logo
#

أحدث الأخبار مع #ماتبويلد،

خطة غذائية لآخر العالم.. كيف يمكن إنقاذ مدينة من المجاعة في شتاء نووي؟
خطة غذائية لآخر العالم.. كيف يمكن إنقاذ مدينة من المجاعة في شتاء نووي؟

الوئام

time٠٧-٠٥-٢٠٢٥

  • علوم
  • الوئام

خطة غذائية لآخر العالم.. كيف يمكن إنقاذ مدينة من المجاعة في شتاء نووي؟

في حال وقوع كارثة عالمية كبرى تقود إلى شتاء نووي يحجب أشعة الشمس، ويخفض درجات الحرارة عالميًا، فإن ملايين البشر سيواجهون خطر المجاعة. لكن دراسة جديدة تقترح خطة زراعية طارئة قد تُبقي سكان المدن على قيد الحياة في هذا السيناريو القاتم. وبحسب البحث، الذي نُشر في مجلة PLOS One، فإن زراعة محاصيل مثل السبانخ، وبنجر السكر، والقمح، والجزر في المناطق الحضرية، وما حولها يمكن أن تؤمن الحد الأدنى من الغذاء لسكان مدينة متوسطة الحجم، حتى في ظل ظروف مناخية متطرفة. قاد الدراسة مات بويلد، مدير الأبحاث في مؤسسة Adapt Research، بالتعاون مع نيك ويلسون من جامعة أوتاغو النيوزيلندية، وركّزت على كيفية إطعام السكان بأقل مساحة زراعية ممكنة. وأوضح بويلد أن الدافع للدراسة لم يكن الأحداث الجيوسياسية الراهنة، لكنه أشار إلى أن الظروف الحالية تجعل البحث أكثر أهمية، في ظل تصاعد الحروب، والذكاء الاصطناعي المسلح، وتفاقم الكوارث المناخية، واقتراب 'ساعة يوم القيامة' من منتصف الليل أكثر من أي وقت مضى. ماذا نزرع بعد الكارثة؟ حلّل الباحثون سيناريوهين: ما يجب زراعته في ظروف مناخية طبيعية، وما يجب زراعته في شتاء نووي. وخلصوا إلى أن البازلاء هي الخيار الأمثل في الوضع العادي، بفضل احتوائها على نسبة عالية من البروتين وقدرتها على النمو في البيئة الحضرية. فهي تحتاج إلى 292 مترًا مربعًا فقط لتغطية احتياجات شخص واحد من الطاقة والبروتين لمدة عام. بالمقابل، يتطلب خليط من الملفوف والجزر نحو 777 مترًا مربعًا – أي ثلاثة أضعاف المساحة. لكن البازلاء لا تتحمل الصقيع، مما يجعلها غير صالحة في حالة شتاء نووي. في هذه الظروف القاسية، تصبح السبانخ وبنجر السكر الخيار الأجدى، نظرًا لتحملها درجات الحرارة المنخفضة وقلة اعتمادها على أشعة الشمس المباشرة. وفي المناطق الزراعية القريبة من المدن، توصلت الدراسة إلى أن البطاطا خيار ممتاز في المناخ العادي، بينما يُفضل مزيج مكوّن من 97% قمح و3% جزر في حالات شتاء نووي، نظرًا لتحملهما البرد وكفاءتهما الغذائية. هل تستطيع المدن إطعام سكانها؟ اختار الباحثون مدينة 'بالمرستون نورث' في نيوزيلندا كنموذج، نظرًا لتشابهها مع كثير من المدن المتوسطة حول العالم، من حيث الكثافة السكانية وطبيعتها شبه الريفية. وباستخدام صور الأقمار الاصطناعية، قدّر الفريق أن المساحات الخضراء داخل المدينة – كالساحات الأمامية والخلفية والمرافق العامة – يمكنها توفير الغذاء لنحو 20% من السكان فقط في الظروف الطبيعية، وتنخفض النسبة إلى 16% في شتاء نووي. لإطعام السكان بالكامل، تحتاج المدينة إلى استغلال مساحات زراعية إضافية خارج حدودها، تعادل نحو ثلث المساحة المبنية، أي حوالي 1140 هكتارًا، إضافة إلى 110 هكتارات من بذور الكانولا لإنتاج وقود حيوي لتشغيل الآلات الزراعية. زراعة حضرية من أجل البقاء تقول تيريزا نوغير-مكراي، المتخصصة في علم البيئة الزراعية، إن المدن أنشئت في الأصل في مواقع ذات تربة خصبة ومصادر مائية، وهو ما يجعل الزراعة الحضرية اليوم رصيدًا ثمينًا لا يجب التفريط فيه. ورحبت بدقة الدراسة ومنهجيتها، مشيرة إلى أن استغلال الأراضي داخل المدن يمكن أن يسهم في تعزيز الأمن الغذائي في حال وقوع الكوارث. مع ذلك، يحذر بويلد من أن هناك عوامل عديدة قد تؤثر على نتائج الزراعة الفعلية، منها جودة التربة، وتوفر المياه، والاضطرابات التي قد تطال سلاسل الإمداد أو أنظمة الطاقة. كما لا يتوقع أن يعيش الناس على البازلاء فقط طوال عام، لكن زراعتها تقلل من الحاجة لمساحات كبيرة وتزيد من مرونة الإمدادات الغذائية. ويأمل بويلد أن تستخدم المدن هذه الدراسة كنقطة انطلاق لوضع سياسات زراعية أكثر مرونة في مواجهة الأزمات، قائلًا: 'قد تبدو بعض القرارات غير مجدية اقتصاديًا في وقت السلم، لكنها قد تكون منقذة في وقت الخطر'.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store