#أحدث الأخبار مع #مختارالنقاصة،الوسط١٥-٠٣-٢٠٢٥سياسةالوسطتوحيد الجيش الليبي.. الملف «الأصعب» الذي يتجاهله الجميعفي ظل استمرار انقسام المؤسسات بين حكومتين، إحداهما في الغرب والثانية في الشرق، تتزايد التساؤلات عن مستقبل ملف توحيد الجيش الليبي، الذي يعتبره محللون الملف الأصعب الذي يتجاهله الجميع، خصوصا مع عدم توصل اللجنة العسكرية الليبية المشتركة «5+5»، المعنية بهذا الملف، إلى نتائج حاسمة بعد أكثر من أربعة أعوام ونصف العام على انطلاق اجتماعاتها في مدينة سرت. ويجمع محللون على أن «اللجنة العسكرية»، التي خرجت من رحم اتفاق جنيف، وتتألف من قادة في شرق وغرب ليبيا، باتت تقف عند «مفترق طرق»، خصوصا أن اجتماعاتها تزامنت مع مناورة جوية تقودها القوات الأميركية في سرت، وحديث سابق عن قوة أمنية مشتركة تزامن مع جمود سياسي في البلاد. «5+5» أمام مفترق طرق من جهته، أكد مصدر عسكري مقرب من قوات «القيادة العامة» أن اجتماعات (5+5) «مستمرة، وستعقد حسب المواقف التي تحصل علي الأرض تحديدا»، وفق ما ذكر لـ«الوسط». أما الجانب التابع لحكومة «الوحدة الوطنية الموقتة» في اللجنة العسكرية المشتركة، فقد تحدث على نحو واضح بأن توحيد الجيش الليبي وحسم ملف «المرتزقة» والمقاتلين الأجانب «يتطلبان وجود رئيس منتخب للدولة الليبية مدعوم من دول مسار برلين»، وفق ما ذكر اللواء مختار النقاصة، عضو اللجنة في تصريحات صحفية. ولم تخرج نتائج محددة بشأن توحيد الجيش عن اجتماع اللجنة العسكرية الليبية في القاهرة 11 فبراير الماضي، علما بأن عددا من أعضائها شاركوا في ورشة عمل في تونس بالشهر نفسه، خرجت بدعوة إلى وقف «التحريض» دون توضيح مصدره. ويرى محمد بويصير، المحلل الاستراتيجي الليبي المقيم في الولايات المتحدة، في تصريح إلى «الوسط»، أن «5+5 هى صيغة مرحلية يمكن تطويرها إلى قيادة للجيش الليبي من عشرة عسكريين ليبيين، ضمن محاولة الأميركيين تشكيل قيادة مشتركة». وتتعطل اجتماعات توحيد الجيش الليبي ضمن اللجنة العسكرية المشتركة «5+5» على وقع أزمات سياسية، علما بأنها تهدف كذلك لضمان تثبيت وقف إطلاق النار، وترتيب خروج المرتزقة والقوات الأجنبية. لكن هذه المرحلة من عمر اللجنة العسكرية ينظر إليها الباحث بالمعهد الملكي للخدمات المتحدة، جلال حرشاوي، من زاوية أخرى، بوصفها «لحظة حاسمة ومفترق طرق»، معتقدا أن «طريقة عملها منذ العام 2020 لم تكن مجدية أو فعالة على الإطلاق». تنطلق رؤية حرشاوي من القول إن اللجنة العسكرية الليبية «ضمت حتى الآن شخصيات تكاد تكون بلا نفوذ عسكري حقيقي على الأرض». ويشير الباحث المختص في الشؤون الليبية إلى ما يعتقد أنها «مقاومة من قِبل قوات (القيادة العامة) لأي مساواة من قادة تشكيلات بغرب ليبيا، من أمثال نائب وزير الدفاع عبد السلام الزوبي، أو قائد قوات المنطقة العسكرية بالساحل الغربي صلاح الدين النمروش». سيناريوهان متوقعان لـ«5+5» ووفق هذا التقدير، يرسم الباحث السياسي سيناريوهين عمل متوقعين لهذه اللجنة، يضعهما عند مفترق الطرق وفق اعتقاده، الأول أن «تستمر كما كانت خلال السنوات الخمس الماضية». أما الثاني من منظور حرشاوي فهو أن «تبدأ عملية تفاوض جدية تشمل شخصيات تملك نفوذا عسكريا فعليا، مثل الزوبي». ويقول: «قد تُتاح للجنة (5+5) فرصة حقيقية لإنجاز عمل مُجْدٍ إذا جرى إشراك قيادات عسكرية مؤثرة فعليا في المرحلة المقبلة». وسبق أن اتفق رئيسا أركان قوات «القيادة العامة» الفريق أول عبد الرازق الناظوري، والقوات التابعة لحكومة الوحدة الفريق أول محمد الحداد، على تشكيل هذه القوة المشتركة كـ«خطوة أولى لحماية الحدود»، وهو ما حدث قبل عامين بحضور قائد «أفريكوم»، مايكل لانجلي، في روما. رسالة واشنطن من مناورتها العسكرية في ليبيا ومن زاوية أوسع للأجواء المحيطة بعمل اللجنة العسكرية كان إعلان القوات الجوية الأميركية ما وصفته بـ«نشاط جوي في ليبيا»، بهدف تعزيز التكامل العسكري بين الشرق والغرب، وتحسين قدرات الدفاع الجوي، ومراقبة الحركة الجوية. وقبل هذه المناورة بشهر واحد، قالت السلطات الأميركية إن الاجتماعات التي أجراها وفد عسكري أميركي في ليبيا «أسهمت في تحديد السبل التي يمكن للولايات المتحدة أن تسلكها للتعاون مع السلطات الليبية، لإعادة توحيد جيش ليبيا الممزق؛ ليصبح حصنا حصينا في وجه العنف وعدم الاستقرار في المنطقة». ويذهب بويصير إلى تأييد الرأي القائل بأن المناورة التي أعلنت عنها واشنطن هى «رسالة موجهة إلى الروس عن مدى جدية الولايات المتحدة فى تدخلها فى ليبيا. كما أنها جزء من حملة لاستمالة حفتر بعيدا عن الروس». وخلصت ورقة بحثية صادرة عن المركز الليبي للدراسات الأمنية والعسكرية إلى أن المناورات العسكرية، وقبلها جولات قوات «أفريكوم» الأخيرة في ليبيا، تعكسان «استراتيجية أميركية واضحة لمنع أي تصعيد عسكري جديد، وفرض واقع لا بديل فيه عن جيش موحد كشرط للاستقرار السياسي والأمني في ليبيا»، علما بأن اللقاءات شملت قادة عسكريين وسياسيين من الشرق والغرب، بالإضافة إلى ممثلي اللجنة العسكرية المشتركة. وفي تعليق سابق، قال نائب أفريكوم: «قوة ليبيا ووحدتها خير لشعب ليبيا وللأمن الإقليمي»، معربا عن «التطلع إلى الاستفادة من الأنشطة والاستثمارات الدفاعية القائمة التي تسعى إلى تحقيق أهدافنا المشتركة، لتنعم ليبيا بالأمن والأمان والرخاء». وظهرت بوادر لهذا التحرك الأميركي في نوفمبر الماضي حين شارك أحد التشكيلات البحرية التابع لـ«القيادة العامة» مع نظيره بطرابلس في التمرين البحري «فينيكس إكسبريس»، الذي جاء بمشاركة القيادة العسكرية الأميركية بأفريقيا «أفريكوم» و12 دولة، منها: الجزائر وليبيا والمغرب وموريتانيا والسنغال وتركيا وإيطاليا ومالطا وبلجيكا وجورجيا، بالإضافة إلى تونس. في المقابل، هناك من لا يبدي تفاؤلا حيال التحرك الأميركي، إذ يرى مدير المركز الليبي للبحوث والتنمية، السنوسي بسيكري، أن «مطرقة إخراج الروس وسندان الوضع العسكري والأمني والسياسي المعقد قد يدفعان خطة أفريكوم إلى إنتاج جنين مشوه، وكيان ناقص الفاعلية والتأثير»، وفق مقال صحفي نشر أخيرا. «غموض» الموقف الأميركي تجاه ليبيا ويتحدث بسيكري أيضا عن «الغموض الذي يكتنف توجهات البيت الأبيض وخياراته في ظل الرئيس دونالد ترامب، وتعاطيه مع المطامع الروسية التي قد تسير في غير الاتجاه الذي تخطط له أفريكوم». إجمالا، فإن مسار توحيد الجيش الليبي قد يفوق قدرة لجنة عسكرية من ضباط من الجانبين، بل إنه يواجه ما يراها باحثون «حزمة معقدة من القيود والعقبات، في ظل الانقسام السياسي، والقيود المالية والمؤسسية على أنشطة اللجنة العسكرية»، حسب مركز «المستقبل» للدراسات المتقدمة. ومن بين العوائق الأخرى، وفق المركز نفسه، «التحالفات الراسخة بين بعض القوى السياسية والمجموعات المسلحة، وصولا إلى تفاقم الإشكاليات والتهديدات الأمنية بوجه الدولة الليبية».
الوسط١٥-٠٣-٢٠٢٥سياسةالوسطتوحيد الجيش الليبي.. الملف «الأصعب» الذي يتجاهله الجميعفي ظل استمرار انقسام المؤسسات بين حكومتين، إحداهما في الغرب والثانية في الشرق، تتزايد التساؤلات عن مستقبل ملف توحيد الجيش الليبي، الذي يعتبره محللون الملف الأصعب الذي يتجاهله الجميع، خصوصا مع عدم توصل اللجنة العسكرية الليبية المشتركة «5+5»، المعنية بهذا الملف، إلى نتائج حاسمة بعد أكثر من أربعة أعوام ونصف العام على انطلاق اجتماعاتها في مدينة سرت. ويجمع محللون على أن «اللجنة العسكرية»، التي خرجت من رحم اتفاق جنيف، وتتألف من قادة في شرق وغرب ليبيا، باتت تقف عند «مفترق طرق»، خصوصا أن اجتماعاتها تزامنت مع مناورة جوية تقودها القوات الأميركية في سرت، وحديث سابق عن قوة أمنية مشتركة تزامن مع جمود سياسي في البلاد. «5+5» أمام مفترق طرق من جهته، أكد مصدر عسكري مقرب من قوات «القيادة العامة» أن اجتماعات (5+5) «مستمرة، وستعقد حسب المواقف التي تحصل علي الأرض تحديدا»، وفق ما ذكر لـ«الوسط». أما الجانب التابع لحكومة «الوحدة الوطنية الموقتة» في اللجنة العسكرية المشتركة، فقد تحدث على نحو واضح بأن توحيد الجيش الليبي وحسم ملف «المرتزقة» والمقاتلين الأجانب «يتطلبان وجود رئيس منتخب للدولة الليبية مدعوم من دول مسار برلين»، وفق ما ذكر اللواء مختار النقاصة، عضو اللجنة في تصريحات صحفية. ولم تخرج نتائج محددة بشأن توحيد الجيش عن اجتماع اللجنة العسكرية الليبية في القاهرة 11 فبراير الماضي، علما بأن عددا من أعضائها شاركوا في ورشة عمل في تونس بالشهر نفسه، خرجت بدعوة إلى وقف «التحريض» دون توضيح مصدره. ويرى محمد بويصير، المحلل الاستراتيجي الليبي المقيم في الولايات المتحدة، في تصريح إلى «الوسط»، أن «5+5 هى صيغة مرحلية يمكن تطويرها إلى قيادة للجيش الليبي من عشرة عسكريين ليبيين، ضمن محاولة الأميركيين تشكيل قيادة مشتركة». وتتعطل اجتماعات توحيد الجيش الليبي ضمن اللجنة العسكرية المشتركة «5+5» على وقع أزمات سياسية، علما بأنها تهدف كذلك لضمان تثبيت وقف إطلاق النار، وترتيب خروج المرتزقة والقوات الأجنبية. لكن هذه المرحلة من عمر اللجنة العسكرية ينظر إليها الباحث بالمعهد الملكي للخدمات المتحدة، جلال حرشاوي، من زاوية أخرى، بوصفها «لحظة حاسمة ومفترق طرق»، معتقدا أن «طريقة عملها منذ العام 2020 لم تكن مجدية أو فعالة على الإطلاق». تنطلق رؤية حرشاوي من القول إن اللجنة العسكرية الليبية «ضمت حتى الآن شخصيات تكاد تكون بلا نفوذ عسكري حقيقي على الأرض». ويشير الباحث المختص في الشؤون الليبية إلى ما يعتقد أنها «مقاومة من قِبل قوات (القيادة العامة) لأي مساواة من قادة تشكيلات بغرب ليبيا، من أمثال نائب وزير الدفاع عبد السلام الزوبي، أو قائد قوات المنطقة العسكرية بالساحل الغربي صلاح الدين النمروش». سيناريوهان متوقعان لـ«5+5» ووفق هذا التقدير، يرسم الباحث السياسي سيناريوهين عمل متوقعين لهذه اللجنة، يضعهما عند مفترق الطرق وفق اعتقاده، الأول أن «تستمر كما كانت خلال السنوات الخمس الماضية». أما الثاني من منظور حرشاوي فهو أن «تبدأ عملية تفاوض جدية تشمل شخصيات تملك نفوذا عسكريا فعليا، مثل الزوبي». ويقول: «قد تُتاح للجنة (5+5) فرصة حقيقية لإنجاز عمل مُجْدٍ إذا جرى إشراك قيادات عسكرية مؤثرة فعليا في المرحلة المقبلة». وسبق أن اتفق رئيسا أركان قوات «القيادة العامة» الفريق أول عبد الرازق الناظوري، والقوات التابعة لحكومة الوحدة الفريق أول محمد الحداد، على تشكيل هذه القوة المشتركة كـ«خطوة أولى لحماية الحدود»، وهو ما حدث قبل عامين بحضور قائد «أفريكوم»، مايكل لانجلي، في روما. رسالة واشنطن من مناورتها العسكرية في ليبيا ومن زاوية أوسع للأجواء المحيطة بعمل اللجنة العسكرية كان إعلان القوات الجوية الأميركية ما وصفته بـ«نشاط جوي في ليبيا»، بهدف تعزيز التكامل العسكري بين الشرق والغرب، وتحسين قدرات الدفاع الجوي، ومراقبة الحركة الجوية. وقبل هذه المناورة بشهر واحد، قالت السلطات الأميركية إن الاجتماعات التي أجراها وفد عسكري أميركي في ليبيا «أسهمت في تحديد السبل التي يمكن للولايات المتحدة أن تسلكها للتعاون مع السلطات الليبية، لإعادة توحيد جيش ليبيا الممزق؛ ليصبح حصنا حصينا في وجه العنف وعدم الاستقرار في المنطقة». ويذهب بويصير إلى تأييد الرأي القائل بأن المناورة التي أعلنت عنها واشنطن هى «رسالة موجهة إلى الروس عن مدى جدية الولايات المتحدة فى تدخلها فى ليبيا. كما أنها جزء من حملة لاستمالة حفتر بعيدا عن الروس». وخلصت ورقة بحثية صادرة عن المركز الليبي للدراسات الأمنية والعسكرية إلى أن المناورات العسكرية، وقبلها جولات قوات «أفريكوم» الأخيرة في ليبيا، تعكسان «استراتيجية أميركية واضحة لمنع أي تصعيد عسكري جديد، وفرض واقع لا بديل فيه عن جيش موحد كشرط للاستقرار السياسي والأمني في ليبيا»، علما بأن اللقاءات شملت قادة عسكريين وسياسيين من الشرق والغرب، بالإضافة إلى ممثلي اللجنة العسكرية المشتركة. وفي تعليق سابق، قال نائب أفريكوم: «قوة ليبيا ووحدتها خير لشعب ليبيا وللأمن الإقليمي»، معربا عن «التطلع إلى الاستفادة من الأنشطة والاستثمارات الدفاعية القائمة التي تسعى إلى تحقيق أهدافنا المشتركة، لتنعم ليبيا بالأمن والأمان والرخاء». وظهرت بوادر لهذا التحرك الأميركي في نوفمبر الماضي حين شارك أحد التشكيلات البحرية التابع لـ«القيادة العامة» مع نظيره بطرابلس في التمرين البحري «فينيكس إكسبريس»، الذي جاء بمشاركة القيادة العسكرية الأميركية بأفريقيا «أفريكوم» و12 دولة، منها: الجزائر وليبيا والمغرب وموريتانيا والسنغال وتركيا وإيطاليا ومالطا وبلجيكا وجورجيا، بالإضافة إلى تونس. في المقابل، هناك من لا يبدي تفاؤلا حيال التحرك الأميركي، إذ يرى مدير المركز الليبي للبحوث والتنمية، السنوسي بسيكري، أن «مطرقة إخراج الروس وسندان الوضع العسكري والأمني والسياسي المعقد قد يدفعان خطة أفريكوم إلى إنتاج جنين مشوه، وكيان ناقص الفاعلية والتأثير»، وفق مقال صحفي نشر أخيرا. «غموض» الموقف الأميركي تجاه ليبيا ويتحدث بسيكري أيضا عن «الغموض الذي يكتنف توجهات البيت الأبيض وخياراته في ظل الرئيس دونالد ترامب، وتعاطيه مع المطامع الروسية التي قد تسير في غير الاتجاه الذي تخطط له أفريكوم». إجمالا، فإن مسار توحيد الجيش الليبي قد يفوق قدرة لجنة عسكرية من ضباط من الجانبين، بل إنه يواجه ما يراها باحثون «حزمة معقدة من القيود والعقبات، في ظل الانقسام السياسي، والقيود المالية والمؤسسية على أنشطة اللجنة العسكرية»، حسب مركز «المستقبل» للدراسات المتقدمة. ومن بين العوائق الأخرى، وفق المركز نفسه، «التحالفات الراسخة بين بعض القوى السياسية والمجموعات المسلحة، وصولا إلى تفاقم الإشكاليات والتهديدات الأمنية بوجه الدولة الليبية».