أحدث الأخبار مع #مسرح_المدينة


الشرق الأوسط
منذ 3 أيام
- ترفيه
- الشرق الأوسط
«غسق» تحطّ رحالها في بيروت بعد جولة أوروبية
تُعرض على خشبة «مسرح المدينة» مسرحية «غسق» للمخرجة كريستيل خضر، بدعم من المعهد الفرنسي والسفارة النرويجية في لبنان. وقد اقتبستها عن «الساعون إلى العرش» للكاتب النرويجي الشهير هنريك إبسن، المُلقب بـ«أبو الدراما الحديثة». يُشارك في بطولة العمل كل من رودريغ سليمان، وإيلي نجيم، وروي ديب، وطارق يعقوب. وبعد جولات أوروبية ناجحة شملت فرنسا، وإيطاليا، وإسبانيا، تحطُّ رحالها اليوم في بيروت، وتتناول الصِّراع على السلطة في النرويج خلال العصور الوسطى، بما يُحاكي فشل الدولة اللبنانية في النهوض بعد الحرب. تدور أحداث «غسق» في 1 سبتمبر (أيلول) 2020، بمناسبة المئوية الأولى لقيام دولة لبنان الكبير. يقف الممثلون الأربعة في مواجهة الجرَّافات. ويُصبح اللقاء المسرحي فعل مقاومة في وجه النسيان والإفلات من العقاب، ويطرح العمل سؤالاً أساسياً: «هل يمكن بناء سلام فعلي في غياب عدالة حقيقية؟». تجد المخرجة كريستيل خضر في المسرح أسلوباً للتعبير عن أفكارها وهواجسها، وتُخاطب من خلال العمل أبناء جيلها، الذين كبروا في ظلّ تسويات ما بعد الطائف. تحاكي كريستيل خضر أبناء جيلها في العمل (مكتب إعلام المسرحية) تسألها «الشرق الأوسط» هل وجدت أجوبة عن أسئلتها، فتجيب: «في كل عمل أقدِّمه، لا أنطلق من أجوبة جاهزة، بل من أسئلة تُقلقني. وخلال سير العمل، تظهر أمامنا تساؤلات جديدة، غالباً ما تبقى بلا إجابات. ولو كنتُ أملك اليقين، لما كان للعمل ذاك الأثر أو العمق. لذلك، أفضّل أن أترك للجمهور مهمة التأمل والبحث، خصوصاً أن المسرحية تطرح السؤال الجوهري: أين نحن اليوم؟ وربما، ذات يوم، يكون لنا من الشجاعة ما يكفي لنُقدِم على الفعل... الفعل الذي يكسر الحلقة المُفرغة من الكوارث التي وُلدنا فيها». تتناول المسرحية موضوعات عدّة، من بينها العدالة الأبوية والسلطة، وتُبرز الالتباس الذي يعيشه اللبناني بين العتمة والضوء. ويأتي عنوانها من هذه المشهدية. وتعلّق كريستيل: «لا أقف عند العنوان كجملة شاعرية، وقد أطلقت هذا الاسم على المسرحية لأننا مُعلَّقون بالزمن. وفي النهاية، أنا أقوم بعملي بوصفي فنانة أعمل في مجال المسرح». بدأت كريستيل التحضير للمسرحية، ومن ثَمَّ عرضها، منذ نحو 3 سنوات، وكان لبنان يومها يمرُّ بأيام عصيبة. فهل واجهت صعوبات معينة في تنفيذها؟ ترد: «في العمل المسرحي، يستمتع المخرج مهما كان التنفيذ صعباً. لقد قمتُ بأبحاث كثيرة ساعدتني على تلمّس خطواتي، ويمكنني القول إنني لم أواجه صعوبات تُذكر، وقد ساعدني في ذلك فريق عمل متكامل من ممثلين وتقنيين». حازت مسرحية «غسق» على منحة «إبسن سكوب» لعام 2019، وبدعم من مؤسسات أوروبية للإنتاج، من مسارح في مدن مونبيلييه، وتولوز، وألبي الفرنسية. تطرح المسرحية أسئلة وجدانية كثيرة (مكتب إعلام المسرحية) جابت كريستيل بالمسرحية عدداً من الدول الأوروبية بين عامي 2023 و2025، متنقلة من ليون، وتولوز، ومرسيليا في فرنسا، إلى برشلونة في إسبانيا، وتورينو في إيطاليا. وعند المقارنة بين هذه العروض وتلك التي تُقدَّم اليوم في لبنان، تؤكد كريستيل أن للتجربة اللبنانية طابعاً خاصاً، فتقول: «لا شك أن العروض في لبنان كانت مختلفة في الجوهر، إذ نشترك مع جمهورنا هنا في الذاكرة الجمعية نفسها. وننطلق من السياقات نفسها، ونلتقي عند نقاط وجع وأمل متشابهة. لذلك، كان وقع المسرحية أعمق وأقسى على المُشاهد اللبناني، لأنها تلامس جراحه المفتوحة، وتستحضر في داخله الغصّة والحسرة. ورغم التقدير الكبير والتفاعل الجميل الذي لقيته العروض الأوروبية، فإن ما حملته الخشبة في بيروت من ضحك وحزن وتسلية كان أشدّ وقعاً، وأصدق تأثيراً».


الشرق الأوسط
١٢-٠٥-٢٠٢٥
- ترفيه
- الشرق الأوسط
«فولي بوكد»... ترفيهية كوميدية هدفها المسؤولية
لأول مرة، سيشهد جمهور المسرح عرضَ عملين مسرحيين ضمن عرضٍ واحدٍ. المسرحية الكوميدية الترفيهية «فولي بوكد»، من إخراج وتمثيل طوني رومانوس. يستضيفهما «مسرح المدينة» في بيروت يومي 20 و21 مايو (أيار) الحالي، ويشكّل العمل تجربة مسرحية مزدوجة، إذ يعيش الجمهور مغامرتين مسرحيتين متوازيتين من دون أن تلتقيا إلَّا في قلب المتفرج. «فولي بوكد» هو عرض كوميدي لا يكتفي بإثارة الضحك، بل يزرع في النص والمشهد مشاعر عميقة، وطبقات من التأمل. وبأسلوب الـ«Farce» الهزلي، يستدرج طوني رومانوس الجمهور إلى ساعة من الضحك المتواصل، تتخلَّلها لحظات مؤثرة، في نصٍّ كُتب بعناية، يمرُّ بخفة على موضوعات ثقيلة، ليُضحك من دون ابتذال، ويؤلم من دون مباشرة. تعرض «فولي بوكد» في 20 و21 مايو الحالي (طوني رومانوس) يقول رومانوس لـ«الشرق الأوسط»، إن «العرض ليس مجرّد ضحكة، بل تجربة تبقى مع المتفرِّج بعد مغادرته القاعة. والرسالة التي يحملها بسيطة وعميقة: إن لم تكن مسؤولاً، فهذه عواقبك. وهذا العمل هو جزء من سيرةٍ عشتها، حين تخلَّيت عن المسؤولية في مرحلةٍ من حياتي، وتعلَّمتُ دروساً من تراكم تجاربي». تمتدّ المسرحية لنحو ساعة من الضحك المتواصل، واسمها جاء من واقعٍ طريف، والسبب في تقديم مسرحيتين في عرض واحد يعود إلى أن مدير المسرح أجَّرَ الخشبة لمخرجَين معاً، فامتلأت مقاعد الصالة بالكامل، «فولي بوكد» (Fully Booked)، ومنها استوحى رومانوس العنوان. تتناول المسرحية الأولى حكاية مخرج محترف يخشى على عمله، والثانية عن خريجة فنون تدخل عالم المسرح للمرة الأولى، في عرضٍ يسلِّط الضوء على خلفيات مهنة لا ترحم، وعلى صراعات فنيَّة وإنسانية تمرُّ غالباً بصمت خلف الكواليس. ريتا رومانوس تشارك في «فولي بوكد» (طوني رومانوس) يتطرق رومانوس في العملين إلى مواقف وأحداث تواجهها الأعمال الفنية، سواء في اختيار الممثلة تحت عنوان «كوني جميلة واصمتي»، أو من خلال تسليط الضوء على مخرجين لا يعملون في أماكنهم المناسبة. ويقول: «حرصت على إبراز مشكلات من هذا النوع وغيرها، كما أوليت اهتماماً لعمق الكلمة والرسالة في نصّ بسيط ومتماسك». رومانوس الذي كتب المسرحيتين على مراحل؛ الأولى في عام 2020 والثانية في 2023، جمعهما لاحقاً تحت نصٍ واحد بعنوان «أوركسترا»، قبل أن يستقر على «فولي بوكد». ويعلّق: «فكرة أن يشهد الجمهور مسرحيتين في عرض واحد راودتني طويلاً. هذا التحدّي الدرامي والبصري شكَّل لي مغامرة، وقررت أن أخوضها بالكامل». يُشارك في المسرحية 5 ممثلين وممثلات، هم: روي ديك، وفادي نجار، وإيلي أبو عبدو، وريتا رومانوس، وطوني رومانوس. سبق أن قدّم رومانوس مسرحيات عدّة من إخراجه، منها: «كيف مات»، «ورطة»، و«جوّا»، وكلّها تنتمي إلى نوع الكوميديا الهادفة، بعيداً عن الضحك المبتذل. «أحب العمل في المسرح الكوميدي، فهو بالنسبة لي أفضل مساحة للتعبير عن الألم الذي نهرب منه بالضحك». طوني رومانوس مخرج العمل يبحث في أعماله عن الضحكة الهادفة يشير رومانوس إلى أن المسرح اللبناني يشهد اليوم مرحلةً من النهضة والانفتاح، ويأمل أن يكون فضاءً يجمع مختلف الشرائح الاجتماعية. «أفضل المسرح البسيط في لغته والمباشر في رسالته، وأتجنَّب المصطلحات الرنانة مثل (المسرح التثقيفي) أو (مسرح النخبة). ما أريد أن يدركه المشاهد هو أن المسؤولية هدف علينا تحقيقه». اللافت في «فولي بوكد» هو أن الجمهور سيُشاهد مسرحيتين مستقلتين، لكلٍّ منهما ديكورها ونصها وإضاءتها، لكنهما تُعرضان في الوقت نفسه على خشبة واحدة. يتابع رومانوس: «لن تكون بداية العملين ونهايتهما واحدة، والأهم من ذلك أن مضمونهما لن يكون سطحياً أو سخيفاً». يفخر طوني رومانوس بتقديمه أول عمل مسرحي من هذا النوع في لبنان والعالم، مشيراً إلى تأثُّره بأساتذته في الجامعة اللبنانية، ومنهم الراحل ريمون جبارة، وغبريال يمين، وجوليا قصَّار: «لا أستطيع تحديد ما تعلمته منهم، لكنهم بلا شك أناروا لي الطريق وسرت على خطاهم. لقد نفخوا فينا خبراتهم، وحقنوا مواهبنا بمعرفتهم، فولَّدت أرواحاً متأثرة بهم». ويختم رومانوس حديثه: «كل ما يمكن أن يؤلف كلمة (أحاسيس) سيختبرها المشاهد خلال العرض. سيضحك ويحزن، سيفرح ويبكي. وسيعيش مغامرة لن تنتهي ذكرياتها بخروج الجمهور من الصالة».