أحدث الأخبار مع #لور


جريدة الرؤية
٠٤-٠٥-٢٠٢٥
- أعمال
- جريدة الرؤية
100 مليون دولار إجمالي مبيعات "أمواج" في الربع الأول
مسقط- الرؤية استهلت أمواج- دار العطور العالمية عُمانية المنشأ- عام 2025 بأداءٍ استثنائي، حيث تجاوزت مبيعاتها في الربع الأول من العام 100 مليون دولار أمريكي للمرة الأولى في تاريخها. ويُجسد هذا الإنجاز حرفية الدار والتزامها الراسخ بالجودة والابتكار وسعيها الدائم لترسيخ إرثها العريق مدفوعةً بولاء عملائها وشغفهم بعالم العطور الفاخرة حول العالم. وواصلت أمواج أداءها القوي خلال الربع الأول من عام 2025، محققةً نتائج قوية عبر مختلف قنوات البيع حيث سجلت بوتيكاتها نمواً بنسبة تجاوزت 75%، فيما حققت التجارة الإلكترونية نمواً بنسبة تزيد عن 52%، وارتفعت مبيعات التجزئة في سوق السفر بنسبة تخطت 51%. كما وسجلت أسواق الموزعين نمواً بنسبة تجاوزت 43% مع ارتفاعاً ملحوظاً في الأسواق الأوروبية والشرق أوسطية والأفريقية بنسبة تعدت 75%. وتربعت الدار على قمة مبيعات العطور الفاخرة لدى جميع الموزعين وبوتيكات البيع بالتجزئة في دولة الإمارات العربية المتحدة، ولدى قائمة من أهم وأكبر المتاجر العالمية مثل لور وهارفي نيكولز في المملكة العربية السعودية. وفي الأمريكتين، ارتفعت المبيعات بنسبة 41% معززة مكانة أمواج ضمن أفضل 10 علامات تجارية للعطور لدى نيمان ماركوس. وفي آسيا والمحيط الهادئ، حققت أمواج المركز الأول في مبيعات العطور لدى "إس كيه بي" (SKP) في الصين خلال الربع الأول من العام 2025. وحافظ عطر "جايدنس" على مكانته كأكثر إبداعات أمواج رواجًا، بعدما تضاعفت مبيعاته على أساس سنوي، كما سجلت تشكيلة "الإكسير الاستثنائي" نموًا لافتًا، حيث ارتفعت مبيعاتها بثلاثة أضعاف مقارنةً بالربع الأول من عام 2024، مدفوعة بنجاح إكسير "جايدنس 46" وإكسير "بوربس 50" اللذان قدما تركيبة مُركّزة أعادت تقديم التوليفات الأصلية بأسلوب عزّز حضورها. أما مجموعة "اسينسيس" فقد حازت على قبول عشاق الفخامة وانضمت العطور الثلاثة من المجموعة لقائمة أفضل 15 عطر مبيعاً لدى أمواج خلال الربع الأول من العام 2025. وواصلت أمواج توثيق عمق ارتباطها بإرثها العُماني، حيث تفتّح ورد الجبل معلناً عن الموسم الخامس لحصاد الورد في الجبل الأخضر ومعه فتحت "كافيه أمواج" أبوابها في نسخته التي ازدانت تصاميمه وقائمته بالورد. كما كان للّبان العُماني حضورٌ مميز على الساحة الدولية، من خلال عرض '"مجموعة عُمان" للفنان غايتانو بيشي ضمن فعاليات أسبوع العطور في باريس وأسبوع التصميم في ميلانو، مسلّطًا الضوء على كنوز وادي دوكة أمام جمهور عالمي. وتتقدم أمواج بخطى واثقة مستهدفة تعزيز هذا النمو حيث تعتزم إزاحة الستار عالميا عن الفصل الرابع من مجموعة "أوديسي" لتقدم لعشاق التميّز في الأسواق الرئيسية عطري "ديسيشن" و"اكسيستنس"، وستوسع الدار من حضورها من خلال افتتاح بوتيكات جديدة تعكس روح الإبداع والحرفية وتجسد قيم شخصيتها العُمانية المتأصلة.


النهار
١٧-٠٣-٢٠٢٥
- ترفيه
- النهار
أنطوان كرباج الجبّار حيّاً وغائباً... وداعاً أيها العملاق!
كيف نرثي قامةً بحجم أنطوان كرباج؟ كيف نختصر عمراً من الإبداع بكلمات؟ ألسنا نختزل شخصه متى ما قوْلبناه على حجم مرثيّة؟ رحل الكبير ذات ليلة باردة مقمرة؛ فليحتجب البدر يا ربّ، ولتصمت نسائم الربيع الآتي! رحل الرجل الذي أبكانا وأدهشنا، والممثل الذي بلغ من العظمة شأواً حتّى ضاقت به المسارح والشاشات. كان ذاكرة فنية حيّة، عملاقاً من عمالقة المسرح، سليل جيل من الجبابرة، هارباً ببطشه وجبروته من علياء أوليمبوس. رجل لزمنٍ آخر، وجغرافيا أخرى. لم يكن مسرح الأخوين رحباني ليكتمل من دونه. وهل يمكن تصوّر المشهد الفيروزي، بمجدها المسرحي وأدائها الدرامي المكثّف، من دون أنطوان كرباج؟ من كان ليستفزّ "غربة" في "جبال الصوان" لو لم يكن "فاتك"، الطاغية المتسلّط؟ من كان ليُخرج من الصبيّة أعظم ما فيها، عنفوانها وكبرياءها، ويحوّلها سيّدة لا تحني رأسها وإن ضربت سيوف العالم عنقها؟ من كان ليُهدّد ملكة بترا بابنتها، ويتحدّى إرادة الشعب التي تسكن ناطورة المفاتيح، ويبسط بطشه أمام "قرنفل" في "صح النوم"؟ قبيل اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية، كان كرباج قد رسّخ مكانته نجماً أول في التلفزيون. كان واحداً من مؤسّسي للدراما اللبنانية، قدّماً دور جان فالجان في "البوساء" لفيكتور هوغو (1974). وامتدّ إبداعه في الروائع العالمية المعرّبة مع مسرحيات "ماكبث" لشكسبير، و"الذباب" لجان بول سارتر، و"أوديب ملكاً" لسوفوكليس. (أرشيف "النهار") هكذا عاش وهكذا رحل، متسلّطاً، مستبدّاً بالحياة ومفارقاتها. وكانت الحياة تليق به، بكلّ تسلّطه وكبره "الماكسيمالي" وجموح إبداعه. هزّ جمود المسارح بصوته الجهوري، عملاقاً يعصف غضبه وبأسه، وسكن الشاشة أباً مرشداً، حكيماً جليلاً صارماً، إنساناً يفيض دفئاً تارةً، ويشتعل غضباً طوراً، ولم يكن يوماً عابراً أو عادياً. غاب الوجه الذي تماهى مع أدواره حتى صار هو المسرح والمسرح هو. كان سيّد المسرح وراهبه، لا يهادن ولا يتنازل. وقف بوجه الخواء واستبدّ به، والذين يعرفونه عن كثب، أولئك الذين لم يعمِهِم نوره بل أدفأهم، عرفوه رجلاً انتقائياً في أدواره وإطلالاته، ورأوه يستشير رفيقة دربه لور غريّب بأدواره ويثمّن رأيها. وأنطوان، طوني كما كان يحلو لزوجته لور مناداته، غاب في خيوط لوحاتها التي حمّلتها عذاب العمر وشقاءه؛ وفي الليل الحالك، على ضوء القمر الذي ارتبط بدفء صوته في مقدّمة "نحن والقمر جيران"، سار إليها، وحيداً، ملهوفاً، متعالياً فوق التعب وخيانه الجسد، يُنشد لها بكلّ ما في الأرض من عذوبة وشجن "يا لور حبّك قد لوّع الفؤاد". وُلد أنطوان كرباج ليكون رجل مسرح. لم يتعامل مع الخشبة بوصفها مساحة للأداء، بل كانت عالمه الحقيقي، المكان الذي تنصهر فيه روحه مع الأدوار التي يحترفها. الانصهار، الذوبان، التلاحم، التجسّد. لعلّها تفي بالغرض! امتلك حضوراً طاغياً، يجمع بين الوقار والقوة، فطبع أجيالاً بأدواره في "ديالا" و"بؤساء" فيكتور هوغو، و"لمن تغني الطيور" و"أوراق الزمن المر" الذي فتح أبواب الدراما السورية أمامه، وكان "ماكبث" شكسبير ولمع نجمه في "أنتيغون" سوفوكليس، وعلى موسيقى زياد الرحباني قدّم "المارسيلياز العربي" من تأليف محمد الماغوط، وتشاطر سينما الأورلي قبلها مع نضال الأشقر في مسرحية "أبو علي الأسمراني"، وبعدها مع سلوى القطريب في "بنت الجبل" وهذا غيض من فيض الرجل المتسامي فنّاً وعبقريّةً! وأنطوان كان عاصفةً تهدر على الخشبة، لا يتقمّص أدواره بل يحياها، كأنّ جسده سلالة من المشاعر، كأنّ صوته شُعلة تمتدّ لتضيء قفر المسارح يوم يغيب الكبار. لم يكن ممثلاً، بل كتيبة ممثّلين. لم يكن صوتاً، بل جملة أصوات؛ كائن مسرحيّ خالص، يتماهى مع الشخصيّة حتى يكاد يمحو الحدود بين الكلمة والواقع. وحضوره كان طاقة متفجّرة، كتلك اللحظة النادرة التي يصبح فيها التمثيل فعل خلق، حين ينهض الدور من جماد الورق وبهتانه ليصير لحماً ودماً، روحاً تتنفّس، نبضاً يخترق الحواس. لم يكن يقف على الخشبة، بل يهيمن عليها، يفرض سلطانه من دون عنف، بصدقٍ عارٍ يجتاحنا فنرتعد لهوله. عاصر الكبار والمبتدئين، وكان راعياً ليافعي الفنّ الشاقّ، متواضعاً وسخيّاً. (أرشيف "النهار") كيف نودّعه، وهو من علّمنا أن العظماء، شأنهم شأنه وشأن "بربر آغا"، لا يموتون؟ كيف نودّع من كان الصوت الذي إذا تكلّم، صمتت بعلبك وهياكلها وآلهتها، وأرهفت الآذان سمعها؟ كيف نودّع من كان الهيبة إذا وقف، والرهبة إذا صرخ، والحنان إذا همس، والصخرة بوجه الريح، والنور في عتمة الرُّكح؟