أحدث الأخبار مع #مترو2

العين الإخبارية

تحت الجبال وفي باطن الأرض.. الحصون السرية لجيوش العالم

أصبحت منشأة فوردو النووية الإيرانية، المدفونة تحت جبل قرب مدينة قم، محور اهتمام عسكري عالمي متجدد بعد الغارات الجوية الأمريكية الأخيرة التي استهدفتها ضمن عدة منشآت نووية إيرانية وتُعد فوردو واحدة مثالا بارزا على توجه عالمي أوسع لبناء قواعد ومنشآت عسكرية تحت الأرض لحماية البنى التحتية الاستراتيجية من الهجمات المحتملة، بحسب مجلة نيوزويك الأمريكية. تقع منشأة فوردو على عمق يقارب نصف ميل (نحو 800 متر) تحت الأرض، وهي محاطة بطبقات كثيفة من الخرسانة المسلحة وأنظمة دفاع جوي متقدمة، وقد صُممت لتستمر في العمل حتى في حال تعرضها لضربة جوية مباشرة. مواقع عسكرية حول العالم تمتلك معظم القوى العسكرية الكبرى منشآت محصنة ومخابئ تحت الأرض، بعضها يعود إلى حقبة الحرب الباردة، وبعضها لا يزال نشطًا حتى اليوم. ففي الولايات المتحدة، على سبيل المثال، يضم مجمع جبل رافن روك في بنسلفانيا، المعروف بـ"البنتاغون تحت الأرض"،شبكة أنفاق ترببط بمنشآت حيوية مثل جبل ويذر في فيرجينيا وجبل شايان في كولورادو، حيث مقر قيادة الدفاع الجوي الفضائي لأمريكا الشمالية. كما تحتوي قاعدة "مينوت" الجوية في داكوتا الشمالية على شبكة من الصوامع النووية تحت الأرض، بينما كانت منطقة ويست فورت هود في تكساس تحتفظ بأسلحة نووية داخل أنفاق محفورة في التلال. روسيا والصين في روسيا، يُعتقد بوجود نظام مترو سري يُعرف باسم "مترو-2" يربط بين المقرات القيادية تحت موسكو ومرافق حيوية، كما يُعتقد أن جبل يامانتاو في جبال الأورال الجنوبية يضم منشأة قيادة أو مخزنًا ضخمًا للأسلحة النووية، رغم عدم تأكيد الكرملين لطبيعة الموقع. وفي الصين، تضم قاعدة لونغبو البحرية في جزيرة هاينان نظام أنفاق متقدما يسمح للغواصات النووية بالدخول والخروج من بحر الصين الجنوبي دون اكتشافها، وتلعب دورًا حيويًا في دعم قدرة الصين النووية على تنفيذ ضربة ثانية. كوريا الشمالية أما كوريا الشمالية، فقد طورت شبكة كبيرة من القواعد الصاروخية تحت الأرض، أبرزها منشأة كومتشانغ-ري، التي حُفرت داخل الجبال ومصممة لتحمل الضربات الجوية، رغم ادعاء بيونغ يانغ بأنها منشأة لتخزين الغذاء. إيران وفي إيران نفسها، لا تُعد فوردو المنشأة الوحيدة المحصنة، إذ تشير تقارير استخباراتية إلى بناء منشأة جديدة أكثر تحصينًا في منطقة تُعرف باسم كوه كولانغ غاز لا، أو "جبل الفأس"، جنوب مدينة نطنز. ويُعتقد أن الموقع الجديد أعمق من فوردو، ويضم أربعة مداخل نفقية على الأقل، ومساحته الداخلية أكبر، ولم يسمح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بالتفتيش عليه حتى الآن. بُنيت منشأة فوردو في السر ولم يُكشف عنها إلا عام 2009 عندما رفعت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا السرية عنها، ما أدى إلى فرض مزيد من العقوبات على إيران وكان من الأسباب الأساسية وراء الاتفاق النووي لعام 2015 المعروف بخطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA).. لكن بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق في 2018، استأنفت إيران عمليات تخصيب اليورانيوم بمستويات أعلى في فوردو، ما زاد من التوترات الدولية. وأظهرت صور الأقمار الصناعية نشاطًا غير معتاد لشاحنات ومركبات قرب منشأة فوردو قبل أيام من الضربات الأمريكية، حيث رصدت في 19 يونيو/حزيران الجاري وجود 16 شاحنة على طول الطريق المؤدي إلى المجمع النووي تحت الأرض، وفي اليوم التالي، تحركت معظم الشاحنات بعيدًا عن المنشأة، بينما بقيت شاحنات وجرافات بالقرب من مدخل الموقع، مما أثار تساؤلات حول طبيعة الأنشطة التي كانت تجري قبيل الضربة. وتُظهر صور الأقمار الصناعية أيضًا أن الأضرار التي لحقت بمنشآت نطنز وأصفهان النووية كانت طفيفة نسبيًا، حيث تركزت الأضرار في ساحات التبديل والمحولات الكهربائية، ويمكن إصلاحها في غضون أشهر. وفي مجمع أصفهان، أبلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن أضرار في مختبر كيميائي ومحطة لتحويل اليورانيوم ومنشأة معالجة معدن اليورانيوم المخصب، لكنها لم تُظهر تأثيرًا كبيرًا على القدرات النووية. aXA6IDIwNC4yMTcuMTYzLjIxNCA= جزيرة ام اند امز PL