logo
#

أحدث الأخبار مع #محفوظبنراشدالشبلي

الحقد وأضراره على المجتمع
الحقد وأضراره على المجتمع

جريدة الرؤية

time٢٦-٠٤-٢٠٢٥

  • منوعات
  • جريدة الرؤية

الحقد وأضراره على المجتمع

محفوظ بن راشد الشبلي mahfood97739677@ يلتزمُ البعض بالوقوف شاخصًا أحياناً عند حد مُعين في مساراته المتعددة في هذه الحياة، ليس اضمحلالًا في فكره أو ما شابه ذلك، بل هو إعادة لترتيب بعض الأوراق أو لفرز بعض الأشياء في نفسه ووضعها في مكانها الصحيح من جانب ومن جانب آخر للتفكّر في التعاملات الغريبة التي تصدر من بعض البشر تجاهه وتجاه غيره وتصنيفها بما يتناسب مع حجمها وطبيعتها مع تلك الفئة من البشر وتوجهاتهم وأفكارهم الغريبة الخارجة عن حدود العقل والمنطق في قانون التعاملات الإنسانية والبشرية. الحقد هذه الكلمة التي وردت في كتاب الله العزيز وفي الأحاديث النبوية الشريفة وفي غيرها من المسارات والترجمات والمعاني والتفسيرات في صور متعددة وتُشير لنفس المعنى وفي مجملها تصب في جانب واحد وهو أنها تراكمات خبيثة في نفس الإنسان تجاه الغير، وتدخل الغيرة والحسد والغل لتُكمّل عليها وتصنع منها كرة كبيرة ككرة الثلج المتدحرجة، فيصب صاحبها حقده وغلّه على الغير بأسباب وبدون أسباب وليس لها تبرير سوى أنَّه إنسان حاقد وحاسد على نعمة يراها في غيره وهي بُغض منه وضغينة تجاه الغير بلا أية أسباب ولا تبريرات مفهومة وظاهرة منطقيًا وشرعيًا. سألتُ زميلًا ذات مرة لِم لا أجد نشاطك المعتاد في جانب مُعين ولا أجد لك حضوراً فيه فأجابني بأن هناك فئة تتربص بي كلما أوجدت نفسي هّناك ويتعمدون إيذائي بشتّى الطرق، فسألته إن كان بينكم خلافات في جانب مُعين فأجاب ليس بيننا سوى الخير وأكن لهم وافر الاحترام والتقدير ولا أعي لِما يتعمدون إيذائي ولِما يحقدون علي، فقلت له السبب في ذلك هي نفوسهم المريضة، فبعض النفوس البشرية المريضة إن وجدت خيرًا في الغير حقدت عليه وإن وجدت من يتفوق عليهم في جانب مُعين حقدت عليه، فهم يكنّون للبشر حقدهم وغلّهم الخفي ويظهرون خلافه أمامهم والعِياذ بالله. وشخص آخر سألته لِما لا يقفون بجانبك ويدعمونك في مجالك أقرب الناس إليك؟ فقال حِقدهم علي كي لا أصل لمستوى أفضل منهم أو يفوقهم، فهم يجدون في أنفسهم بأنهم أفضل مني ولو كانوا هم بلا مستوى وهذا هو السبب في خذلانهم لي، فلا نعي مرض الحقد هذا كيف يصل ببعض البشر لمستوى لا يفهم أسبابه أقرب الناس إليهم فالأمر عجيب وغريب. الإنسان الحاقد- والعياذ بالله- لا يكتفي بالنظر للغير باحتقار على نعمة يجدها فيه، بل يحقد عليه في كل شيء يصدر منه، فهو ولو لم يُحسن عمل شيء وليس له في الغير شيء، إلّا أن غِلَّه يقتله في داخله على كل شيء، فالمرض ليس بالضرورة أن يكون ظاهرا في الجسد بل تَغلغله في النفوس يفوق ظاهره على الجسد. ونستخلص من موضوع الحقد والحاقدين أن في داخلهم نار تأكلهم كما تأكل الحطب، وينفثون شرار تلك النار المستعرة داخلهم للغير كي يحرقوه بها ولكن اللّه سبحانه سيكويهم بها في الدنيا والآخرة، ولن يستطيعوا مضرة أحد غير مضرتهم لأنفسهم، فالحقد قد ذمه الله تعالى في كتابه، وكذا نبيه صلى الله عليه وسلم، ومن ذلك قوله: "ثلاث من لم يكن فيه واحدة منهن فإنَّ الله يغفر له ما سوى ذلك لمن يشاء: من مات لا يُشرك بالله شيئًا، ولم يكن ساحرًا يتبع السحرة، ولم يحقد على أخيه"، فاللهم قِنا وقِ عبادك شر الحاقدين الحاسدين المبغضين إنك سميعٌ مُجيب.

لا تخلف عهدًا قطعته مع من أعطيته الأمان بالحديث معك
لا تخلف عهدًا قطعته مع من أعطيته الأمان بالحديث معك

جريدة الرؤية

time١٣-٠٤-٢٠٢٥

  • منوعات
  • جريدة الرؤية

لا تخلف عهدًا قطعته مع من أعطيته الأمان بالحديث معك

محفوظ بن راشد الشبلي mahfood97739677@ يمر بنا عبر الزمن مواقف يصعب تبريرها ليس لأنَّ الحديث عنها صعب بقدر ما هي فشل في تجاربنا مع البشر، تستأذن شخصاً بالحديث معه بموضوع به إطراء لشخصه أو بالتلميح له بمزاياه التي يحملها كطيب قلبه أو حسن خُلقَه أو صفاء معدنه أو نقاء سريرته أو خصاله الحميدة أو جمال خِلقته التي وهبها الله إياها وجمّله بها عن غيره من سائر البشر، فتشدك تلك الصفات فيه إن اجتمعت أو تفرّدت وأثارت اهتمامك فيه، فتُحدثه وجهًا لوجه إن سمح الأمر بذلك أو عبر التواصل معه باحترام شديد لشخصه الكريم، وتبدأ بالاستئذان منه ومن ثم تطلب الوعد والعهد والميثاق والأمان والاطمئنان بالحديث معه، وتشترط عليه أن يبقى أمر المُحادثة بينك وبينه سرًا دون إفشائه للغير وأن لا يعلم به سوى اللّه سبحانه وتعالى الذي لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء، وإلّا ستنسحب عنه وعن مُحادثته بالاعتذار له إن لم يُعاهدك ويعدك بالسّرية التامة لحديثك معه لإيصال المُبتغى من غرض التواصل معه. فيُعاهدك ويَعدك ويُقسم بالله لك بالسّرية التامة في الأمر ويُعطيك الأمان بالحديث معه، وهُنا ستُفضي حديثك بأمان واطمئنان معه على ضوء ذلك العَهد الذي أقسمه مع الله ومعك بالسّرية التامة في الأمر، وهُنا تأتي الكارثة وكأنه أوقعك في فخّه الذي نصبه لك واستدرجك إليه بالحديث معه بعدما أعطاك الأمان ثم ينقضُ عهده ووعده ويفشي سِرّك لغيرك وكأنَّ عهده مع الله ومعك أصبح من قِبله هباءً منثورا والعياذ بالله. إنَّ صفة نقض الوعود والعهود والمواثيق هي صفة من صفات اليهود والمنافقين وهي ليست صفة من صفات المسلم ولا يتصف بها المسلمون الأحرار، وقد ذكرها الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز في سورة البقرة؛ حيث قال " أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ " (100)، وكذلك تحريف الكلام عن مواضعه؛ سواء كان مكتوبًا أو مسموعًا أو مقروءًا هي أيضًا صفة من صفاتهم وقد ذكرها الله كذلك في كتابه في سورة النساء " مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ " (46)، إذن فكلام الله واضح في أن صفة نقض العهود هي لليهود ولا يتصف بها غيرهم فلِما نقضت عهدك يا مُسلم؟ إنَّ كَنَّ الضغينة لمن تعرفه ويعرفك عِز المعرفة هي ليست من شِيم الشُرفاء الأنقياء، هذا إن كان أصلًا بينك وبينه ضغينة أو خِصام أو ثأر في أمر ما، فما بالك إن لم يكن بينك وبينه سوى الود والاحترام والتقدير، فلِما تُخالفون الله ورسوله في مَن أتاكم مُحبًا طائعًا مُخلصًا لكم يا مؤمنين؟ ألم يقل الله سبحانه وتعالى في سورة الإسراء " وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ ۖ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا " (34). إذن فالأمر يحمل في طيّاته وابلًا من علامات الاستفهام، هل هي دسائس وخُبث من البعض أم هو سعي لتشويه سُمعة الناس وزعزعة ثقتهم به أم إن هُناك من يقف وراء تلكم الفئة لتوزّهم على ارتكاب حماقاتهم ضد الغير بدون مُبررات ولا تُهم ولزرع الفتنة والإهانة لهم، أمّا صاحب الشأن ألا تخاف الله ولا تستحي من نفسك كيف ستُقابل من تبلّيت عليه، وكيف سوّلت لك نفسك بأن تُهدّد أخاك بالقانون، فالقانون وُضع للاقتصاص من السارق والقاتل والمجرم والجاني وأخاك ليس سارقًا ولا قاتلًا ولا مُجرمًا ولا جاني، أفلا تحترم عِشرته الجميلة معك؟ أفلا تحترم أكلكما معًا على طاولة واحدة؟ أفلا تحترم حديثكما وضحكاتكما معًا وصوركما الجميلة التي التقطتماها معًا في مشاركاتكما وجلساتكما والتي لا زال يحتفظ بها في عقله قبل ذاكرة هاتفه، وماذا ستستفيد إن شوّهت سُمعة من أتاك يحمل لك وده وتقديره واحترامه لك؟ عذرًا يا أخي ويا أُختي فما هكذا تُدار الأمور وما هكذا تورد الإبل. نستخلص من مقالنا هذا أن الدنيا قصيرة وهي يوم لك ويوم عليك فلا تُغرّر بك نفسك بالتبلّي على من فتح لك قلبه وفِكره وعقله وأعطاك الأمان وأعطيته الوعد والعهد والميثاق كي يُصافيك وتُصافيه ومن ثم تقلب الطاولة عليه لتنسف كل ثقته بك، فلا تدري لعل الله يبتليك مثلما تبلّيت عليه، ولو سامحك من تَبلّيك فكيف سيُسامحك الله وأنت الذي نقضت عهدك ووعدك معه؟ وكما ورد في أبيات الشِعر في القصيدة التي تُسند للإمام سعيد بن أحمد البوسعيدي الذي قال فيها: أنت الذي حلّفتني وحلفت لِي أغلظت بالأقسام حين عرفتني أخلفتَ عهدك والعهود غليظة وحلفت أنك لا تخون وخنتني وحلفت أنك لا تميل مع الهوى أين اليمين وأين ما عاهدتني

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store