logo
#

أحدث الأخبار مع #محمدبرادة

قضايا الأدب والترجمة والتعددية الثقافية تشغل معرض الرباط
قضايا الأدب والترجمة والتعددية الثقافية تشغل معرض الرباط

Independent عربية

time٢٨-٠٤-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • Independent عربية

قضايا الأدب والترجمة والتعددية الثقافية تشغل معرض الرباط

توزعت ندوات الدورة الـ30 على مجالات مختلفة، من الأدب والفن إلى البحث العلمي والقانون والشأن العام. وتم التركيز في أولى الندوات على الثقافة الحسانية وفنون الصحراء والتعبير الفني الأمازيغي والتعددية اللغوية في المغرب والنسوية والاحتفاء بمغاربة العالم. وتم تقديم النسخة الفرنسية لأنطولوجيا الشعر في غزة. ومن بين أبرز تيمات فعاليات معرض الرباط لهذه السنة: القصة والحرب، وتوطين النقد الثقافي في المغرب، والترجمة الأدبية وصورة المغرب عبر العالم، والمشهد الموسيقي الشبابي الجديد، وقصيدة النثر وأدب اليوميات، والتصوف والكتابة الشعرية، وفن العمارة، والبحث العلمي، والإبداع الفلسطيني في مواجهة سياسة المحو، والذكاء الاصطناعي، وثقافة الرحل، والعنف الرقمي، وجمالية الجداريات، والرواية العربية والمجتمع المدني، وغيرها من المواضيع. تم تكريم أسماء أساسية في الثقافة المغربية مثل الناقد محمد برادة والشاعرين عبدالكريم الطبال ومحمد بنطلحة والروائية ليلى أبو زيد والباحث عمر أمرير والروائي مبارك ربيع والباحثة سمية نعمان جسوس. كما تم تخصيص لحظات استعادة لأسماء ثقافية راحلة مثل الروائي إدريس الشرايبي والناقد عبدالكبير الخطيبي والشاعر محمد عنيبة الحمري وعالمة الاجتماع فاطمة المرنيسي والشاعرين عبدالسلام مصباح ومحمد السكتاوي. جمهور معرض الكتاب في الرباط (خدمة المعرض) لكن اللافت هو استمرار الحضور الفرنكوفوني في برنامج معرض الكتاب على نحو يجعل المتتبع يتساءل بخصوص الهوية الثقافية، وهل فعلاً الثقافة الفرنكوفونية ضاربة في المجتمع المغربي إلى درجة أن نخصص لها 134 نشاطاً ضمن البرنامج الرسمي للمعرض، فضلاً عن الأنشطة الجانبية التي تنظمها دور النشر والجمعيات الثقافية المشاركة. وقد عرفت مواقع التواصل الاجتماعي تفاعلات مختلفة مع معرض الرباط انصبت غالبيتها في خانة النقد. لذلك توجهنا في "اندبندنت عربية" إلى نخبة من مثقفي المغرب من أجل الاقتراب أكثر من الجوانب التي انصب عليها النقد والاحتجاج. غياب التجديد يثمن الشاعر والناقد صلاح بوسريف فكرة المعارض بأنها "أتاحت وصول الكتب إلى البلاد العربية، وغير العربية، في ظل أزمة التوزيع، وانحسار النشر في جغرافيات ضيقة ومحدودة"، لكنه يستطرد "هذه الفكرة العظيمة، تقتضي التنظيم والبرمجة العظيمين، أو السديدين بالأحرى. فحين تتحول المعارض إلى نوع من تبادل الكتاب، والشعراء، والمحاضرين، هم نفس الأشخاص من ينتقلون من معرض إلى آخر، فماذا تستفيد هذه المعارض من فائدة، من شخص، يقول الكلام نفسه أينما حل وارتحل، وهل هؤلاء فقط هم من يمثلون الثقافة العربية، فهل هم الكتاب والمبدعون، وهل هم الغزارة والتنوع والاختلاف الموجود في الشعر، وفي الرواية، وفي القصة، وفي الفن، وفي الفكر، وغيرها من حقول الكتابة والإبداع، ثم أين الخلف، من هم آتون من المستقبل إلينا، هل ننتظر أن يشيخوا ويذبلوا، لننادي عليهم، ليتكلموا، أو يغلب السعال على كلامهم، بعدما يكونوا الزمن عبث بفكرهم وظنهم؟". يواصل صاحب "المثقف المغربي بين رهان المعرفة ورهانات السلطة" أسئلته، "هل ثمة إعداد خلال السنة كاملة لبرامج، أو أوراش القراءة، ووضع التلاميذ والطلاب في سياقها، من خلال الصحافة والإعلام، والمقررات الدراسية، وما يكون حفزاً على اقتناء الكتب، وعلى المعرفة بقراءتها، ومن خلال المعرفة بهندسة الكتاب، وبمعماره، من أين نبدأ، وأين ننتهي، كيف نقرأ، وماذا نقرأ، هل اللغة، أم الفكرة، ما الفرق بين الباب والفصل، وما دور العناوين، والهوامش والإحالات، وما أهميتها، والإشارات الموازية، في الغلاف، وعلى ظهر الغلاف، والفهرس، وفي صفحة المعلومات، الناشر والكاتب، وسنة النشر، والطبعة، وهذه أمور، المدرسة هي التي تقوم بها، هي والجامعة، فيما يعرف بعلم المكتبات. وفي المعارض، أين تختفي مثل هذه الأوراش، التي تكون حافزاً من حوافز القراءة، والمعرفة بأسرارها، وتقنياتها، لا أن نقرأ، كما لو أننا نلتهم عشباً لا نميز فيه بين المفيد والضار، مثل بهائم تسرح في الخلاء؟". بالنسبة إلى صلاح بوسريف فالمعرض الدولي للكتاب، "الذي تمت قرصنته، من مدينة الدار البيضاء، لم يستقر بعد على هوية ثقافية واضحة الملامح والمعالم، فهو نشاط سنوي، ليس له بعده، ولا قبله، وما يقام من معارض جهوية، لا تصب في هذا المعرض، وكأن هذه المعارض، لا علاقة لها بوزارة الشباب والثقافة، ناهيك بالبرنامج الثقافي الذي هو نفسه، بنفس الأشخاص، وبالتكريمات نفسها كل سنة، وكذلك اللجنة العلمية التي هي أبدية، وبمشاركات عديدة الأشخاص نفسهم، خصوصاً من اللجنة العلمية، وهذه مفارقة عجيبة، ومثيرة للامتعاض، مما يحرم غيرهم من المشاركة، وما يجعل النقد، والاحتجاج، أو التذمر كبيراً، ولا حياة لمن تنادي كما يقال". في تصوري، يضيف بوسريف، "السياق الثقافي الذي يعكس خريطة الوضع الثقافي في المغرب، في علاقته بالعالم العربي، وبالثقافة الكونية، غير موجود، ولم يتوفر بعد، ولن يتوفر، ما لم يكن هناك تغيير جذري، في من يديرون هذا المعرض، ومن يضعون برنامجه، والأفق الثقافي للمعرض نفسه، لا أن يكون المعرض سوقاً نحصي كم باع من كتب، وكم عدد من تجولوا فيه، وهذا، في تصوري، يحتاج إلى ندوة لتقييم ما مضى من سنوات، ما كان، وما لم يكن، وما ينبغي أن نذهب إليه، حتى لا نكون مثل من لا ظهراً أبقى ولا أرضاً قطع". تدبير تجاري يرى الشاعر والناشط الثقافي إدريس علوش أن قرار نقل معرض الكتاب من الدار البيضاء إلى الرباط هو قرار مجحف، بحيث تم "زرع المعرض في تربة مغايرة وغير منسجمة عن طبيعته كما كان الشأن في مدينة الدار البيضاء ومنذ تأسيسه في الدورة الأولى إسوة بالتجارب العربية والعالمية التي تحتفي بالكتاب والكتاب صناعة وفناً وإبداعاً وترويجاً وتسويقاً وتربية على ثقافة الكتاب وشؤونه". يضيف ناشر مجلة "مرافئ"، "وفق تصوري ورؤيتي للدورات الثلاث الأخيرة لمعرض الرباط الدولي للكتاب والنشر، الذي تم نقله إلى العاصمة الإدارية للمملكة أخيراً، لقد تمت هذه العملية دون استشارة الشركاء من فعاليات ثقافية، وفعاليات المجتمع المدني، ومنتخبي الجماعات الترابية في مدينة الدار البيضاء الكبرى، وكتاب، وفنانين، ودور نشر، وصحافة ثقافية. أخذت هذه التجربة التي تقام في مدينة الرباط – وهي مدينة الأنوار كما هو متعارف على تسميتها وطبيعة تنويرها تختلف في التصور والفكر والسؤال - مسارا آخر مختلفاً ليس فيه من الحس الثقافي والإبداعي والحضاري والإنساني إلا النزر القليل". يعلل صاحب "الطفل البحري" و"دفتر الموتى" انتقاده على النحو التالي، "إن المعرض أصبح يعتمد أساساً في تدبيره على التسيير المفوض لـ"شركات" كل رهانها على الربح السريع ليس إلا. أما العنصر البشري لأطر وموظفي وزارة الثقافة على قلتهم فهو نسبي، وأحياناً سطحي. وهذا يعني التغييب الممنهج للكفاءات من شغيلة هذا القطاع، وإلا ما معنى وجود مديرية خاصة بالكتاب تابعة لوزارة الثقافة؟". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) يواصل علوش، "وللنقص الحاصل في أطر الوزارة يتم الاستعانة بـ"كتاب" يعتقدون أنهم بحكم تنميطهم في اللجن العلمية التي تبرمج "كتالوغ" المعرض، أصبحوا أطراً ترقى إلى مستوى "التكنوقراط" في مجال التدبير الثقافي والفني، وهذا سر تفرغهم لهذه المهام. هذا الوهم الذي يأسر هؤلاء بحكم "الدوغمائية" أضحى يشكل خطراً على الثقافة والإبداع المغربيين، وتفكيك هذه البنية أضحى من واجب المثقف النقدي لأن استمرار هذه الحال، وهذا الوضع وهؤلاء وكل بصفته النفعية، ينذر بخيبات كبيرة قد تمس الشأن الثقافي في البلاد، لا قدَّر الله. هيمنة فرنكوفونية يرى الشاعر والمترجم نجيب مبارك أن "برمجة المعرض هذا العام تؤكد استمرار الخلل البنيوي الذي يطبع المشهد الثقافي الوطني، إذ تهيمن على الفعاليات رؤية فرنكوفونية مغلقة، على رغم أن ممثلي هذا التيار شاركوا قبل أيام فقط في معرض باريس للكتاب، الذي كان المغرب فيه ضيف شرف. يلي ذلك ما يمكن تسميته ـ"مغرب ثقافي غير نافع"، يلتئم فيه من يكتبون بالعربية، وتغيب عنه الجدية والتجديد، بينما يقصى الكتاب القادمون من الأقاليم، ويختزل حضورهم في الهامش، وكأنهم يكتبون من كواكب بعيدة من محور الرباط – الدار البيضاء الذي ما زال يحتكر الكلمة والمنصة". يعاني المعرض حسب نجيب مبارك أيضاً من "غياب رؤية واضحة لتوزيع الفعاليات، وتهميش واضح للناشرين الصغار، وسط شللية فكرية تتحكم في انتقاء الضيوف وبرمجة الندوات، مما أدى إلى تغييب الأصوات الجديدة والمختلفة. الطابع الأكاديمي الجامد الذي طغى على غالب الجلسات زاد من اتساع الهوة بين المعرض وزواره، إذ قدم الكتاب هذه السنة في إطار نخبوي مغلق لا يلامس أسئلة الجمهور، ولا يستثير فضول القارئ أو شغفه". وعلى رغم كل ذلك، سجلت بعض اللحظات المضيئة، وفق صاحب "همس الأسلاف" و"الرسالة المسروقة"، وعلى رأسها "تكريم الممثل الكبير يحيى الفخراني خلال اليوم العربي للشعر، بما يحمله من رمزية فنية عميقة وجمالية إنسانية تستحق الاحتفاء. غير أن هذه اللفتة، على أهميتها، لم تكن كافية لتغطية رتابة الكتب المعروضة، وغياب أي تجديد يذكر في العناوين أو الموضوعات أو دور النشر". يتوقف مترجم "الكلاب الرومانسية" لبولانيو عند الأسعار المرتفعة للكتب، والتي "شكلت بدورها عائقاً حقيقياً أمام القارئ، فغابت العروض التحفيزية، وبدا أن "الفرجة" على الكتب أسهل من اقتنائها، في مشهد يعكس أزمة أعمق في العلاقة بين الثقافة ومجتمعها".

عندما يكون مفعول الامضاء اسرع من مفعول ذوبان مصاصة في الفم
عندما يكون مفعول الامضاء اسرع من مفعول ذوبان مصاصة في الفم

الرباط

time١٥-٠٣-٢٠٢٥

  • سياسة
  • الرباط

عندما يكون مفعول الامضاء اسرع من مفعول ذوبان مصاصة في الفم

بقلم /شبيهنا ماءالعينين كما كان مجيئه مفاجئا على رأس وزارة التربية والتعليم في نسخة الحكومة الثانية بالنظر الى ان لامسار وظيفي له بقطاعات حكومية تدبيرية تشفع له…فهو المعرف اصلا بباطرون 'المصاصة' او حلوى الأطفال . عمد السيد محمد برادة الى اتخاذ قرار اكثر إثارة وصخبا. فلم يسبق لمسؤول حكومي أن اعفى بشكل جماعي مسؤولين بخلفية تقييم لأدائهم بحسب بيان اصدرته وزارته لاحقا ولنا عودة له بالتفصيل.. هكذا استفاق المغاربة مطلع هذا الأسبوع على زلزال ضرب منظومة التربية والتعليم في العمق بل أسس لنهج جديد في وزارة عرفت بتعدد المناهج الفاشلة ضمن حكومة تدعوك للتفتيش عن اوجه نجاحاتها ضمن مسرح فشلها الناطق…الراقص … داب المغاربة على استقبال تعيين عمال الأقاليم ووالتهم بشكل جماعي ولم يألفوا اعفاءهم بذات الشكل… تنقيلات وترقيات واعفاءات ضئيلة جدا عند كل تغيير على رأس عمالات الاقاليم. من طرف جلالة الملك وقبله والده المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه. لنعود الى الاعفاءات بالجملة لنحاول فهمها وفهمها يتطلب الإجابة عن ما أثير من أسئلة حولها… بلاغ وزارة التربية والتعليم برر الاعفاءات لمدراء اقليميين باختلالات شابت ادائهم في تنزيل ورش اصلاح منظومة التربية والتكوين. صنف هذه الاختلالات في خانة ثلاثة ألوان حمراء ( اداء ضعيف) وصفراء اداء (متوسط ) وخضراء. (اداء جيد ). ألوان كالوان (الحلوى المصاصة ) عصفت بستة عشرة مديرا اقليما وفتح باب التباري في وجه 27 مديرية. إحدى عشرة منها اعتبرت شاغرة. هكذا استطاع وزير التربية والتعليم تقييم أداء مسؤوليه الاقليميين في اقل من مئة يوم…وهكذا بصم بصمته وكأنه بصدد اعادة هيكلة أطر وعمال شركة من شركاته … بصمة خشنة خلفت ردود افعال متباينة وساخرة احيانا كثيرة لدى الرأي العام بالمغرب… ولعل بعض من ردود الافعال افرغت بلاغ الوزارة من عنوان التقييم وفتحته على خلفيات غير مسؤولة… رد فعل مدير اقليم اخريبكة المقال الاستاذ. محمد أجود صنفت مديريته ضمن اللون الأخضر ولم تزره اي تفتيشية لتقييم عمله على حد تدوينته على حائطه الفيسبوكي التي اختتمها بمطالبة الوزارة بالبحث عن مبرر آخر…!! وان تجاوزنا تدوينة السيد محمد أجود الإطار التربوي البارز والذي لايعلم الكثيرون انه سهر بمعية أطر أخرى على تكوين الأطر التعليمية والإدارية الموكول لها انجاح ورش اصلاح منظومة التربية والتكوين. فكيف له ان يفشل وهو مكون مبرز..؟؟؟ اقول ان تجاوزنا تدوينته فكيف سنتقبل تصنيف مديري اقليم آسا الزاك وكليميم في الخانة الصفراء ذات الأداء المتوسط. ويتم إعفاء المدير الاقليمي لكليميم لتعوضه زميلته القادمة من آسا؟؟ علما ان زيارة الوزير لاقليم كليميم والتي شهدت زيارة بعض من مؤسسات الريادة بكليميم اثارت اعجاب واشادة السيد الوزير وهو ما أقر به في حينه…إذن ما الذي تغير بين الأمس واليوم..؟؟ وما مبررات الابقاء على مسؤول والاستغناء عن اخر وهما في نفس الخانة؟؟؟ نعلم جميعا أن المدراء الإقليميين هم ممثلوا الوزير وان مدراء الاكاديميات هم مسؤولون ساميون يسهرون على تطوير البحث العلمي وانفتاح المنظومة التعليمية على محيطها المجالي والثقافي… الا ان الواقع على الارض غير ذلك تماما والحال هذه كان الأجدر ان يتحملوا فشل اونجاح تزيل ورش اصلاح منظومة التربية والتكوين. باعتبارهم واقعيا ضمن تفاصيله كما هم ضمن تفاصيل اخرى حتى وان لم تحدث الاكاديمات من اجلها…The post عندما يكون مفعول الامضاء اسرع من مفعول ذوبان مصاصة في الفم appeared first on الرباط نيوز.

الرواية المصرية الجديدة (2 ـ 3)
الرواية المصرية الجديدة (2 ـ 3)

اليوم السابع

time١٨-٠٢-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • اليوم السابع

الرواية المصرية الجديدة (2 ـ 3)

وفى الوقت الذى كان فيه الكتاب المصريون مشغولون بتوطين الفن الروائى على النسق التقليدى فى مصر، كان الغرب قد اجتاحته رياح تغيير عصفت بهذا النسق بعد أن وُلد ما يسمى بالرواية الأمريكية الجديدة (1920ـ 1930)، ويعترف د. محمد برادة في كتابه: الرواية العربية ورهان التجديد، بأن تحديد المقصود من مصطلح الرواية الجديدة "ليس سهلا"، "لأن عناصر التجدد والإبداع لا تخضع لعامل التعاقب الزمنى... كما يصعب تجديد الجدة من حيث التنسيب والإطلاق، ومن حيث المقاييس المحلية والمقاييس الكونية"، لكنه لم يتخلَ عن المحاولة، فاقترب منها بتحديده لها كرواية قائمة على توصيف وتوظيف عناصر شكلية ودلالية استخدمت قبلا ولكن ليس بطريقتها البارزة وسياقها المختلف، هذه الطريقة البارزة وهذا السياق المختلف يكسبان نفس هذه العناصر دلالة وتحققا مختلفين، تبدو معهما جديدة، فبعد نكسة عام 1967 انشقت الرواية العربية عن الخطاب السائد واللغة المتخشبة والأيديولوجيا المضللة للوعى، فاعتنت بالتجدد والتجديد والتجريب، فتشظى الشكل وجاءت الكتابة فى "صوغها الأدنى" بلغة مقتصدة تتجنب الإسهاب فى الوصف، وتستخدم التلميح والصمت، كما تهجنت اللغة باللهجات المحلية ولغة التراث والشعر والاستبطان إلى جانب الوصف والسرد، وانتقدت المحرمات (الجنس والدين والسياسة)، وتذويت الكتابة، بمعنى "ربط النص بالحياة والتجربة الشخصيتين". هذه النظرة ليست بعيدة عما قرره عبد الملك مرتاض في كتابه "فى نظرية الرواية"، فهو يرى أن الرواية الجديدة مثلت نقلة تنظيرية للفن الروائى، فقد ألغت التراتب الزمنى للسرد، وغيّرت من طرائق تقديم المكان، وأعفت العمل من القيود البلاغية المملة، كما رفضت اللغة المباشرة أو السهلة، مستقدمة لغة أخرى لا تمنح مدلولاتها بسهولة، وعاف الروائى الجديد اقتصار العمل على ضمير واحد خاصة إذا كان الضمير الثالث (الرؤية من الخلف)، وسخر من محاولة إيهام القارئ بواقعية المحتوى الذى بين يديه، ووجود الشخصية المحكى عنها. وقد كشفت الرواية الجديدة عن التقنيّات السينمائية الحديثة، الأمر الذى مكّن السرد من تلمس صورة أكثر حيادية وموضوعية، ولو شكليًا على الأقل. وكان الفضل فى ذلك يعود لهؤلاء الروائيين الذين أُطلق عليهم اسم "الجيل الضائع" ومنهم: جون دوس باسوس، وجيرترد ستاين، وأرنست هيمينجواى)، وغيرهم، وإذن فقد كانت الرواية الجديدة ثورة على التقاليد الفنية الكلاسيكية المتبعة. مرتاض أشار أيضا إلى أن إرهاصات هذا التجديد قد ظهرت قبلا على أيدى أمثال: أندرى جيد (1869ـ 1951)، والذى تأبّى أن يكون للشخصية جذور (تاريخ، ونسب، وملابس وملامح خاصة)، لرفضه اعتمادها عمودًا فقريًا للعمل، وأيدته على ذلك فيرجينيا وولف (1882ـ 1942)، وفرانز كافاكا (1882ـ 1924)، وقد طبق الأخير هذا الاتجاه بشكل مفرط، حرم معه الشخصية من كل شىء حتى التسمية، فأعطاها بدلا منه حرفًا أو رقمًا، كما أدخل للرواية تقنية المناجاة، ليتبعه جيمس جويس (1882ـ 1941)، بتقنية تيار الوعى، فمارسيل بروست (1871ـ 1922)، الذى حوّل الرواية عن نظرية المحاكاة الشهيرة التى تجعل العمل السردى صورة فنية للحياة، وبالتالى أصبح موروث "بالزاك" فى مثل "الأب جوريو" و"فولبير" فى مثل "مدام بوفارى"، و"فيودور دستفسكى" فى مثل "الإخوة كارامازوف"، وبالمثل أعمال "نجيب محفوظ"، أعمالا تجاوزها الزمن(13). كلام مرتاض أكثر تحديدا لكنه أيضا أكثر تطرفا بإنكاره استخدام تقنيات "الجدة" في الرواية الكلاسيكية، ومن ثمّ فمحمد براده أقرب إلى الموضوعية العلمية، باعترافه أن العناصر الشكلية والدلالية التى ميزت الرواية الجديدة استُخدمت قبلا ولكن ليس بطريقتها وسياقها، فنجيب محفوظ استخدم تيار الوعى، والتنقلات الزمنية استرجاعا واستباقا والإيقاع السردى بتقنياته المختلفة من ثغرة ووقفة وتلخيص ومشهد.. إلخ

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store