logo
#

أحدث الأخبار مع #محمدهمدر

أخبار العالم : الهرّ الأسود "فلو" يحذّرنا من الكوارث الآتية
أخبار العالم : الهرّ الأسود "فلو" يحذّرنا من الكوارث الآتية

نافذة على العالم

timeمنذ 5 أيام

  • ترفيه
  • نافذة على العالم

أخبار العالم : الهرّ الأسود "فلو" يحذّرنا من الكوارث الآتية

الثلاثاء 20 مايو 2025 05:00 مساءً نافذة على العالم - صدر الصورة، Article information Author, محمد همدر Role, بي بي سي نيوز عربي قبل 3 ساعة ماذا ستفعل لو وجدت نفسك وحيداً في عالَمٍ يغرق؟ ماذا لو خسرت أحباءك ومنزلك وكل ما تملك، وسرت تائهاً بلا وجهة، والمياه تغمر كل شيء؟ ما الذي سيحلّ بنا عندما يأتي الطوفان؟ يدفعنا فيلم الرسوم المتحركة "فلو" إلى طرح هذه الأسئلة، وإلى تخيّل سيناريو ما بعد الكارثة. الفيلم الذي أخرجه اللاتفي غينتس زيلبالوديس، وشارك في كتابته وإنتاجه مع ماتيس كازا، يخلو من أي حوار. يحكي قصة هرّ أسود اسمه فلو، يحاول النجاة من طوفانٍ يجتاح العالم، برفقة مجموعة من الحيوانات الهاربة، ويدعو إلى التفكير في تداعيات تغيّر المناخ على الأرض وسكانها. واعتمد المخرج في تنفيذ العمل على برنامج "بلندر" (Blender) لصناعة الرسوم المتحركة، وقرّر الاستغناء عن الحوار تماماً، فجاء تواصل الحيوانات بأصواتها الطبيعية، من دون أن تُسقَطَ عليها أي صفات أو سمات بشرية. هذا الخيار أضفى على الفيلم طابعاً واقعياً، وجعله متاحاً للجميع، من دون أن تشكّل اللغة عائقاً أمام فهمه. عرض العمل لأول مرة في 22 أيار/مايو 2024 ضمن قسم "نظرة ما" في مهرجان كان السينمائي، ونال جائزة أوسكار لأفضل فيلم رسوم متحركة، وفاز كذلك بجائزة غولدن غلوب لأفضل فيلم رسوم متحركة، إلى جانب جوائز عدّة أخرى، بينها جائزة سيزار الفرنسية عام 2025. وبدأ عرض الفيلم حديثاً في عدد من الدول العربية، من بينها لبنان، والسعودية، والإمارات. صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، تمثال لشخصية الفيلم الرئيسية "فلو" في ريغا عاصمة لاتفيا كلّ شيء يغرق يخرج "فلو" من منزله وحيداً وخائفاً، بعد أن فقد الأمل في عودة أصحابه. المياه تغمر كلّ شيء، ومنسوبها يستمرّ بالارتفاع. لم يعد بإمكانه البقاء في منزله، عليه أن يهجره ويتحرّك وسط غابةٍ بدأت الفيضانات تجتاحها أيضاً. كلّ ما حوله يغرق ويختفي تحت الماء. الرياح تشتدّ، والمطر لا يتوقّف. الحيوانات الأليفة والبرّية تركض مسرعةً لتنجو، وتكاد تدهسه. في هذه اللحظات، لا أحد يفكّر سوى بالهرب والنجاة من الطوفان. تطفو أمامه جثث حيوانات نافقة، قتلها الفيضان. يتوقّع العلماء أن يشهد العالم مزيداً من الكوارث الطبيعية، وبشكل خاص الفيضانات والحرائق، بوصفها من أبرز تداعيات تغيّر المناخ، التي ستصطحب معها ارتفاعاً غير مسبوق في درجات الحرارة، وهبوب رياح عاتية، وهطول أمطار غزيرة. الفيضانات وارتفاع منسوب المياه سيقابلهما جفاف وندرة في الأمطار. هذان العاملان كفيلان بتدمير الغابات والأراضي الزراعية، وبتهديد التنوع البيولوجي في أي مكان، بما في ذلك الكائنات النادرة المهدَّدة بالانقراض. صدر الصورة، التعليق على الصورة، في الطريق إلى مكان يساعده على تفادي الغرق، يلتقي "فلو" بحيوانات أخرى ضلّت طريقها، ويختلط عالم البحر بعالم اليابسة. في الطريق إلى مكان يساعده على تفادي الغرق، يلتقي فلو بحيوانات أخرى ضلّت طريقها، ويختلط عالم البحر بعالم اليابسة. كلّ حيوان يحمل سلوكاً وأطباعاً مختلفة عن الآخر. عليهم الآن أن يعيشوا معاً، بعدما تداخلت عوالمهم: قندس، وصقر جديان، وقرد ليمور، وكلاب أليفة. بعد النجاة، يأتي هَمُّ الغذاء وهَمُّ المبيت. هذان العاملان، اللذان يؤمّنان الاستمرار والاستقرار، سيكونان أيضاً سبباً للنزاع بين الناجين. سيجد الناجون أنفسهم، بعد وقت، على متن سفينة مهجورة. ستكون وسيلة النجاة الوحيدة، ومنها ستبدأ الرحلة في عالم ضربته الكارثة، حيث غمرت المياه المعالم الطبيعية والمناطق السكنية، وما تبقّى من الحضارات والتاريخ. يذكّر هذا المشهد بسفينة نوح، سفينة النجاة التي حملت الناجين من الطوفان الكبير، كما يرد في الكتب المقدسة. ستبحر السفينة وسط الرياح الشديدة والمطر الغزير. وعلى متنها، ستتعلّم الكائنات المختلفة التكاتف والتعاون وبناء علاقات جديدة، كما ستُضطر لاكتساب مهارات مثل العوم، وصيد الأسماك، وقيادة السفينة. فهل سيتعاون البشر مع بعضهم البعض حين تحلّ الكارثة؟ صدر الصورة، التعليق على الصورة، الفيلم صامت ومصنوع ببرنامج بلندر المجاني للرسوم المتحركة سينما خضراء؟ تناولت السينما العالمية الكوارث الطبيعية في عدد كبير من الأفلام، خاصة في تسعينيات القرن الماضي، لكنها كانت تركّز في الغالب على معاناة الأفراد في مواجهة الخطر، من دون التطرّق مباشرة إلى الأسباب الكامنة وراء هذه الكوارث. ومع تصاعد حملات التوعية حول تغيّر المناخ وتداعياته خلال العقود الأخيرة، بدأ بعض الكتّاب والمخرجين بمحاولة مقاربة هذه الأزمة من منظور أعمق، لا يكتفي فقط برصد النتائج، بل يحاول العودة إلى جذور المشكلة. يرى الناقد السينمائي إلياس دُمّر، في حديث مع بي بي سي عربي، أنّ هناك تحولاً واضحاً في المعالجة السينمائية خلال السنوات الأخيرة. يقول: "في السابق، كانت الكوارث الطبيعية تُقدَّم في الأفلام بوصفها أحداثاً خارقة أو ضرباً من القضاء والقدر، من دون التعمّق في الأسباب الجذرية مثل تغيّر المناخ. ركزت أفلام مثل Twister (الإعصار) الصادر عام 1996، وVolcano (بركان) الصادر عام 1997، على الإثارة والتشويق، ولم تتناول البُعد البيئي أو المناخي بشكل فعليّ". صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، هِرٌّ هاربٌ مع عائلته من فيضانات الأرجنتين خلال الأيام الماضية يقول دمّر: "شهدنا عبر السنين، تحوّلاً تدريجياً في اللغة السينمائية تجاه المسؤوليّة البيئيّة. فعلى سبيل المثال، يعتبر فيلم The Day After Tomorrow (بعد غد)، الصادر عام 2004، من أوائل الإنتاجات الهوليوودية الكبرى التي ربطت بوضوح بين التغيّر المناخي والكوارث الطبيعية، رغم ما وُجّه إليه من انتقادات تتعلق بالمبالغة العلميّة". أما فيلم Don't Look Up (لا تنظر إلى الأعلى)، الصادر عام 2021، فقدّم معالجة مجازية وساخرة سلّطت الضوء على اللامبالاة البشريّة تجاه التحذيرات العلميّة، سواء تعلّقت بالمناخ أو بغيره من المخاطر الوجوديّة. الفيلم من بطولة ليوناردو دي كابريو، كايت بلانشيت، ميريل ستريب، وجنيفر لورنس. ويشير مّر إلى أنّ السينما الوثائقية تبدو أكثر حرية في تناول قضايا الواقع، بما في ذلك تغيّر المناخ، إذ إنها لا تخضع غالباً لشروط السوق أو لمعادلات الربح والخسارة، كما أنّ كلفتها الإنتاجية عادة ما تكون أقلّ. ومن بين الأمثلة التي يذكرها، الفيلم الوثائقي Before the Flood (قبل الطوفان)، الصادر عام 2016، من إنتاج ليوناردو دي كابريو بالتعاون مع الأمم المتحدة، والذي يتناول التهديدات المناخية بلُغَة مباشرة. كما يلفت إلى فيلم An Inconvenient Truth (حقيقة غير مريحة)، الذي صدر عام 2006، وفاز بجائزتي أوسكار، ويعدّ - بحسب دمّر - مثالاً بارزاً على التناول الصريح لقضية تغيّر المناخ في السينما العالمية. صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، من الفيضانات في الولايات المتحدة هذا العام يقول إلياس دمّر إنّ "هناك حساسية أكبر تجاه قضايا البيئة بدأت تظهر في هوليوود، خاصة مع تصاعد ضغوط جماعات البيئة والمشاهير الناشطين، مثل ليوناردو دي كابريو وإيما طومسون". ويضيف: "شهدنا أيضاً اتجاهاً متنامياً في بعض المهرجانات السينمائية لتخصيص جوائز أو فئات خاصة بالأفلام البيئية، مثل مهرجان "كان" الذي منح مساحات أوسع للأفلام الوثائقية عن الحياة البرية، أو مهرجان "صندانس" الذي دعم تجارب بيئية مستقلة". لكن، رغم هذه المؤشرات الإيجابية، يرى دمّر أنّ السينما التجارية لا تزال "أسيرة منطق السوق، وبالتالي فإنّ الإنتاج البيئي المباشر لا يحظى غالباً بالزخم نفسه، ما لم يُغلّف بالإثارة أو يحظَ بنجوم كبار". ويتابع قائلاً إنّ هناك تحديات عدّة أمام السينما التي تتناول قضايا المناخ والبيئة. "أولها الجمود الجماهيري"، يوضح دمّر، "فالجمهور عموماً ينجذب إلى الترفيه أكثر من التوعية، ما يضع الأفلام البيئية في موقع صعب على المستوى التجاري". أما التحدي الثاني، بحسب دمّر، فيكمن في "تعقيد القضايا المناخية ذاتها؛ فمن الصعب تبسيط موضوع مثل الاحتباس الحراري أو تأثير انبعاثات ثاني أكسيد الكربون على الأرض بلغة سينمائية جذابة". ويشير أيضاً إلى أنّ "بعض الدول أو الجماهير لا تتقبّل بسهولة الرسائل التي تحمل نقداً ضمنياً للنظام الاقتصادي أو الصناعي، وهو ما يزيد من تعقيد استقبال هذا النوع من الأعمال". أما التحدي الثالث، فيتعلّق بـ"التحفّظات الإنتاجية"، إذ يميل العديد من المنتجين إلى تجنّب المواضيع الواقعية الثقيلة، خوفاً من عدم تحقيق عائدات مضمونة. ويرى دمّر أنّ الحلّ قد يكمن في "الدمج الذكي بين الترفيه والتوعية، عبر خلق شخصيات وقصص إنسانية تتقاطع مع الكوارث البيئية بشكل عاطفي وجذّاب". لكن المفارقة برأيه أنّ صناعة السينما نفسها من بين الأنشطة التي تستهلك كميات كبيرة من الطاقة والوقود، وتخلّف أثراً بيئياً سلبياً، ما قد يتعارض مع الرسائل التي تدعو إلى الحفاظ على البيئة. ومن هنا ظهر مصطلح "السينما الخضراء"، وهي مقاربة تعتمد على استخدام الطاقة النظيفة والتقنيات المستدامة في مواقع التصوير. ويتابع دمّر: "التأثير البيئي لصناعة السينما لا يستهان به، بدءاً من استهلاك الطاقة، مروراً باستخدام الطائرات والشاحنات لنقل الطواقم والمعدّات". ويضيف: "للوصول إلى سينما خضراء، توصي العديد من طاولات النقاش منذ سنوات بتقليل عدد عناصر فرق الإنتاج، وتخفيض التنقّلات، والاعتماد على الطاقة النظيفة في مواقع التصوير، إضافة إلى إعادة تدوير الديكور والأزياء بدلاً من صناعتها من جديد".

أخبار العالم : هل تعرقل قرارات ترامب خطة مكافحة تغير المناخ العالمية؟
أخبار العالم : هل تعرقل قرارات ترامب خطة مكافحة تغير المناخ العالمية؟

نافذة على العالم

time١٦-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • نافذة على العالم

أخبار العالم : هل تعرقل قرارات ترامب خطة مكافحة تغير المناخ العالمية؟

الأربعاء 16 أبريل 2025 09:30 صباحاً نافذة على العالم - صدر الصورة، Reuters Article information Author, محمد همدر Role, بي بي سي نيوز عربي - بيروت قبل 2 ساعة قالها دونالد ترامب بوضوح عام 2018: "علماء المناخ لديهم أجندة سياسية." لم يكن هذا التصريح تلخيصاً لرؤية حكمت توجهاته البيئية في فترته الرئاسية الأولى، ويبدو أنها ستتعزز خلال فترته الثانية. وفي الثامن من أبريل/نيسان 2025 الحالي، وقّع ترامب أمراً تنفيذياً وجّه فيه المدّعي العام الأمريكي إلى مراجعة القوانين الفيدرالية المتعلقة بالعدالة البيئية والحد من انبعاثات الكربون، ودراسة تعليق تنفيذها. وصف تلك القوانين بأنها "مرهقة، أيديولوجية، وتهدّد هيمنة أمريكا في مجال الطاقة وأمنها الاقتصادي". جاء هذا القرار بعد ساعات فقط من توجيه رئاسي آخر يدعو إلى زيادة إنتاج الفحم الحجري، في محاولة واضحة لتلبية الطلب المتصاعد على الطاقة. هكذا اختار ترامب، للمرة الثانية، أن يسير عكس الاتجاه العالمي، ويفرض أولويات مختلفة عن باقي الدول الموقّعة على اتفاقية باريس الملتزمة بخفض الانبعاثات الكربونية، ومكافحة الاحتباس الحراري. فما هي سياسات ترامب في ما يخص البيئة والمناخ؟ وما تداعيات هذه السياسة على الخطة العالمية لمكافحة تداعيات تغير المناخ؟ ترامب يقلب الطاولة منذ ولايته الأولى، كان ترامب في صدام دائم مع كل ما له علاقة بتغير المناخ. وفي يونيو/حزيران 2017، أعلن انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ، واصفاً إياها بأنها "مجحفة" للاقتصاد الأمريكي. ثم عاد بعد فوزه بولاية جديدة، ليجدّد القرار ذاته في يناير/كانون الثاني 2025، معتبراً أن الاتفاقية تمثل امتداداً لما وصفه بـ"السرطان التنظيمي" الذي خلّفته إدارة بايدن. كذلك أوقف تمويل معهد الأبحاث في جامعة برينستون (أربعة ملايين دولار) المختص في أبحاث المناخ. كذلك أمر ترامب برفع وتيرة الإنتاج في قطاع الطاقة، مطلقًا عبارته الشهيرة "Drill, baby, drill" (احفر يا عزيزي احفر) التي باتت تستخدم للإشارة إلى دعواته المتكرّرة للتوسع في التنقيب. في عام 2022، احتلّت الولايات المتحدة المرتبة الثانية عالميًا من حيث المساهمة في الانبعاثات المُسببة للاحتباس الحراري، وهي من بين الدول الأكثر إنتاجاً للنفط والغاز. عليه، لم يكن مستغرباً أن يفي ترامب بما تعهّد به خلال الانتخابية ويشنّ حملة تغيير واسعة تستهدف السياسات البيئية التي أرساها سلفه جو بايدن. صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، محتجون يضيئون لافتة كتب عليها "ترامب ينكر العلم أمريكا تحترق" وقد وجّه ترامب انتقاداً مباشراً لقوانين محلية في ولايات مثل نيويورك وفيرمونت، والتي تفرض غرامات على شركات الوقود الأحفوري لمساهمتها في أزمة المناخ. كما شمل هجومه سياسة كاليفورنيا في الحد من الانبعاثات وتداولها، إضافة إلى الدعاوى القضائية التي رفعتها ولايات أمريكية ضد شركات الطاقة الكبرى لمحاسبتها على دورها في تسريع الاحترار العالمي. امتد تأثير قرارات ترامب إلى قطاعات الطاقة الخضراء، حيث استهدف إجراءات بايدن التي خصّصت مليارات الدولارات لدعم مشاريع الطاقة النظيفة، بما في ذلك برامج السيارات الكهربائية. وضع ترامب سياساته الجديدة في إطار استعادة "الهيمنة الأمريكية في قطاع الطاقة"، وهو الشعار الذي روّج له البيت الأبيض رسميًا. ونشر الموقع الرسمي للرئاسة بياناً مفصلاً حول خطة ترامب للطاقة، تضمّن تكراراً بارزاً لشعار حملته المعدّل: "جعل أمريكا مهيمنة في مجال الطاقة." وأشار البيان الرئاسي إلى أن الرئيس ينفذ وعوده الانتخابية بشأن تحسين شبكة الكهرباء، مذكّرًا بإعلانه في اليوم الأول من ولايته عن خطة طوارئ وطنية للطاقة. كما أكّد على إعادة إحياء ما وصفه ترامب بـ"صناعة الفحم الأمريكية الكبيرة والجميلة"، دعماً لاستقرار الشبكة الكهربائية وتوفير وظائف جديدة. ويستهدف ترامب في خططه الحدّ من القيود التنظيمية التي تعرقل إنتاج الفحم والنفط والغاز، ويدفع باتجاه تسريع وتوسيع مشاريع الطاقة من خلال تيسير إجراءات التصاريح والاستثمار في تكنولوجيا الجيل القادم في هذا القطاع. المزيد من الحفر جميع النقاط التي وردت في بيان البيت الأبيض حول إجراءات إدارة ترامب في قطاع الطاقة، تتعارض بوضوح مع توصيات العلماء والمنظمات الدولية بشأن ضرورة تقليص الاعتماد على الوقود الأحفوري، والانتقال العاجل نحو مصادر الطاقة البديلة المستدامة، بهدف خفض انبعاثات الكربون والحد من الاحترار العالمي. وقد وصفت كريستينا فيغيريس، الرئيسة السابقة لهيئة الأمم المتحدة لمكافحة تغيّر المناخ، عودة ترامب إلى البيت الأبيض بأنها "ضربة قوية للتحرك المناخي العالمي"، في تصريح يعكس حجم القلق الدولي من انعكاسات هذه السياسات. تستند هذه المخاوف إلى اتفاقية باريس للمناخ المبرمة عام 2015 بمشاركة 197 دولة، وتهدف إلى خفض انبعاثات الغازات الدفيئة بشكل كبير، مع السعي إلى الحد من ارتفاع حرارة الأرض إلى أقل من درجتين مئويتين، ومحاولة الإبقاء عليه عند 1.5 درجة كحدّ أقصى. وقد دخلت الاتفاقية حيّز التنفيذ في نوفمبر/تشرين الثاني 2016، بعد أقل من عام على اعتمادها رسمياً. لكن بحسب تقارير علميّة، فقد تجاوزت درجة حرارة الأرض بالفعل في عام 2024 عتبة 1.5 درجة مئوية، مسجّلة أعلى مستوى لها منذ بدء التسجيلات المناخية. وتشير الدراسات إلى أن انبعاثات الكربون بلغت مستويات لم تُسجَّل منذ 800 ألف عام. ويشير مراسل الشؤون البيئية مات ماكغراث في بي بي سي، إلى أن الوقود الأحفوري يشهد طفرة غير مسبوقة. وارتفع إنتاج النفط الأمريكي بنسبة 70 بالمئة منذ عام 2016، لتصبح الولايات المتحدة حالياً أكبر منتجيه ومصدريه في العالم، والأمر ذاته بالنسبة للغاز الطبيعي المسال. وتعكس تصريحات ترامب في خطاب تنصيبه الثاني هذه التوجهات. فقد أعاد استخدام عبارته الشهيرة "احفر يا عزيزي احفر" متعهّداً ببدء "عصر جديد من استكشاف النفط والغاز"، قائلاً: "سنخفض الأسعار، ونعيد ملء الاحتياطي الاستراتيجي إلى أقصاه، ونصدّر الطاقة الأمريكية إلى العالم." لكن هذا التوجه أثار انتقادات واسعة من خبراء البيئة والاقتصاد. ففي يناير/كانون الثاني، علّق سيمون ستيل، رئيس برنامج الأمم المتحدة للمناخ، قائلاً إن الولايات المتحدة "تخاطر بخسارة فرصة عالمية في قطاع الطاقة النظيفة بلغت قيمتها تريليوني دولار في عام 2024." وأضاف أن الاستفادة من هذا التحوّل تعني أرباحاً ضخمة وملايين الوظائف وهواءً نقياً، في حين أن تجاهلها "يهدر هذه الثروة لصالح منافسين دوليين، ويترك الاقتصاد الأمريكي عرضة لأزمات مناخية متصاعدة تتسبّب بدمار الممتلكات وحرائق الغابات وتراجع الإنتاج الزراعي وارتفاع مستويات التضخم". ورأت صحيفة نيويورك تايمز في تقرير نشرته في 2 مارس/آذار أنّ سياسات ترامب ستؤدي إلى تقويض جهود الولايات المتحدة في مواجهة تغيّر المناخ، بل والمساهمة في تسريع وتيرة الاحتباس الحراري، مع عرقلة نمو تكنولوجيا الطاقة النظيفة. وتؤكد البيانات المناخية حتى عام 2023 أن الولايات المتحدة ما زالت تحتل المركز الثاني عالميًا في قائمة الدول المسببة للاحتباس الحراري، ما يجعل أي قرار سياسي في هذا الاتجاه مؤثراً ليس على الداخل الأمريكي فحسب، بل على مصير الكوكب بأسره. ترامب يشعل حرب النفط، كيف ستتحرك السعودية؟ يبشّر ترامب من خلال شعار "احفر"، بحرب أسعار قد يشهدها سوق النفط. فالالرسوم الجمركية الأخيرة التي فرضها الرئيس الأمريكي أدّت إلى انخفاض أسعار النفط عالمياً، ما يمهّد لحرب جديدة في سوق الطاقة. وفي هذا السياق، أشارت رويترز إلى أن السعودية، أكبر مُصدّر للنفط عالميًا، والقوة المهيمنة داخل منظمة أوبك، قد تستغل الأزمة التي فجّرها ترامب لرفع إنتاجها مجدداً. وبحسب التقرير، فقد فاجأت المملكة، إلى جانب سبعة أعضاء آخرين في أوبك، الأسواق العالمية بقرار تسريع تقليص خفض الإنتاج، والذي كان مقرراً في السابق عند 2.2 مليون برميل يومياً. ومن المتوقّع أن تضيف هذه الخطوة نحو 411 ألف برميل يومياً إلى الكمية المعروضة عالمياً اعتباراً من مايو/أيار، رغم وجود فائض في السوق، في قرار وصفته الوكالة بأنه خطوة مدروسة للاستفادة من الانخفاض الحاصل في الأسعار. صدر الصورة، Getty Images وتتصدر السعودية الدول العربية من حيث المساهمة في ظاهرة الاحتباس الحراري، وتحتل المرتبة الثامنة عالميًا. منذ عام 2016، أطلقت المملكة عدّة مبادرات في مجال الطاقة المتجددة، في محاولة للتماشي مع التحولات العالمية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store