أحدث الأخبار مع #مسرحبنيسويف


نافذة على العالم
٠٦-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
- نافذة على العالم
أخبار العالم : رسالة عمرها 20 عاما.. سمير غريب يستعيد علاقة صداقة مع المخرجة جوسلين صعب
السبت 5 أبريل 2025 08:15 مساءً نافذة على العالم شارك الكاتب سمير غريب، رئيس المركز المصري للارتقاء بالثقافة والتراث، ورئيس الجهاز القومي للتنسيق الحضاري السابق، رسالة من صديقته الصحفية والمخرجة اللبنانية الراحلة جوسلين صعب (ولدت 30 أبريل 1948 في بيروت وتوفيت في 7 يناير 2019 في باريس) بعد عشرين عاما من إرسالها له؛ حيث عثر عليها ضمن أوراقه، حيث ألتقى بها لأول مرة في بيت الممثلة (وقتها) حنان ترك عام 2005 حيث شاهدا فيلمهما "دنيا" آخر أفلام جوسلين. سمير غريب وكتب سمير غريب عبر حسابه بموقع "فيس بوك":"هذه رسالة من صديقتي العزيزة المخرجة السينمائية جوسلين صعب (رحمها الله). كانت مختفية في أوراقي منذ عشرين عاما. في هذه الرسالة تتذكر جوسلين أشياء كثيرة عني وتذكرني بها. يالجمالها.. كانت تقيم في باريس. كانت قد بدأت رحلتها مع المرض. كتبت جوسلين الرسالة بأسلوب فريد بالفرنسية. استمتعت وأنا أترجمها إلى العربية وأعادت لي البكاء. لم تكن بيننا علاقة خاصة. لكنها كـتبت بإلهام أو ما يشبه الإلهام. إقرأ مثلا وصفها: "غول حب"!! ولا أريد تكرار أوصاف أخرى.. لكنني أعدت اكتشاف صداقتي مع جوسلين بعد عشرين عاما!! وبعد رحيلها بست سنوات!! وتابع سمير غريب: ذكرت هي الصديقين الكاتبين بهجت النادي وعادل رفعت المقيمين في باريس، واللذين يكتبان تحت اسم واحد مستعار هو "محمود حسين". يبدو أنني الذي عرفتهما عليها. كما تحدثت عن مقالي الأسبوعي الذي كنت أنشره في جريدة الأخبار تحت عنوان "نظرة إلى المستقبل" في تلك السنوات. ذكرت أيضا كتابي عن السريالية الذي أهديته إليها، والذي قرأته على سرير المستشفى، "في بضع نصف ساعات من الوضوح"، عندما كانت تعالج من سكتة دماغية. كتبت أن السريالية غابت عن حياتها. لكن الفنانين السرياليين كانوا المفضلين عندها. المخرجة جوسلين صعب واستطرد: ختمت رسالتها بأنها قرأت مقالي "عن مسرح بني سويف". قصدت ذلك المقال الذي كتبته في جريدة الأخبار عن احتراق مسرح قصر ثقافة بني سويف بمن كانوا فيه من فنانين ونقاد وجمهور في 5 سبتمبر 2005. المقال الذي أغضب مني فاروق حسني وزير الثقافة وقتها. لذا أنهت جوسلين رسالتها لي بقولها "أفكر فيك وفي أصدقائك المفقودين إلى الأبد". وأنا لا أنساك جوسلين. وفي سياق السطور التالية نستعرض نص الرسالة: رسالة من جوسلين صعب الجمعة 7 أكتوبر 2005 الساعة 11.46 مساء أهلا سمير: طلبت مني أن أكتب. لم أستطع بعد. لكنني قطعت صفحة من دفتر يومياتي. صفحة حميمة بلا تصحيح أُلقيت عشوائيا قبل أن أنام. عادل وبهجت زاراني. لحظة من السعادة. عرضت عليهما تكرار زيارتهما كثيرا. في اليوم السابق عدت في الوقت المناسب. فتحت صفحة الرأي في جريدة الأخبار على الانترنت. من الثلاثاء إلى الثلاثاء أحاول تعقب الصورة الجانبية لشخص يختبئ خلف باب "نظرة إلى المستقبل". اكتشفت كتابته ويبدو لي حتى الآن مألوفا بشكل فظيع. لم أعرفه إلا مؤخرا هذا الكاتب حر التفكير. في صيف 2005 أعطاني كتابه عن السريالية. لكن رطوبة صيف 2005 في القاهرة حطت على ذهني الذي خيم عليه ألم ممل لا علاقة له بغياب السريالية عن حياتي. قررت على الرغم من إصراره على بعدم القيام بمجهود أن أبدأ قراءة كتاب باللغة العربية، ليس ذلك فقط، بل دراسة أدبية.. لكنني احتفظت به معي. الصدفة أرادت أن يرافقني هذا الكتاب في رحلاتي من القاهرة إلى باريس ومن باريس إلى مونتريال والعودة أخيرا إلى باريس. أعدت اكتشافه فوق سرير مستشفى مصابة بسكتة دماغية. أحتفظت به من أجل بضع نصف ساعات من الوضوح اليومي ككتاب بجانب السرير. لكنه شدني. ذكرى الحب المجنون عند السرياليين، الفنانون المفضلون عندي، الذين عبروا وصنعوا هذه الفترة، أضافوا إلى رقة روحه وحسه السردي اللون والحيوية في مخي غير المنظم. كنت أقيم آنذاك في مستشفى "لا بيتيه – سالبيتريير". هذا يعني شيئا ما أنني عدت من رحلة ما وراء القبر. اكتشفت إذن كاتب قلمه رشيق، نظرته حنونة لكل شيئ حوله... وفي مقالاته يرسم بدقة طبية عيوب المجتمع. تُلفت التفاصيل انتباهه. تفتنه الحياة اليومية. غول حب. يرغب بشدة في التخلص من القبح. فنان يرسم لوحة. كانت أول مرة تصفحت فيها إحدى مقالاته في القاهرة. دفعني ذلك على الحرص على ألا تفوتني مقالاته لكنني أهملتها. حتى جاء يوم بلا صبر أوقف سيارته عندما كنا ذاهبين إلى المسرح ليحصل لي على نسخة من بائع الصحف. كان ذلك تصرفا سيئا منه لأن رجل المرور أعطاه مخالفة. لم أفهم عصبيته إلا متأخرة جدا. بلا شك هذا المساء تعود مقالاته من الثلاثاء إلى الثلاثاء. لدى الرجل حس مدني وسياسي حاد للغاية يترجمه قلمه بسخرية لا يبحث حتى عن استغلالها. إنه ينزلق فوقها كما لو كان يريد أن ينقل مدى خطورة ما يقوله دون التأكيد عليه على الإطلاق. لمن يريد سماعه. في ذلك اليوم، أردت أن ألعب على عصبيته، فألقيت عليه بنبرة خفيفة كما في حوار في فيلم "لنتـطـلَق". عرفته قليلا جدا. لم أقابله إلا بضع ساعات في حياتي. وقت المشاركة في فيلم، وحب مشترك للمسرح. أجابني بحسه الحاد بالملاءمة " ليس للقليل" موقف مقلوب أو معكوس. النهاية قبل البداية مما يسمح بالبداية الأصلية لسيناريو من السيناريوهات التي أحبها. ملاحظة: قرأت مقالك عن مسرح بني سويف. أزعجني. أفكر فيك وفي أصدقائك المفقودين إلى الأبد".


الدستور
٠٥-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
- الدستور
رسالة عمرها 20 عاما.. سمير غريب يستعيد علاقة صداقة مع المخرجة جوسلين صعب
شارك الكاتب سمير غريب، رئيس المركز المصري للارتقاء بالثقافة والتراث، ورئيس الجهاز القومي للتنسيق الحضاري السابق، رسالة من صديقته الصحفية والمخرجة اللبنانية الراحلة جوسلين صعب (ولدت 30 أبريل 1948 في بيروت وتوفيت في 7 يناير 2019 في باريس) بعد عشرين عاما من إرسالها له؛ حيث عثر عليها ضمن أوراقه، حيث ألتقى بها لأول مرة في بيت الممثلة (وقتها) حنان ترك عام 2005 حيث شاهدا فيلمهما "دنيا" آخر أفلام جوسلين. سمير غريب وكتب سمير غريب عبر حسابه بموقع "فيس بوك":"هذه رسالة من صديقتي العزيزة المخرجة السينمائية جوسلين صعب (رحمها الله). كانت مختفية في أوراقي منذ عشرين عاما. في هذه الرسالة تتذكر جوسلين أشياء كثيرة عني وتذكرني بها. يالجمالها.. كانت تقيم في باريس. كانت قد بدأت رحلتها مع المرض. كتبت جوسلين الرسالة بأسلوب فريد بالفرنسية. استمتعت وأنا أترجمها إلى العربية وأعادت لي البكاء. لم تكن بيننا علاقة خاصة. لكنها كـتبت بإلهام أو ما يشبه الإلهام. إقرأ مثلا وصفها: "غول حب"!! ولا أريد تكرار أوصاف أخرى.. لكنني أعدت اكتشاف صداقتي مع جوسلين بعد عشرين عاما!! وبعد رحيلها بست سنوات!! وتابع سمير غريب: ذكرت هي الصديقين الكاتبين بهجت النادي وعادل رفعت المقيمين في باريس، واللذين يكتبان تحت اسم واحد مستعار هو "محمود حسين". يبدو أنني الذي عرفتهما عليها. كما تحدثت عن مقالي الأسبوعي الذي كنت أنشره في جريدة الأخبار تحت عنوان "نظرة إلى المستقبل" في تلك السنوات. ذكرت أيضا كتابي عن السريالية الذي أهديته إليها، والذي قرأته على سرير المستشفى، "في بضع نصف ساعات من الوضوح"، عندما كانت تعالج من سكتة دماغية. كتبت أن السريالية غابت عن حياتها. لكن الفنانين السرياليين كانوا المفضلين عندها. المخرجة جوسلين صعب واستطرد: ختمت رسالتها بأنها قرأت مقالي "عن مسرح بني سويف". قصدت ذلك المقال الذي كتبته في جريدة الأخبار عن احتراق مسرح قصر ثقافة بني سويف بمن كانوا فيه من فنانين ونقاد وجمهور في 5 سبتمبر 2005. المقال الذي أغضب مني فاروق حسني وزير الثقافة وقتها. لذا أنهت جوسلين رسالتها لي بقولها "أفكر فيك وفي أصدقائك المفقودين إلى الأبد". وأنا لا أنساك جوسلين. وفي سياق السطور التالية نستعرض نص الرسالة: رسالة من جوسلين صعب الجمعة 7 أكتوبر 2005 الساعة 11.46 مساء أهلا سمير: طلبت مني أن أكتب. لم أستطع بعد. لكنني قطعت صفحة من دفتر يومياتي. صفحة حميمة بلا تصحيح أُلقيت عشوائيا قبل أن أنام. عادل وبهجت زاراني. لحظة من السعادة. عرضت عليهما تكرار زيارتهما كثيرا. في اليوم السابق عدت في الوقت المناسب. فتحت صفحة الرأي في جريدة الأخبار على الانترنت. من الثلاثاء إلى الثلاثاء أحاول تعقب الصورة الجانبية لشخص يختبئ خلف باب "نظرة إلى المستقبل". اكتشفت كتابته ويبدو لي حتى الآن مألوفا بشكل فظيع. لم أعرفه إلا مؤخرا هذا الكاتب حر التفكير. في صيف 2005 أعطاني كتابه عن السريالية. لكن رطوبة صيف 2005 في القاهرة حطت على ذهني الذي خيم عليه ألم ممل لا علاقة له بغياب السريالية عن حياتي. قررت على الرغم من إصراره على بعدم القيام بمجهود أن أبدأ قراءة كتاب باللغة العربية، ليس ذلك فقط، بل دراسة أدبية.. لكنني احتفظت به معي. الصدفة أرادت أن يرافقني هذا الكتاب في رحلاتي من القاهرة إلى باريس ومن باريس إلى مونتريال والعودة أخيرا إلى باريس. أعدت اكتشافه فوق سرير مستشفى مصابة بسكتة دماغية. أحتفظت به من أجل بضع نصف ساعات من الوضوح اليومي ككتاب بجانب السرير. لكنه شدني. ذكرى الحب المجنون عند السرياليين، الفنانون المفضلون عندي، الذين عبروا وصنعوا هذه الفترة، أضافوا إلى رقة روحه وحسه السردي اللون والحيوية في مخي غير المنظم. كنت أقيم آنذاك في مستشفى "لا بيتيه – سالبيتريير". هذا يعني شيئا ما أنني عدت من رحلة ما وراء القبر. اكتشفت إذن كاتب قلمه رشيق، نظرته حنونة لكل شيئ حوله... وفي مقالاته يرسم بدقة طبية عيوب المجتمع. تُلفت التفاصيل انتباهه. تفتنه الحياة اليومية. غول حب. يرغب بشدة في التخلص من القبح. فنان يرسم لوحة. كانت أول مرة تصفحت فيها إحدى مقالاته في القاهرة. دفعني ذلك على الحرص على ألا تفوتني مقالاته لكنني أهملتها. حتى جاء يوم بلا صبر أوقف سيارته عندما كنا ذاهبين إلى المسرح ليحصل لي على نسخة من بائع الصحف. كان ذلك تصرفا سيئا منه لأن رجل المرور أعطاه مخالفة. لم أفهم عصبيته إلا متأخرة جدا. بلا شك هذا المساء تعود مقالاته من الثلاثاء إلى الثلاثاء. لدى الرجل حس مدني وسياسي حاد للغاية يترجمه قلمه بسخرية لا يبحث حتى عن استغلالها. إنه ينزلق فوقها كما لو كان يريد أن ينقل مدى خطورة ما يقوله دون التأكيد عليه على الإطلاق. لمن يريد سماعه. في ذلك اليوم، أردت أن ألعب على عصبيته، فألقيت عليه بنبرة خفيفة كما في حوار في فيلم "لنتـطـلَق". عرفته قليلا جدا. لم أقابله إلا بضع ساعات في حياتي. وقت المشاركة في فيلم، وحب مشترك للمسرح. أجابني بحسه الحاد بالملاءمة " ليس للقليل" موقف مقلوب أو معكوس. النهاية قبل البداية مما يسمح بالبداية الأصلية لسيناريو من السيناريوهات التي أحبها. ملاحظة: قرأت مقالك عن مسرح بني سويف. أزعجني. أفكر فيك وفي أصدقائك المفقودين إلى الأبد".