أحدث الأخبار مع #ليلىالبرادعى


بوابة الأهرام
١٢-٠٥-٢٠٢٥
- بوابة الأهرام
القاتل اليومى المتوحش وسبل مواجهته
فاجأتنى الأسبوع الماضى مشكلة تبدو شخصية، ولكنها فى الحقيقة مشكلة عامة تزداد خطورة وطنيا وعالميا، المواجهة مطلوبة، وعلى عكس المتوقع فإن الحل متاح. قال لى أحد الأصدقاء إن العديد يتجاهل المشكلة لعدم وجود حل كما يبدو، أتكلم عن مشكلة المرور، خاصة حوادث الطرق، فى الأسبوع الماضى داهمتنى المشكلة وبطريقة لا يمكن تجاهلها بالمرة، فى الوقت نفسه تقريبا أعلنت الجامعة الأمريكية فى نشرتها الأسبوعية أن زميلتى العزيزة د. ليلى البرادعى وزوجها توفيا على الفور فى حادث طريق وهما متجهين من القاهرة إلى الساحل للحاق بأولادهما، وبعدها بيوم فقط، أخبرنى بواب العمارة التى أسكن بها أن ابن المالك هو فى العناية المركزة بسبب حادثة، وهو وأيضا متجها إلى الساحل، يسكن هذا الشاب ـ الأب مع أولاده فى الشقة أمامى مباشرة وأعتبره وزوجته كأبنائى، وعن حق، فهو فى غاية الأدب، بشوش ويُحافظ على التواصل، فعلا قدوة لشباب هذا الجيل، الحمد الله أنه كان فى سيارته بمفرده، وانتهى الأمر على خير وعاد الآن إلى منزله، ولكن حوادث الطرق سيطرت على أفكارى وأعادت إلى ذاكرتى فورا حوادث سابقة جد أليمة، ولما تكلمت مع آخرين رأينا كيف أنها فعلا مشكلة عامة يُعانيها العالم، ولكن أكثر وأكثر البلاد النامية مثل مصر، ما هى المعلومات الدقيقة؟ عالميا يبلغ عدد القتلى يوميا 3700، والمتوسط السنوى يقترب من مليون ونصف المليون مفقود، بالتحديد 1.35 مليون، بينما يبلغ عدد المصابين 30 إلى 50 مليونا، وللأسف بعضهم يعيش بعاهة مدى الحياة، يزداد عدد الحوادث عالميا، خاصة عدد القتلى فى أثناء إجازة نهاية الأسبوع، وبالتحديد يوم السبت، الغالبية الكبرى من موتى الطرق ـ أى 92% هى فى الدول النامية، رغم أن مالكى السيارات أقل نسبيا ويمثلون 60% فقط من المجموع العالمى، وفعلا أقل الدول حوادث، خاصة فى عدد القتلى، هى هولندا تليها الدول الاسكندنافية مثل النرويج والسويد، بينما فى الدول النامية تأتى الهند فى المرتبة الأولي: 11% من العدد الكلى فى العالم، ولكننا يجب أن نتذكر أن سكان الهند هم 1.4 مليار نسمة، أى أقل قليلا من 20% من سكان العالم، وبالتالى فإن نسبة عدد الحوادث هى أقل من نسبة سكان الهند فى العالم رغم عددها الكبير، المكانة الأولى فى هذا الصدد ـ سواء عدد حوادث الطرق أو عدد القتلى هى دولة جنوب إفريقيا. ماذ ا عن مصر؟ عدد قتلى الطرق فى سنة 2024 هو 5260 حسب جهاز التعبئة والإحصاء. ولكن الخبر السعيد، أن وضع مصر يتحسن: بعد أن كانت مرتبتها عالميا هى الدولة 41 فى سنة 2019 أصبحت الدولة 18 فى سنة 2024، وفعلا انخفض عدد القتلى 10% فى سنة 2024 مقارنة بسنة 2023، وذلك رغم أن عدد السيارات فى ازدياد كما نرى فى الشارع: من 9.94 مليون سيارة فى نهاية 2022 الى 9.95 مليون فى نهاية 2023 . هذا التحسن يجعلنا فى الحقيقة متفائلين وأن المشكلة لها حل، وكما هو الوضع فى أى مرض، فإن الوصول إلى الدواء أو الحل يتطلب التشخيص السليم، ما هى إذن أهم أسباب هذه المجزرة اليومية، عالميا ومصريا؟ أبحاثى توصلت إلى نحو أحد عشر سببا، يتعلق أهمها بحالة السائق والتزامه بالقواعد، ثم تأتى حالة الطرق، ثم حالة السيارة نفسها، وبهذا الترتيب، وقد يكون تطور الطرق خاصة إنشاء الجديد منها كشبكة متوسعة من أهم أسباب التحسن فى مصر وتقليل عدد الحوادث ونسبة الموت والإصابات. التحية إذن لوزارة النقل ولتستمر، لأن هذه البنية التحتية المتطورة تفيد على أكثر من مستوى فى عملية التنمية وليس فقط فى تقليل الحوادث، فيما يتعلق بالعامل الثانى أى حالة السيارة، فهى مشكلة فى العديد من الدول المتنامية بسبب قلة الدخل وارتفاع الأسعار، بما فيها قطع الغيار، مجهود الدولة هنا مهم ومطلوب فى المراقبة والمساعدة، خاصة فى منع عوامل تُزيد المشكلة مثل الغش فى جودة البنزين، العقاب لمثل هؤلاء الغشاشين ـ بل حقيقة المجرمين ـ يجب ألا يكون فوريا فقط بل أيضا قويا ورادعا، حيث إنه إجرامى فعلا: ففى مقابل كسب عدة قروش فى لتر البنزين يُسبب أضرارا مكلفة وقد تكون هيكلية فى السيارة نفسها، ولكن فيما يتعلق بأغلبية أسباب الحوادث والقتل، بل حقيقة أهمها يأتى فى المقدمة أسباب ترتبط فى المرتبة الأولى بالسائق نفسه: السائق المتهور، العدوانى، أو يُعانى الإرهاق الذى لا يحترم أساسيات قواعد المرور، بما فيها إشارات المرور أو أولويات الطريق، ويأتى فى أسباب العدوانية والتهور أو الإهمال تأثير المخدرات مثل الحشيش أو مثيله، الذى يؤدى إلى تقليل التركيز والوعى بأهمية المخاطر، خاصة عند القيادة أثناء الليل، والتى تبين الإحصائيات أن عدد الحوادث إذن يزداد خمسة أضعاف، أحد مظاهر الإهمال المنتشر فى مصر هو مثلا عدم استخدام حزام الأمان، والذى تدل الإحصائيات على أنه يزيد من خطورة الإصابات وحتى الموت بنحو 50%، وعلى العكس فإن استخدامه يقلل الخطورة وموت الأطفال خاصة نحو 71% ، فى الحقيقة هذه خطوة بسيطة جدا لتحقيق سلامة كبيرة، خطوة بسيطة أخرى لتحقيق السلامة هى عدم استعمال الموبايل فى أثناء القيادة، فى الحقيقة أعتقد أنه الإدمان الجديد فهو يُقلل كثيرا من التركيز وسرعة رد الفعل وأدى أحيانا فى بعض البلاد إلى الزيادة بأربعة أضعاف، فى رأيى هو المخدر الحالى، فى العديد من الدول يؤدى تكرار استخدامه فى أثناء القيادة إلى سحب رخصة السائق، هو فعلا خطر كبير فى نتائجه، فتبين الإحصائيات حاليا أن معظم القتلى هم فى الواقع من المشاة وراكبى الدراجات والموتسيكلات بسبب تشتت اهتمام السائق من جراء الإدمان على استخدام الموبايل فى أثناء القيادة بدلا من الوقوف جانبا فى حالة الطوارئ الشديدة. هنا إذن دعوة لرجال الداخلية بالحسم الكامل إزاء هذا الإدمان وتطبيق القانون حرفيا مع توعية السائق بالآثار الضارة لعدم احترام القواعد من أجل سلامته وسلامة الآخرين. أعلنت الأمم المتحدة عقد 2021 ـ 2030 هو عشر سنوات لتحقيق سلامة الطرق وتخفيض عدد المصابين الى النصف، ويجب أن يكون هذا هدفنا أيضا، خاصة أننا نتحسن. كفانا حزنا لفقدان صديق أو عضو فى الأسرة.


النبأ
١٩-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- النبأ
الجامعة الأمريكية بالقاهرة تنعى الدكتورة ليلى البرادعى: تركت تأثيرا دائما
نعت الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وفاة الدكتورة ليلى البرادعي، أستاذة الإدارة العامة بقسم السياسات العامة والإدارة، بكلية الشؤون العالمية والسياسات العامة. الجامعة الأمريكية بالقاهرة تنعى الدكتورة ليلى البرادعى: تركت تأثيرا دائما وقالت الجامعة الأمريكية فى بيان لها على الصفحة الرسمية بموقع التواصل الاجتماعى " الفيس بوك" أن الراحلة كانت عضوًا فاعلًا في مجتمع الجامعة الأمريكية بالقاهرة لأكثر من 30 عامًا، بدايةً كطالبة (بكالوريوس عام 1983، وماجستير إدارة أعمال عام 1988)، ثم كعضوٍ قيِّم في هيئة التدريس. وتابعت الجامعة الأمريكية بالقاهرة: فقدت الأستاذة ليلى البرادعي وزوجها حياتهما في حادث سيارةٍ مؤسف، تركت وراءها إرثًا قويًا من التأثير على طلابها وزملائها، بالإضافة إلى تأثيرٍ دائمٍ على مجال السياسات العامة محليًا ودوليًا،" نتقدم بأحرّ التعازي لعائلتها وطلابها وأحبائها".