logo
#

أحدث الأخبار مع #مأمونالشناوى

طه حسين وصفه بـ«الشاعر الغنائى» اعترافا بعاميته.. مأمون الشناوى.. و«ادى الربيع عاد من تانى»
طه حسين وصفه بـ«الشاعر الغنائى» اعترافا بعاميته.. مأمون الشناوى.. و«ادى الربيع عاد من تانى»

بوابة الأهرام

time٢٨-٠٤-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • بوابة الأهرام

طه حسين وصفه بـ«الشاعر الغنائى» اعترافا بعاميته.. مأمون الشناوى.. و«ادى الربيع عاد من تانى»

الدنيا ريشة فى هوا طايرة بغير جناحين احنا النهاردة سوا وبكــرا هنكـــون فيـــن فى الدنيا فى الدنيا بكل جمال أشعار مأمون الشناوى «1914 - 1994»، لا تزال أغنيته هذه تَمَسّ صميم قلبى أكثر من غيرها، سمعتها صدفة أو عمدا، وتخايلنى بلا مقدمات كلما ضاق صدرى، بعذوبة أداء سعد عبد الوهاب وصوته المهذب، وأنغام بيانو عمّه عبد الوهاب وكمانه ،تُحلّق كرِيشة يتخبطها الهواء، أعبر بها الأغنية إلى معانيها الفلسفية، وتهدئ خاطرى حيال الحياة، وتُهدهد روحى: ياما ناس بتتقابل من غير معاد يجمع بينهم وناس بتتحايل على الفُراق يبعد عنهم مين ضمّهم بِإديه.. واتفرقوا حواليه سبب لُقاهم إيييه .. وكان فراقهم ليييه.. الدنيا ريشة فى هوا ويختمها ثلاثتهم بنصيحة يبدو أننا نصل إليها جميعا بإدراك مشقّات الحياة، وتراكم مواجع القلب والتجارب بآخر المجرى: يلّلى بتسأل عن الحياة.. خُدها كدا زى ما هيّ اااا فيها ابتسامة وفيها آآآه.. يها أسيِِّيَة وحنِّيّة ياما الحياة فيييهاااا فمن أَجَملّ مهام الشعر أن ينوب فى التعبير عن مشاعر مختلف الناس وانفعالاتهم، وكوامنهم الخفيّة، بأخصّ الآلام وعواقب الخسارات. ومأمون الشناوى من أبرز المبدعين الذين قاربوا تجلّيات الإنسان المتباينة. المعانى عنده لا تأتى من فراغ، ولا تذهب سُدىً. هى مناط الحكمة وذُرى المجاز! فى حوار قديم يُلفتنا لشيء من بداياته، قائلا: «بدأت أكتب شعر وانشره فى مجلة (أبوللو)، وكان يَنشُر فيها صالح جودت، ومحمد حسن إسماعيل، وأحمد مخيمر، وإبراهيم ناجى. كنت أحب بنت الجيران، ومش عارف أصارحها إزاى، فكتبت لها أغانى عبّرت فيها عن حُبّى، وأعطيتها لمحمد صادق فلحّنها وغنّاها بالإذاعة، وتقاضيت عن الغنوة 2 جنيه، وأول غنوة كتبتها كانت: (تكره تحب مفيش فايدة.. ما راحت النار القايدة)». ومأمون الشناوى الذى نسبت ـ سهواً ـ إحدى أغانيه «حلاوة شمسنا» إلى الشاعرة نبيلة قنديل، قبل عشرة أيام تقريبا، استهل كتابته بعشر قصائد فصيحة، سريعا ما أشاح عنها إلى العامية، وذكر أسبابه للإذاعة البريطانية: «رجلى وجعتنى لما اتكعبلت فقلت (آه يا رجلي) مش (آواه يا ساقي)، فوجدت (آه يا رجلي) أقرب لقلب الناس». ومصادفة سمع الموسيقار عبد الوهاب أغانيه تلك فبادر لمقابلته، وأسمعه لحناً ليضع كلمات ملائمة له فكتب: أنت وعزولى وزمانى حرام عليك.. دِبلت زهور الأمانى ما بين ايديك تجرحنى ليه وانا كُلِّى جِرَاح.. مسيرى يوم انساك وارتاح فبات أول من فَصَّل كلمات للحنٍّ جاهز فى تاريخ الأغنية، وصارت عادة، وكانت الأولى بسلسلة بلغت 427 أغنية، وأثمر تعاونهما عشرات الأغانى، منها «رُدِّى عليّ» فى «فيلم ممنوع الحب»، و«أنسى الدنيا» فى «رصاصة فى القلب»، و«آه منك يا جارحنى»، و«كل ده كان ليه». وقدّما أغانى وطنية مثل نشيد «الوادى» ، و«زوّد جيش أوطانك»، و«الجهاد». وظل عبد الوهاب يستشيره بتسمية مقطوعاته الموسيقية مثل «خطوة حبيبى» و «حبيبى الأسمر». وفيما وصفه بليغ حمدى، قائلا: «هو نفسه قصيدة شعر»، رد العميد طه حسين على استفسار آمال فهمى عن تحامله على شعراء العامية فقال: «بالأمس سمعت السيدة أم كلثوم تشدو (كل نار تصبح رماد مهما تقيد.. إلّا نار الشوق يوم عن يوم تزيد) وهذا (شعر خالص) للشاعر الغنائى مأمون الشناوى». وكانت أول مرة يُطلَق وصف «الشاعر الغنائى». وفى نقاش مع العظيم «بيرم التونسى» حول «كُتاب الأغنية» قال عن مأمون الشناوي: «الوحيد الذى لا يُقلّد أحدا، ولا يستطيع أحد أن يُقلّده». وشدت له أسمهان «امتى هتعرف» و«أهوى» بفيلم «غرام وانتقام» 1944: أهوى أهوى أنا أنا أهوى.. يا مين يقول لى أهوى أسقيه بإيدى قهوة.. أهوى القمر يسكرنى ضياه وأقضى طول الليل ويّاه.. يخلى قلبى فى نشوة والدنيا همس ونجوى وهنا تتجلى براعته باستخدام «الجِناس» فى كلمتى (أهوى وقهوة)، لتشابه الكلمتين لفظاً واختلاف المعنى، كمن يقول: «دارِهم ما دمت بدارِهم» أو«أرضِهم ما دمت بأرضِهم». الشناوى فى صحبة فريد الأطرش ومحرم فؤاد عُرف عن مأمون الشناوى اعتزازه بأشعاره ورفضه تعديلها، ما عطّل تعامله مع «أم كلثوم» طويلا، رغم إعجابه الكبير بها، وحين عرض عليها أغنية «الربيع»، اقترحت تعديلا لبعض كلماتها فأَبَى. وأعجبت «فريد الأطرش»، وعلم أن الست لن تأخذها فلحّنها وغنّاها بفيلم «عفريتة هانم» وربيع 1949، وأصبحت أشهر إبداعاته، وأسّست لتعاون ممتد مع الشاعر الكبير. وكان قد سبق لها رفض أغنية «حبيب العمر»، لرفض الشنّاوى تعديلها، وغنّاها الأطرش بفيلمه «حبيب العمر» 1947. ولتدارك الخلاف ، طلبت الست لاحقا من «بليغ حمدى» ترتيب لقاء مع مأمون الشناوى، واتفقا على أغنية «أنساك» 1961 ووافق الشناوى على تعديل بعض كلماتها إرضاء للست، وألحقاها بثلاث، «كل ليلة» 1964، و«بعيد عنك» 1965، و«دارت الأيام» 1970، وحاول «عبد الوهاب» تغيير اسم الأغنية إلى «يا عينى على العاشقين» لكن أم كلثوم رفضت، وتمسكت بكلمات واسم الأغنية: عينى عينى ع العاشقين حيارى مظلومين.. ع الصبر مش قادرين ما قدرتش أصبر يوم على بعده .. ده الصبر عايز صبر لوحده وحاوره «طارق حبيب» حول تعاونه مع فريد الأطرش فذكر أن فريد الأطرش كان يقول له: «نجمى موافق نجمك، وحاجاتنا مكتوب لها النجاح». وعن نبرة الحزن فى أغلب أغانيه للأطرش قال: «حزنه كان بيبهت عليَّ». ومن أغانيه «الفرايحى»: «جميل جمال»، و«ماتقولش لحد»، وغيرهما يغالبها الشجن وإيقاع الصبا مثل «أول همسة»، و«حبيب العمر»، «وحكاية غرامى». وربما كانت الربيع أشهرها جميعا وأحلاها: آدى الربيع عاد من تانى والبدر هلّت أنواره وفين حبيبى اللى رمانى من جنّة الحب لناره أيام رضاه يا زمانى هاتها وخُد عمري اللى رعيته رمانى وفاتنى وشغل فكرى كان النسيم غنوة والنيل يغنيها ومَيّتُه الحلوة تفضل تعيد فيها وأغرم مأمون الشناوى بالصحافة فى بواكير شبابه، وامتهنها قبل إنهاء تعليمه بمدرسة التجارة العليا. واستهل رحلته بمجلة «روز اليوسف» التى أسسها التابعى، بلدياته، وزامل مصطفى أمين، ثم انتقل معه إلى «آخر ساعة»، مساعد سكرتير تحرير ومشرف «باب الفن عام» 1939. واعتبره «الأخوان أمين» من مؤسسى جريدة «أخبار اليوم» معهما، وعمل سكرتير تحرير، وبعد سنوات انتقل إلى «الجمهورية». وفى منتصف الأربعينيات أسس مجلة «كلمة ونصف»، مع زميله صلاح عبدالحميد، وكانت الكتابة فيها بدون توقيع، واستكتب محمود السعدنى، وصلاح حافظ، وأحمد رجب، وإبراهيم الوردانى وغيرهم. وفى تلك الفترة كان يميل لليسار والعدالة الاجتماعية، فانتقد الحكم الملكى أواخر الأربعينيات بأشعار ساخرة. وشدا له «محمد فوزى» كثير من الأغانى، منها «يا جميل يللى هنا»، و«يلّلى افتكرت وجيت تانى»، و«بيّاعين القلوب»، وتستوقفنى كثيرا «ويلك ويلك»: ويلك ويلك يا مشتاق .. من طول ليلك والأشواق سبحت بحور طلعت جبال.. عبرت سهول طويت رمال سألت عليكم كل خيال.. ما خليت شيّ بغير سؤال وأنشد له حليم: عشرات الأغانى منها «أنا لك على طول»، و«عشانك يا قمر»، و«صدفة»، و«نعم يا حبيبى نعم»، و«حلو وكداب»، وغيرها كثير. كما كتب لعدوية عدة أغان مثل «سيب وأنا أسيب» و«السلاملك»: رحنا السلاملك قالوا فى الحرملك رحنا الحرملك قالوا فى السلاملك لا فى السلاملك رحتى ولا فى الحرملك يا ختى تحتارى حِيرتى إن شالله وتدوخى دُوختي وكما كتب أغانيه الوطنية «نشيد مصر والسودان» وغيرها لعبدالوهاب، و«ثورتنا المصرية» وغيرها لحليم، ألحان رءوف ذهنى، وأغنية «حرية» و«إنى ملكت فى يدى زمامى» ألحان كمال الطويل، و«سمعته» و«غنّى الحمام» لنجاة، و«أهلا بيك» لفايزة، و«عربى فى كلامه» لشادية. عبّر عن وجعه إثر نكسة 1967 باستلهام أغنية «العتبة جزاز» من الغناء الشعبى، ربما لشعوره حينها أن الأمور لا تحتمل غير الهزل: العتبة جزاز والسلم نايلو فى نايلو.. أحنا التلاتة ولاد خالة ..آه ياوله لا حدانا جيب ولا سيالة.. آه ياوله.. لحنها الموسيقار على إسماعيل، وغنّاها «الثلاثى المرح»، وعزيزة عمر، وشويكار وفؤاد المهندس، وليلى نظمى.

مأمون الشناوي ..شاعر الوجدان المصرى من أم كلثوم وعبــدالوهاب إلى عدوية
مأمون الشناوي ..شاعر الوجدان المصرى من أم كلثوم وعبــدالوهاب إلى عدوية

بوابة ماسبيرو

time٢٢-٠٢-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • بوابة ماسبيرو

مأمون الشناوي ..شاعر الوجدان المصرى من أم كلثوم وعبــدالوهاب إلى عدوية

إذا فتشت فى وجدان المصريين ستجد شعراء الأغنية يحتلون الجزء الأكبر وخاصة الجيل الذى أبدع فى النصف الأول من القرن العشرين، هناك يجلس بيرم التونسى وبديع خيرى وأبوالسعود الإبيارى، وإلى جوارهم الجيل التالى: مأمون الشناوى وحسين السيد ومرسى جميل عزيز وعبدالفتاح مصطفى وفتحى قوره وسواهم، وصولاً إلى فؤاد حداد وصلاح جاهين والأبنودى وسيد حجاب ومجدى نجيب، هؤلاء وآخرون لعبوا الدور الأكبر فى تشكيل الذائقة المصرية من خلال الأغانى العاطفية والوطنية التى حفظها المصريون على اختلاف ثقافتهم دون تفرقة بين مستويات الثقافة والتعليم. مأمون الشناوى أحد هؤلاء الذين يسكنون وجدان المصريين بما يملكه من قدرة فذة على اللعب بالكلمات وتطويعها بسهولة ويسر للمعنى والمزج ما بين العامية والفصحى دون افتعال أو شعور المستمع بهذا المزج، فقد توفر له ما لم يحظَ به شعراء آخرون، فقد انضم مأمون إلى جماعة أبوللو التى أسسها أحمد زكى أبوشادى وكان أصغر الأعضاء سناً أو على الأقل ارتبط بهم ونشر قصائده التى كتبها بالفصحى فى مجلة أبوللو قبل أن يتحول إلى العامية ويصبح من أبرز شعراء الأغنية، ودون شك علاقته بمدرسة أبوللو وكتابة شعر الفصحى ونشأته فى بيت قاضٍ شرعى كلها عوامل كان لها تأثير كبير فى تميز واختلاف هذا الشاعر عن مجايليه الذين كتبوا الأغنية، ويبدو أنه أدرك ضرورة الكتابة بالعامية لغة الوجدان المصرى، لكنه لم يتخلَّ عن الفصحى التى كتب بها ويعرف جيداً أسرارها، وأغنية «قهوة» التى غنتها أسمهان فى فيلم «غرام وانتقام» نموذج للمزج بين الفصحى والعامية ببراعة «أهوى أنا أهوى، يا مين يقولى أهوى أسقيه بيدى قهوة أنا أنا أهوى» ونماذج أخرى عديد مثل أغنية الربيع التى تحوى سطوراً كاملة بالفصحى «وموجُه الهادى كان عوده، ونور البدر أوتاره/ يلاغى الورد وخدوده.. يناجى الليل وأسراره»، بالإضافة إلى تطويع الأفكار الفلسفية والأسئلة الوجودية العميقة وطرحها من خلال كلمات بسيطة وصور شعرية مدهشة مثل أغنية «الدنيا ريشة فى هوا طايرة بغير جناحين إحنا النهارده سوا وبكره هنكون فين فى الدنيا». كتب مأمون ما يقرب من 430 أغنية تنوعت من محمد عبدالوهاب إلى أحمد عدوية مروراً بأم كلثوم وفريد الأطرش وفايزة أحمد وشادية وعبدالحليم حافظ، ويبدو العدد ليس كبيراً إذا ما قورن بآخرين من أبناء جيله، لكن مأمون الشناوى حالة خاصة، فإذا ألقيت نظرة ولو سريعة على هذا العدد وعناوين الأغانى ستعرف لماذا أصبحت كلها جزءاً من الوجدان المصرى، وذلك منذ أن كتب شعراً بالفصحى لا يخلو من الطابع الرومانسى ومن تأثره وانحيازه لشعراء هذه المدرسة الذين تأثروا بحكم ثقافتهم بالرومانسيين الغربيين وبشعراء المهجر، فكانت بداية لتحول كبير فى الشعر العربى «فى سبيل الحب ما ألقى وما سوف ألاقى، ولأجل الحب هذا الدمع يسرى فى المآقى / عشت للحب ولا أرجو من الحب التلاقى/ خففوا اللوم قليلاً يا رفاقى! / عبثاً أن يطفئ اللوم اشتياقى / لا، ولا القرب ولا طول العناقِ / بفؤادى الحب باقى /قربها مثل الفراقى / عشت مجهول النطاق!» صورة حية للإنسان سلبياً حزيناً، وثمة عجز وتصدٍّ للواقع، هذا ما نشره فى مجلة أبوللو عام 1934 وعمره عشرون عاماً، لينتقل من مرحلة الفصحى إلى التعاون مع عبدالوهاب ويكتب له «أنت وعزولى وزمانى» وتتوالى أغانيه لموسيقار الأجيال ومنها «انسى الدنيا وريح بالك» ويكتب لأم كلثوم أولى أغانيه «أنساك ده كلام أنساك يا سلام» تتلوها ثلاثة أغانى «كل ليلة وكل يوم، بعيد عنك، ودارات الأيام» وأيضاً أشهر أغانى فريد الأطرش «الربيع، أول همسة، خليها على الله» وأيضاً عبدالحليم حافظ «أنا لك على طول، صدفة، خسارة خسارة» وكلها رغم اختلاف المطربين واتجاهاتهم إلا أن تأثير الرومانسية، والانحياز إلى التعبيرية ممثلاً فى التداخل بين الرمز والواقعية، بين الحلم والواقع، والرغبة فى التعبير عن المشاعر الإنسانية الصادقة بعيداً عن القوالب الكلاسيكية يبدو واضحاً فى هذه الأغانى. ثلاثة عوامل كان لها أثر كبير فى تميز هذا الشاعر، أولها انحيازه لمدرسة أبوللو الذى منحه أفقاً مغايراً حين ذهب إلى الأغنية، وأيضاً تفتح وعيه فى فترة ما بين الحربين الأولى والثانية حين لم يعد أحد يشغل نفسه بالأدب الرفيع بل بالأدب بوصفه تعبيراً عن الإنسان الذى عثر على نفسه بعد صدمة الحرب والانهيار وانحياز الأدب والفن إلى مبدأ التعبير عن المشاعر فى تناقضاتها وفى صراعاتها، لتتخذ من الرؤى الذاتية والحالات النفسية مشروعاً للإبداع الفنى، هذا بالإضافة إلى عمله فى الصحافة ومشاركته فى إصدار مجلة، والتنوع فى الكتابة الصحفية بين الفن والسياسة وتحرير باب عن الحب، مع تجربته السينمائية حين كتب قصة فيلم «المليونير» الذى أخرجه حلمى رفلة وكتب له الحوار والأغانى أبوالسعود الإبيارى وسيناريو أنور وجدى وبطولة إسماعيل يسن لتمنح هذه العوامل مأمون الشناوى خصوصية أضفت على شعره الغنائى طابعاً فلسفياً لا يتخلى عن البساطة والفطرة التى جعلته شعراً خالصاً. ولد مأمون السيد الشناوى فى مدينة الإسكندرية فى حى كوم الشقافة فى 28 يناير 1914 نفس العام الذى اندلعت فيه الحرب العالمية الأولى ليستقبله العالم بهدير المدافع وأولى المآسى الكبرى فى العصر الحديث والتى كان لها الأثر الأكبر فى تحولات الأدب والفن، كان والده السيد الشناوى رئيساً للمحكمة الشرعية وبحكم هذه المسئولية كان يتنقل بين عدة مدن، ولحظة ميلاد الطفل مأمون كان الأب قاضياً للمحكمة الشرعية فى الإسكندرية، ولم يعش هناك طويلاً، فسرعان ما عاد إلى القاهرة وهناك التحق بمدرسة الخديو إسماعيل بالسيدة زينب وهى المدرسة التى زامل فيها مأمون على ومصطفى أمين، وبعد تخرجه التحق بمدرسة التجارة العليا وحصل على شهادة التخرج ولم يعمل أبداً فى هذا التخصص، ففى عام 1934 وبينما كان لا يزال طالباً بدأ العمل بمجلة روزاليوسف مع الصحفى الكبير محمد التابعى الذى كان من أقارب والدته، عمل محرراً فنياً وسياسياً فى بعض الأحيان وقضى هناك ما يقرب من ثمانى سنوات، تنقل بعدها للعمل فى عدة صحف إلى أن عمل مع زميلى الدراسة على ومصطفى أمين فى «أخبار اليوم» حال تأسيها، وظل يعمل فى الصحافة حتى عام 1962 قبل أن يقرر الاعتزال وكان قد أسس مجلة «كلمة ونص» عام 1947 مع صلاح عبدالجيد، أسبوعية سياسية فنية وثقافية وظلت تصدر لمدة ثلاث سنوات، اتسمت بالجرأة من الناحية السياسية، وعلى سبيل المثال فى عدد الثلاثاء 17 يونيو 1947 جاءت الافتتاحية حول الموقف السياسى الذى وصفته المجلة باللغز الذى يستعصى على الصحفيين وعاتبت النقراشى باشا نفسه «فدولته لا يعلم إذا كان سيذهب إلى مجلس الأمن أم يفاوض أم سيخلى الطريق لغيره ليستأنف المفاوضة» وعمل معه فى هذا الإصدار وعمل معه كوكبة من الشباب الذين أصبحوا فيما بعد من نجوم الصحافة المصرية مثل صلاح حافظ وأحمد رجب ومحمود السعدنى والأخير كان محرراً للحوادث، وبعد يوليو عمل فى جريدة الثورة «جريدة الجمهورية» حتى وصل فيها إلى منصب مدير التحرير ليقرر الاعتزال فى مفاجأة غامضة ما زالت تحتاج إلى تفسير عام 1962 ولم يعد إلى الصحافة إلا مطلع الثمانينات من خلال حكاية رواها لى المهندس ناجى الشناوى ابن الشاعر الكبير والذى صحح لى كل المعلومات المغلوطة المتناثرة عن حياة مأمون الشناوى على شبكة الإنترنت، والحكاية التى رواها لى بطلها الشاعر عبدالمنعم السباعى صاحب أغنية «أروح لمين» لكوكب الشرق وكان جاراً لمأمون الشناوى فى حى جاردن سيتى وبينما كان يشعر بدنو أجله أوصى مأمون بتحرير الباب الذى كان يقدمه كل أسبوع حول المشاكل العاطفية وأبلغ أيضاً محسن محمد رئيس تحرير الجمهورية فى ذلك الوقت بهذه الرغبة، ورغم قرار مأمون الصارم باعتزال الصحافة إلا أنه رضخ وتراجع أمام رغبة عبدالمنعم السباعى وقدم لمدة ثلاث سنوات باب «جرّاح قلب» وكان يختمه بسطور شعرية يسميها من أفواه المجانين، وكان يقرأ بنفسه دون مساعدة فى تقديم الأهم أو فرز الخطابات قبل تقديمها له.

عالحلوة والمُرة
عالحلوة والمُرة

مصرس

time١٦-٠٢-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • مصرس

عالحلوة والمُرة

لعب القدر الدور الأكبر لظهور الأغنية دى وشاعرها للنور. قصتان متداولتان عنها أولهما وأشهرهما من مأمون الشناوى والتانية من شاعر الأغنية سيد مرسى.القصة الأولى بتقول أن مأمون الشناوى كان بيجهز أنه ينزل ويخرج وهو بيلبس الجاكيت لقى فيها ورقة فيها كلمات تنفع إنها تكون أغنية مميزة واستغرب لأنه مش هو الليّ كاتبها وبعد تحقيق وتدقيق طلع أن الخادمة فى المنزل تعيش قصة حب مع «سيد المكوجى» الليّ كان متعود يبعت خطابات غرامية إليها فى الهدوم بس المرة دى كانوا متخانقين فبعت لها الكلمات دى علشان يصالحها بس هى نسيت تبص فى الهدوم على الجوابات ويشاء القدر أنها تقع فى يد مأمون الليّ طلب أن المكوجى يجيله واتصل بصديقه الملحن محمود الشريف الليّ عجبته الكلمات جدًا وبعدها اجتمع الثلاثى مأمون الشناوى ومحمود الشريف وشاعر الأغنية وسأله الشناوى عن الكلمات فأكد له أنه هو الليّ كتبها وأن عنده كلمات أغانى تانية كتير وهنا كانت نقطة التحول فى حياة سيد لما بلغه أنه هياخد الأغنية وأنها هتبقى فى الإذاعة.بعدها اتصل الشناوى بالمطرب عبدالغنى السيد وقاله إن فى أغنية مناسبة له وبالفعل أُعجب بالكلمات واللحن الذى نفذه محمود الشريف وبعدها اتسجلت فى الإذاعة وكسرت الدنيا وبقت واحدة من أهم وأشهر أغنيات عبد الغنى السيد.والمفارقة أن قصة الحب بين سيد مرسى والخادمة لم تتوج بالجواز بس كانت السبب فى و٫صول كلمات الأغنية لجيب جاكت مأمون الشناوى.القصة التانية الليّ قالها سيد مرسى نفسه عن الأغنية هى أن فى سنة 1951 أو 1952 لما كان عمره حوالى 21 سنة كان سهران فى حتة ولقى محفظة واقعة على الأرض وفتحها لقاها ملك لمحمود سيد الشريف وخدها وراح تانى يوم النقابة وطلب مقابلته وراحله وإداله المحفظة ومد الأخير إيده يديله خمسة جنيه ولكن سيد رفض فقاله طيب خد تعالى قولى أنت بتشتغل إيه فقاله بكتب أغانى فقاله كتبت إيه سمعنى فقاله:ع الحلوة والمرة مش كنا متعاهدينليه تنسا بالمرة عشرة بقالها سنينع الحلوة والمرةنسيت خلاص عهدنا ونسيت لياليناونسيت كمان ودنا ونسيت أمانيناكان أملى فيك غير كدة ليه تنسا ماضيناحرام عليك كل ده شمتهم فينابعد الأغنية دى اشتهر سيد مرسى وكانت عالحلوة والمرة فاتحة خير عليه وكتب لفنانين كبار وعمل دويتو مع بليغ حمدى وغنت له وردة نصيب الأسد من أعماله وغنت له كمان شادية وعفاف راضى ونجاة الصغيرة ومحرم فؤاد وتعاون كمان مع محمد سلطان وفايزة أحمد. أيًا كانت القصة الصح فى ظهور الأغنية سواء قصة الشناوى أو سيد فالأهم أن الشاعر الغنائى سيد مرسى ترك لنا أغنية رائعة نحفظها عن ظهر قلب.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store