منذ 13 ساعات
نافذة دعوات في إيران لضرب القوات الأميركية.. وتحركات غير مسبوقة
الاثنين 23 يونيو 2025 11:20 صباحاً
نافذة على العالم - في ظل التوتر المتصاعد بعد الضربات الأميركية الأخيرة التي استهدفت منشآت نووية داخل إيران، دعا مستشار بارز للمرشد الإيراني إلى توجيه ضربات صاروخية مباشرة على السفن الحربية الأميركية، وإغلاق مضيق هرمز، في واحدة من أكثر الدعوات الإيرانية حدة منذ بدء التصعيد.
وفي المقابل، كشفت تقارير أميركية عن نشر 16 قطعة بحرية في الشرق الأوسط، من بينها حاملتا طائرات ومجموعة من الطرادات والمدمرات، إلى جانب تعزيزات جوية شملت مقاتلات F-16 وF-22، تحسباً لأي رد عسكري إيراني محتمل قد يستهدف مصالح أميركية أو قواعد في العراق والخليج.
وفي مقابلة مع "سكاي نيوز عربية"، أكد محمد غروي، مدير مركز الجيل الجديد للإعلام في طهران، أن "الضربات الأميركية فتحت يد إيران أمام جميع الخيارات"، مضيفًا: "أبرز هذه الردود سيكون عبر الصواريخ، وبشكل خاص ضد الكيان الإسرائيلي الذي تعتبره إيران القاعدة المتقدمة لأميركا في غرب آسيا".
وقال غروي إن إيران تنظر إلى الضربات الأميركية كعدوان يبرر الرد المباشر، لكنه شدد على أن "استهداف القواعد الأميركية غير مرجح في هذه المرحلة، حفاظاً على العلاقات مع دول الجوار".
ولفت إلى أن الرد الإيراني "قد يطال قطعا بحرية أميركية أو حاملات طائرات، لكن سيكون محدودا ومدروسا لتفادي حرب شاملة".
مضيق هرمز وورقة الضغط النووي
أشار غروي إلى أن من بين خيارات إيران المطروحة "اللجوء إلى الخروج من معاهدة حظر الانتشار النووي (NPT)، والضغط على الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، معتبراً أن طهران كانت قد "أبقت هذه الأوراق جانبا، لكنها قد تستخدمها الآن بعد تصعيد واشنطن".
وأوضح أن موضوع مضيق هرمز "يبقى أحد أبرز أدوات الضغط الإيرانية على الاقتصاد العالمي، وأنه خيار قائم ضمن الردود المحتملة"، مع الإشارة إلى أن هناك حراكا حقوقيا إيرانيا في المحافل الدولية لإثبات "حق طهران في الدفاع عن نفسها".
رد مؤجل أم تصعيد مدروس؟
وعن تأخر الرد الإيراني، قال غروي: "إيران لا ترد تحت ضغط التوقيت الأميركي، بل تختار الزمان والمكان وفق حساباتها الاستراتيجية"، مؤكدا أن "طهران تدير هذه الحرب بهدوء وذكاء، وتختار متى وأين ترد لضمان أكبر أثر ممكن".
وحول تصريحات الخارجية الإيرانية عن "الاحتفاظ بحق الرد"، أوضح أن هذا "لا يعني تأجيل الرد، بل تأكيد أن القرار بيد إيران"، مضيفًا: "حتى الرد على الضربات الإسرائيلية الأخيرة جاء بعد 13 ساعة، وكان مدروسا".
لا مفاوضات في ظل الحرب
استبعد غروي عودة قريبة للمفاوضات بين واشنطن وطهران، مؤكدا أن "الثقة بين الطرفين وصلت إلى الصفر بعد هذه الحرب"، وقال: "الأميركي يقول إنه دمر البرنامج النووي الإيراني، فماذا بقي للتفاوض عليه؟ المفاوضات والحرب لا يمكن أن يسيرا معًا، وعلى واشنطن أن تختار".
إيران وحرب الاستنزاف: من يملك النفس الأطول؟
وحول احتمالات تحوّل المواجهة إلى حرب استنزاف طويلة، قال غروي إن "إيران مستعدة لهذه الحرب، ولديها تجربة الحرب مع العراق في الثمانينات، واليوم هي أقوى عسكريا وبشريا وتكنولوجيا"، مضيفًا أن "إسرائيل هي الطرف الأضعف في هذه المعادلة، ولا يمكنها تحمل حرب طويلة المدى".
رسالة إلى الداخل الإسرائيلي
واعتبر غروي أن "ما تراه إسرائيل من دمار في تل أبيب وحيفا لم يكن حتى في أحلام الإيرانيين سابقا"، مضيفا أن "المشاهد التي تعرض اليوم في قلب إسرائيل كانت حلما، وأصبحت واقعا"، مشيرًا إلى "هروب جماعي من مطارات إسرائيل وتوقف الحياة في أغلب المدن الكبرى".
ردود إسرائيلية وعمليات دقيقة
بالمقابل، نقلت مصادر عسكرية إسرائيلية أن الضربات الأميركية والإسرائيلية استهدفت مواقع لإنتاج وتخزين صواريخ وطائرات مسيرة إيرانية، شملت مواقع في أصفهان وبوشهر والأحواز وخرمشهر، مشيرة إلى أن بعضها يقع على بعد أكثر من 2000 كلم داخل الأراضي الإيرانية.
وأكد غروي أن "إيران تعرف أن هذه هي الحرب، ويوم لنا ويوم عليهم"، لكنه أضاف: "الضربات الإيرانية كانت مركزة واستهدفت مواقع عسكرية حساسة داخل إسرائيل، لكن الإعلام الإسرائيلي يتعمد إخفاء نتائجها الحقيقية".
يبدو أن المواجهة بين طهران وواشنطن دخلت مرحلة جديدة من الصراع المفتوح، مع استمرار تبادل الضربات والتلويح بخيارات استراتيجية، وسط تحركات عسكرية أميركية وإسرائيلية غير مسبوقة، وردود إيرانية تتجاوز طابع الردع التقليدي.
وفي ظل غياب أي مسار تفاوضي، تبقى المنطقة على حافة مواجهة أوسع قد تعيد رسم خريطة النفوذ والتوازنات في الشرق الأوسط.