منذ 8 ساعات
"نغم وإرث".. مشروع سعودي يعيد النبض للموسيقى والفنون
أعاد مشروع "نغم وإرث"، النبض لهواة الموسيقى والفنون، وذلك في إطار دعم الحراك الفني والثقافي في السعودية ونشر المحتوى الإبداعي، عقب أن تمكن من الحصول على دعم مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء) بالشراكة مع الصندوق الثقافي، في الدورة الثالثة من مبادرة إثراء المحتوى العربي ضمن المسار الموسيقي.
الابتكار في الموسيقى
ومن دوافع الشغف الموسيقى والارتباط بعوالم الألحان المتجددة يجد المخرج الموسيقي لنغم وإرث محمد رباط، أن علاقته بالمجال الموسيقي تعود لنشأته في عائله مهتمة بالموسيقى وتعتبرها امتدادا للهوية، حتى أصبح لا يكتفي بسماع الألحان، بل يبحث عن الفكرة التي خلفها ويرى عبرها ثقافة تستحق أن تروى، وعلى هذا الأساس كانت انطلاقته في المجال الفني، القائم على الدمج بين العمق الموسيقي والابتكار الثقافي لصناعة تجربة سمعية، تتجاوز المتعة حتى تصل إلى مرحلة التأثير.
الإرث الشعبي
ويكشف رباط دهاليز فكرة المشروع، الذي ولد استناداً على الموروث السعودي الشعبي، الذي يعد السعودي كنزًا صوتيًا وثقافيًا، ما دفعه لإعادة تقديمه كفن حي يلامس المجتمع، فنغم وإرث لم يكن مجرد مشروع موسيقي، بل رؤية تحاكي الجذور بآلات حديثة، ساهمت بابتكار هوية صوتية سعودية تستحق أن الإنصات لها عالميًا.
ويمضي في حديثه للقول "أردنا نقل التراث من المتاحف وإعادته للناس ليستمعوا إليه ولألحانه، ويعيدوا تشكيله من خلال منحه حياة جديدة تستطيع إدهاش المستمع وتمتعه في موروثه العريق".
التغلب على التحديات
ويؤكد رباط أن التحدي في نغم وإرث يكمن في البحث عن الجديد في سوق تميل إلى التكرار، إضافة إلى البحث الموسيقي وإعادة صياغة الإرث من دون المساس بهويته، وهو الأمر الذي استطاع تجاوزه بالإصرار والعمل مع فريق يؤمن بالفكرة ويؤديها بإحساس صادق، حتى ظفر في المبادرة ضمن المسار الموسيقي.
أثر حي
وعن مشاركته في مسابقة إثراء المحتوى العربي يوضح رباط أن المشاركة جاءت من الإيمان بأن المحتوى الثقافي يعد البوابة الأهم لصناعة الوعي، وتشكيل الذائقة، وبناء صورة وطن ترتكز على الإبداع والمعرفة، مسهباً في حديثه "رأينا في (إثراء) مساحة نادرة تنصت للفكرة بعمق وتمنحها الفرصة لتتحول إلى أثر حي، فالتجربة كانت رحلة تطوير فكري وفني، أعادت صياغة تصورنا للإنتاج الإبداعي ودفعتنا لإعادة النظر في كل التفاصيل من العمل، انطلاقًا من الصوت ثم الرسالة، ومن النغمة إلى المعنى".
تحفيز الارتقاء
ولأن مسابقة إثراء المحتوى العربي تهتم بدعم المشاريع النوعية ليكون لها تأثير كبير، يرى رباط أن إثراء المحتوى لم تكن مجرد مسابقة، بل كانت محفزًا للارتقاء، ودعوة لصناعة مشروع يحمل الهوية الوطنية، ويليق بالطموحات، باعتبار أن المبادرة تتميز في عمق تأثيرها، لا سيما وأن (إثراء) لا يبحث فقط عن مشروع فني، بل عن هدف ورسالة وأثر يبنى.
ويعرف مشروع (نغم وإرث) بأنه أحد المشاريع الفائزة بالدورة الثالثة من مبادرة إثراء المحتوى العربي، حيث تقدم المبادرة منحاً تصل إلى مليون ريال سعودي في بعض المسارات، التي تجد غطاء من مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء)، بالشراكة مع الصندوق الثقافي، وتعد من أبرز مبادرات المركز التي تهتم بالمشاريع الإبداعية بهدف تطويرها وتقديمها للمجتمع بأفضل صورة.