أحدث الأخبار مع #محمدبنسالمالبطاشي


جريدة الرؤية
١٠-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- جريدة الرؤية
مسقط صمام الأمان
محمد بن سالم البطاشي إن تاريخ الوساطات الإقليمية والدولية لعُمان يمثل سجلا طويلا وحافلا بالنشاط والنجاح متميزا بروح الحياد والاعتدال؛ حيث اعتمدت بلادنا الحبيبة ومنذ القدم سياسة خارجية قائمة على مبدأ التسامح، ومن خلال انخراط عُمان في حل النزاعات الدولية والإقليمية -التي لا يتسع المقام لذكرها نظرًا لكثرتها. فقد تراكم لسلطنة عُمان رصيد ضخم من التبجيل والإجلال والإعجاب والاحترام، ذلك أن المواقف المتوازنة والنوايا الصافية والوقوف على مسافة واحدة من كافة الفرقاء، والقدرة على تقريب وجهات النظر وتقديم حلولا وسطى ترضي الجميع، وكذلك الرغبة المخلصة في تحقيق الأمن والسلم في العالم هي بعض الصفات والمميزات التي تتمتع بها السياسة الخارجية لسلطنة عُمان وقيادتها الحكيمة وهي التي تدفع الأطراف المتخاصمة لاختيار مسقط وسيطًا ومقرًا للحوار والتشاور سعيا لإيجاد مساحة للتعقل والتفكر واستبدال تشنج المواقف بهدوء الدبلوماسية المتسم بالحكمة بعيدا عن مزالق التهور والتصعيد الغير محسوب بما يخلفه من عواقب وخيمة على الجميع. ولربما سأل سائل عن سبب إصرار الأطراف المتنازعة على اختيار سلطنة عُمان في كل مرة لتكون وسيطا ومقرا لحل الخلافات الكبرى التي تهدد الأمن والسلم العالميين، والرد على هذا يكمن في عدة عوامل تاريخية وجغرافية وسياسية واقتصادية واجتماعية تتمتع بها سلطنة عُمان. فعلى المستوى التاريخي، فإن سجل عُمان حافل بالوساطات الناجحة بالإضافة إلى أنها لم يسجل عليها أي اعتداء على أي دولة من جيرانها أو غيرهم، وكانت رسالتها دائما رسالة سلام وانفتاح وتفاهم على قاعدة الكل يكسب، فكانت عُمان تاريخيا تتاجر مع الجميع وتنشر رسالة الإسلام السمحة بالتي هي أحسن بعيدا عن التكلف والغلو أو التعصب والتطرف، متخذة من المعاملة الحسنة والأخلاق العالية والوفاء والصدق في التعامل وسائل عملية لنشر الفكر السمح مما أكسبها محبة الجميع وتقديرهم وإجلالهم، فكانت كلمة عُمان مسموعة ومفهومة وأصبح الكل مقتنع بأن مواقفها لا تصدر عن الهوى بل هي مواقف مبنية على رؤية ثاقبة بعيدة المدى تقدر العواقب وتتحسب للنتائج. أما على المستوى الجغرافي، فإن موقع عُمان يتميز بانفتاحه على كافة طرق المواصلات والتجارة العالمية فهو ميناء الجميع وجنة التجار والمستثمرين، وهي بذلك بوابة العالم العربي الشرقية، حيث خطوط التجارة سالكة وعامرة بين الشرق والغرب تجري على بحارها ومن خلال مضيقها أهم شرايين الاقتصاد العالمي. أما العوامل السياسية التي جعلت سلطنة عُمان محط أنظار العالم عندما تضيق به الدنيا، فإن مرد ذلك إلى صدق المواقف ووضوحها وثبات المبادئ وسموها وعدم التدخل في سياسات الدول واختيارات شعوبها، والنأي عن المشاركة في أي جهد حربي أو تحرك عسكري أو اقتصادي يستهدف الغير سواء كان جارا قريبا أو بعيدا، وهو نهج تميزت به سلطنة عُمان وهي في أوج قوتها على امتداد إمبراطورتيها المترامية، وحضارتها وتاريخها الضارب في أعماق التاريخ وحتى يومنا هذا، مما جعل الأطراف المتصارعة تنشد الوساطة العُمانية وتقبل بالأفكار التي تطرحها عُمان عبر هذه الوساطة؛ بل وترحب بها. ونأتي إلى العوامل الاقتصادية التي ترشح عُمان لدور الوسيط الناجح، حيث تمتلك ثروات متعددة نفطية وغازية وسياحية ومعدنية وسمكية وزراعية وسواحل ممتدة وبحار مفتوحة ومساحة شاسعة وموقع جغرافي متميز عند التقاء خطوط التجارة الدولية، واستقرار سياسي وقوانين حديثة جاذبة للاستثمار، وطاقة مستمرة ومستقرة، فغدت عُمان محطة لكل المستثمرين من مختلف الدول بما في ذلك الدول المتصارعة، التي رأت استثماراتها تزدهر في بلدنا الحبيب، فنالت بذلك رضاء الجميع الذي عادة لا يدرك إلا فيما ندر. وإن عرَّجنا إلى المستوى الاجتماعي فحدِّث ولا حرج؛ حيث الأخلاق العالية والبساطة والطيبة والسماحة والكرم الذي يُكلل الشخصية العُمانية، إضافة إلى التجانس بين كافة مكونات وطبقات الشعب العُماني، وذاك التلاحم والتكاتف المنقطع النظير بين مكونات هذا الشعب الرائع المضياف القادر على تطويع الثقافات المختلفة وإكسابها النكهة العُمانية الأصيلة. إن انعقاد الجولة الرابعة في أرض عُمان لهو نجاح كبير للسياسة الخارجية العُمانية التي يتولى قيادتها بكل اقتدار حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- ويتولى تنفيذها الوزير المُحنَّك معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي؛ حيث تأتي هذه الجولة تتويجًا لثلاث جولات سابقة، أعرب الطرفان خلالهما عن رضائهما وتقديرهما الكبير لدور الوسيط العُماني وحكمته ونزاهته النابعة من التزام سلطنة عُمان وسعيها الدؤوب لإحلال السلم والأمن والاستقرار العالمي. إن عوامل نجاح الجولة الرابعة من محادثات مسقط بين الولايات المتحدة وإيران يعود إلى دور الوسيط العُماني وسجل عُمان الطويل الحافل بالممارسة والنجاح وباقي العوامل التي ذكرناها آنفا، إضافة إلى العوامل الإيجابية التي تدفع البلدين الخصمين إلى طريق الدبلوماسية والحوار كسبيل أمثل لحل المشكلات العالقة بينهما، ومنها على سبيل المثال لا الحصر: 1- الظروف الدولية والإقليمية: تدفع التحولات في المنطقة كلا الجانبين نحو البحث عن مخارج هادئة لحل المشاكل بينهما بدلا من التصعيد، حيث تتصاعد الحاجة إلى إيجاد نوع من الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وتقليل التوترات في الخليج العربي باعتبار المنطقة تلعب دورا حاسما في إمدادات الطاقة العالمية وسوقا رئيسا للعديد من الدول، وتستضيف على أرضها العديد من القواعد الأمريكية وغيرها من الدول، ومن نافلة القول أن أي توتر أو تصعيد في هذه المنطقة الحساسة ستكون له عواقب وخيمة على العالم أجمع خصوصا مع استمرار العدوان الصهيوني على غزة وتواصل الحرب الروسية الأوكرانية. 2- دعم المجتمع الدولي للمفاوضات: يرغب المجتمع الدولي عامة والدول الأوروبية خاصة في استمرار المفاوضات مما أعطى المفاوضات غطاء دبلوماسيا واسعا وشجع الطرفين على الانخراط في حوار متوازن. 3- الإعداد الجيد للمواضيع المطروحة: حيث تم خلال الجولات السابقة طرح مواضيع الحوار بشكل جيد ومدروس وتم التركيز على القضايا الكبرى، مثل الحد من الأنشطة النووية الإيرانية، وتخفيف العقوبات الاقتصادية على إيران والاهتمام بالاستقرار الإقليمي؛ حيث مثل هذا الترتيب للمواضيع الملحة في إشاعة جو من الثقة المتبادلة مما ساعد على معالجة هذه النقاط الحساسة. 4- التدرج في طرح المواضيع محل البحث: ساهم هذا النموذج في تسهيل التقدم التدريجي والتوافق المرحلي على تقليل التوترات بين البلدين، الأمر الذي ساعد على الحد من المخاوف جراء اتخاذ خطوات مفاجئة من كلا الطرفين، الأمر الذي أدى إلى إيجاد شعورا بالثقة المتبادلة. 5- الاستفادة من التجارب السابقة: حيث إن سلطنة عُمان كانت قد شاركت في محادثات سرية بين إيران والقوى العالمية (مجموعة 5+1) في عام 2015 فيما يعرف بخطة العمل الشاملة المشتركة، وكذلك وساطات كثيرة سابقة، مما مكن الوسيط العُماني من بناء خبرة استراتيجية في مثل هذه الملفات الحساسة. ختامًا.. إنَّ الجولة الرابعة من محادثات مسقط تتضافر لها عوامل النجاح بتوفيق من الله ثم بسبب الدبلوماسية العُمانية الهادئة والمصداقية التي تتمتع بها، ورغبة الأطراف الجادة في إيجاد الحلول، وثقة الأطراف في سلطنة عُمان ودورها الفاعل كوسيط محايد ومساهمتها الفاعلة في تعزيز الثقة والحوار بين أمريكا وإيران.


جريدة الرؤية
٢٣-٠٤-٢٠٢٥
- علوم
- جريدة الرؤية
تكريم المهندس محمد البطاشي ضمن اجتماعات منظمة "إيدسمو" في المغرب
مراكش- خاص احتفت المنظمة العربية للتنمية الصناعية والتقييس والتعدين "إيدسمو" بالمهندس محمد بن سالم البطاشي عضو اللجنة الاستشارية سابقًا في وزارة الطاقة والمعادن بسلطنة عُمان؛ وذلك تقديرًا على جهوده القيمة ومساعيه المُقدَّرة في دعم التعدين العربي؛ حيث قدم سعادة المهندس عادل صقر الصقر المدير العام لمنظمة "إيدسمو" درعًا تكريميًا وشهادة تقديرية. جاء ذلك على هامش أعمال الاجتماع الحادي والثلاثين للجنة الاستشارية لقطاع الثروة المعدنية، الذي تعقده منظمة "إيدسمو" بالتعاون مع وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة بالمملكة المغربية، في مدينة مراكش، ويستمر حتى غدٍ الخميس. وتشارك في فعاليات هذا الاجتماع 15 دولة عربية تُمثِّل عددًا من الوزارات والمؤسسات من الدول الآتية: سلطنة عُمان، والمملكة الأردنية الهاشمية، ودولة الاماردات العربية المتحدة، ومملكة البحرين، والجمهورية التونسية، والمملكة العربية السعودية، وجمهورية السودان، وجمهورية العراق، ودولة قطر، ودولة الكويت، ودولة ليبيا، وجمهورية مصر العربية، والمملكة المغربية (مُستضيف الاجتماع)، والجمهورية الإسلامية الموريتانية، والجمهورية اليمنية. إضافة إلى مشاركة 6 جهات مراقِبة؛ وهي: مؤسسة الفجيرة للموارد الطبيعية، وشركة قطر للتعدين، والمجمع الشريف للفوسفات، والمكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن، وجامعة الصناعات التعدينية، ومجموعة مناجم. وافتتح الاجتماع سعادة المهندس عادل صقر الصقر المدير العام لمنظمة "إيدسمو"، برفع أسمى آيات الامتنان والعرفان لجلالة الملك محمد السادس، ملك المملكة المغربية، على الدعم المستمر والرعاية السامية التي يوليها جلالته وحكومته الرشيدة للعمل العربي المشترك ومؤسساته، ومن ضمنها المنظمة العربية للتنمية الصناعية والتقييس والتعدين. وأعرب الصقر عن شكره وامتنانه إلى معالي ليلى بنعلي وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة بالمملكة المغربية، على جهودها الكبيرة والمقدرة في دعم أنشطة المنظمة والتعاون معها في استضافة هذا الاجتماع وتنظيم الزيارات الميدانية المصاحبة له، كما أعرب عن خالص تقديره لسعادة المهندس أحمد بوزيد- المدير العام لتنمية الانتاج الطاقي والمعدني، على رئاسته لهذا الاجتماع، متمنياً لسعادته كل التوفيق والسداد في مهامه كما توجه سعادته بالشكر والتقدير لاعضاء اللجنة الاستشارية وللمشاركين أول مرة في هذا الاجتماع، مؤكدًا على التزامنا المشترك نحو تعزيز التعاون في قطاع الثروة المعدنية وتطوير افاقه. وأكد الصقر استمرار جهود المنظمة في دعم قطاع التعدين العربي، بما يتماشى مع التوجهات الإقليمية والعالمية؛ حيث تم تنفيذ العديد من الأنشطة والمشاريع الفنية الهامة خلال الفترة ما بين الاجتماعين، إضافة إلى بناء شراكات استراتيجية مع الجهات والمنظمات الإقليمية ذات الصلة، كما تم تطوير "المنصة العربية لمعادن المستقبل APFM" لمواصلة التعريف بالثروات المعدنية العربية وفرص استثمارها لتعزيز مساهمتها في تحقيق تنمية اقتصادية شاملة ومستدامة. وناقش الاجتماع عددًا من البنود المدرجة في جدول الأعمال، من ضمنها عرض الوثيقة الأولية لـ"خارطة الطريق الاسترشادية لمعادن الانتقال الطاقي بالمنطقة العربية"، ومشروع "المكتبة الرقمية للدراسات التعدينية العربية"، إلى جانب عرضٍ حول تجربة دولة الامارات العربية المتحدة الرائدة في مجال إنتاج الطاقة المتجددة، إضافة إلى عرض تطور "المنصة العربية لمعادن المستقبل APFM"، والتي تُعد أول منصة معلوماتية وتفاعلية رسمية للمعادن وفرص استثمارها في المنطقة العربية، والتي أُنشئت بمبادرة من "الإيدسمو" وبمباركة من أصحاب المعالي الوزراء العرب المعنيين بشؤون الثروة المعدنية، في اجتماعهم التشاوري التاسع بالمملكة العربية السعودية في يناير 2024. ويُصاحب الاجتماع تنظيم زيارات ميدانية للمنشآت التعدينية لكلٍ من منجم درع الأصفر، والمُركب الصناعي لكماسة التابعين لمجموعة مناجم، ومنجم بن جرير وجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية التابعين لمجموعة المكتب الشريف للفوسفات بمدينة مراكش، وذلك للتعرف على التجربة المغربية الرائدة في مجال التعدين والصناعات المرتبطة به.