logo
#

أحدث الأخبار مع #مؤسسةالأقصى

حرائق إسرائيل.. حصار من نار
حرائق إسرائيل.. حصار من نار

الجزيرة

time٠١-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • الجزيرة

حرائق إسرائيل.. حصار من نار

منذ عام 2010، واجهت إسرائيل سلسلة من الحرائق الواسعة اجتاحت الغابات والمناطق الحرجية في مختلف أنحاء البلاد. وكانت لكل موجة حرائق تداعيات بيئية واقتصادية وغالبا سياسية، وكشف بعضها عن ثغرات خطيرة في بنية الطوارئ والتعامل مع الأزمات. وكان بعضها نتيجة ظروف مناخية قاسية، فيما اتهمت السلطات الإسرائيلية أفرادا بافتعالها عمدا، مستخدمة ذلك لتأجيج السردية الأمنية وتبرير الاعتقالات، لا سيما ضد الفلسطينيين داخل الخط الأخضر وفي الضفة الغربية. حريق الكرمل 2010 اندلع حريق كبير في أحراش جبل الكرمل في إسرائيل في ديسمبر/كانون الأول 2010، واضطرت على إثره الحكومة إلى إخلاء سجن الدامون وكيبوتس بيت أورون وجامعة حيفا وسكان عسفيا. وأعلن ما يُعرف بـ"الصندوق القومي الدائم" في إسرائيل أن حريق غابات الكرمل التهم نحو 5 ملايين شجرة، كانت ممتدة على مساحة تُقدَّر بـ50 ألف دونم (الدونم يعادل ألف متر مربع) من الأحراش الطبيعية في مدينة حيفا المحتلة. وقدّر مدير سلطة الطبيعة والحدائق، إيلي أميتاي، أن عملية ترميم المحمية الطبيعية قد تستغرق ما بين 5 إلى 10 سنوا،. فيما بلغت الخسائر المباشرة وغير المباشرة فيها نحو مليار شيكل (نحو 276 مليون دولار). كما أدت الكارثة إلى إجلاء أكثر من 17 ألف شخص من المناطق المحيطة، بما فيها مدينة حيفا. وأسفر الحريق عن مصرع 40 من ضباط السجون الإسرائيلية حرقا، بعد أن علقت حافلتهم أثناء توجههم إلى سجن الدامون وسط النيران. وقدّرت مصادر صحفية إسرائيلية الخسائر المادية المباشرة الناجمة عن الحريق بنحو 454 مليون دولار. تصاعدت الانتقادات المتبادلة بين وزراء الحكومة الإسرائيلية آنذاك برئاسة بنيامين نتنياهو، بعد أن كشفت الحرائق عن هشاشة أجهزة الطوارئ وفشلها في احتواء الكارثة. وقد تصاعدت المشاحنات بين الوزراء، مع توجيه انتقادات حادة لوزيري الداخلية والمالية، في وقت عرض فيه وزير الداخلية وثائق قال إنها تؤكد مطالبه السابقة بتعزيز البنية التحتية لجهاز الإطفاء وتحذيراته من ضعف جاهزيته. وامتدت الانتقادات إلى داخل الائتلاف الحاكم، إذ صرّح وزير الرفاه إسحاق هرتسوغ من حزب العمل لإذاعة الجيش قائلا "يجب أن نعيد التفكير على المستوى الوطني في كيف يمكن لدولة متقدمة مثلنا أن تفشل بهذا الشكل الذريع". وقد تركزت أغلب الهجمات على وزير الداخلية إيلي يشاي، المسؤول عن خدمات الإطفاء، وسط دعوات واسعة لاستقالته، خاصة من معسكرات تنتقد أداء حزب شاس، الذي ينتمي إليه ويشكّل ركيزة في الائتلاف الحكومي. ومن جهتها، أفادت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث بأن أجزاء من مقبرة القسام في بلد الشيخ، شرق حيفا، تعرضت للحرق المتعمد، مرجّحة تورط متطرفين يهود في الحادث. موجة حرائق 2016 شبت حرائق هائلة في أنحاء متفرقة وسط وشمال إسرائيل يوم 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2016، وساعدت الرياح القوية في توسع نطاق النيران، التي امتدت إلى المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، ووفق وكالة رويترز للأنباء، فإن تلك الحرائق هي واحدة من أسوأ الحرائق في إسرائيل. اضطرت السلطات الإسرائيلية إلى طلب مساعدة دولية بعد أن فشلت في إخماد الحرائق، وزعمت أن بعضها متعمد، واعتقلت العشرات من الفلسطينيين في الضفة الغربية وداخل الخط الأخضر. واشتعلت النيران في غابات غربي القدس المحتلة وحول حيفا وعلى سفوح التلال وسط وشمال إسرائيل، وفي أجزاء من الضفة الغربية المحتلة، واشتدت رقعتها بسبب الطقس الجاف والرياح القوية. وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية أن طواقم الإطفاء تعاملت مع حرائق اندلعت في مناطق عدة بينها القدس، إضافة إلى نهاريا ومعلوت والجليل، ومناطق أخرى مفتوحة داخل إسرائيل. خلفت حرائق 2016 خسائر مادية كبيرة، فقد أتت النيران على آلاف الدونمات من الأراضي، وأدت لتدمير عشرات المنازل بالكامل، مما اضطر الدفاع المدني إلى إجلاء آلاف الإسرائيليين عن بلدات وأحياء بأكملها، وقد أجلى زهاء 80 ألف شخص من حيفا وحدها. وأعلنت "الهيئة الإسرائيلية للطبيعة والحدائق" أن النيران أتت على أكثر من 13 ألف هكتار من الغابات والمساحات الخضراء، ووفق تقديرات أصيب نحو 700 منزل بأضرار أو دمر تماما جراء الحرائق. وذكرت بلدية حيفا أن الحرائق طالت 1784 مسكنا في المدينة بينها 572 لم تعد صالحة للسكن، وقدرت الأضرار بـ120 مليون دولار. وقالت متحدثة باسم الشرطة إنه أجلي ألف من مستوطني "هلاميش" قرب رام الله ودمرت أو تضررت 45 وحدة استيطانية بالنيران، كما اندلعت حرائق في مستوطنات "دوليف" و"ألفي مناشه" و"كارني شومرون" بالضفة، لكن دون إخلاء مستوطنيها. وبينما تشير عدد من المصادر إلى أن الأحوال الجوية والرياح القوية تسببت في تلك الحرائق، زعمت إسرائيل على لسان مسؤوليها أن بعض الحرائق متعمدة، فقد قال نتنياهو يوم 25 نوفمبر/تشرين الثاني 2016 إن "هناك أدلة على أن بعض الحرائق متعمدة"، وقال إن المسؤولين عنها "عناصر تكنّ عداء كبيرا لإسرائيل". وعلى خلفية تلك الاتهامات، أوقفت الشرطة الإسرائيلية 23 شخصا، وقال وزير الأمن الداخلي آنذاك جلعاد إردان إن المعتقلين من "الأقليات" في تلميح إلى أنهم إما من الفلسطينيين أو من فلسطينيي الـ48. ونشرت عدد من المواقع الإخبارية الإسرائيلية تقارير ادعت أن فلسطينيي الـ48 يبدون فرحتهم بالحرائق، ويعتبرونها "ردا من السماء" على مشروع قانون منع الأذان. وكتب عدد من الحاخامات أن سبب الحريق يعود إلى "غضب الرب" لعدم احترام الشعائر الدينية اليهودية، أما بعض السياسيين، فقد ألقوا باللوم على الحكومة التي قالوا إنها لم تطوّر قدراتها لمكافحة الحرائق ولم تتعظ من حريق الكرمل قبلها. حرائق 2021 بغابات القدس في 15 أغسطس/آب 2021، اندلعت حرائق واسعة في جبال القدس المحتلة، مما أجبر سلطات الاحتلال على إخلاء 6 تجمعات استيطانية، بينها "رمات رزيئيل" و"بيت مئير" و"شورش" و"كريات يعاريم" و"كسلون" و"شوآفا"، واستغرقت عملية الإطفاء نحو 52 ساعة، في واحدة من أكبر حرائق المنطقة بحسب صحيفة هآرتس. ورغم السيطرة على الحريق، إلا أن النيران كشفت معالم قرى فلسطينية مهجرة منذ نكبة 1948، كانت مطموسة تحت غطاء الغابات الاصطناعية. ودمرت ألسنة اللهب نحو 25 ألف دونم، بحسب التقديرات الرسمية، وطالت أراضي قرى صوبا وبيت محسير وساريس وخربة أم الميس ودير عمرو وخربة العمور وكسلا وصطاف وخربة اللوز، إضافة إلى أجزاء من أراضي الولجة والجورة وإشوع وجميعها كانت تتبع محافظة القدس قبل تهجير سكانها. حرائق 2025 بين القدس وتل أبيب أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حالة الطوارئ في أعقاب حرائق واسعة اندلعت بين القدس وتل أبيب أواخر أبريل/نيسان 2025، وسط تزايد الخلافات داخل المؤسسات السياسية والعسكرية في إسرائيل. ووفق قائد منطقة القدس في هيئة الإطفاء شموئيل فريدمان، فإن هذه الحرائق قد تكون الأكبر في تاريخ إسرائيل. وتسببت الحرائق في إخلاء 10 بلدات ومستعمرات، والتهمت أكثر من 24 ألف دونم من الغابات والمناطق الحرجية، بما في ذلك غابة إشتاؤول ومنتزه كندا (الذي دُمّر بالكامل) ومنتزه عانافا ومنطقة ديريخ بورما وغابة شوريش غرب القدس، وسط توقعات بهبوب رياح تزيد من صعوبة السيطرة على الحريق. وأصيب نحو 20 شخصا جراء استنشاق الدخان، بينهم 12 من عناصر الإطفاء. وفي ظل تصاعد الخسائر، لم تغب الاتهامات عن المشهد. فقد لمح وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير إلى احتمال وجود عمليات إحراق متعمد، بعدما أعلنت الشرطة اعتقال شاب من القدس الشرقية بزعم محاولته إشعال النار في حقل جنوب المدينة، دون تأكيد رسمي لوجود صلة مباشرة بينه وبين موجة الحرائق. وزاد التوتر بعد تصريحات بن غفير التي أعلن فيها توجيهاته باستخدام طائرات "شمسون" للإطفاء، ما أثار استياء في سلاح الجو الذي اتهمه بالإهمال والمماطلة في تشغيل الطائرات في الساعات الأولى من اندلاع النيران، بهدف تقليص التكاليف.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store