منذ 9 ساعات
"ترند الكركم".. تجربة بسيطة تشعل خيال الملايين حول العالم.. فيديو
قدم تليفزيون اليوم السابع تجربة خاضتها الزميلة مارينا تراشر توضح تفاصيل "ترند الكركم".
في زمن تهيمن فيه مقاطع الفيديو السريعة والترفيه اللحظي على المشهد الرقمي، ظهر ترند الكركم كظاهرة عالمية أعادت سحر الاكتشاف إلى الواجهة، وجمعت بين العلم، الفن، والدهشة في تجربة منزلية بسيطة تجاوزت الحدود واللغات والأعمار.
انطلقت شرارة الترند من مقطع فيديو عفوي لطفل يضع كوبًا من الماء فوق ضوء هاتفه المحمول، ثم يضيف الملح والكركم، ليتحوّل المشهد فجأة إلى عرض بصري أشبه بالسحر. خلال ساعات، انتشر الفيديو كالنار في الهشيم، وتوالت آلاف المشاركات من مستخدمين يعيدون التجربة بلمساتهم الخاصة، من منازلهم ومدارسهم ومقاهيهم.
التجربة لا تحتاج إلى أدوات معقدة، بل فقط كوب ماء، قليل من الملح، القليل من الكركم، وضوء الهاتف. يتم إطفاء أنوار الغرفة للحصول على أفضل تأثير بصري، ليظهر داخل الكوب وهج ضوئي مذهل يُشبه انعكاسات الذهب، نتيجة تفاعل الضوء مع خصائص الكركمين الموجودة في الكركم، وهو مركب يتميز بقدرته العالية على تشتت الضوء.
إضافة الملح تعزز كثافة الماء، مما يُساهم في تعزيز تأثير الانكسار الضوئي داخل السائل، ويحوّل التجربة إلى ما يشبه عرضًا علميًا مصغرًا. هذه البساطة جعلت من التجربة أداة جذب لكل الأعمار، وشجعت ملايين الأشخاص على التفاعل والمشاركة.
ما يميز ترند الكركم عن غيره من الصيحات الرقمية أنه لا يعتمد على مظهر خارجي أو تحدٍ غريب، بل على الفضول والتجربة المباشرة. وقد وُصِف من قبل العديد من المشاركين بأنه "لحظة دهشة نادرة"، بينما اعتبره آخرون "عودة إلى متعة العلم الطفولي"، في زمن باتت فيه وسائل التواصل مزدحمة بالضوضاء البصرية والمحتوى السطحي.
الترند تجاوز الفضاء الرقمي ووصل إلى المدارس والمراكز التعليمية، خاصة في دول عربية مثل السعودية ومصر والإمارات، حيث بدأ المدرسون باستخدام التجربة ضمن دروس العلوم لتحفيز الأطفال على طرح الأسئلة. مقاطع الفيديو التي توثق تفاعل الطلاب أظهرت حماسة غير معتادة، واهتمامًا لافتًا بالمعلومة العلمية الكامنة خلف الظاهرة.
المثير أن موجة الترند لم تتوقف عند الكركم، بل اتسعت لتشمل تجارب أخرى تعتمد على صبغات طبيعية. من بين أبرز البدائل التي لاقت انتشارًا واسعًا: كبسولات فيتامين B2 (الريبوفلافين)، التي تُنتج توهجًا أزرق عند إذابتها في الماء وتسليط الضوء عليها، ما أثار موجة جديدة من "التجارب العلمية المنزلية".
الترند وصل إلى مختلف أنحاء العالم، من شوارع إسطنبول إلى أحياء القاهرة ومنازل أوروبا، وحتى مشاهير الفن والرياضة لم يفوتوا الفرصة، فشاركوا نسخهم الخاصة من التجربة، بعضها مصحوب بموسيقى سينمائية أو لمحات تمثيلية، مما زاد من انتشار الظاهرة وأكسبها طابعًا إبداعيًا جديدًا.
تؤكد هذه الظاهرة أن الفضول لا يعرف لغة أو سنًا، وأن أبسط المواد الموجودة في مطبخنا يمكن أن تتحوّل إلى أدوات للدهشة. كما أثبتت أن العلم لا يحتاج دائمًا إلى مختبر، بل أحيانًا يبدأ من كوب ماء وضوء هاتف وملعقة كركم.
ترند الكركم، رغم بساطته، وجّه رسالة واضحة: في عالم سريع الإيقاع، لا يزال الناس يتوقون إلى لحظة حقيقية من الاكتشاف، إلى لمسة من السحر الذي يوقظ بداخلهم حب التعلم والانبهار.