logo
#

أحدث الأخبار مع #للكتابةالرونية

«أقدم حجر روني في العالم» يكشف عن أسرار جديدة بعد 2000 عام
«أقدم حجر روني في العالم» يكشف عن أسرار جديدة بعد 2000 عام

أخبار اليوم المصرية

time٢٥-٠٢-٢٠٢٥

  • علوم
  • أخبار اليوم المصرية

«أقدم حجر روني في العالم» يكشف عن أسرار جديدة بعد 2000 عام

في تطور أثري بارز ، كشف علماء الآثار عن مفاجأة مذهلة تتعلق بأقدم حجر روني معروف، إذ تبين أنه جزء من لوح حجري أكبر يعود إلى نحو 2000 عام. هذا الاكتشاف، الذي أُعلن عنه عام 2023، فتح الباب أمام تساؤلات عديدة حول أصول الكتابة الرونية، وكيفية استخدامها، والشخصيات التي قامت بنقشها، يعمل الباحثون في النرويج حاليًا على إعادة تجميع هذا اللغز التاريخي، محاولين فك رموز النقوش الرونية الغامضة التي يمكن أن تعيد تشكيل فهمنا لتاريخ الكتابة الجرمانية المبكرة. لطالما شكلت الأحجار الرونية مفتاحًا أساسيًا لفهم التاريخ اللغوي والثقافي للشعوب الجرمانية. وفقًا لمتحف التاريخ الثقافي بجامعة أوسلو، كانت هذه الأحجار بمثابة اللبنات الأساسية للكتابة الجرمانية الأولى، حيث ظهرت في اسكندنافيا بعد الميلاد واستمرت حتى أواخر العصور الوسطى. يعتقد الباحثون أن الشعوب الجرمانية استلهمت الأبجدية الرونية من الحروف الرومانية، ولكن لا يزال هناك غموض كبير يحيط بالأصول الدقيقة لهذه الأحرف. تُعد النقوش الرونية سجلات فريدة تروي قصصًا عن الحياة اليومية، الحكام، المعارك، وحتى الكوارث الطبيعية. في حين أن غالبية الأحجار الرونية المعروفة تعود إلى عصر الفايكنغ (800-1050 ميلاديًا)، فإن العثور على أمثلة تعود إلى ما قبل ذلك يُعد أمرًا نادرًا للغاية. في عام 2021، وخلال عمليات تنقيب في موقع دفن قديم في شرق النرويج، عثر علماء الآثار على قطعة كبيرة من الحجر الرملي منقوشة برموز رونية. لكن مع استمرار البحث، اكتُشفت شظايا إضافية في قبور قريبة، بعضها يحمل نقوشًا متشابهة. بعد تحليل هذه الشظايا، تبين أنها كانت في الأصل جزءًا من حجر واحد، مما دفع العلماء إلى إعادة تقييم فهمهم لهذا الاكتشاف النادر. في 3 فبراير 2023، نشرت مجلة Antiquity نتائج جديدة أكدت أن الحجر قد تم تفتيته عمدًا في فترة لاحقة، حيث تم توزيع أجزائه على مواقع دفن مختلفة، مما يشير إلى أنه ربما أُعيد استخدامه لأغراض شعائرية متغيرة بمرور الزمن التأريخ الدقيق والوظيفة المحتملة للحجر الروني أثبتت تقنية التأريخ بالكربون المشع أن الحجر الروني يعود إلى فترة تتراوح بين 50 قبل الميلاد و275 بعد الميلاد، مما يجعله أقدم الأحجار الرونية المؤرخة المعروفة حتى الآن. هذا الأمر مهم لأنه يقدم أدلة ملموسة على الاستخدام المبكر للكتابة الرونية على الحجر، وهي نقطة كانت تفتقر إلى أدلة مادية واضحة في السابق. توضح الدكتورة كريستل زيلمر، الأستاذة المتخصصة في علم الكتابات الرونية في متحف التاريخ الثقافي بجامعة أوسلو، أن هذه الأحجار تقدم نظرة نادرة على أقدم أشكال الكتابة الرونية. كما أشارت إلى أن النقوش التي عُثر عليها تُظهر مزيجًا من النصوص الرونية والعلامات الغامضة، وهو أمر غير مسبوق في الاكتشافات الرونية السابقة. أثار تحليل الرموز الرونية العديد من التساؤلات بين الباحثين، حيث تبين أن بعض الأحرف الرونية غامضة ولا يمكن ترجمتها بسهولة، بينما يشير بعضها الآخر إلى أسماء أو مفاهيم محددة. أحد أبرز النقوش على حجر "سفينجيرود" يُظهر كلمة "Idiberug"، والتي يعتقد العلماء أنها ربما كانت اسمًا شخصيًا، وربما لامرأة. هذا الاكتشاف يفتح المجال أمام احتمالية أن تكون النساء قد لعبن دورًا في النقش الروني، وهو أمر نادر في السجلات التاريخية. من جهة أخرى، كشف حجر آخر، يُعرف الآن باسم "هول 3"، عن نقش يُعتقد أنه توقيع لكاتب الأحرف الرونية، حيث يبدأ النص بكلمة "أنا"، متبوعة باسم الكاتب، ثم بفعل يشير إلى نشاط الكتابة، وأخيرًا بكلمة "رونية"، التي تشير إلى طبيعة النقش. ورغم أن بعض الأحرف غير واضحة بسبب تآكل الحجر، إلا أن نهاية الاسم المكتوب تشير إلى احتمال أن يكون الكاتب امرأة، مما قد يجعله أقدم سجل معروف لكاتبة رونية أنثى. لطالما اُستخدمت الأحجار الرونية كنصب تذكارية أو وسيلة لتخليد أسماء الشخصيات، ولكن إعادة اكتشاف هذا الحجر الروني أعادت طرح تساؤلات حول وظيفته الأصلية. يبدو أن الحجر لم يُستخدم فقط كعلامة تذكارية، بل أعيد توظيفه لاحقًا لأغراض دفن طقوسية، حيث وُجدت بعض شظاياه مدفونة بجانب بقايا بشرية محروقة. تشير الدكتورة زيلمر إلى أن هذا يشير إلى تحول في النظرة إلى الأحجار الرونية، إذ لم تكن مجرد نقوش ثابتة، بل خضعت لإعادة استخدام وتحوير بمرور الزمن لتعكس معتقدات دينية أو رمزية متغيرة. رغم أن العلماء نجحوا في مطابقة بعض الشظايا مع الحجر الأصلي، إلا أن المهمة لا تزال صعبة. فالشظايا الصغيرة التي عُثر عليها في عام 2023 لم يتم تركيبها بالكامل بعد، وهناك أجزاء مفقودة تُعقد عملية إعادة البناء. توضح زيلمر أن الباحثين يحاولون حاليًا استخدام التقنيات الحديثة مثل التصوير ثلاثي الأبعاد والمسح الليزري لمحاولة إعادة تكوين الحجر بأقصى دقة ممكنة، رغم غياب بعض القطع. يرى الخبراء أن هذا الاكتشاف قد يؤدي إلى إعادة تقييم النظريات حول نشأة الكتابة الرونية ودورها في المجتمعات القديمة. الدكتورة ليزبيث إيما، وهي باحثة بارزة في المتحف الوطني الدنماركي، تشير إلى أن هذه الأحجار تقدم نظرة أعمق على كيفية استخدام الأحجار الرونية، وكيف انتقلت وظيفتها من مجرد تدوين الأسماء والأحداث إلى رموز ذات دلالات شعائرية متغيرة عبر الزمن.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store