منذ 20 ساعات
تنظيم سرايا أنصار السنة الإرهابي يتبنى تفجير كنيسة مار إلياس بدمشق
في تطور أمني خطير، تبنّى تنظيم متطرف يطلق على نفسه اسم 'سرايا أنصار السنة' التفجير الانتحاري الذي استهدف كنيسة مار إلياس للروم الأرثوذكس في حي الدويلعة جنوب شرق دمشق، ما أسفر عن مقتل 25 شخصًا، معظمهم من المدنيين، وإصابة 63 آخرين، بينهم أطفال ونساء، بحسب ما أعلنت عنه وزارة الداخلية السورية.
بيان التنظيم
في بيان نُشر عبر قناة التنظيم على تطبيق 'تلجرام'، أعلن ما يسمى 'جناح الإعلام الجهادي' في سرايا أنصار السنة مسؤولية التنظيم عن التفجير، مشيرًا إلى أن منفّذ العملية يُدعى 'محمد زين العابدين أبو عثمان'، واصفًا الهجوم بأنه 'ردّ على استفزاز من نصارى دمشق في حق الدعوة وأهل الملّة'.
وتوعد التنظيم بتنفيذ المزيد من الهجمات، مهددًا بأن 'القادم لن يمهلكم، ولن يرحم غفلتكم'، مشيرًا إلى أن 'جنوده في عافية وتمكين'، نافياً ما وصفه بـ'شائعات التضييق والانحسار'.
تنظيم حديث العهد بقيادة منشق عن 'تحرير الشام'
يُعد 'سرايا أنصار السنة' من أخطر التنظيمات الجهادية الصاعدة في سوريا، حيث أُعلن عن تأسيسه رسميًا في فبراير الماضي بقيادة 'أبو عائشة الشامي'، وهو قيادي سابق في 'هيئة تحرير الشام' انشق عنها بدعوى 'تراخيها تجاه الطوائف الأخرى'.
يتبنى التنظيم عقيدة تكفيرية متشددة، ويركّز استهدافه على غير المسلمين وكذلك على المسلمين الذين لا يتبعون 'المنهج الجهادي الصافي'، بحسب أدبياته. ويُقدّر عدد مقاتليه بنحو 1,600 عنصر، موزعين ضمن خلايا غير مركزية في محافظات حماة، حمص، اللاذقية، وجبال الساحل، إضافة إلى نشاطات متزايدة قرب الحدود اللبنانية الشمالية.
سجل دموي في رمضان وتهديد للتماسك الطائفي
يُذكر أن التنظيم نفّذ خلال شهر رمضان الماضي عمليات عنف واسعة النطاق، شملت إعدامات جماعية في قرى علوية، وعمليات حرق ممتلكات لمواطنين مدنيين، وفق ما أظهرته منشوراته الإعلامية.
ويرى مراقبون أن التنظيم يسعى لزرع الفتنة الطائفية والضغط على بنية التعايش في سوريا، مستفيدًا من حالة التوتر والفراغ الأمني في بعض المناطق.
تحركات أمنية وتوقيف مشتبهين
في أعقاب التفجير، أعلنت وزارة الداخلية السورية أن قوات الأمن نفّذت عملية في ريف دمشق أسفرت عن توقيف عدد من المشتبه بتورطهم في العملية، وضبط سترات ناسفة وألغام معدّة للتفجير، يعتقد أنها تعود لخلية تابعة لتنظيم داعش كانت تقدم الدعم اللوجستي لـ'سرايا أنصار السنة'.
الرئاسة السورية: 'لن يفلت أحد من العقاب'
في أول ردّ رسمي، أدان الرئيس السوري أحمد الشرع الهجوم بشدة، وقال في خطاب متلفز:
'هذه الجريمة البشعة تذكرنا بأهمية التكاتف والوحدة في مواجهة كل ما يهدد أمننا واستقرار وطننا.'
وأضاف أن الأجهزة المعنية 'لن تهدأ حتى يُلقى القبض على كل من خطط وشارك وسهّل لهذه الجريمة الإرهابية'.
مخاوف من تصعيد طائفي وانفلات أمني
أعادت هذه العملية الدامية إلى الأذهان مشاهد العنف الطائفي التي عصفت بسوريا في سنوات الحرب، لتثير قلقاً واسعاً من دخول البلاد مرحلة جديدة من الاستهداف الديني المركّز، لا سيما مع تصاعد خطابات الكراهية والتكفير.
وتواجه الحكومة السورية تحديات متزايدة في احتواء التهديدات من التنظيمات المتشددة، وسط تساؤلات عن فعالية الإجراءات الأمنية في حماية دور العبادة والمؤسسات المدنية.
الهجوم الذي استهدف كنيسة مار إلياس ليس فقط اعتداءً على طائفة أو حي، بل إنذار واضح بأن التهديد الجهادي لا يزال حاضرًا وبقوة، ويهدد بنسف ما تبقى من استقرار في بلد أنهكته الحرب والانقسامات.