#أحدث الأخبار مع #للكردحزب الإتحاد الديمقراطي٠٣-٠٥-٢٠٢٥سياسةحزب الإتحاد الديمقراطيالصراع في الشرق الأوسط: الجذور والتداعيات والمستقبلإدريس عبدو ــ يشكل الصراع في الشرق الأوسط أحد أكثر الأزمات تعقيدًا واستمرارية في العالم، نظرًا لتعدد أبعاده وتشابك العوامل السياسية والدينية والاقتصادية والجغرافية. تمتد جذور هذا الصراع لعقود، بل لقرون، وتُلقي بظلاله على الاستقرار الإقليمي والدولي، مؤثراً في حياة الملايين ومهدداً للأمن العالمي. الجذور التاريخية للصراع يُعزى الكثير من توترات الشرق الأوسط إلى إرث الاستعمار الأوروبي، خصوصًا في القرنين التاسع عشر والعشرين، حيث قامت القوى الاستعمارية بتقسيم المنطقة ورسم حدودها بطريقة تخدم مصالحها، متجاهلة الانتماءات العرقية والدينية للسكان. اتفاقية سايكس- بيكو (1916) ووعد بلفور (1917) مثالان واضحان على ذلك. ثم جاء إنشاء دولة إسرائيل عام 1948 ليضيف بعدًا جديدًا للصراع، تمثّل في النزاع العربي- الإسرائيلي الذي أدى إلى سلسلة من الحروب والنكبات، ولا يزال الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي في قلب الأزمات الإقليمية. العوامل المعاصرة للصراع الطائفية والتنافس الإقليمي: تسهم الانقسامات المذهبية، خصوصًا بين السنة والشيعة، في تغذية الصراعات كما هو الحال في العراق، وسوريا، واليمن. وتتنافس قوى إقليمية مثل إيران والسعودية وتركيا على النفوذ في المنطقة. الأنظمة السلطوية وغياب الديمقراطية: ساهمت النظم السياسية الاستبدادية في تأجيج الأزمات، حيث تقمع الحريات وتقيد المشاركة السياسية، مما أدى إلى ثورات شعبية كما في 'الربيع العربي' عام 2011، والتي تحولت في بعض البلدان إلى حروب أهلية دامية. التدخلات الخارجية: لعبت القوى الدولية دورًا كبيرًا في إذكاء الصراع، عبر التدخل العسكري المباشر، كما في العراق وسوريا. الصراع على الموارد: النفط والمياه والموارد الطبيعية تمثل عوامل صراع إضافية، حيث تسعى الدول إلى السيطرة عليها أو استخدامها كورقة ضغط. الدور الكردي الإيجابي في الصراع الحالي رغم ما تعرض له الكرد من تهميش تاريخي وتجزئة جغرافيّة بين عدة دول، فقد لعبوا دورًا محوريًا وإيجابيًا في الصراع في الشرق الأوسط، وتميزوا في عدة جوانب، منها: محاربة الإرهاب: كان للكرد في سوريا، دوراً حاسماً في التصدي لتنظيم داعش. حيث تصدت وحدات حماية الشعب في شمال سوريا، لهجمات التنظيم، وحررت العديد من المدن والقرى، وقدّمت تضحيات كبيرة في سبيل حماية المدنيين. التمسك بالقيم الديمقراطية والتعددية: سعى الكرد إلى بناء أنظمة حكم محلية تتسم بالتعددية والعدالة والمساواة بين المكونات، المتمثلة بالإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، حيث تُشارك النساء في القيادة وتُحترم حقوق الأقليات. دور الوسيط والساعي للسلام: في العديد من المحطات، لعب القادة الكرد دورًا في تهدئة التوترات الداخلية، في سوريا، عبر الحوار ومحاولة إيجاد حلول سياسية بعيدًا عن العنف. وخلال فترات النزاعات، استقبلت المناطق الكردية في سوريا مئات الآلاف من اللاجئين والنازحين من مناطق أخرى، ووفَّرَت لهم الأمن والمساعدة الإنسانية رغم الموارد المحدودة. كما تسببت هذه الصراعات في مآسٍ إنسانية ضخمة، من نزوح ولجوء لملايين الأشخاص، وتدمير للبنية التحتية، وسقوط أعداد هائلة من الضحايا. كما أدت إلى تراجع اقتصادي كبير وعرقلة التنمية في العديد من دول المنطقة. آفاق الحل رغم الصورة القاتمة، هناك مؤشرات على إمكانية الحل، من خلال: الحوار الإقليمي وبناء الثقة بين الأطراف المتنازعة. دعم الديمقراطية وحقوق الإنسان كأحد أركان الاستقرار. الوساطة الدولية المتوازنة غير المنحازة. تمكين المجتمعات المحلية وإشراكها في اتخاذ القرار. الاستفادة من التجارب الإيجابية مثل النموذج الكردي في بعض المناطق كمثال على إمكانية التعايش والاستقرار وسط الاضطرابات. خاتمة الصراع في الشرق الأوسط ليس قدَرًا محتوماً، بل هو نِتاج عوامل يمكن معالجتها بالحكمة والإرادة السياسية والتعاون الدولي. وإنّ دور الكرد الإيجابي والفعّال يثبت أن الشعوب المهمشة قادرة على المساهمة في تحقيق الأمن، وبناء مستقبل أكثر عدلاً وسلامًا في المنطقة.
حزب الإتحاد الديمقراطي٠٣-٠٥-٢٠٢٥سياسةحزب الإتحاد الديمقراطيالصراع في الشرق الأوسط: الجذور والتداعيات والمستقبلإدريس عبدو ــ يشكل الصراع في الشرق الأوسط أحد أكثر الأزمات تعقيدًا واستمرارية في العالم، نظرًا لتعدد أبعاده وتشابك العوامل السياسية والدينية والاقتصادية والجغرافية. تمتد جذور هذا الصراع لعقود، بل لقرون، وتُلقي بظلاله على الاستقرار الإقليمي والدولي، مؤثراً في حياة الملايين ومهدداً للأمن العالمي. الجذور التاريخية للصراع يُعزى الكثير من توترات الشرق الأوسط إلى إرث الاستعمار الأوروبي، خصوصًا في القرنين التاسع عشر والعشرين، حيث قامت القوى الاستعمارية بتقسيم المنطقة ورسم حدودها بطريقة تخدم مصالحها، متجاهلة الانتماءات العرقية والدينية للسكان. اتفاقية سايكس- بيكو (1916) ووعد بلفور (1917) مثالان واضحان على ذلك. ثم جاء إنشاء دولة إسرائيل عام 1948 ليضيف بعدًا جديدًا للصراع، تمثّل في النزاع العربي- الإسرائيلي الذي أدى إلى سلسلة من الحروب والنكبات، ولا يزال الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي في قلب الأزمات الإقليمية. العوامل المعاصرة للصراع الطائفية والتنافس الإقليمي: تسهم الانقسامات المذهبية، خصوصًا بين السنة والشيعة، في تغذية الصراعات كما هو الحال في العراق، وسوريا، واليمن. وتتنافس قوى إقليمية مثل إيران والسعودية وتركيا على النفوذ في المنطقة. الأنظمة السلطوية وغياب الديمقراطية: ساهمت النظم السياسية الاستبدادية في تأجيج الأزمات، حيث تقمع الحريات وتقيد المشاركة السياسية، مما أدى إلى ثورات شعبية كما في 'الربيع العربي' عام 2011، والتي تحولت في بعض البلدان إلى حروب أهلية دامية. التدخلات الخارجية: لعبت القوى الدولية دورًا كبيرًا في إذكاء الصراع، عبر التدخل العسكري المباشر، كما في العراق وسوريا. الصراع على الموارد: النفط والمياه والموارد الطبيعية تمثل عوامل صراع إضافية، حيث تسعى الدول إلى السيطرة عليها أو استخدامها كورقة ضغط. الدور الكردي الإيجابي في الصراع الحالي رغم ما تعرض له الكرد من تهميش تاريخي وتجزئة جغرافيّة بين عدة دول، فقد لعبوا دورًا محوريًا وإيجابيًا في الصراع في الشرق الأوسط، وتميزوا في عدة جوانب، منها: محاربة الإرهاب: كان للكرد في سوريا، دوراً حاسماً في التصدي لتنظيم داعش. حيث تصدت وحدات حماية الشعب في شمال سوريا، لهجمات التنظيم، وحررت العديد من المدن والقرى، وقدّمت تضحيات كبيرة في سبيل حماية المدنيين. التمسك بالقيم الديمقراطية والتعددية: سعى الكرد إلى بناء أنظمة حكم محلية تتسم بالتعددية والعدالة والمساواة بين المكونات، المتمثلة بالإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، حيث تُشارك النساء في القيادة وتُحترم حقوق الأقليات. دور الوسيط والساعي للسلام: في العديد من المحطات، لعب القادة الكرد دورًا في تهدئة التوترات الداخلية، في سوريا، عبر الحوار ومحاولة إيجاد حلول سياسية بعيدًا عن العنف. وخلال فترات النزاعات، استقبلت المناطق الكردية في سوريا مئات الآلاف من اللاجئين والنازحين من مناطق أخرى، ووفَّرَت لهم الأمن والمساعدة الإنسانية رغم الموارد المحدودة. كما تسببت هذه الصراعات في مآسٍ إنسانية ضخمة، من نزوح ولجوء لملايين الأشخاص، وتدمير للبنية التحتية، وسقوط أعداد هائلة من الضحايا. كما أدت إلى تراجع اقتصادي كبير وعرقلة التنمية في العديد من دول المنطقة. آفاق الحل رغم الصورة القاتمة، هناك مؤشرات على إمكانية الحل، من خلال: الحوار الإقليمي وبناء الثقة بين الأطراف المتنازعة. دعم الديمقراطية وحقوق الإنسان كأحد أركان الاستقرار. الوساطة الدولية المتوازنة غير المنحازة. تمكين المجتمعات المحلية وإشراكها في اتخاذ القرار. الاستفادة من التجارب الإيجابية مثل النموذج الكردي في بعض المناطق كمثال على إمكانية التعايش والاستقرار وسط الاضطرابات. خاتمة الصراع في الشرق الأوسط ليس قدَرًا محتوماً، بل هو نِتاج عوامل يمكن معالجتها بالحكمة والإرادة السياسية والتعاون الدولي. وإنّ دور الكرد الإيجابي والفعّال يثبت أن الشعوب المهمشة قادرة على المساهمة في تحقيق الأمن، وبناء مستقبل أكثر عدلاً وسلامًا في المنطقة.