٠٣-٠٣-٢٠٢٥
النجمان إسلام مبارك ومحمود السراج يوصلوا في جذب الأنظار وإثبات حضورهما بالدراما المصرية
بأداء استثنائي وحضور ملفت، نجح ممثلان سودانيان في ترسيخ بصمتهما داخل الدراما المصرية خلال موسم رمضان هذا العام. فبينما أبدعت إسلام مبارك عبر قدرتها الفريدة على تجسيد الشخصيات وجسّدت دورًا لافتًا في مسلسل 'أشغال شقة جدا'، خطف محمود ميسرة السراج الأنظار بتقديمه أداءً بارعًا في 'أهل الخطايا'، نال إعجاب الجمهور والنقاد على حد سواء.
أخبار ذات صلة
8:37 صباحًا - 23 فبراير, 2025
11:03 مساءً - 20 فبراير, 2025
2:42 مساءً - 25 فبراير, 2025
12:05 مساءً - 27 فبراير, 2025
كيف تمكن كلاهما من اختراق واحدة من أبرز صناعات الدراما العربية؟ وما سر هذا النجاح الذي يبدو غير مسبوق؟
**إسلام مبارك.. بين التنوع والإبداع**
لم يكن حضور النجمة السودانية إسلام مبارك في مسلسل 'أشغال شقة جدا' مجرد مشاركة عابرة، بل محطة محورية أظهرت فيها قدرتها على التفاعل مع أدوار تتجاوز حدود الكوميديا التقليدية. عبر شخصية 'مدينة'، مديرة المنزل النيجيرية، استطاعت أن تبني جسرًا فنيًا قويًا مع أبطال العمل، هشام ماجد، أسماء جلال، ومصطفى غريب، مما انعكس في تعلّق المشاهدين بشخصيتها منذ الحلقات الأولى.
شخصية 'مدينة' لم تمر مرور الكرام، حيث أصبحت حديث مواقع التواصل الاجتماعي بعد انتشار مقاطع من أدائها المميز الممتزج بخفة الظل، وسط إشادات واسعة من المشاهدين. حتى الفنان هشام ماجد لم يخفِ إعجابه بها، حيث شارك صورة تجمعه بإسلام مبارك وأسماء جلال من كواليس التصوير، مرفقًا تعليقًا مليئًا بالإطراء: 'في حبك يا مدينة، شكرًا الفنانة السودانية إسلام مبارك'.
هذا النجاح لم يكن وليد لحظة أو ضربة حظ، إذ برزت إسلام بقوة منذ فيلم 'ستموت في العشرين'، الذي سجل أول ترشيح سوداني لجائزة الأوسكار. هذا المنعطف شكّل بوابة نجاح فتحت لها الطريق للاضطلاع بأدوار متعمقة وحافلة بالأبعاد الإنسانية، وصولًا لهذه التجربة المميزة. وربما تكون هذه الخطوة في الدراما المصرية بداية لمسار يمنحها فرصًا أكثر تنوعًا وثراءً.
**محمود ميسرة السراج.. من صيادلة الخرطوم إلى عالم النجومية**
في الجانب الآخر، يواصل محمود ميسرة السراج تعزيز حضوره في الساحة الفنية العربية، مؤكدًا تألقه عامًا بعد عام. بدأت رحلته الأكاديمية من دراسة الصيدلة بجامعة الخرطوم، لكنه سرعان ما تحول إلى المسرح والموسيقى، ليصبح اليوم أحد أبرز المواهب السودانية الواعدة.
حقق محمود قفزات واضحة بفضل مشاركته في أعمال بارزة مثل 'ستموت في العشرين' و'الرضي'، إلى جانب مساهماته الموسيقية. وفي رمضان هذا العام استطاع أن يُبرز مرونته الفنية بمشاركته البارزة في التلفزيون المصري. أداؤه الملفت كشف عن شغفه المتفرد وقدرته على الإبداع في التنقل بين السينما والدراما.
رحلته لم تكن خالية من التحديات، لكن العمل الجاد والتطوير المستمر جعلاه نموذجًا يُحتذى به للفنان الساعي لإثبات نفسه داخل سوق فنية تنافسية.
**الدراما المصرية.. منصة للموهبة السودانية**
بحسب رأي الناقد الفني هيثم الطيب، فإن نجاح إسلام مبارك ومحمود ميسرة يرتبط ليس فقط بموهبتيهما الفذة، بل أيضًا بتطويرهما المستمر واستفادتهما المثلى من البيئة الفنية المصرية. يؤكد الطيب أن المناخ الإبداعي المتوفر في مصر يعد واحدًا من أعظم المدارس الدرامية في العالم العربي.
وأشار الطيب إلى أن الاستمرارية في المشهد الدرامي المصري تتطلب مرونة وتكيفًا مع تنوع رؤى الإخراج وأساليبه. وأضاف أن ما يميز الثنائي السوداني هو قدرتهما على إضفاء كاريزما خاصة وإبراز صورة مشرّفة للفنان السوداني أمام الجماهير العربية.
**بوادر مرحلة جديدة**
وفي ختام حديثه لـ'العربية.نت'، لفت الطيب إلى أن تجربة رمضان هذا العام قد تشكل نقطة انطلاق نحو فرص أكبر لكلا الفنانين. فبينما فتحت تجربة 'أشغال شقة جدا' الباب لإسلام مبارك أمام آفاق جديدة أكثر تنوعًا، يعزز محمود ميسرة بخطواته المدروسة مكانته كوجه فني بارز قادر على التميّز.
المصدر
