logo
#

أحدث الأخبار مع #مجلة«تالر»،

ترجمات.. «أوكتافيو باث».. يتعمق في الحب والإثارة في كتابه «اللهب المزدوج»
ترجمات.. «أوكتافيو باث».. يتعمق في الحب والإثارة في كتابه «اللهب المزدوج»

المصري اليوم

time٢٢-٠٤-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • المصري اليوم

ترجمات.. «أوكتافيو باث».. يتعمق في الحب والإثارة في كتابه «اللهب المزدوج»

«أوكتافيو باث» شاعر وكاتب ودبلوماسى مكسيكى بارز، اشتهر بإسهاماته العميقة فى الأدب والفكر فى القرن العشرين، وسرعان ما رسخ مكانته فى الأوساط الأدبية العالمية، وتجاوزت كتاباته حدود وطنه، وعكست التأثيرات الثقافية لسنواته فى الخارج. وهو الأهم بين شعراء الحداثة فى أمريكا اللاتينية؛ وقد فرض نفسه على النقد الأوروبى والغربى عامة، بوصفه رائدًا من روّاد التجديد الشعرى على مستوى عالمى، إنتاج «أوكتافيو باث» كان غزيرًا، إذ تجاوز الأربعين مجلدًا من الشعر والمقالات، وتُرجم العديد منها لعشرات اللغات. تأثر شعر «باث» فى بداياته بالماركسية والسريالية والوجودية، بالإضافة إلى ديانات مثل البوذية والهندوسية. وقد أُشيد بقصيدته «حجر الشمس» التى كتبها عام 1957 باعتبارها مثالًا رائعًا للشعر السريالى فى خطاب تسليمه جائزة نوبل للأدب عام 1990. نظراً لما تميزت به كتاباته بلغة عاطفية واسعة الآفاق، وما تميز به أسلوبه بذكاء حسى ونزاهة إنسانية، ولذا جاءت جائزة نوبل تكريمًا لأعماله الأدبية الغزيرة التى ما تزال تلقى صدىً لدى القراء فى جميع أنحاء العالم. توفى «باث» عن عمر يناهز الـ 84 عامًا فى19 أبريل عام 1998، تاركًا وراءه إرثًا ثقافيًا بارزًا أسهم فى تشكيل الشعر والفكر المعاصرين. وُلد أوكتافيو باث فى 31 مارس 1914 بمدينة مكسيكو، المكسيك، لعائلة مرموقة كان والده صحفيًا سياسيًا نشيطًا، انضمّ، مع مثقفين تقدميين آخرين، إلى الانتفاضات الزراعية التى قادها إميليانو زاباتا، قائد الثورة الشعبية 1911. كان جده مثقّفًا ليبراليًا بارزًا، وبفضل مكتبة جده الوافرة، انخرط باث فى الأدب مبكرًا.. بدأ كتابة الشعر فى سن المراهقة، وظهرت بدايته الأدبية بمجموعة «قمر جامح» عام 1933. وخلال رحلة إلى إسبانيا عام 1938، انخرط فى الحرب الأهلية الإسبانية. عاد إلى المكسيك، وأصبح أحد مؤسسى مجلة «تالر»، وهى مجلة أشارت إلى ظهور جيل جديد من الكتاب فى المكسيك. وفى عام 1943 سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية بمنحة جوجنهايم، حيث انغمس فى الشعر الحديث الأنجلو أمريكى؛ وبعد عامين، انضم إلى السلك الدبلوماسى المكسيكى وأُرسل إلى فرنسا، حيث كتب دراسته الأساسية للهوية المكسيكية، وخلال هذه الفترة نشر العديد من الدواوين الشعرية والنثرية، أهمها «متاهة العزلة» (1950) وهو مجموعة مقالات يحلل فيها التاريخ والثقافة المكسيكية. أصبح الكتاب قراءة قياسية لطلاب تاريخ وأدب أمريكا اللاتينية. وفى عام 1962، عُيّن باز سفيرًا للمكسيك فى الهند: وهى لحظة مهمة فى حياة الشاعر وعمله، كما تشهد على ذلك العديد من الكتب التى كتبها خلال إقامته هناك. فى عام 1968، استقال من الخدمة الدبلوماسية احتجاجًا على قمع الحكومة الملطخ بالدماء للمظاهرات الطلابية فى تلاتيلولكو، خلال دورة الألعاب الأوليمبية فى المكسيك. ومنذ ذلك الحين واصل باز عمله كمحرر وناشر، حيث أسس مجلتين مهمتين مخصصتين للفنون والسياسة. فى عام 1980 تم تعيينه دكتورًا فخريًا فى جامعة هارفارد. ونال باث العديد من الجوائز جائزة سرفانتس فى عام 1981 - وهى أهم جائزة فى العالم الناطق بالإسبانية - وجائزة نيوستادت الأمريكية المرموقة فى عام 1982. «اللهب المزدوج» صدر فى عام 1993، وهى سلسلة من المقالات، يستكشف فيها باث الحدود بين الحب والجنس. مُسجِّلاً أصولهما وأبعادهما ببصيرةٍ شعريةٍ وعمقٍ فلسفى. يغوص هذا العمل الرائد فى التوازنِ الدقيقِ بين الشغف والرفقة، مُتتبعاً تطور الروابطِ الإنسانيةِ من الأساطيرِ القديمةِ إلى ديناميكيات العلاقاتِ الحديثة. يكشف عن تأملاتٍ تاريخية وثقافية وشخصية. دراسة مطولة ونقاش يأخذنا فيها باث فى رحلة متعمقة عبر تاريخ الحب الغربى. كما يُسلّط الضوء على أهمية الثقافة العربية خلال ما يُسمى بالعصور المظلمة، ويسافر إلى اليونان القديمة والإسكندرية وروما، ويوثّق ظهور وتراجع الشعر والثقافة البروفنسية خلال العصور الوسطى. يختتم تحليله فى العصر الحديث. يدرس التقاليد الفلسفية والأدبية لكل فترة، ويتناول أحيانًا قصائد معينة من حيث علاقتها بالإيروتيكية والحب. يتعمق باث فى تطور الحب عبر التاريخ، مُلقيًا الضوء على تحولاته من العصور القديمة إلى الحديثة. يوضح «اللهب المزدوج» كيف تُشكّل السياقات التاريخية والثقافية فهمنا وتجربتنا لإحدى أكثر القوى البشرية تأثيرًا. كما يتعمق فى التقاء إيروس وسايكى فى العلاقات الإنسانية، مُسلِّطًا الضوء على الجوانب الثنائية للحب، حيث يتشابك الانجذاب الجسدى والرابط الروحى. ويناقش تصوير الحب والإثارة فى الفن والأدب بغنى وتنوع جوانبهما، مسلطًا الضوء على كيفية انعكاس هذه الوسائط الثقافية وتشكيلها لفهمنا لهذه المشاعر المعقدة عبر التاريخ. ويؤكد باث أن الفن والأدب بمثابة مرآة للمجتمع، إذ يجسدان تطور مفاهيم الحب والإثارة عبر مختلف العصور والمناخات الثقافية. يُحلل أوكتافيو باث نقديًا تأثير الحداثة على الحب والتواصل الإنسانى. لقد غيّرت التطورات التكنولوجية والتحولات المجتمعية جذريًا طريقة إدراك الناس للحب والتعبير عنه فى عصرنا الحالى. وقد أتاحت هذه التغييرات فرصًا وتحديات، وأعادت تعريف العلاقات الرومانسية والألفة العاطفية. يُتوج استكشاف أوكتافيو باث للحب والإيروس فى قدراتهما التحويلية، للأفراد والمجتمعات على حد سواء. ومن خلال تحليله الدقيق لمختلف جوانب الحب - من تطوره التاريخى إلى تصويره فى الفن والأدب والفلسفة - يُثبت باث أن الحب ليس مجرد ضرورة بيولوجية، بل هو قوة عميقة قادرة على تشكيل الوجود الإنسانى وإعادة تعريفه. من خلال «اللهب المزدوج»، يترك أوكتافيو باز للقراء فهمًا دقيقًا لحقيقة أن الحب، بكل أشكاله وتعبيراته، هو قوة تحويلية ذات قدرة عميقة على تنوير وإثراء الوجود الإنسانى، مما يجعله جزءًا خالدًا لا غنى عنه من التجربة الإنسانية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store