#أحدث الأخبار مع #لمعهدبيترسونللاقتصادالدوليIndependent عربية٢٧-٠٤-٢٠٢٥أعمالIndependent عربيةالشركات الصينية تتسابق لافتتاح مصانعها في أميركايعمل ريان تشو رجل الأعمال البالغ من العمر 38 سنة من شرق الصين بلا نوم تقريباً، إذ كان يقضي ساعات طويلة تصل إلى 14 ساعة يومياً، في سباق مع الزمن لافتتاح أول مصنع لشركته في دالاس قبل أن تضرب الحرارة الصيفية، لكن الضغط الذي يواجهه ليس فقط بسبب الوقت، بل أيضاً بسبب الرسوم الجمركية. كانت أعمال تشو المتخصص في صناعة الأكواب والقمصان المطبوعة حسب الطلب، تزدهر من خلال شحن آلاف الطرود الصغيرة إلى الولايات المتحدة يومياً، إلا أن الوضع تغير بصورة جذرية بعدما فرض الرئيس الأميركي دونالد ترمب رسوماً جمركية بنسبة 145 في المئة على مجموعة واسعة من السلع الصينية، ورداً على ذلك، فرضت بكين رسوماً جمركية بنسبة 125 في المئة على السلع الأميركية. وقال لصحيفة "ساوث تشاينا مورنينغ بوست"، "الولايات المتحدة تمثل 95 في المئة من سوقنا. لا يمكننا تحمل خسارة هذه السوق". بالنسبة إلى المصدرين الصينيين مثل تشو كان الرسالة واضحة، إما نقل الإنتاج إلى أميركا، أو المخاطرة بالخروج من السوق بسبب الرسوم الجمركية المرتفعة. حرب الرسوم تصل إلى نقطة الغليان ومنذ عودته إلى منصبه في يناير (كانون الثاني) الماضي فرض الرئيس الأميركي دونالد ترمب زيادات كبيرة في الرسوم الجمركية على السلع الصينية، إذ رفع الرسوم بمعدل متوسط بلغ 145 في المئة، ورداً على ذلك، انتقمت بكين بفرض رسوم جمركية بنسبة 125 في المئة على الواردات الأميركية، مما عمق المواجهة بين أكبر اقتصادين في العالم. ووفقاً لمعهد "بيترسون للاقتصاد الدولي" تعد زيادات الرسوم الجمركية من بين الأكثر عدوانية منذ الثلاثينيات، وبدأت في إعادة تشكيل سلاسل الإمداد العالمية. وبالنسبة إلى عمل تشو كانت التأثيرات شديدة للغاية، إذ لم تستهدف الرسوم الجمركية الجديدة مجموعة واسعة من السلع الاستهلاكية فحسب، بل ألغت واشنطن أيضاً قاعدة "دي مينيميس" التي كانت تسمح سابقاً للشحنات ذات القيمة المنخفضة بالدخول إلى الولايات المتحدة من دون ضرائب، والآن تواجه كل شحنة صغيرة رسوماً بنسبة 90 في المئة، مما يضر بصورة كبيرة بهيكل الكلفة. إنشاء متجر في أميركا ووفقاً للصحيفة فإن مصنع تشو في دالاس الذي من المقرر افتتاحه في مايو (أيار) المقبل سيتولى فقط أبسط خطوات الإنتاج، وقال "كلف العمالة هنا أعلى بكثير، والتنظيمات صارمة. في الصين قد يمر المنتج الواحد عبر 10 مراحل. أما في دالاس، سننفذ واحدة أو اثنتين فقط". وتسارع شركات صينية أخرى لاتخاذ خطوات مماثلة، وقال زو نينغ الذي يدير شركة استشارات تساعد الشركات في توطين الإنتاج في الولايات المتحدة، إنه تلقى كثيراً من الاستفسارات. يركز ليو لي الذي افتتح مصنع إلكترونيات من شنتشن أخيراً بمساحة 1000 متر مربع في رينو بنيفادا على تجميع وحدات الاستشعار، وهي عملية أبسط وأقل كثافة في العمالة. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) يقول لي "سلسلة التوريد هنا ليست مكتملة كما في الصين"، ومع ذلك مثل زو يعتقد لي أن الانتقال قرب العملاء يستحق العناء. وأضاف لي "سترتفع كلفنا، لكن ليس بالقدر نفسه الذي سترتفع فيه نتيجة للرسوم الجمركية. الهدف هو البقاء على قيد الحياة، والحفاظ على القدرة التنافسية". الصين ترد على الرسوم الأميركية وبينما تنتقل المصانع إلى الغرب تظهر بكين قوتها في مجال آخر، وهو المعادن النادرة، إذ فرضت الصين قيوداً على تصدير الـ"غاليوم"، و"الـ"جرمانيوم"، ومواد أساسية أخرى لصناعات مثل أشباه الموصلات والطاقة الخضراء. وفقاً لتقرير من "رويترز"، فإن هذا التحرك أربك الشركات المصنعة الأميركية، التي بدأت في البحث عن مصادر بديلة من حلفائها مثل أستراليا وكندا. ووصفت الصين هذه الخطوة بأنها "إجراء مضاد ضروري" لما تسميه "البلطجة الاقتصادية الأميركية"، وهناك مخاوف من أن تتحول حرب التجارة إلى صراع تقني أوسع. ما الخطوة القادمة؟ وعلى رغم المشهد الاقتصادي المضطرب، لا يزال عديد من رواد الأعمال الصينيين متمسكين بالسوق الأميركية، وقال ريان تشو "ما دام الدولار الأميركي مهيمناً ستبقى أميركا أكبر سوق استهلاكية في العالم". ويتوقع متخصصون أن تزداد موجة الاستثمارات الصينية في قطاع التصنيع داخل الولايات المتحدة، لا سيما في مجالات مثل البتروكيماويات، إذ كانت المواد الخام تشحن سابقاً إلى الصين لمعالجتها. وقال مؤسس شركة الاستشارات الصينية "كيم 1" يي يينغمين إن النموذج القديم لم يعد مجدياً في ظل الرسوم الجمركية المرتفعة من الطرفين. وأضاف "نشهد استعداد شركات صينية للاستثمار بكثافة في ولايات مثل تكساس"، مشيراً إلى أن شركته ستفتح أول مكتب لها خارج الصين في مدينة هيوستن. في المقابل بدأت تتردد أحاديث عن احتمال تخفيف حدة التوتر، إذ اعترف ترمب أخيراً بأن مستويات الرسوم الحالية "غير قابلة للاستمرار"، ولمح مسؤولون إلى إمكان عقد محادثات قريبة، غير أن الصين سارعت إلى نفي هذه الأنباء، ووصفتها بأنها "أخبار زائفة"، ولم يعلن رسمياً عن أي مفاوضات جديدة. أما بالنسبة إلى تشو فلا تغيير في خطته "كنا نخطط أساساً للقدوم إلى هنا. الحرب التجارية فقط جعلتنا نتحرك بصورة أسرع. والآن نحن هنا لنبقى".
Independent عربية٢٧-٠٤-٢٠٢٥أعمالIndependent عربيةالشركات الصينية تتسابق لافتتاح مصانعها في أميركايعمل ريان تشو رجل الأعمال البالغ من العمر 38 سنة من شرق الصين بلا نوم تقريباً، إذ كان يقضي ساعات طويلة تصل إلى 14 ساعة يومياً، في سباق مع الزمن لافتتاح أول مصنع لشركته في دالاس قبل أن تضرب الحرارة الصيفية، لكن الضغط الذي يواجهه ليس فقط بسبب الوقت، بل أيضاً بسبب الرسوم الجمركية. كانت أعمال تشو المتخصص في صناعة الأكواب والقمصان المطبوعة حسب الطلب، تزدهر من خلال شحن آلاف الطرود الصغيرة إلى الولايات المتحدة يومياً، إلا أن الوضع تغير بصورة جذرية بعدما فرض الرئيس الأميركي دونالد ترمب رسوماً جمركية بنسبة 145 في المئة على مجموعة واسعة من السلع الصينية، ورداً على ذلك، فرضت بكين رسوماً جمركية بنسبة 125 في المئة على السلع الأميركية. وقال لصحيفة "ساوث تشاينا مورنينغ بوست"، "الولايات المتحدة تمثل 95 في المئة من سوقنا. لا يمكننا تحمل خسارة هذه السوق". بالنسبة إلى المصدرين الصينيين مثل تشو كان الرسالة واضحة، إما نقل الإنتاج إلى أميركا، أو المخاطرة بالخروج من السوق بسبب الرسوم الجمركية المرتفعة. حرب الرسوم تصل إلى نقطة الغليان ومنذ عودته إلى منصبه في يناير (كانون الثاني) الماضي فرض الرئيس الأميركي دونالد ترمب زيادات كبيرة في الرسوم الجمركية على السلع الصينية، إذ رفع الرسوم بمعدل متوسط بلغ 145 في المئة، ورداً على ذلك، انتقمت بكين بفرض رسوم جمركية بنسبة 125 في المئة على الواردات الأميركية، مما عمق المواجهة بين أكبر اقتصادين في العالم. ووفقاً لمعهد "بيترسون للاقتصاد الدولي" تعد زيادات الرسوم الجمركية من بين الأكثر عدوانية منذ الثلاثينيات، وبدأت في إعادة تشكيل سلاسل الإمداد العالمية. وبالنسبة إلى عمل تشو كانت التأثيرات شديدة للغاية، إذ لم تستهدف الرسوم الجمركية الجديدة مجموعة واسعة من السلع الاستهلاكية فحسب، بل ألغت واشنطن أيضاً قاعدة "دي مينيميس" التي كانت تسمح سابقاً للشحنات ذات القيمة المنخفضة بالدخول إلى الولايات المتحدة من دون ضرائب، والآن تواجه كل شحنة صغيرة رسوماً بنسبة 90 في المئة، مما يضر بصورة كبيرة بهيكل الكلفة. إنشاء متجر في أميركا ووفقاً للصحيفة فإن مصنع تشو في دالاس الذي من المقرر افتتاحه في مايو (أيار) المقبل سيتولى فقط أبسط خطوات الإنتاج، وقال "كلف العمالة هنا أعلى بكثير، والتنظيمات صارمة. في الصين قد يمر المنتج الواحد عبر 10 مراحل. أما في دالاس، سننفذ واحدة أو اثنتين فقط". وتسارع شركات صينية أخرى لاتخاذ خطوات مماثلة، وقال زو نينغ الذي يدير شركة استشارات تساعد الشركات في توطين الإنتاج في الولايات المتحدة، إنه تلقى كثيراً من الاستفسارات. يركز ليو لي الذي افتتح مصنع إلكترونيات من شنتشن أخيراً بمساحة 1000 متر مربع في رينو بنيفادا على تجميع وحدات الاستشعار، وهي عملية أبسط وأقل كثافة في العمالة. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) يقول لي "سلسلة التوريد هنا ليست مكتملة كما في الصين"، ومع ذلك مثل زو يعتقد لي أن الانتقال قرب العملاء يستحق العناء. وأضاف لي "سترتفع كلفنا، لكن ليس بالقدر نفسه الذي سترتفع فيه نتيجة للرسوم الجمركية. الهدف هو البقاء على قيد الحياة، والحفاظ على القدرة التنافسية". الصين ترد على الرسوم الأميركية وبينما تنتقل المصانع إلى الغرب تظهر بكين قوتها في مجال آخر، وهو المعادن النادرة، إذ فرضت الصين قيوداً على تصدير الـ"غاليوم"، و"الـ"جرمانيوم"، ومواد أساسية أخرى لصناعات مثل أشباه الموصلات والطاقة الخضراء. وفقاً لتقرير من "رويترز"، فإن هذا التحرك أربك الشركات المصنعة الأميركية، التي بدأت في البحث عن مصادر بديلة من حلفائها مثل أستراليا وكندا. ووصفت الصين هذه الخطوة بأنها "إجراء مضاد ضروري" لما تسميه "البلطجة الاقتصادية الأميركية"، وهناك مخاوف من أن تتحول حرب التجارة إلى صراع تقني أوسع. ما الخطوة القادمة؟ وعلى رغم المشهد الاقتصادي المضطرب، لا يزال عديد من رواد الأعمال الصينيين متمسكين بالسوق الأميركية، وقال ريان تشو "ما دام الدولار الأميركي مهيمناً ستبقى أميركا أكبر سوق استهلاكية في العالم". ويتوقع متخصصون أن تزداد موجة الاستثمارات الصينية في قطاع التصنيع داخل الولايات المتحدة، لا سيما في مجالات مثل البتروكيماويات، إذ كانت المواد الخام تشحن سابقاً إلى الصين لمعالجتها. وقال مؤسس شركة الاستشارات الصينية "كيم 1" يي يينغمين إن النموذج القديم لم يعد مجدياً في ظل الرسوم الجمركية المرتفعة من الطرفين. وأضاف "نشهد استعداد شركات صينية للاستثمار بكثافة في ولايات مثل تكساس"، مشيراً إلى أن شركته ستفتح أول مكتب لها خارج الصين في مدينة هيوستن. في المقابل بدأت تتردد أحاديث عن احتمال تخفيف حدة التوتر، إذ اعترف ترمب أخيراً بأن مستويات الرسوم الحالية "غير قابلة للاستمرار"، ولمح مسؤولون إلى إمكان عقد محادثات قريبة، غير أن الصين سارعت إلى نفي هذه الأنباء، ووصفتها بأنها "أخبار زائفة"، ولم يعلن رسمياً عن أي مفاوضات جديدة. أما بالنسبة إلى تشو فلا تغيير في خطته "كنا نخطط أساساً للقدوم إلى هنا. الحرب التجارية فقط جعلتنا نتحرك بصورة أسرع. والآن نحن هنا لنبقى".