logo
#

أحدث الأخبار مع #محمدسعدعبداللطيف

جريمة نبش القبور الأدبية: عندما نصحو على فضائح الراحلين.. !
جريمة نبش القبور الأدبية: عندما نصحو على فضائح الراحلين.. !

الأسبوع

timeمنذ 11 ساعات

  • ترفيه
  • الأسبوع

جريمة نبش القبور الأدبية: عندما نصحو على فضائح الراحلين.. !

محمد سعد عبد اللطيف كاتب وباحث في الجيوسياسية بقلم - محمد سعد عبد اللطيف في زمنٍ اختلط فيه الترفيه بالإعلام، وتحول النقد إلى حفريات في مقابر الرموز، بات من المألوف أن نصحو على "فضيحة جديدة" من حياة راحلٍ عظيم، وكأن الأموات لم ينالوا ما يكفيهم من الإنهاك في حياتهم، حتى يأتي دورنا لنُكمِل عليهم بعد مماتهم. من عبد الحليم حافظ إلى سعاد حسني، من أم كلثوم إلى جمال عبد الناصر، أصبحنا في زمن لا يبحث عن حقيقة، ولا عن تاريخ، بل عن شبهة، وصورة، و"بوست" قابل لإعادة التدوير في ساحة المحكمة الكبرى المسماة: وسائل التواصل الاجتماعي. في هذا المقال الساخر - الجاد في مرآته - أكتب بمرارةٍ وغضب، وشيءٍ من السخرية النبيلة، عن هوايتنا القومية الجديدة: نبش القبور.. هوايتنا القومية الجديدة! من عجائب هذا الزمان أن تتحوّل الكتابة إلى حفّار قبور، وأن يرتدي القارئ عباءة "النيابة العامة" في محكمة التاريخ، لا لشيء سوى محاكمة الموتى بتهمٍ لم تُسجَّل في دفاترهم ولا على شواهدهم. بات النقد عندنا أقرب إلى برنامج فضائحي لا يحتاج إلا إلى "بوست" مفبرك، أو فيديو مجتزأ، وتغريدة منسيّة يُعاد تدويرها تحت عناوين مثيرة: "السر الذي أخفاه عبد الحليم"، أو "صندوق أسرار أم كلثوم"، أو "من كان ناصر يخشاه؟". في بلادنا، لا تكتمل مائدة الإفطار إلا بصحنٍ ممتلئٍ بفضائح قديمة، ومعلّبات من حياة الراحلين. أصبح لدينا طقسٌ جديد أشبه بمراسم عاشوراء، لكن بدلاً من اللطم، نحن "ننبش" ونحلل ونتساءل: هل تزوّج عبد الحليم حافظ من سعاد حسني؟ هل كان جمال عبد الناصر يعرف من كتب البيان الأول؟ هل كانت أم كلثوم ترتدي نظارتها الشمسية لتُخفي دمعة حب أم سخطاً سياسياً؟ جيلٌ بأكمله - بعضه لم يُولد بعد، أو كان لا يزال يرضع من ثدي الإعلام الرسمي - يتقمّص الآن دور المحقق كونان، لكن بمصادره الخاصة: "قرأت بوست"، "شاهدت فيديو على تيك توك"، "قال لي أحدهم في المقهى". تحوّل التاريخ إلى مساحةٍ للثرثرة، والأعراض إلى فقراتٍ للترفيه، والسيرة الذاتية إلى فقرةٍ مسلية قبل النوم. نحن لا نقرأ، نحن نتلصص. لا نبحث عن الحقيقة، بل عن الإثارة، عن الشبهة، عن صورة تُستخدم كدليل إدانة في محكمة فيسبوك الكبرى. ربما تكمن المشكلة في تعريفنا للبطولة والقدوة. حين يغيب المشروع الجماعي، يصبح كل فرد مشروع قاضٍ، أو بالأحرى مشروع مؤرخ حَشري، يحشّ في سيرة العظماء، ويشكك في كل شيء: هل كتب نزار قباني أشعاره وحده؟ هل ماتت أمينة رزق عذراء فعلاً؟ هل كان توفيق الحكيم مؤمناً بالله أم فقط بالريجيم؟ نعيش عصر "ما بعد القبر". مات عبد الناصر؟ لنفتّش في مراسلاته مع هيكل. ماتت سعاد؟ فلنبحث عن صورة لعقد الزواج.. ! غاب عبد الحليم؟ لنُكمل ما بدأته الصحف الصفراء: من دفن أسراره؟ ومن نكأ الجراح؟ الفلسفة هنا أن الحياة لم تعد تُرضينا، فنبحث عن الإثارة في الموتى. السياسة مملة، الاقتصاد موجع، والواقع شحيح.. فلا بأس من إثارة الغبار فوق رفات من رحلوا. لكن مهلاً، أليس هذا إرثاً ثقافياً متجذّراً؟ ألم يبدأ كل شيء منذ جلسات النميمة الريفية تحت ضوء القمر، حين كان الناس يتحدثون عن من هربت مع من، ومن تزوّج سراً، ومن أكل "ورقة الطلاق"؟ الفرق الوحيد الآن أن القمر أصبح شاشة هاتف، والقرية تحوّلت إلى قريةٍ افتراضية. في النهاية، قد نُصاب بشللٍ فكري. فمن يبحث عن فضيحة لا يصنع بطولة، ومن يُفتّش في أوراق الأمس لا يكتب سطور الغد. فلندع عبد الحليم يغني، وسعاد تضحك، وناصر يحلم، ولتَنَم قبورهم في سلام، لأنهم - على الأقل - حاولوا أن يحيوا في زمنٍ كان يستحق الحياة. أما نحن، فنحيا لنحاكم الأموات! ولعل أصدق ما في هذه السخرية أنها كُتبت بمداد الغضب لا الهزل. ففي زمنٍ كهذا، وحدها الكتابة الساخرة تصلح مرآةً لعقلٍ مأزوم.. .أو وطنٍ يعيد تدوير ماضيه في سوق النميمة! محمد سعد عبد اللطيف - كاتب وباحث في الجيوسياسية والصراعات الدولية [email protected]

أيزنهاور وانتصار الحق: حين أنقذ موقف أمريكا حلم عبد الناصر في استعادة قناة السويس!!
أيزنهاور وانتصار الحق: حين أنقذ موقف أمريكا حلم عبد الناصر في استعادة قناة السويس!!

الأسبوع

time٢٨-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • الأسبوع

أيزنهاور وانتصار الحق: حين أنقذ موقف أمريكا حلم عبد الناصر في استعادة قناة السويس!!

محمد سعد عبد اللطيف بقلم - محمد سعد عبد اللطيف في كل لحظة مفصلية تعصف بالأمة العربية، يحضر اسم جمال عبد الناصر وكأنه ظل لا يفارق مشهد الأزمات. نستدعيه بكل شموخه حين نبحث عن معنى للكرامة، ثم لا نلبث، في اليوم التالي، أن نجلد صورته ونحاكمه بمعايير عصر لم يكن عصره، في ازدواجية مألوفة تكاد تختصر مأساة وعي شعوبنا. ومع ذلك، يظل عبد الناصر، برغم تناقضات الأحكام عليه، الحاضر الغائب في كل منعطف مصيري، رمزًا لحقبة حلمت بالتحرر والكرامة رغم قسوة التحديات. من هنا تبدأ قصة قناة السويس، ورجل آمن بأن السيادة الوطنية لا تقبل التجزئة. في 26 يوليو 1956، أعلن عبد الناصر تأميم القناة، متحديًا القوى التقليدية التي رأت في مصر مجرد رصيف آخر على طريق الإمبراطوريات. جاء الرد عنيفًا، فاندلعت نيران العدوان الثلاثي في أكتوبر من العام نفسه. كان يمكن لمصر أن تخسر معركتها أمام آلة الحرب البريطانية الفرنسية الإسرائيلية، لولا متغير لم يكن في الحسبان: موقف الولايات المتحدة الأمريكية، بقيادة دوايت أيزنهاور. رغم أن بريطانيا وفرنسا كانتا شريكتين لأمريكا في انتصار الحرب العالمية الثانية، رفض أيزنهاور تواطؤهما في مغامرة عسكرية ضد دولة ناشئة تطالب بحقها المشروع. بإصرار أخلاقي واستراتيجي، تمسّك أيزنهاور بتطبيق قرارات الأمم المتحدة، مطالبًا بانسحاب القوات المعتدية دون قيد أو شرط. وبالفعل، تحقق انسحاب القوات البريطانية والفرنسية من منطقة قناة السويس في 23 ديسمبر 1956. ومع أن مصر احتفلت بعيد النصر، بقي استكمال التحرير ناقصًا بسبب تمسك إسرائيل باحتلال غزة وسيناء، محاولة فرض أمر واقع يخدم مصالحها المستقبلية. هنا جاء التحرك الأمريكي الحاسم: كتب أيزنهاور إلى دافيد بن غوريون رسالة تهديد واضحة في نوفمبر 1956، لوّح فيها بوقف المعونة المالية الأمريكية - التي كانت تقدر بمئة مليون دولار - ومراجعة طبيعة التحالف الأمريكي الإسرائيلي الوليد. قال أيزنهاور بنبرة لا تحتمل اللبس: "أحثك على الامتثال لقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وأن تجعل قرارك بالانسحاب معروفًا فورًا. سيكون أمرًا في غاية الأسى لكل مواطني بلدي لو أن السياسة الإسرائيلية جاءت عائقًا أمام التعاون الودي بين بلدينا." لم تمضِ أسابيع حتى أُجبرت إسرائيل على الانسحاب الكامل، وفتحت قناة السويس للملاحة تحت السيادة المصرية مجددًا، مع ضمان حرية المرور عبر مضيق تيران، إلى أن تبدلت المعادلة عشية نكسة يونيو 1967. حافظ عبد الناصر على تقديره لموقف أيزنهاور، واستقبل نائب الرئيس الأمريكي السابق ريتشارد نيكسون بحفاوة خلال زيارته للقاهرة عام 1963. كما التقى بأيزنهاور نفسه في نيويورك عام 1960، في لقاء حمل بين طياته إدراكًا عميقًا لدروس ذلك الزمن. واليوم، حين نسمع قادة مثل دونالد ترامب يتحدثون عن "تكاليف الحماية" وضرورة "أن يدفع من تُحمى دولهم"، ندرك كيف تحولت اللغة السياسية الأمريكية من دفاع عن الشرعية الدولية إلى تجارة بالمواقف والتحالفات. ترامب لم يكن يستلهم موقف أيزنهاور حين أطلق تهديداته، بل كان يحسب التكاليف بالدولار، لا بمبادئ السيادة والحرية. ومع ذلك، تبقى قصة عبد الناصر وقناة السويس درسًا خالدًا: أن للحق قوة خفية قد تفرض احترامها، حتى وسط قوى المصالح والصراعات الكبرى، وأن من حقب التاريخ ما يصعب أن يُقاس بمقاييس اللحظة!! محمد سعد عبد اللطيف كاتب وباحث في الشؤون الجيوسياسية والصراعات الدولية [email protected]

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store