانت تحت قيادة لويس التاسع بشجاعة وحزم. كان موت الصالح نجم الدين المفاجئ أثناء الحملة سيحدث فراغا كبيرا، إلّا أن زوجته شجر الدر، تدراكت الموقف وأخفت خبر وفاة زوجها إلى أن وصل ابنه المعظم تورانشاه إلى مصر، فأعلنت خبر وفاة زوجها ونصّبت تورانشاه سلطانا بعد أبيه، وببسالة المماليك الذين كان قد استقدمهم واشتراهم الصالح نجم الدين، استطاع المسلمون انهاء الحملة الصليبية السابعة وتمزيقها اربا اربا وأسر قائد الحملة لويس التاسع نفسه. إلا أن تورانشاه لم يحفظ لمماليك أبيه الجميل في دفاعهم عن الإسلام والمسلمين ومملكته، فراح يسلبهم أملاكهم ويمنع عنهم اقطاعاتهم ويزدريهم، فكانت نهايته على أيديهم غريقا حريقا، وبمقتله انتهت فعليا الدولة الأيوبية وولدت دولة المماليك.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store