أحدث الأخبار مع #محمدالنصراوي


ساحة التحرير
منذ 2 أيام
- سياسة
- ساحة التحرير
بين قمتين.. بغداد والرياض!محمد النصراوي
بين قمتين.. بغداد والرياض! محمد النصراوي في لحظةٍ فارقة، وبين مدينتين تختزلان الكثير من تاريخ المنطقة، اجتمعت قمتان قد تبدوان منفصلتين في الشكل، لكنهما متصلتان في الجوهر، في الرياض، حيث عاد دونالد ترامب إلى المشهد بلقاءٍ بارزٍ مع القادة الخليجيين، مستحضراً ملامح المرحلة التي أسس لها خلال ولايته الأولى، وفي بغداد، حيث إلتأمت قمةٌ عربيةٌ أرادت أن تقول أن العراق اليوم لم يعد مجرد ساحة نزاع بل بات مساحة لقاء. اللافت في توقيت القمتين أنهما لم تأتيا في ظرفٍ اعتيادي، بل في ظل تشابكٍ إقليميٍ حاد وصعود صراعات النفوذ بين واشنطن وبكين وموسكو، وفي ظل تقاربٍ سعوديٍ-إيراني قد يخفف من حدة المحاور، وانفتاحٍ خليجيٍ- تركي يبدد الجمود الذي خيم لسنوات، فأن يجتمع العرب في بغداد، تزامناً مع رسائل ترامب من الرياض، يعني أننا أمام محاولةٍ جديةٍ لإعادة رسم توازنات المنطقة، لكن بأدواتٍ أكثر نضجاً. ترامب، في زيارته إلى دول الخليج، لم يكن مجرد رئيسٍ أمريكيٍ يؤدي زيارةً اعتيادية، بل بدا كمن يستعيد مشهده الأول الذي ترك أثراً كبيراً في علاقات واشنطن مع دول المنطقة، عاد اليوم إلى الشرق الأوسط حاملاً خطاباً واضحاً يتبنى فيه نهجاً مختلفاً يركز على التعاون الأمني والانفتاح الاقتصادي، بعيداً عن فرض نماذج سياسية معينة، ورغم تغير الوجوه والظروف، إلا أن نبرة ترامب بقيت كما عرفها قادة المنطقة، عقلٌ تجاري، يرحب بالتحولات، وينتقد بعض السياسات الغربية التي لم تُنتج استقراراً في السابق، عودته إلى البيت الأبيض أعادت الزخم لعلاقته القديمة مع المنطقة، وهي علاقةٌ تلقى ترحيباً لدى كثيرين يرون في هذا النهج فرصةً للهدوء وإعادة التوازن في المنطقة الملتهبة. في المقابل، قمة بغداد تسير في خط مختلف لكنها لا تتقاطع بالضرورة مع رؤية الرياض-واشنطن، فبغداد، التي لملمت حضوراً عربياً ناضجاً، تريد أن ترسخ لنفسها دوراً جديداً، لم تعد تريد أن تكون على هامش القمم، بل في صُلبها، لم تعد تقبل أن تكون ساحة تصفية حسابات، بل طاولة حوار، العراق اليوم يطرح نفسه كدولةٍ محورية، لا بوصفه قوة عسكرية، بل كقوة توازنٍ إقليمي، وهذا التوجه يبدو أكثر واقعيةً في ظل نضجٍ سياسيٍ نسبي، وتحسنٍ في العلاقات مع الجوار، واستعدادٌ دوليٌ لقبول العراق كوسيطٍ لا كتابع. القمتان – رغم اختلاف المسار والخطاب – تعكسان شيئاً واحداً، أن المنطقة تتغير، وأن هناك من يُدرك أن استمرار الصراع لم يعد ممكناً، ولا مطلوباً، ما بين مشروع صفقةٍ يعاد تسويقه، ومشروع قمةٍ تُبنى على التوافق، هناك فرصةٌ تاريخيةٌ للعراق أن يتموضع بطريقةٍ ذكية، بعيداً عن الاستقطاب، وقريباً من جميع الأطراف. العراق اليوم ليس أمامه ترف البقاء على الحياد السلبي، ولا خيار الانحياز الكلي، هو في موقعٍ يسمح له أن يكون ميزان التهدئة بدل أن يكون ضحية التصعيد، شرطُ ذلك أن يُحسن إدارة قراره، ويوازن بين مصالحه ومصالح محيطه، ويُعلي من شأن وحدته الوطنية بوصفها قاعدةً للاستقرار. المنطقة لا تبحث عن أبطالٍ جدد، بل عن دولٍ عاقلة، والعراق، إذا أحسن التعامل مع هذه المرحلة، يمكن أن يثبت أنه لم يعد الحلقة الأضعف، بل طرفاً فاعلاً يمكن الاعتماد عليه في المعادلات الإقليمية المقبلة، ما بين الرياض حيث تُرسم صفقات النفوذ، وبغداد حيث تُنسج خيوط التفاهم، هناك مستقبلٌ يُكتب الآن، إما نكون جزءاً منه، أو نبقى على الهامش. 2025-05-20 The post بين قمتين.. بغداد والرياض!محمد النصراوي first appeared on ساحة التحرير.


ساحة التحرير
٢٣-٠٤-٢٠٢٥
- منوعات
- ساحة التحرير
من الفانوس إلى المولدة.. أزمة كهرباء لا تنتهي!محمد النصراوي
من الفانوس إلى المولدة.. أزمة كهرباء لا تنتهي! محمد النصراوي في أحد أزقة بغداد القديمة، تجلس أم حسين قرب النافذة، تمسك بيدها مروحة يدوية، تُهوِن بها على رضيعها الذي لم يعرف طعم النوم منذ انقطاع التيار الكهربائي قبل خمس ساعات، على الطاولة فانوسٌ نفطي، لم يُستخدم منذ سنوات، لكنه عاد اليوم ليصبح منقذ العائلة في الظلام، بعد أن توقف المولد بسبب نفاد الوقود، وانقطعت الكهرباء الوطنية كالعادة دون سابق إنذار أو لاحق إعتذار. هذه ليست لقطة سينمائية من فيلم خيالي، بل مشهد يومي يتكرر في منازل العراقيين منذ أكثر من عشرين عاماً، وكأن انقطاع الكهرباء بات طقساً وطنياً لا يكتمل يوم المواطن العراقي إلا به. ازمة مؤقتة، لكنها طالت! منذ عام 2003، أنفقت الحكومات العراقية المتعاقبة أكثر من 80 مليار دولار على قطاع الكهرباء، بحسب تقارير رسمية وشبه رسمية، ومع ذلك، لا تزال منظومة الكهرباء تُدار وكأننا في قرية صغيرة في القرن التاسع عشر. بُنيت محطات، وتعاقدوا مع شركات، وأُطلقت وعود قبل كل صيف وبعد كل شتاء، لكن الناتج على الأرض لا يتجاوز 14 ألف ميغاواط في أحسن الأحوال، بينما الحاجة الفعلية للبلاد تتجاوز 30 ألف ميغاواط، هذا دون حساب التوسع السكاني والعمراني. المولد… المنقذ والجلاد في غياب الحلول، ظهر 'المنقذ البديل' المولد الأهلي، تحول إلى جزء من الحياة اليومية، يُدفع له اشتراك شهري يفوق أحياناً فواتير الكهرباء في الدول الأوروبية! المفارقة أن العراقي يدفع للكهرباء ثلاث مرات، الاولى للدولة (كهرباء وطنية) الثانية لصاحب المولدة، الثالثة لشراء الوقود إن كان لديه مولدة خاصة! يقول أبو محمد، وهو موظف حكومي من البصرة: 'راتبي يذهب بين المولدة والانترنت والماء، الكهرباء تأتي ساعة وتنقطع ثلاثة، حتى النوم صرنا نحسبه على جدول الكهرباء' الأزمة لم تخلق فقط تعباً جسدياً، بل أثرت على نفسية المواطن، الأطفال لا يستطيعون الدراسة بهدوء، المرضى يعانون من حرارة الصيف، والتجار يخسرون بضائعهم بسبب انقطاع التبريد. 'الكهرباء الوطنية جيدة، بالتنسيق مع المولدة' هذا لسان حال مسؤولي الكهرباء في كل صيف، لا يتحسن واقع الكهرباء الا بالإعتماد على المولدة، في بعض الاحيان يُخيل إلي أننا نملك في العراق وزارة المولدات وليس وزارة الكهرباء! منذ أكثر من عقد، أُعلنت عشرات المشاريع لتطوير قطاع الكهرباء، من بينها عقود مع شركات ألمانية وتركية وإيرانية، وحتى اتفاقات مع دول الجوار لإستيراد الطاقة، ومع كل خطة، تُزرع الآمال ثم تذبل مع أول صيف حار. 'المشكلة ليست فقط فنية، بل مافيات، فساد، وتداخل صلاحيات، والضحية هو المواطن' حسب تصريح أحد مهندسي الطاقة السؤال المؤلم الذي يتكرر: إلى متى؟ كلما ظن المواطن أن حلاً يلوح في الأفق، يعود الظلام أقسى من السابق، حتى صارت العودة للفانوس – رمز الماضي – حلاً أكثر واقعية من انتظار الكهرباء الوطنية. في النهاية، لا أحد يعرف هل سيتحول 'ملف الكهرباء' إلى قصة نجاح كما وُعدنا مراراً، أم أنه سيبقى يُكتب بنفس الحبر الذي تُكتب به قصص الانتظار الطويل، حيث المواطن لا يجد ما يضيء ليله سوى صبره. 2025-04-23 The post من الفانوس إلى المولدة.. أزمة كهرباء لا تنتهي!محمد النصراوي first appeared on ساحة التحرير.


كورد ستريت
٢٢-٠٤-٢٠٢٥
- منوعات
- كورد ستريت
من الفانوس إلى المولدة.. أزمة كهرباء لا تنتهي
كوردستريت|| #آراء وقضايا بقلم محمد النصراوي / العراق في أحد أزقة بغداد القديمة، تجلس أم حسين قرب النافذة، تمسك بيدها مروحة يدوية، تُهوِن بها على رضيعها الذي لم يعرف طعم النوم منذ انقطاع التيار الكهربائي قبل خمس ساعات، على الطاولة فانوسٌ نفطي، لم يُستخدم منذ سنوات، لكنه عاد اليوم ليصبح منقذ العائلة في الظلام، بعد أن توقف المولد بسبب نفاد الوقود، وانقطعت الكهرباء الوطنية كالعادة دون سابق إنذار أو لاحق إعتذار. هذه ليست لقطة سينمائية من فيلم خيالي، بل مشهد يومي يتكرر في منازل العراقيين منذ أكثر من عشرين عاماً، وكأن انقطاع الكهرباء بات طقساً وطنياً لا يكتمل يوم المواطن العراقي إلا به. ازمة مؤقتة، لكنها طالت! منذ عام 2003، أنفقت الحكومات العراقية المتعاقبة أكثر من 80 مليار دولار على قطاع الكهرباء، بحسب تقارير رسمية وشبه رسمية، ومع ذلك، لا تزال منظومة الكهرباء تُدار وكأننا في قرية صغيرة في القرن التاسع عشر. بُنيت محطات، وتعاقدوا مع شركات، وأُطلقت وعود قبل كل صيف وبعد كل شتاء، لكن الناتج على الأرض لا يتجاوز 14 ألف ميغاواط في أحسن الأحوال، بينما الحاجة الفعلية للبلاد تتجاوز 30 ألف ميغاواط، هذا دون حساب التوسع السكاني والعمراني. المولد… المنقذ والجلاد في غياب الحلول، ظهر 'المنقذ البديل' المولد الأهلي، تحول إلى جزء من الحياة اليومية، يُدفع له اشتراك شهري يفوق أحياناً فواتير الكهرباء في الدول الأوروبية! المفارقة أن العراقي يدفع للكهرباء ثلاث مرات، الاولى للدولة (كهرباء وطنية) الثانية لصاحب المولدة، الثالثة لشراء الوقود إن كان لديه مولدة خاصة! يقول أبو محمد، وهو موظف حكومي من البصرة: 'راتبي يذهب بين المولدة والانترنت والماء، الكهرباء تأتي ساعة وتنقطع ثلاثة، حتى النوم صرنا نحسبه على جدول الكهرباء' الأزمة لم تخلق فقط تعباً جسدياً، بل أثرت على نفسية المواطن، الأطفال لا يستطيعون الدراسة بهدوء، المرضى يعانون من حرارة الصيف، والتجار يخسرون بضائعهم بسبب انقطاع التبريد. 'الكهرباء الوطنية جيدة، بالتنسيق مع المولدة' هذا لسان حال مسؤولي الكهرباء في كل صيف، لا يتحسن واقع الكهرباء الا بالإعتماد على المولدة، في بعض الاحيان يُخيل إلي أننا نملك في العراق وزارة المولدات وليس وزارة الكهرباء! منذ أكثر من عقد، أُعلنت عشرات المشاريع لتطوير قطاع الكهرباء، من بينها عقود مع شركات ألمانية وتركية وإيرانية، وحتى اتفاقات مع دول الجوار لإستيراد الطاقة، ومع كل خطة، تُزرع الآمال ثم تذبل مع أول صيف حار. 'المشكلة ليست فقط فنية، بل مافيات، فساد، وتداخل صلاحيات، والضحية هو المواطن' حسب تصريح أحد مهندسي الطاقة السؤال المؤلم الذي يتكرر: إلى متى؟ كلما ظن المواطن أن حلاً يلوح في الأفق، يعود الظلام أقسى من السابق، حتى صارت العودة للفانوس – رمز الماضي – حلاً أكثر واقعية من انتظار الكهرباء الوطنية. في النهاية، لا أحد يعرف هل سيتحول 'ملف الكهرباء' إلى قصة نجاح كما وُعدنا مراراً، أم أنه سيبقى يُكتب بنفس الحبر الذي تُكتب به قصص الانتظار الطويل، حيث المواطن لا يجد ما يضيء ليله سوى صبره. معجب بهذه: إعجاب تحميل...


ساحة التحرير
١٧-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- ساحة التحرير
موظفوا العراق.. بين راتبين!محمد النصراوي
موظفوا العراق.. بين راتبين! محمد النصراوي تطفو على سطح الاحداث في العراق إشكاليةٌ تتكرر كل حين، تفاوتُ أجورٍ بين وزارات الدولة، تفاوتٌ يصنعه انتماء الموظف لا جهدُه، فبين من يسبح في بحر الامتيازات ومن يصارع صخور الرواتب المتدنية، تُختزلُ قصةُ دولةٍ تعيد إنتاج 'اللامساواة' بين موظفيها. الرواتبُ في العراق ليست مجرد حوافز، بل شهاداتُ ولاءٍٍ سياسية، فموظفٌ في وزارةٍ 'محظوظة' يحصدُ أضعاف ما يجنيه موظفٌ مماثلٌ في وزارةٍ 'مهمشة'، رغم تشابه المهام والتضحيات، هذه الهرميةُ لا تصنعها طبيعةُ العملِ بل خرائطُ المحاصصة، خرائطٌ اوجدت وزاراتِ 'النخبة' واخرى لعوام الشعب! حتى بات الراتبُ مكافأةً على الحظِ لا على الإنجاز، وزاراتُ 'النخبةِ' تُدارُ كإمبراطورياتٍ مغلقة، موظفيها حكرٌ على طبقاتٍ معينة، تُقايضُ الرواتبَ بالولاء. وسطَ هذا الضجيج، تتصاعد أصواتٌ شعبيةٌ وبرلمانيةٌ تدعو لتوحيدِ الرواتب وتقليل الفوارق بين الوزارات، لكنها غالباً ما تكون 'ألعاباً نارية' سرعانَ ما تختفي، فمطالباتُ النواب تظهر قبيل الانتخابات، أو مع تصاعدِ الاحتجاجات، كشعاراتٍ تستنزفُ غضب الشارع وتماشيه، ثم تختفي عند اول نقاشٍ جاد، وهكذا تتحول القضيةُ العادلةُ إلى موجةٍ سياسيةٍ تزينُ خطابات النخب، بينما تُدفن الحلول الجذرية تحت نقاشاتٍ لا تنتهي. حتى الاقتصادُ ليس بريئاً هو الآخر، فغياب التنويع يجعل الموازنة رهينةَ أسعار النفط، فكيف يمكن لشعبٍ لا يعتاش الا على منتجٍ واحد أن يطالب بالرفاهية؟! بعد كلِ هذا، هل فعلا بالإمكان توحيدُ الرواتب؟ هل يسمحُ الوضع المالي المترهلُ للبلد بإضافة أعباءٍ ماليةٍ اخرى عليه، أم هل ستسمح طبقات 'النخبة' بأن يتم تخفيضُ رواتبها لمساواتها مع وزاراة عموم الشعب؟ كان الله في عون من سيتبني هذا الموضوع! فإن كان جاداً فعلا، فهو كمن يحاول إصلاح مركبٍ وهو يغرق. رغم ذلك، يبقى الأملُ موجوداً، فالإصلاحُ ليسَ مستحيلا لو بدأ بخطواتٍ إقتصاديةٍ مدروسةٍ يتولى الاشرافَ عليها خبراءَ ماليين، قد تكونُ الموجةُ الأولى منَ التغيير صغيرةً وصعبة، لكنها على الاقل، ستبعدُ العراقَ مسافةً عن حافة الغرق 2025-04-17 The post موظفوا العراق.. بين راتبين!محمد النصراوي first appeared on ساحة التحرير.


كورد ستريت
١٦-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- كورد ستريت
موظفوا العراق.. بين راتبين
كوردستريت|| #اراء وقضايا بقلم محمد النصراوي تطفو على سطح الاحداث في العراق إشكاليةٌ تتكرر كل حين، تفاوتُ أجورٍ بين وزارات الدولة، تفاوتٌ يصنعه انتماء الموظف لا جهدُه، فبين من يسبح في بحر الامتيازات ومن يصارع صخور الرواتب المتدنية، تُختزلُ قصةُ دولةٍ تعيد إنتاج 'اللامساواة' بين موظفيها. الرواتبُ في العراق ليست مجرد حوافز، بل شهاداتُ ولاءٍٍ سياسية، فموظفٌ في وزارةٍ 'محظوظة' يحصدُ أضعاف ما يجنيه موظفٌ مماثلٌ في وزارةٍ 'مهمشة'، رغم تشابه المهام والتضحيات، هذه الهرميةُ لا تصنعها طبيعةُ العملِ بل خرائطُ المحاصصة، خرائطٌ اوجدت وزاراتِ 'النخبة' واخرى لعوام الشعب! حتى بات الراتبُ مكافأةً على الحظِ لا على الإنجاز، وزاراتُ 'النخبةِ' تُدارُ كإمبراطورياتٍ مغلقة، موظفيها حكرٌ على طبقاتٍ معينة، تُقايضُ الرواتبَ بالولاء. وسطَ هذا الضجيج، تتصاعد أصواتٌ شعبيةٌ وبرلمانيةٌ تدعو لتوحيدِ الرواتب وتقليل الفوارق بين الوزارات، لكنها غالباً ما تكون 'ألعاباً نارية' سرعانَ ما تختفي، فمطالباتُ النواب تظهر قبيل الانتخابات، أو مع تصاعدِ الاحتجاجات، كشعاراتٍ تستنزفُ غضب الشارع وتماشيه، ثم تختفي عند اول نقاشٍ جاد، وهكذا تتحول القضيةُ العادلةُ إلى موجةٍ سياسيةٍ تزينُ خطابات النخب، بينما تُدفن الحلول الجذرية تحت نقاشاتٍ لا تنتهي. حتى الاقتصادُ ليس بريئاً هو الآخر، فغياب التنويع يجعل الموازنة رهينةَ أسعار النفط، فكيف يمكن لشعبٍ لا يعتاش الا على منتجٍ واحد أن يطالب بالرفاهية؟! بعد كلِ هذا، هل فعلا بالإمكان توحيدُ الرواتب؟ هل يسمحُ الوضع المالي المترهلُ للبلد بإضافة أعباءٍ ماليةٍ اخرى عليه، أم هل ستسمح طبقات 'النخبة' بأن يتم تخفيضُ رواتبها لمساواتها مع وزاراة عموم الشعب؟ كان الله في عون من سيتبني هذا الموضوع! فإن كان جاداً فعلا، فهو كمن يحاول إصلاح مركبٍ وهو يغرق. رغم ذلك، يبقى الأملُ موجوداً، فالإصلاحُ ليسَ مستحيلا لو بدأ بخطواتٍ إقتصاديةٍ مدروسةٍ يتولى الاشرافَ عليها خبراءَ ماليين، قد تكونُ الموجةُ الأولى منَ التغيير صغيرةً وصعبة، لكنها على الاقل، ستبعدُ العراقَ مسافةً عن حافة الغرق. مرتبط