logo
#

أحدث الأخبار مع #مؤسسةأبوظبيللإعلام

"شغاب".. نقلة في صناعة الدراما الإماراتية
"شغاب".. نقلة في صناعة الدراما الإماراتية

البلاد البحرينية

time٢٤-٠٣-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • البلاد البحرينية

"شغاب".. نقلة في صناعة الدراما الإماراتية

يمثل المسلسل الإماراتي "شغاب" نقلة حقيقية في مسيرة صناعة الدراما الإماراتية من حيث الشكل والمضمون، لما يحمله من مضامين عالية الجودة واشتغال احترافي يتجاوز بمهارة العديد من التجارب السابقة. على صعيد الإنتاج، يقوم الفنان والمنتج الدكتور حبيب غلوم بتوفير كافة الظروف المناسبة لتحقيق معادلة إنتاجية تتميز بالسخاء والتوازن، ما يجعل من هذه التجربة واحدة من أبرز الإنجازات التي يتم تقديمها في مجال الدراما الإماراتية. من المؤكد أن مثل هذه المعطيات استهلكت الجزء الأكبر من الميزانية المخصصة، وهو أمر يستحقه هذا العمل الفني المميز الذي يمثل فخرًا للدراما التلفزيونية الإماراتية. يعتمد مسلسل "شغاب" على نص غني للكاتب الإماراتي القدير إسماعيل عبدالله، الذي دائمًا ما يعود إلى الساحة الدرامية محملاً بخزائن من الحكايات العميقة. من خلال "شغاب" (الحلق)، يقدّم الكاتب ذريعة للذهاب إلى عمق التراث والزمن الإماراتي الحديث، لاستحضار مجموعة من الحكايات والشخصيات والأسرار التي تكشف عن الحب، والتحدي، والإرادة، والتضحيات العظيمة. عبر حلقات المسلسل، تتكشف هذه القصص والشخصيات شيئًا فشيئًا، مما يجعل المتابعين في حالة من التأمل العميق في أحداثه. كما عودنا الكاتب إسماعيل عبدالله، يغزل حكاياته وحواراته بلغة شعرية غنية بالمفردات ذات الدلالات العميقة، والمعبقة بالمضامين العاطفية. تتطور هذه الحكايات بشكل يتناسب مع تصاعد الصراع بين الشخصيات، بدءًا من البحارة والغواصين، وصولًا إلى باقي الشخصيات التي تزدحم بها الأحداث الدموية المتفجرة. يمزج العمل ببراعة بين الماضي والحاضر، مستحضراً شخصيات مثل غانم وابنته ثريا، ولاحقًا الريم وجراح، وصولاً إلى أصايل، في حياكة شديدة الحساسية تستدعي الصراع الإنساني وتستعرض قيم الحب الخالدة. في هذا العمل، يظهر عدد من نجوم دولة الإمارات العربية المتحدة في أدوار متنوعة، كأنهم في حلبة من الصراع، يقدمون أداءً عاليًا متناغمًا. نخص بالذكر الفنانين أحمد الجسمي، والدكتور حبيب غلوم، وهيفاء حسين، وأحمد الأنصاري، وإبراهيم سالم، ومروان عبدالله، وأمل محمد، مع مجموعة أخرى من أجيال الدراما الإماراتية، الذين يعكسون بمهارتهم الصراع الداخلي والخارجي لشخصياتهم. ولا يمكننا إغفال دور المخرج مصطفى رشيد، الذي نضجت تجربته وأصبحت حلولُه الإخراجية متعمقة بشكل رائع. أسهمت اشتغالاته الفنية البصرية في منح العمل عمقًا وبعدًا إضافيًا، مما عزز من قيمة المسلسل وجعل مشاهده تنبض بالحياة والواقعية. مسلسل "شغاب" (الترجية) (الحلق) ليس مجرد عمل درامي إماراتي، بل هو تطور رفيع لصناعة وحرفة الإنتاج الدرامي في دولة الإمارات، ويمثل مرحلة هامة في تاريخ هذه الصناعة ومسيرتها. إنه يؤسس لمرحلة جديدة تضيف قيمة كبيرة، بحيث يمكننا القول: "ما بعد شغاب" هو مرحلة جديدة في الفن الدرامي الإماراتي. مع هذا المنجز الفني الرفيع، الذي يليق باسم دولة الإمارات العربية المتحدة ومبدعيها، يُحفز هذا العمل الجهات الإنتاجية مثل مؤسسة أبوظبي للإعلام وغيرها على التفكير والتخطيط للمرحلة المقبلة، سواء من الناحية المادية أو اللوجستية، بهدف تطوير هذه الصناعة بشكل أكبر. إن مسلسل "شغاب" يشكل دعوة لتطوير مفردات الدعم الفني، بما في ذلك استوديوهات متخصصة تستوعب مثل هذه المشاريع الكبرى، وهو ما يتطلب الذهاب إلى عمق التراث الإماراتي المشبع بالحكايات القيمة والجواهر الثقافية. ولتحقيق هذا النوع من الإنتاجات، لا يمكن للمنتج المنفذ بمفرده وفي ظل ميزانية محدودة أن يتحمل العبء بالكامل. من النادر أن نجد منتجًا بمستوى الفنان الدكتور حبيب غلوم، الذي أتاح لهذا العمل أن يتفرد ويحقق منجزًا فنيًا مميزًا، مستعرضًا بذلك تضحيات مادية كبيرة لتأمين نجاح مسلسل "شغاب" الذي يثبت أنه واحد من أبرز الأعمال الفنية التي ترفع من قيمة الدراما الإماراتية على المستوى الإقليمي والعالمي. في "شغاب" نجد حرفية فنية تجعل من المسلسل قادرًا على تجاوز حدود القنوات الإماراتية إلى آفاق أوسع على الصعيدين الخليجي والعربي، إذا تم تأمين التسويق والترويج العالي الذي يوازي الاحترافية الإنتاجية التي تم بها إنجاز العمل. ومن المؤكد أن صناعة الإنتاج الفني الإماراتي، بما تمتاز به من خصوصية وعمق في الهوية والشخصية، قادرة على الانطلاق بعيدًا. وهذا ما نتوقعه من أعمال مماثلة لـ"شغاب" وغيرها من التجارب الفنية المقبلة التي تسير وفق معادلات الإنتاج المتميز. وحتى لا نطيل، نشدد على أن تجربة "شغاب" هي في الحقيقة وسام على صدر صناعة الإنتاج الفني الإماراتي، وانطلاقة إلى آفاق جديدة في فضاءات هذه الحرفة التي تحمل اسم الإمارات وتاريخها وتراثها إلى المشاهد العربي في كل مكان. ويبقى أن نقول "برافو".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store