أحدث الأخبار مع #مايك_والتز


اليوم السابع
منذ 4 أيام
- سياسة
- اليوم السابع
ترامب والسلام من خلال القوة
عندما أُعفي مايك والتز بشكل مفاجئ من مهامه كمستشار للأمن القومي للرئيس دونالد ترامب، وأُعيد تعيينه سفيرًا للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة في الأول من مايو، سلّط ذلك الضوء على التجاذبات الحادة بين من يُسمّون بالقوميين والانعزاليين في الدائرة المقربة من ترامب. وورد أن الصراع بلغ ذروته بشأن قضية إيران، حيث جادل مستشارو كلا الجانبين بأن قناعاتهم في السياسة الخارجية أقرب إلى أجندة الرئيس "أمريكا أولاً". ويبدو أن القوميين كانوا ينصحون ترامب بالانخراط بقوة في مفاوضات مباشرة مع النظام في طهران، بهدف القضاء على قدراته النووية، أما الانعزاليون، ففضّلوا تجنب الانخراط وترك دول الشرق الأوسط تُدبّر أمرها بنفسها. فعندما يتعلق الأمر بترامب - الذي أمضى الأسبوع الماضي، في قمة أعمال في (المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات)، - فأي فلسفة تصف سياسته الخارجية على أفضل وجه؟ في ولايته الأولى، أصبح أول رئيس في القرن الحادي والعشرين يُبقي الولايات المتحدة بمنأى عن الصراعات الخارجية الجديدة، هل كان ذلك لأنه اختار عزل واشنطن عن شرور العالم، أم أنه كان نتيجة رؤية عالمية قائمة على فكرة أن استثنائية أمريكا بحد ذاتها تُبرز قوة ساحقة، مما يجعل العمل العسكري المباشر غير مستحسن أو غير ضروري؟ في الواقع، الإجابة هي لا هذا ولا ذاك. ترامب والسلام من خلال القوة إن المقارنة الأنسب لنظرة ترامب لدور أمريكا في العالم هي مع فلسفة سلفه الرئيس الأمريكي الراحل "رونالد ريغان" في السلام من خلال القوة، فمن خلال بناء جيش قوي، مع الحفاظ على تهديد ما يُسمى بمبادرة الدفاع الاستراتيجي "حرب النجوم" في وجه الاتحاد السوفيتي آنذاك، تمكن "ريغان" من الفوز في الحرب الباردة دون إطلاق رصاصة واحدة (على الرغم من انهيار الاتحاد السوفيتي والستار الحديدي لأوروبا الشرقية في نهاية المطاف بعد فترة وجيزة من مغادرته منصبه). وبالمثل، حتى في ظلّ جنون خفض التكاليف الذي يُمارسه وزير الدفاع الأمريكي والتزامه بتقليص الميزانية الفيدرالية، يدعو ترامب إلى زيادة كبيرة - بنسبة 13% - في ميزانية الدفاع. في الوقت نفسه، وكما يتّضح من اتفاقه مع أوكرانيا بشأن المعادن الأرضية النادرة، وجولته في الشرق الأوسط، إلى قطر والإمارات العربية المتحدة، يتفرّد ترامب بتركيزه على الدبلوماسية من خلال التجارة، بصفته أول رجل أعمال يفوز بالرئاسة، دأب "ترامب" على استخدام المبادئ الواردة في كتابه "فنّ الصفقات" لإبرام صفقات دولية ضخمة تُرسّخ روابط متينة مع حلفائنا - وأحيانًا خصومنا. جزءٌ لا يتجزأ من أسلوب إبرام الصفقات الذي يحدّده ترامب في كتابه الرائد هو عدم السعي إلى اتفاقيات محصلتها صفر، يفوز فيها طرف ويخسر الآخر، بل إبرام صفقات محصلتها زائدة تُفيد الطرفين، كما حدث في اتفاقه مع أوكرانيا. ويستند هذا إلى مبدأ أنّ أيّ صفقة تُضعف أحد الطرفين تُصبح في النهاية غير مستدامة، الدليل الأبرز على ذلك هو "معاهدة فرساي"، التي وُقِّعت في ختام الحرب العالمية الأولى، استشاط الألمان غضبًا، معتقدين أنها صفقة ظالمة، وأدى الغضب الواسع النطاق الناتج عن ذلك إلى صعود أدولف هتلر، الذي أدى وعده بالانتقام لمعاهدة فرساي إلى نشوب الحرب العالمية الثانية ومقتل الملايين حول العالم. سعى ترامب إلى جذب تريليونات الدولارات من الاستثمارات الأجنبية إلى الولايات المتحدة، وقد حقق نجاحًا باهرًا حتى الآن، هذا هو جوهر رحلته لزيارة حلفائه في الشرق الأوسط، عندما يُعزز الاقتصاد الأمريكي بضخّات هائلة من رأس المال، يُصبح الأمر أشبه بلعبة مربحة، حيث يزدهر كلا الجانبين. لذا، ربما يُمكننا وصف سياسة ترامب الخارجية بأنها "السلام من خلال التجارة". ومن مبادئ رؤية ترامب العالمية الأخرى التعامل مع خصومه، كما فعل (ريتشارد نيكسون مع الصين، وريغان مع الرئيس السوفيتي ميخائيل غورباتشوف)، يتفاوض ترامب بنشاط مع إيران، وقد فعل ذلك على نحوٍ شهير في ولايته الأولى مع "رجل الصواريخ الصغير" كيم جونغ أون، زعيم كوريا الشمالية. وبينما يخشى الكثيرون مما يصفه بعلاقة ودية مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، يحرص ترامب على عدم استفزازه، فبينما يعاني اقتصادها من إفراغ المصانع وفقدان آلاف الوظائف في اقتصادها الصناعي والتصديري، يستطيع ترامب، كما نصح البعض علنًا، توجيه ضربة قاضية للصين بالإصرار على فرض رسوم جمركية ضخمة قد تؤدي إلى رد عسكري. وبدلاً من ذلك، وحسب معظم الروايات، استخدم التهديد بمثل هذه الرسوم لإبرام صفقة رابحة تعود بالنفع على كلا البلدين.. واعتقد أنه نجح في ذلك.. هل تذكرون المثل القديم عن إبقاء الأصدقاء قريبين والأعداء أقرب؟ ربما من السهل تعريف بعض الرؤساء الأمريكيين عندما يتعلق الأمر بالسياسة الخارجية، كان "بايدن" متشددًا في الحرب، ومؤيدًا للتدخل، ودائمًا ما دعم التدخل الأمريكي في النزاعات الخارجية، كما حدث عندما قال إنه سيواصل دعم أوكرانيا "مهما طال الزمن". تجاهل حقيقة أن الحرب تحولت إلى مواجهة عسكرية، بينما يُقتل الآلاف أسبوعيًا، كان هذا هو الحال أيضًا مع الرئيس "جورج دبليو بوش"، الذي بدأ حروبًا في أفغانستان والعراق بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وواصل القتال طوال ما تبقى من رئاسته التي استمرت ثماني سنوات، مما أثار استياء معظم الأمريكيين. كان الرئيسان "باراك أوباما وبيل كلينتون" ممن يُمكننا وصفهم بالصقور الحذرين، إذ اقتصرت مشاركتهم المباشرة في الحروب على الضربات التي لم تُعرّض الأمريكيين للخطر بشكل مباشر. ولكن عندما يتعلق الأمر بترامب، صنفت رؤيته للعالم على أنها السلام من خلال القوة، أو السلام من خلال التجارة، أو السلام من خلال البراغماتية، فإنه يُرسي فلسفةً مُركّبة تختلف عن فلسفة أسلافه الكثيرين. إذا نجحت صفقاته التجارية الضخمة، ومفاوضاته المُستمرة مع الحلفاء والخصوم على حد سواء، ورؤيته الواقعية للصراع العالمي كما حدث في إدارته الأولى، فمن المرجح أن يُعيد الأمريكيون شراء ما يُروّج له.


البوابة
منذ 5 أيام
- سياسة
- البوابة
بسبب "محادثة سرية".. استقالة مستشار الأمن القومي الأميركي ونائبه
أفادت وسائل إعلام أميركية بتوقعات أن يستقيل مستشار الأمن القومي الأميركي مايك والتز ونائبة أليكس وونغ من منصبيهما، الخميس، على خلفية "محادثة سرية". كشفت ذلك شبكة "سي بي إس" الأمريكية، الخميس، في ظل الانتقادات التي تلقاها والز بسبب قضية "المحادثة السرية" التي ناقش فيها كبار المسؤولين في الإدارة العملية ضد الحوثيين في اليمن. وفي المحادثة ناقش المسؤولون معلومات سرية، إلا أن وجود الصحفي في "مجلة أتلانتيك" جيفري جولدبرج، في المحادثة، أدى إلى كشف نقاشات حساسة مع مسؤولين كبار في الأمن القومي حول خطط محتملة لضرب أهداف تابعة للحوثيين في اليمن. ونشر غولدبرغ لاحقًا تقريرًا عن الواقعة، حذف منه تفاصيل العمليات في البداية، لكنه أعاد نشرها بعد أن نفى كبار المسؤولين الأميركيين "أن تكون تلك المعلومات سرية أو خضعت للتسريب". وناقش مسؤولون في البيت الأبيض فكرة استقالة والتز، إلا أنه لم يتقدم بها رسميًا. أما نائبه، أليكس وونغ، فقد شغل سابقًا منصب نائب الممثل الخاص لشؤون كوريا الشمالية في إدارة ترامب الأولى، إلى جانب توليه منصب نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون شرق آسيا والمحيط الهادئ. المصدر: سكاي نيوز + وكالات


الميادين
منذ 6 أيام
- سياسة
- الميادين
"فورين بوليسي": ترامب لا يتبع النص في تعامله مع "إسرائيل"
مجلة "فورين بوليسي" الأميركية مقالاً يناقش تغيّر نهج الرئيس دونالد ترامب في ولايته الثانية تجاه "إسرائيل"، مشيراً إلى أنّ دعمه التقليدي غير المشروط لها، الذي ميّز ولايته الأولى، بدأ يتراجع تدريجياً لصالح سياسة تركّز على مبدأ "أميركا أولاً"، حتى لو تعارض ذلك مع أولويات الحكومة الإسرائيلية. أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية بتصرف: الشيء الوحيد الأكثر يقيناً من شروق الشمس في الشرق وغروبها في الغرب هو أنّ الرئيس الجمهوري سوف يدعم "إسرائيل" دائماً، وأن الرؤساء الديمقراطيين سوف يفعلون الشيء نفسه إلى حد كبير بينما يُلامون على العكس. ومع ذلك، يزور الرئيس الأميركي دونالد ترامب الشرق الأوسط هذا الأسبوع، ولا تشمل رحلته "إسرائيل"، على الرغم من ضغوط حكومة نتنياهو عليه للقيام بذلك. وقد تفاوض مؤخراً على وقف إطلاق النار مع الحوثيين في اليمن، رغم أنّ نيتهم المعلنة هي مواصلة ضرب "إسرائيل". حتى أنه أقال مستشاره للأمن القومي، مايك والتز، جزئياً بسبب خطيئة تنسيق الضربات المحتملة على المواقع النووية الإيرانية مع مسؤولين إسرائيليين من دون استشارته، حسبما ورد. قد لا يكون ترامب على وشك الانفصال تماماً عن "إسرائيل"، وبالتأكيد ليس للأسباب الإنسانية التي قد يأملها العديد من اليساريين، ولكن يبدو واضحاً بشكل متزايد من سلوكه أنّ "أميركا أولاً" قد لا يكون لها استثناء بالنسبة لـ "إسرائيل" في النهاية. قد يُغفر للمرء توقع سياسة مؤيدة بشدة لـ "إسرائيل" من هذه الإدارة. ففي نهاية المطاف، خلال فترة ولايته الأولى، الكثير من سياسات ترامب في الشرق الأوسط تشكلت على يد صهره جاريد كوشنر (الذي كان والده صديقاً لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو)، ومن قبل المانحين الكبار المؤيدين لإسرائيل مثل شيلدون أديلسون، ومن قبل مجموعة قوية من المستشارين المؤيدين لإسرائيل داخل البيت الأبيض (جون بولتون) وعلى تلة الكابيتول (السيناتور ليندسي غراهام). اليوم 13:27 اليوم 10:52 حظيت سياسات إدارته الأولى بشعبية كبيرة لدى حكومة نتنياهو. ألغى ترامب خطة العمل الشاملة المشتركة، وفرض عقوبات "الضغط الأقصى"، بل وزاد الضغط العسكري على إيران، مما أدى إلى هجمات انتقامية واسعة النطاق مع وكلاء إيران في العراق وسوريا وأماكن أخرى، بلغت ذروتها باغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني. على الصعيد الدبلوماسي، نقل ترامب السفارة الأميركية في "إسرائيل" إلى القدس، بينما سعت اتفاقيات التطبيع، لأول مرة، إلى السماح لدول الخليج و"إسرائيل" بكشف تعاونهما الناشئ ضد إيران. ولهذا السبب، ساد افتراضٌ بين معظم مراقبي السياسة الخارجية خلال الحملة الرئاسية أن ترامب سيدعم "إسرائيل" من دون تردد إذا أُعيد انتخابه. في الواقع، على الرغم من رفض عدد من الناخبين التقدميين والأميركيين العرب التصويت للمرشحة الديمقراطية للرئاسة ونائبة الرئيس آنذاك، كامالا هاريس، احتجاجاً على موقف إدارة بايدن من الحرب في غزة، إلا أنهم تعرّضوا للسخرية إلى حد كبير لإشارتهم إلى أنّ ترامب قد يكون أفضل حالاً. ويبدو أنّ انتقال ترامب، بتعيين صقور جمهوريين مؤيدين لـ "إسرائيل" مثل مايك هاكابي وماركو روبيو ووالتز، قد أثبت صحة هذا الاعتقاد. ومع ذلك، ومنذ اليوم الأول تقريباً، أثبت ترامب أنّ هذا الافتراض، إن لم يكن خاطئاً، فهو على الأقل ناقص. حتى قبل يوم التنصيب نفسه، نسبت الإدارة الجديدة لنفسها الفضل في وقف إطلاق النار بين "إسرائيل" وحماس. ورغم أنّ إدارة بايدن هي التي تفاوضت على العديد من تفاصيل الاتفاق، إلا أنّ إتمامه تطلب قدرة ترامب على الضغط على الإسرائيليين من خلال وسيطه الشخصي، ستيف ويتكوف. انهار وقف إطلاق النار في نهاية المطاف بسبب تجدد القصف الإسرائيلي، لكن الإدارة تواصل الضغط على "إسرائيل" لتقديم تنازلات لتحرير الأسرى، وخاصةً أولئك الذين يحملون الجنسية الأميركية. كانت الفجوة بين ترامب ونتنياهو أوسع ما تكون بشأن إيران. خلال فترة ولاية ترامب الأولى، كان هو وفريقه متفقين إلى حد كبير على سياسة إيران، حيث كثفوا الضغط واستكشفوا الخيارات العسكرية. ومع ذلك، من الواضح أنّ الرئيس والمحيطين به يشعرون أن هذا لم يحقق النتائج المرجوة. فبدلاً من ممارسة أقصى قدر من الضغط، تنتهج الإدارة هذه المرة نهج إبرام الصفقات بهدف بدء المفاوضات. على سبيل المثال، تم تشديد بعض العقوبات قبل أن تعيد الإدارة فتح المفاوضات بشأن المسألة النووية؛ وأدّت الضربات الموسعة على الحوثيين في النهاية إلى تراجع الإدارة ووقف إطلاق النار. ويشتكي المسؤولون الإسرائيليون من أنهم خارج نطاق المعلومات المتعلقة بهذه القرارات المهمة. وبالمثل، تشير تسريباتٌ متعددة إلى وجود خلافٍ بين الولايات المتحدة و"إسرائيل" حول توجيه ضربةٍ للمنشآت النووية الإيرانية. تُطالب الحكومة الإسرائيلية بقيادة نتنياهو بمثل هذه الضربات، وقد ألمحت مراراً إلى أنها ستشنّها بمفردها من دون الولايات المتحدة، أو حاولت إقناعها بالانضمام إلى الهجوم. إلا أنّ إدارة ترامب أبدت حتى الآن عزوفاً ملحوظاً عن القيام بذلك. وبالنظر إلى افتراضها قبل الانتخابات بدعمٍ غير مشروط لـ "إسرائيل"، يبدو ترامب مُتردداً بشكلٍ مُفاجئ في بعض أولويات نتنياهو الأمنية الأساسية. من المهم عدم المبالغة في تفسير هذا التحول. فقد واصلت إدارة ترامب بيع الأسلحة لـ "إسرائيل" لاستخدامها في غزة، ولم تبذل جهداً يُذكر للضغط على الإسرائيليين في مسائل تتعلق بالاحتياجات الإنسانية أو وصول وكالات الإغاثة. أما على الصعيد الداخلي، فقد استخدمت الإدارة قانون الهجرة كسلاحٍ ضد المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين، حيث سجنت العديد من الطلاب الأجانب لمشاركتهم في احتجاجاتٍ جامعية، وألمحت في المحكمة إلى أن دعم غزة يُشبه دعم حماس. حتى أن ترامب نفسه أعرب عن دعمه للتهجير المتعمد للفلسطينيين من قطاع غزة، وهو أحد أفظع الإجراءات التي اقترحتها عناصر في الحكومة الإسرائيلية. والتهجير المتعمد للمدنيين من منطقة نزاع هو جريمة حرب بموجب القوانين الدولية المقبولة على نطاق واسع. يُجسّد هذا التناقض سبب تفرد نهج ترامب تجاه "إسرائيل"، فهو يعمل وفق محور تحليلي مختلف تماماً عن معظم نقاشات السياسة الخارجية الأميركية. فهو لا يدعم "إسرائيل" من دون تردد، بل يبدو أنه يُجسّد شعار حملته الانتخابية: سياسة "أميركا أولاً" التي تُعطي الأولوية للمصالح الأميركية. هذا النهج يضعه في خلاف مع العديد من أسلافه، ومع معظم دوائر السياسة الخارجية في واشنطن. فمعظم الرؤساء ومستشاريهم يتعاملون مع سياسة "إسرائيل" بحذر؛ ولا يزال نطاق العلاقات الأميركية الإسرائيلية سؤالاً شائكاً، إذ يشهد عقوداً من مفاوضات عملية السلام الصعبة، واعتبارات سياسية داخلية، وتحديات سياسية وبلاغية. حتى صانعي السياسات الداعمين لـ "إسرائيل" على نطاق واسع، أو الذين تتوافق آراؤهم مع شريحة من المجتمع الإسرائيلي دون أخرى، قد يجدون أنفسهم مُصوَّرين على أنهم غير داعمين بما فيه الكفاية. على سبيل المثال، واجهت إدارة أوباما صعوبة في الترويج للاتفاق النووي الإيراني، حيث حاولت توضيح أسباب اختلاف المصالح الأميركية والإسرائيلية حول هذه المسألة، واستقرت جزئياً على الأقل على حجة أن حكومة نتنياهو لا تُمثل الاحتياجات الأمنية الحقيقية لـ "إسرائيل". في المقابل، حرصت إدارة بايدن على تجنب الخوض في نقاشات بلاغية وسياسية معقدة عندما يتعلق الأمر بـ "إسرائيل"، لدرجة أنها كانت تخشى التدخل. وبدلًا من ذلك، منحت نتنياهو كل ما طلبه، بينما كانت تتذمر سراً أمام الصحفيين من تعنت الزعيم الإسرائيلي. لا يبدو أنّ ترامب وويتكوف يهتمان بهذه المسائل السياسية الحساسة. إنهما يبحثان فقط عن أفضل صفقة لواشنطن. في الواقع، قد يكون هذا أغرب ما في الوضع برمته. فترامب لا يعارض ما تفعله "إسرائيل" في غزة، وقد أوضح أنه لن يضغط على "إسرائيل" لوقف الحرب، خاصة بعد إطلاق سراح آخر الرهائن الأميركيين. ومن المرجح أن تواصل إدارته قمع المتظاهرين في الجامعات والجماعات ذات التوجهات التقدمية التي تنتقد "إسرائيل". هو نفسه لن يُلزم نفسه بالقواعد نفسها. ورغم رغبته في اتفاق سلام في غزة، أو توسيع اتفاقيات التطبيع لتشمل المملكة العربية السعودية، أو اتفاق نووي مع إيران مقبول لدى "إسرائيل"، إلا أنّه يبدو جلياً بشكل متزايد استعداده للانسحاب إذا لم يتحقق ذلك. قد لا يضغط ترامب على "إسرائيل" بشأن إيران أو غزة أو المستوطنات أو أي شيء آخر، لكنه مستعد تماماً لتوقيع اتفاقيات من دون "إسرائيل" وتركها تتولى عواقبها. ليس من الغريب أو غير المألوف الاعتراف بأن المصالح بين الحلفاء تتباين أحياناً. ومع ذلك، سيكون من المفارقة حقاً أن يكون ترامب هو الشخص الذي يقود تحالفاً أميركياً إسرائيلياً أكثر صحة. في العقود الأخيرة، فقد قادة الولايات المتحدة، من نواحٍ عديدة، القدرة على إخبار حكومة "إسرائيل" متى تتجاوز حدودها. ولكن كما يوضح ترامب، فإن هذا النهج لا يتوافق دائماً مع وضع المصالح الأميركية في المقام الأول. إذا استمر في هذا المسار، فقد يكون الوقت قد حان للتخلي عن افتراض أن "أميركا أولاً" استثناءٌ لـ "إسرائيل". نقله إلى العربية: الميادين نت.


روسيا اليوم
١١-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- روسيا اليوم
"بلومبيرغ" : ترامب يهمّش مجلس الأمن القومي
وأضافت الوكالة: "همّش ترامب مجلس الأمن القومي، وهو هيئة لطالما كان قائدها وكبار موظفيها أصواتًا بارزة في تشكيل السياسة الخارجية الأمريكية". ويشير حلفاء ترامب إلى أن مجلس الأمن القومي "كان يستحق تقليص حجمه منذ فترة طويلة" لأنه في عهد الرؤساء السابقين تم الاعتماد عليه بشكل كبير في تشكيل السياسة. وفي وقت سابق، أعلن ترامب إقالة مستشار الأمن القومي مايك والتز، الشخصية الرئيسية في فضيحة تسريب معلومات سرية عبر تطبيق سيغنال. لاحقًا، أعلن الرئيس الأمريكي أنه سيرشّح والتز لمنصب الممثل الدائم للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة. وستُسند مهام مستشار الأمن القومي مؤقتًا إلى وزير الخارجية ماركو روبيو، الذي سيحتفظ بمنصبه في وزارة الخارجية. وكشفت صحيفة "واشنطن بوست" في تقرير سابق أن قرار الرئيس دونالد ترامب بإقالة مستشاره للأمن القومي مايك والتز كان نتيجة لتراكم زلاته وعثراته ما سبب الإحباط لدى رئيس البلاد تجاهه. المصدر: نوفوستيأفادت صحيفة نيويورك بوست بأن سلطات الولايات المتحدة قد تخفض في الأسبوع المقبل الرسوم الجمركية على الواردات من الصين من 145% إلى 50% .


الشرق الأوسط
١٠-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- الشرق الأوسط
فريق ترمب... اختلاف في الآيديولوجيات يولّد انقسامات
يبدو فريق الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، في ولايته الثانية متماسكاً أكثر من الفريق الذي اختاره في فترة رئاسته الأولى. فمن الوجوه الجمهورية التقليدية، مثل ماركو روبيو وزير خارجيته، ومايك والتز مستشاره السابق للأمن القومي، إلى وجوه من حركة «ماغا»، ومنهم مبعوثه للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، ووزير دفاعه بيت هيغسيث، ونائبه جي دي فانس، اختار الرئيس الأميركي فريقَه هذه المرة بعناية لتجنب الفضائح والتسريبات والإقالات والانشقاقات التي خيَّمت على عهده الأول. لكن هذا الحذر لم يُجنِّبه صداعاً نابعاً بشكل أساسي من اختلاف وجهات النظر جذرياً في التعامل مع ملفات حساسة، لتكون الضحية الأولى مستشاره للأمن القومي مايك والتز، الذي أُقيل أخيراً من منصبه، الذي تسلمه روبيو مؤقتاً، ليصبح وبحسب تعبير «نيويورك تايمز»، «وزير كل شيء». يستعرض برنامج «تقرير واشنطن»، وهو ثمرة تعاون بين صحيفة «الشرق الأوسط» وقناة «الشرق»، مدى تأثير الانقسامات الآيديولوجية بفريق ترمب في ملفات حساسة داخلياً وخارجياً، بالإضافة إلى تداعيات إقالة والتز ومهام روبيو المتراكمة، وصولاً إلى النفوذ المتزايد لويتكوف. مايك والتز كان الضحية الأولى في إدارة ترمب الثانية (أ.ف.ب) ولّدت فضيحة دردشة «سيغنال» عاصفةً من التجاذبات سلّطت الضوء على أسلوب مختلف في إدارة الأزمات من قبل فريق ترمب. ورغم أنها كانت بداية النهاية لمشوار والتز بصفته مستشاراً للأمن القومي، فإن بعض التقارير أفادت بأن قضايا أخرى، مثل إيران، شكَّلت محوراً مفصلياً أدى إلى قرار إقالته وترشيحه مندوباً أميركياً في الأمم المتحدة، ما سيضعه فعلياً تحت رحمة مجلس الشيوخ، المعني بالمصادقة عليه. وبينما تؤكد الإدارة أن هذه الخطوة هي بمثابة ترقية لوالتز، يعارض البعض، ومنهم جينيفر غافيتو، كبيرة المستشارين في مجموعة «كوهين» ونائبة مساعد وزير الخارجية سابقاً ومرشحة بايدن السابقة لمنصب سفيرة لدى ليبيا، هذا التوصيف. وتشير غافيتو إلى أنه تم نقل والتز من منصب بارز ينسِّق السياسات الخارجية بين مختلف المرافق الحكومية إلى منصب سفير في الأمم المتحدة، «وهي منظمة سعت إدارة ترمب باستمرار إلى التقليل من أهميتها». لكنها تضيف: «لم يتردَّد الرئيس في إقالة الأشخاص الذين لم يعد يرغب بهم في إدارته. لذا أظن أن نقل والتز إلى منصب آخر يوحي بأنه ما زال يتمتع بنوع من الثقة من قبل الإدارة». من ناحيته، يشير دوغلاس هاي، مدير الاتصالات السابق للجنة الوطنية الجمهورية ونائب مدير الاتصالات لزعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس النواب سابقاً، أن توقيت فصل والتز كان مفاجئاً. ويفسر قائلاً: «إن ترمب لم يرد إجراء أي تغييرات في فريقه في المائة يوم الأولى من عهده، لأنه لم يرغب في أن يعطي أي ذخيرة للإعلام أو للديمقراطيين؛ لذلك انتظر إلى اليوم 101، ثم نقل مايك والتز إلى منصب آخر». لكن هاي يحذِّر أن ما جرى لوالتز هو طلقة تحذير لبقية فريقه الذي شارك في المحادثات على «سيغنال». والتز ووزير الدفاع بيت هيغسيث خلال زيارة الرئيس الفرنسي البيت الأبيض في 24 فبراير 2025 (أ.ف.ب) ويعدّ هيوغو لورانس، السفير الأميركي السابق لدى هندوراس والمسؤول السابق في مجلس الأمن القومي في عهد بوش الابن ومدير البعثة الأميركية السابق في أفغانستان في عهد ترمب، أن اختلاف وجهات النظر في السياسة لعب دوراً كبيراً في إقالة والتز. وأشار إلى أن الأخير معروف بأنه من صقور الجمهوريين وبتشدّده حيال إيران، وأنه سعى إلى طرح أفكار متعلقة بتحرك عسكري ضد طهران في وقت دفع فيه ترمب نحو الدبلوماسية. بالإضافة إلى ذلك، يقول لورانس إن فضيحة «سيغنال» التي قوَّضت مصداقية والتز كشفت عن وجود خصوم سياسيين له داخل حركة «ماغا». وعن ترشيحه مندوباً في الأمم المتحدة وعدم إقالته بالكامل، يُرجِّح لورانس أن ذلك يعود إلى النفوذ الذي يتمتع به والتز في ولايته، فلوريدا، مشيراً إلى أن ترمب «لا يرغب في إغضاب قاعدته هناك». ويضيف: «هذه الترقية هي بالاسم فقط، بالاسم وليست ترقية حقيقية. إنها حل وسط». روبيو خلال حفل قسم اليمين لويتكوف بالبيت الأبيض في 6 مايو 2025 (رويترز) مع إزاحة والتز، تسلَّم وزير الخارجية ماركو روبيو منصبه مؤقتاً ليصبح مسؤولاً عن 4 وظائف في وزارة الخارجية؛ تشمل كذلك مدير الوكالة الأميركية للتنمية الدولية وأمين المحفوظات الوطنية، في خطوة يقول كثيرون إنها ستؤثر في أدائه. وفي حين تشير غافيتو إلى أن هنري كيسنجر تسلَّم وظيفتَي وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي لفترة طويلة، فإن تعيين روبيو في منصب والتز يوحي بأن ترمب «يسعى إلى تقليص دور مجلس الأمن القومي بدرجة كبيرة». وأضافت: «ما نراه هو انهيار دور التنسيق بين السياسات الذي يلعبه مجلس الأمن القومي». وتعدّ غافيتو أن السبب وراء ذلك يعود لأسلوب ترمب في إدارة سياسته الخارجية، إذ إنه «يميل إلى وضع ثقته في عدد قليل من الأشخاص»؛ ومن هؤلاء مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الذي سلّمه مهاماً كثيرة، «والذي يُطبِّق السياسة الخارجية التي تتماشى مع رؤية الرئيس». ويذكِّر هاي بأن روبيو يحظى بثقة الجمهوريين والديمقراطيين في مجلس الشيوخ، مشيراً إلى أنه المرشح الوحيد في إدارة ترمب الذي تمَّت المصادقة عليه بالإجماع، «وهذا أمر مهم جداً بالنسبة إلى إدارة ترمب في المستقبل». ويضيف: «الأمر لا ينطبق على ويتكوف أو على المرشحين الآخرين الذين تمَّت المصادقة عليهم، فالديمقراطيون لا يثقون بهم، على خلاف روبيو الذي يحظى بثقتهم، وهذا أمر مهم جداً للمضي قدماً في مسائل السياسة الخارجية التي تحتاج إلى دعم الكونغرس». ويتكوف وترمب بالبيت الأبيض في 6 مايو 2025 (إ.ب.أ) أما لورانس فيقول بحزم: «من المستحيل في دبلوماسية هذا القرن أن يتمكَّن شخص واحد من تنفيذ مهام وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي»، مُرجّحاً أن يتم تعيين شخص آخر في وظيفة والتز. ويعدّ لورانس أن لترمب أسلوبه الخاص في إدارة الملفات، مشيراً إلى أن هذا ينطبق على رؤساء آخرين من هاري ترومان الذي لم يكن لديه مستشار للأمن القومي، إلى ريتشارد نيكسون الذي أراد أن يدير الأمور من البيت الأبيض بشخص هنري كيسنجر. ويضيف: «في حالة ترمب، هناك أسلوب قيادة فريد يتعلّق بالشخص الذي يرتاح له الرئيس. فهو يعقد صفقات، وهو يريد أن ينعكس ذلك في تسليمه ملفات السياسة الخارجية، من الشرق الأوسط إلى أوكرانيا، لويتكوف». ويتكوف يلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو يوم 25 أبريل 2025 (أ.ب) من ناحيتها، تُحذِّر غافيتو من تسليم ويتكوف ملف الشرق الأوسط على وجه التحديد، مشيرة إلى ضرورة أن يكون لدى الشخص المعني بمفاوضات من هذا النوع «فهم أعمق بهذه المنطقة المعقدة». وتضيف: «لا شكّ أن الخبرة وإدارة الصفقات أمران مهمان، لكن إلى جانب ذلك يجب أن يكون هناك فريق عمل يفهم بالفعل التفاصيل الحساسة». وتُعطي غافيتو مثالاً على ذلك في المفاوضات مع إيران، لافتة إلى أن فريق التفاوض الإيراني لديه خبرة تمتد لعقود في التعامل مع الولايات المتحدة على خلاف الفريق الأميركي. وتضيف: «أخشى أنه من دون وجود خبراء حقيقيين من الجانب الأميركي على طاولة المفاوضات، ستنتهي الولايات المتحدة في وضع لا يسمح لها بالحصول على الصفقة الأفضل». ويوافق لورانس على مقاربة غافيتو، مشدداً على أن نجاح المفاوضات في إيران أو أوكرانيا سيتطلّب تنسيقاً مع وزارتَي الخارجية والدفاع والمجتمع الاستخباراتي، وأضاف: «إذا أراد ويتكوف الحصول على فرصة للنجاح، فهو يحتاج للتعاون عن قرب مع كل الوكالات، لكن بشكل رئيسي مع وزير الخارجية». وعن روبيو، يُذكّر لورانس بالعلاقة المتوترة جداً التي جمعت بين الرجلين في انتخابات عام 2016، واختلاف وجهات النظر الجذرية بينهما في ملفات السياسة الخارجية. ويستدرك: «لقد خصَّص روبيو وقتاً طويلاً لترميم العلاقات مع ترمب، وغيَّر توجهاته الخاصة بالسياسة الخارجية بشكل جذري لكي تتناسب أكثر مع أجندة (أميركا أولاً). هو طَموح جداً سياسياً، ومن الواضح أن لديه خطة للترشح للرئاسة في المستقبل، لذلك فهو سيسعى جاهداً لإرضاء الرئيس». ويتكوف يدلي بقسم اليمين أمام روبيو بالبيت الأبيض في 6 مايو 2025 (أ.ب) أما هاي، فيعدّ أنه من الطبيعي جداً أن يكون هناك تشنج في العلاقة بين المتنافسين خلال السباق الرئاسي، مُذكِّراً بالخلاف بين باراك أوباما وهيلاري كلينتون، وجورج بوش ورونالد ريغان، لهذا «من غير المفاجئ» على حد قوله رؤية ترمب يعمل بشكل وثيق مع روبيو. لكن هاي يتوقَّع أن يحتدم الخلاف بين الرجلين في ملفات أميركا اللاتينية، خصوصاً في حال قرَّر ترمب الانفتاح على كوبا، متسائلاً: «ماذا سيفعل ماركو روبيو الذي بنى مسيرته بأكملها على الهروب من كوبا ومحاربة الشيوعية؟» من ناحيته، يُرجّح لورانس أن تكون هناك مشكلات أخرى بين ترمب وروبيو مع مرور الوقت؛ بسبب اختلاف الآيديولوجيات بين الجمهوريين التقليديين وأنصار «ماغا». ويعدّ أن أسلوب ترمب في القيادة «يعتمد على الفوضى والمفاجآت وإبقاء الجميع في حالة ترقب». ويختم قائلاً: «سنرى في النهاية إن كان ماركو روبيو سيتمكَّن من النجاة خلال السنوات الثلاث المقبلة، لأن العمل مع الرئيس ترمب ليس سهلاً».