logo
#

أحدث الأخبار مع #محمدحتاملةالحلقة

العداء الغربي للإسلام والمسلمين أصله وفروعه
العداء الغربي للإسلام والمسلمين أصله وفروعه

الدستور

time٠٣-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • الدستور

العداء الغربي للإسلام والمسلمين أصله وفروعه

د. محمد حتاملةالحلقة الأولىتمهيدكانت الكنيسة خلال القرون الأولى من العصور الوسطى هي وحدها جواز العبور إلى ملكوت السماء والأرض، وذلك بهدي من تقاليد الحضارة الرومانية المسيحية. وكان التفكير الأوروبي في الجامعات والمدارس يقوم على يد الرهبان في نطاق النصوص المقدسة.وظلت النزعة العدوانية الغربية - كما يقول المؤرخ الأمريكي البروفيسور كافين رايلي - «مقبولة ثقافياً لمدة بلغت من الطول حداً لا يسمح لها بالاختفاء، ولكن نمو الحضارة الغربية خفف من... بعض الصور المتطرفة للعدوان. غير أن حضارتنا كانت أشد حرصاً على إعادة توجيه عدنانيتنا في أنواع مفيدة من النشاط الاجتماعي، فكنا - كلما سمحت لنا الظروف – نستعيض عن الحرب بالتجارة والاستكشاف والتنافس، وقد حقق التنافس الاقتصادي وتسخير الطبيعة وغزوها حاجتنا الثقافية القديمة إلى إثبات الرجولة والتفوق. ولما أصبح الغزاة تجاراً أصبحت ثقافتنا أقل نزوعاً نحو العسكرية، غير أن حياتنا الاقتصادية والاجتماعية أصبحت عدوانية وتنافسية بصورة غير عادية، كما جعلنا الحرب أمراً يستحق الاحترام بأن أضفينا عليها هدفاً أخلاقياً سامياً، وقد تصدينا للحرب بدرجة من التحضر تجعلنا في حاجة إلى تبرير عملياتنا العسكرية... إننا يجب أن نلجأ إلى مزيد من المبررات المثالية لحروبنا وأن نجد طريقة تجعلنا نطلق عليها اسم (الحرب الدفاعية).وكان الغرب - كما يؤكد رايلي - يبرر أفعاله البربرية باسم الله أو باسم الحضارة المسيحية التي أصبحت تعرف اليوم باسم (العالم الحر). وكانت الفظائع التي ترتكب ضد غير المسيحيين إنما ترتكب باسم (الرب)، وقد ظلت كذلك وتطورت في القرنين الحادي عشر والثاني عشر الميلاديين، حيث تمكنت الكنيسة من تشكيل أخلاق الناس وتوجيههم في حملات صليبية ضد الشرق الإسلامي.هيمنة البابوات والقساوسة على المجتمع الأوروبيكانت الحروب الصليبية أكبر وصمة عار في تاريخ الكنيسة الأوروبية؛ فقد تحالفت الكنيسة مع الملوك والأمراء والإقطاعيين وجيشت الجيوش، ومنحتها صكوك الغفران معلنة أن كل من يذهب لتحرير الأرض المقدسة من سيطرة المسلمين سوف يدخل الجنة من غير حساب. وهكذا حول الغرب دعوة المسيح - عليه السلام - من المحبة والسلام إلى الحرب والقتل.وكانت للكنيسة في القرون التي سبقت الحروب الصليبية سيطرة كبيرة على مجريات الأمور في أوروبا، ولم تكن هذه السيطرة فكرية ودينية فقط، بل كانت سياسية واقتصادية وعسكرية أيضاً. فقد كان بإمكان الكنيسة أن تسحب الثقة من الملوك والأمراء، فتنقلب عليهم الأوضاع، ويرفضهم الخاصة والعامة، ولذلك فإن الجميع كانوا ينظرون إلى رأي الكنيسة بقدر كبير من الرهبة والتبجيل، ويكفي للدلالة على قوة البابا في ذلك الوقت أن نذكر موقفاً للبابا غريغوري السابع Gregoire VII (1073 - 1085م) مع الإمبراطور الألماني هنري الرابع الذي كان أقوى ملوك أوروبا في زمانه، ومع ذلك فقد غضب عليه البابا في أحد المواقف، ورفض الإمبراطور الاعتذار له، فقام البابا بسحب الثقة منه، وأعلن حرمانه من الرضا الكنسي، ومن ثم حرمانه من الجنة كما زعم البابا وبدأ الناس يخرجون عن طوعه، بل كاد أن يفقد ملكه، فنصحه مقربوه بالاعتذار الفوري للبابا، وعندئذ سار من ألمانيا إلى روما حافي القدمين ليظهـر نـدمـه الشديد على إغضابه البابا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store